دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت موسكو أنها تعمل مع أنقرة وطهران في ملف إدلب من دون تعاون مع واشنطن
في انتظار عودة النشاط إلى أروقة محادثات جنيف، إن وصل الوفد الحكومي في موعده المحدد، تكثف موسكو جهودها لحلّ العقبات التي تعطل المحادثات، في وقت يزور فيه رئيسها نظيره التركي الاثنين المقبل
يغيب الحديث الإعلامي عن الجولة القائمة من محادثات جنيف، في انتظار وصول الوفد الحكومي في الموعد المرتقب، غداً، إن لم يطرأ تعديل جديد على قرار المشاركة في الاجتماعات. وتتحفظ دمشق عن إصدار أي تعليق رسمي حول هذا الموضوع، فيما يجري الحديث عن جهود روسية لتذليل المشكلة المتعلقة ببيان «الرياض 2» ومطلب «رحيل الأسد».
وكما عملت موسكو مع السعودية والولايات المتحدة لحلّ أزمة الوفد المعارض، يتوقع أن تتوصل إلى صيغة تتيح عودة مسار المحادثات إلى المخطط. وتشير اللغة الأميركية إلى توافق على تخطي نقطة «رحيل الأسد»، إذ أوضح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، من مقر «حلف شمال الأطلسي» أن «محادثات جنيف تتضمن عملية لوضع دستور جديد وصولاً إلى عملية انتخابية يتاح فيها لجميع السوريين فرصة التعبير عن آرائهم حول مستقبل سوريا، بما في ذلك من هم في الشتات».
ويشكل هذا التصور تكثيفاً لما تعمل عليه واشنطن مع موسكو ليكون خريطة طريق لـ«التسوية السياسية»، ويلحظ أن الانتقال السياسي يكون عبر تعديل الدستور وإجراء انتخابات على أساسه، يشارك فيها السوريون خارج سوريا. وبرغم سقفه «المنخفض» مقارنة بما كانت تطالب به العواصم الغربية، فإن التوافق حول نقاطه لن يكون مهمة يسيرة. فالتعديل الدستوري يجب أن يمرّ، وفق رؤية دمشق، بطريقة محددة تتيح عرضه على الشعب قبل إقراره، وهي صيغة تحاول موسكو تقريبها إلى مسار «جنيف» عبر تحضير التعديلات الدستورية بحضور طيف سوري واسع في مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي. كذلك، إن فكرة الانتخابات ستكون محلّ خلاف واسع، بين أن تشمل عقد انتخابات برلمانية ورئاسية، أو اقتصارها على البرلمانية. ويضاف إلى ذلك، أحقية الرئيس الأسد بالترشح إلى أي انتخابات رئاسية لاحقة، وهو ما قد يلقى رفضاً من الجانب المعارض، ويعيد الأمور إلى المربع الأول.
وتراهن روسيا على قدرتها على تنسيق تعاونها مع إيران وتركيا من جهة، ومع واشنطن وحلفائها من جهة أخرى، على حلحلة تلك العقبات، في وقت يتناسب مع «توقف» معارك الميدان. وبينما أعلنت انتهاء التهديد الذي يشكله «داعش» في سوريا، أكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أن بلاده لا تعتزم التعاون مع الولايات المتحدة في ملف محافظة إدلب وجوارها، موضحاً أن «الوضع في إدلب لا يزال معقداً. ونحن نعمل مع شركائنا الأتراك والإيرانيين، والنظراء السوريين، لإطلاق منطقة (تخفيف التصعيد) هناك بأقصى قدر ممكن من الفاعلية». وينتظر أن يحضر وضع منطقة إدلب وجوارها بقوة في الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين المقبل إلى أنقرة، للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ووفق المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، فإن الزيارة تأتي بدعوة من أردوغان. ومن المنتظر أن تبحث التطورات الأخيرة المتعلقة بمدينة القدس، والوضع في سوريا. وفي موازاة ذلك، يتابع الجيش عملياته العسكرية على أطراف منطقة «تخفيف التصعيد» تلك، وخاصة في ريفي حماة الشمالي الشرقي، وحلب الجنوبي. وتركزت الاشتباكات أمس، في جنوب غرب خناصر في ريف حلب، فيما شهد محيط بلدة الرهجان في ريف حماة، قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً من قبل الجيش.
وبعيداً إلى الشرق، بدأ الجيش السوري وحلفاؤه تنشيط الجبهات على حدود جيب «داعش» الصحراوي المحاصر، الذي يمتد من شرق السخنة وحتى ريف البوكمال الغربي. وبالتوازي، دعت «قوات سوريا الديموقراطية» إلى حضور «لقاء تشاوري» بينها وبين «وجهاء وشيوخ العشائر في دير الزور وريفها»، غداً في بلدة الكسرة في ريف دير الزور الغربي، على أن يتركز النقاش حول «أسس التعاون والتنسيق لحفظ الأمن والسلام ومكافحة خلايا الإرهاب». وأوضحت أن الاجتماع سيهدف إلى طمأنة أهل المنطقة إلى أن «قوات سوريا الديموقراطية ووحدات حماية الشعب (الكردية)، بالتنسيق مع التحالف الدولي، سيبذلون كل ما في وسعهم لحماية المنطقة وبناء نظام للحماية والإدارة فيها».
المصدر :
الماسة السورية/ الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة