حثّ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون السعودية على إمعان النظر في سياستها الإقليمية، مع تنامي القلق بخصوص انخراط السعودية في اليمن وسياستها مع لبنان وقطر. وقال تيلرسون في باريس: "فيما يخص التعاطي السعودي مع قطر، وكيفية إدارتهم حرب اليمن، والوضع في لبنان، أعتقد أن علينا تشجيعهم على أن يتخذوا قراراتهم بصورة مدروسة أكبر، وعلى أن يمعنوا النظر أكثر في هذه الإجراءات، وأن يأخذوا في الاعتبار كل العواقب، في رأيي". وجدد تيلرسون الدعوة، التي وجهها الرئيس ترامب إلى السعودية هذا الأسبوع، بإنهاء الحصار على اليمن تماما وإعادة فتح كافة موانئه. وشدد تيلرسون على أن فتح الموانئ اليمنية يجب أن يطبق "ليس فقط على المساعدات الإنسانية بل أيضا على الواردات التجارية، إذ إن 80 بالمئة من المواد الغذائية تصل في شحنات تجارية، وطالب السعودية بالسماح بدخولها".

وأبرزت صحيفة الأخبار: واشنطن «تُؤنّب» الرياض في اليمن وقطر ولبنان: ادرسوا العواقب! وذكرت أنه بنبرة جديدة نادرة، توجّهت الخارجية الأميركية أمس إلى حليفتها بانتقاد غير مسبوق لسياساتها في اليمن وقطر ولبنان، في ظل ما تتعرض له واشنطن من انتقادات جرّاء دعمها المطلق للرياض.

ورأت افتتاحية رأي اليوم، أنّ تيلرسون تجاوز الخطوط الحمر ووجه نقدا علنيا شديدا للسعودية وسياساتها غير المدروسة في اليمن ولبنان وقطر، متساءلة: هل هذا الانتقاد رسالة أو تهديد؟ وأوضحت الصحيفة أن هذه التحذيرات والتوصيفات التي استخدمها علانية، والمراجعات التي طالب بها، غير مسبوقة، وتعكس عدم رضا من الحليف الأمريكي، ورئيس دبلوماسيته على الكثير من السياسات السعودية، وخاصة في لبنان (استدعاء الحريري واجباره على قراءة خطاب استقالته)، والتشدد في الازمة القطرية (برفض الحوار كطريقة متبعة للحل)، والاستمرار في الحرب والحصار في اليمن لما يقرب من الثلاثة أعوام.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ سعد الحريري فاجأ حلفاءه السعوديين بسحب استقالته كليا، بذريعة ان أعضاء مجلسه الوزاري بما فيهم وزراء “حزب الله”، قبلوا بمطالبه في النأي بالنفس، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولعله بهذا الموقف، يشق عصا الطاعة على حليفه السعودي؛ ولم تستغرب الصحيفة ان يكون وزير الخارجية الفرنسي قد اطلع نظيره الأمريكي على تفاصيل وقائع احتجاز الحريري في الرياض، وتعاطي القيادة السعودية معه وإهانته؛ وفي اليمن، اعتقد بن سلمان ان انهاء الرئيس علي عبد الله صالح تحالفه مع حركة انصار الله الحوثية سيوفر له تحالفا يحسم الحرب لصالح السعودية والامارات... ولكن اعدام الحوثيين للرئيس صالح بدد آمال بن سلمان في تغيير معادلات القوة في اليمن لصالحه؛ والسؤال هو مدى تجاوب الأمير بن سلمان مع انتقادات تيلرسون ومطالبته في إجراء مراجعات تغير نهجه وسياساته وتدفعه نحو “التأني” والمرونة في الكثير من الملفات؟ واستبعدت الصحيفة أن يتجاوب بن سلمان مع هذه الانتقادات، لافتة إلى أنّه يفتح عدة جبهات في آن واحد، وأضاف قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة، أضاف صداعا جديدا للامير السعودي الشاب، لان عليه ان يختار بين الرأي العام العربي الإسلامي الذي ينتفض غضبا ضد هذا القرار، وبين الحفاظ على الحد الأدنى من علاقات بلاده التحالفية مع واشنطن، وتجنب اغضاب إسرائيل التي يعول عليها كثيرا كحليف محتمل في مواجهة ايران. وقفلت الصحيفة بالقول: خيارات بن سلمان الحالية، والمقبلة، ستكون صعبة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

  • فريق ماسة
  • 2017-12-08
  • 8944
  • من الأرشيف

تيلرسون يحض السعودية على التروي في سياستها الإقليمية

حثّ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون السعودية على إمعان النظر في سياستها الإقليمية، مع تنامي القلق بخصوص انخراط السعودية في اليمن وسياستها مع لبنان وقطر. وقال تيلرسون في باريس: "فيما يخص التعاطي السعودي مع قطر، وكيفية إدارتهم حرب اليمن، والوضع في لبنان، أعتقد أن علينا تشجيعهم على أن يتخذوا قراراتهم بصورة مدروسة أكبر، وعلى أن يمعنوا النظر أكثر في هذه الإجراءات، وأن يأخذوا في الاعتبار كل العواقب، في رأيي". وجدد تيلرسون الدعوة، التي وجهها الرئيس ترامب إلى السعودية هذا الأسبوع، بإنهاء الحصار على اليمن تماما وإعادة فتح كافة موانئه. وشدد تيلرسون على أن فتح الموانئ اليمنية يجب أن يطبق "ليس فقط على المساعدات الإنسانية بل أيضا على الواردات التجارية، إذ إن 80 بالمئة من المواد الغذائية تصل في شحنات تجارية، وطالب السعودية بالسماح بدخولها". وأبرزت صحيفة الأخبار: واشنطن «تُؤنّب» الرياض في اليمن وقطر ولبنان: ادرسوا العواقب! وذكرت أنه بنبرة جديدة نادرة، توجّهت الخارجية الأميركية أمس إلى حليفتها بانتقاد غير مسبوق لسياساتها في اليمن وقطر ولبنان، في ظل ما تتعرض له واشنطن من انتقادات جرّاء دعمها المطلق للرياض. ورأت افتتاحية رأي اليوم، أنّ تيلرسون تجاوز الخطوط الحمر ووجه نقدا علنيا شديدا للسعودية وسياساتها غير المدروسة في اليمن ولبنان وقطر، متساءلة: هل هذا الانتقاد رسالة أو تهديد؟ وأوضحت الصحيفة أن هذه التحذيرات والتوصيفات التي استخدمها علانية، والمراجعات التي طالب بها، غير مسبوقة، وتعكس عدم رضا من الحليف الأمريكي، ورئيس دبلوماسيته على الكثير من السياسات السعودية، وخاصة في لبنان (استدعاء الحريري واجباره على قراءة خطاب استقالته)، والتشدد في الازمة القطرية (برفض الحوار كطريقة متبعة للحل)، والاستمرار في الحرب والحصار في اليمن لما يقرب من الثلاثة أعوام. ولفتت الصحيفة إلى أنّ سعد الحريري فاجأ حلفاءه السعوديين بسحب استقالته كليا، بذريعة ان أعضاء مجلسه الوزاري بما فيهم وزراء “حزب الله”، قبلوا بمطالبه في النأي بالنفس، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولعله بهذا الموقف، يشق عصا الطاعة على حليفه السعودي؛ ولم تستغرب الصحيفة ان يكون وزير الخارجية الفرنسي قد اطلع نظيره الأمريكي على تفاصيل وقائع احتجاز الحريري في الرياض، وتعاطي القيادة السعودية معه وإهانته؛ وفي اليمن، اعتقد بن سلمان ان انهاء الرئيس علي عبد الله صالح تحالفه مع حركة انصار الله الحوثية سيوفر له تحالفا يحسم الحرب لصالح السعودية والامارات... ولكن اعدام الحوثيين للرئيس صالح بدد آمال بن سلمان في تغيير معادلات القوة في اليمن لصالحه؛ والسؤال هو مدى تجاوب الأمير بن سلمان مع انتقادات تيلرسون ومطالبته في إجراء مراجعات تغير نهجه وسياساته وتدفعه نحو “التأني” والمرونة في الكثير من الملفات؟ واستبعدت الصحيفة أن يتجاوب بن سلمان مع هذه الانتقادات، لافتة إلى أنّه يفتح عدة جبهات في آن واحد، وأضاف قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة، أضاف صداعا جديدا للامير السعودي الشاب، لان عليه ان يختار بين الرأي العام العربي الإسلامي الذي ينتفض غضبا ضد هذا القرار، وبين الحفاظ على الحد الأدنى من علاقات بلاده التحالفية مع واشنطن، وتجنب اغضاب إسرائيل التي يعول عليها كثيرا كحليف محتمل في مواجهة ايران. وقفلت الصحيفة بالقول: خيارات بن سلمان الحالية، والمقبلة، ستكون صعبة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة