• أجرى المعهد الطبيّ في العاصمة التشيكيّة براغ دراسة على ما يحدث للمُحتَضِر أثناء عمليّة الموت، وما يراه الإنسان في آخر لحظات حياته، وهي ما تسمى "سكرات الموت" وقد أكدت المشاهدات أن المحتضر يرى أشياء من قبيل عرض لشريط ذكرياته خلال فترة حياته, كما يرى نفقاً في نهايته ضوء أبيض..

بإسقاط بسيط يمكن رصد الأعراض ذاتها لدى سوق الدولار السوداء, وشريط حياته بدا سريعاً لا يمكث طويلاً عند ذكرى 1$=650 ليرة سورية, حتى يمر بذكرى 1$ = 520 ليرة سورية, فيلفظ أخر الأنفاس عن المشاهدات : 1$ =434 ليرة سورية مع قرارات جريئة تسمح للمواطن باستلام الدولار الوارد إليه من الخارج وبلا سقوف,ليتحول الدولار بذلك إلى سلعة يمكن حيازتها بسهولة وليخرج الحاكم مؤكداً أنه يمكن لأي مواطن اقتناء الدولار وهذا حق طبيعي له!!

ولتكتمل أعراض سكرات الموت تلك , يحاول البعض من أعمدة السوق السوداء أن يرى نفقاً في نهايته ضوء أبيض, فيتحدث عن مفاجآت ما بعد رأس السنة والتي ستشهد ارتفاعاً مجنوناً في قيمة الدولار أمام الليرة السورية, فينصح بالشراء تارةً ويؤكد حصوله على تسريبات من المركزي بأن الدولار إلى ارتفاع تارة أخرى, جاعلاً من الارتفاعات الطفيفة في سعر الدولار حالياً – وعلى تواضع قيمها – شاهداً على مايدعي!!

(التوثيق موجود من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي بلغ الأمر بإحداها أن اعتذرت في أحد الايام الماضية عن " التحليل الى ان تستقر الاسواق ونشوف نهايه المشوار مع المركزي", فضلاً عن دعوات وتوسلات لعامة الناس لشراء الدولار لأنه سيرتفع "والله وأعلم")

• في خضم احتضار السوق السوداء, يطرح بعض المدخرين سؤالاً مشروعاً هنا..ما هو الاستثمار الأمثل في هكذا أوقات؟!

هل سيصدق السوق الأسود ويرتفع الدولار بعد هذه الموجة؟! إن كانت الإجابة نعم كم يجب أن نقتني من الدولارات؟!

وإن كانت لا, فما هو الاستثمار الأمثل؟!

ستتكفل الصورتين المرفقتين أدناه بالإجابة على هذا التساؤل المشروع :

1- إن التزايد الملحوظ في سعر الصرف من 50 ليرة/ دولار إلى 575 ليرة / دولار خلال الفترة (2011-2016) والذي تبعه استقرار كبير في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية عند حدود 514 ليرة سورية / دولار لفترة 14 شهراً , والمتبوعة لاحقاً بانخفاض ملحوظ لحدود 434 ليرة سورية / دولار..

إنما هو تجسيد واضح لمنهجية عمل المركزي والتي تجعل من الصعب التخيل أنه بالسذاجة التي ستجعل الأمور تنفلت منه ويعود الدولار إلى ارتفاعات غير مرغوبة, سيما وأنه قد سعى إلى بناء جسور ثقة مع المواطنين خلال سنة كاملة لن يكون على استعداد للتفريط بها لأبسط الأسباب..

2- إن الدولة السورية اليوم,ممثلة بجيشها الباسل والحلفاء فرضت سيطرتها على معظم الجغرافيا السورية, وبات حديث إعادة الإعمار أكثر استساغة للسمع من حديث "الحرية والثورة " الممل..

على الرغم من المشوار الطويل الذي يجب أن يسلكه الاقتصاد السوري في مسيرة التعافي إلا أن جاهلاً من ينكر أن سورية بعد الحرب ليست كما قبلها, سيما وان اكتشافات الغاز, ومرحلة الإعمار القادمة ستفرض سورية كبيئة استثمارية خصبة جاذبة لرؤوس الأموال, ولأن رأس المال يدرك تماماً القيمة الجوهرية للزمن فقد بدأت رؤوس الأموال هذه بالتدفق نحو سورية..

فما كان من سوق دمشق للأوراق المالية (مرآة الاقتصاد) إلّا أن استجابت لهذه التدفقات شاهدةً ارتفاع في قيم أسهمها –وخاصة قطاع البنوك كما هو موضح في الصورة أدناه- بنسب كبيرة تجعل من الاستثمار في البورصة حافزاً لا يستهان به, سيما وأن قواعد ضبط التداول في السوق تحمي المستثمرين وتوقيهم مخاطر خسائر سريعة ومفاجئة – كما هو الحال في سوق الدولار -

 

• ختاماً : حقيقة انتصار الدولة السورية في معركتها مع الإرهاب , باتت أمراً واقعاً, يجب التعامل معه, وهو مايجعل الاستثمارات في الليرة السورية (عملة البلد المنتصر) مثيراً لشهية المستثمر الهادف إلى تحقيق أرباح مستقبلية, وبمخاطرة أقل من تلك التي تنطوي عليها المضاربة في سوق الدولار السوداء...سقوط الدولار في ال15 يوم الأخيرة دليلاً كافياً على هذه المخاطرة..

 

الصورة (1) : رسم توضيحي لتغير سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار خلال الفترة (7/12/2016-7/12/2017) المصدر : موقع مصرف سورية المركزي

الصورة (2):مقارنات بين أسعار أسهم 13 بنك,مدرج في سوق الأوراق المالية في جلسة 2/1/2017 من جهة وجلسة 11/12/201, مصدر الأسعار :موقع سوق دمشق للأوراق المالية.

  • فريق ماسة
  • 2017-12-11
  • 11702
  • من الأرشيف

السوق السوداء تحتضر..والليرة السورية أول المشاركين في مراسم التشييع ...

• أجرى المعهد الطبيّ في العاصمة التشيكيّة براغ دراسة على ما يحدث للمُحتَضِر أثناء عمليّة الموت، وما يراه الإنسان في آخر لحظات حياته، وهي ما تسمى "سكرات الموت" وقد أكدت المشاهدات أن المحتضر يرى أشياء من قبيل عرض لشريط ذكرياته خلال فترة حياته, كما يرى نفقاً في نهايته ضوء أبيض.. بإسقاط بسيط يمكن رصد الأعراض ذاتها لدى سوق الدولار السوداء, وشريط حياته بدا سريعاً لا يمكث طويلاً عند ذكرى 1$=650 ليرة سورية, حتى يمر بذكرى 1$ = 520 ليرة سورية, فيلفظ أخر الأنفاس عن المشاهدات : 1$ =434 ليرة سورية مع قرارات جريئة تسمح للمواطن باستلام الدولار الوارد إليه من الخارج وبلا سقوف,ليتحول الدولار بذلك إلى سلعة يمكن حيازتها بسهولة وليخرج الحاكم مؤكداً أنه يمكن لأي مواطن اقتناء الدولار وهذا حق طبيعي له!! ولتكتمل أعراض سكرات الموت تلك , يحاول البعض من أعمدة السوق السوداء أن يرى نفقاً في نهايته ضوء أبيض, فيتحدث عن مفاجآت ما بعد رأس السنة والتي ستشهد ارتفاعاً مجنوناً في قيمة الدولار أمام الليرة السورية, فينصح بالشراء تارةً ويؤكد حصوله على تسريبات من المركزي بأن الدولار إلى ارتفاع تارة أخرى, جاعلاً من الارتفاعات الطفيفة في سعر الدولار حالياً – وعلى تواضع قيمها – شاهداً على مايدعي!! (التوثيق موجود من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي بلغ الأمر بإحداها أن اعتذرت في أحد الايام الماضية عن " التحليل الى ان تستقر الاسواق ونشوف نهايه المشوار مع المركزي", فضلاً عن دعوات وتوسلات لعامة الناس لشراء الدولار لأنه سيرتفع "والله وأعلم") • في خضم احتضار السوق السوداء, يطرح بعض المدخرين سؤالاً مشروعاً هنا..ما هو الاستثمار الأمثل في هكذا أوقات؟! هل سيصدق السوق الأسود ويرتفع الدولار بعد هذه الموجة؟! إن كانت الإجابة نعم كم يجب أن نقتني من الدولارات؟! وإن كانت لا, فما هو الاستثمار الأمثل؟! ستتكفل الصورتين المرفقتين أدناه بالإجابة على هذا التساؤل المشروع : 1- إن التزايد الملحوظ في سعر الصرف من 50 ليرة/ دولار إلى 575 ليرة / دولار خلال الفترة (2011-2016) والذي تبعه استقرار كبير في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية عند حدود 514 ليرة سورية / دولار لفترة 14 شهراً , والمتبوعة لاحقاً بانخفاض ملحوظ لحدود 434 ليرة سورية / دولار.. إنما هو تجسيد واضح لمنهجية عمل المركزي والتي تجعل من الصعب التخيل أنه بالسذاجة التي ستجعل الأمور تنفلت منه ويعود الدولار إلى ارتفاعات غير مرغوبة, سيما وأنه قد سعى إلى بناء جسور ثقة مع المواطنين خلال سنة كاملة لن يكون على استعداد للتفريط بها لأبسط الأسباب.. 2- إن الدولة السورية اليوم,ممثلة بجيشها الباسل والحلفاء فرضت سيطرتها على معظم الجغرافيا السورية, وبات حديث إعادة الإعمار أكثر استساغة للسمع من حديث "الحرية والثورة " الممل.. على الرغم من المشوار الطويل الذي يجب أن يسلكه الاقتصاد السوري في مسيرة التعافي إلا أن جاهلاً من ينكر أن سورية بعد الحرب ليست كما قبلها, سيما وان اكتشافات الغاز, ومرحلة الإعمار القادمة ستفرض سورية كبيئة استثمارية خصبة جاذبة لرؤوس الأموال, ولأن رأس المال يدرك تماماً القيمة الجوهرية للزمن فقد بدأت رؤوس الأموال هذه بالتدفق نحو سورية.. فما كان من سوق دمشق للأوراق المالية (مرآة الاقتصاد) إلّا أن استجابت لهذه التدفقات شاهدةً ارتفاع في قيم أسهمها –وخاصة قطاع البنوك كما هو موضح في الصورة أدناه- بنسب كبيرة تجعل من الاستثمار في البورصة حافزاً لا يستهان به, سيما وأن قواعد ضبط التداول في السوق تحمي المستثمرين وتوقيهم مخاطر خسائر سريعة ومفاجئة – كما هو الحال في سوق الدولار -   • ختاماً : حقيقة انتصار الدولة السورية في معركتها مع الإرهاب , باتت أمراً واقعاً, يجب التعامل معه, وهو مايجعل الاستثمارات في الليرة السورية (عملة البلد المنتصر) مثيراً لشهية المستثمر الهادف إلى تحقيق أرباح مستقبلية, وبمخاطرة أقل من تلك التي تنطوي عليها المضاربة في سوق الدولار السوداء...سقوط الدولار في ال15 يوم الأخيرة دليلاً كافياً على هذه المخاطرة..   الصورة (1) : رسم توضيحي لتغير سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار خلال الفترة (7/12/2016-7/12/2017) المصدر : موقع مصرف سورية المركزي الصورة (2):مقارنات بين أسعار أسهم 13 بنك,مدرج في سوق الأوراق المالية في جلسة 2/1/2017 من جهة وجلسة 11/12/201, مصدر الأسعار :موقع سوق دمشق للأوراق المالية.

المصدر : خاص الماسة السورية/ بقلم حسام يونس مصطفى / معيد في كلية الاقتصاد بجامعة طرطوس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة