يتنافخ عدد من المسؤولين العرب وكذلك قادة منظمات وفصائل وأحزاب كبيرة أو مجهرية شرفا بأن القدس تغتصب مرة ثانية. نستذكر في هذه اللحظات شاعرنا الكبير مظفر النواب..تعرفون القصيدة لا داعي للتذكير بها. لكننا لا بد من طرح عدد من الأسئلة والملاحظات لمن يريد أن يقول الأمور بصراحة لا بلغة الأبواق عديمة الفائدة:

 

* لماذا لم يتحرك النظام الرسمي العربي منذ مصادقة الكونغرس الأميركي أي منذ العام ١٩٩٥ على قرار اعتبار القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. لماذا يريدون الضحك علينا اليوم والأيحاء بأنهم تفاجؤا بالقرار؟؟ببساطة لأنهم يكذبون.

 

* لماذا أمعن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمجاهرة بمنع المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان حزب الله ؟ الا يعرف قبل غيرها ان تسويات الذل زادت سرطان المستوطنات ٦٠٠ مرة فقط منذ اوسلو ناهيك عن اجتياح غزة ولبنان وقتل الزعيم الفلسطيني الكاريزمي والتاريخي ياسر عرفات ( بغض النظر عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها عرفات أيضا ) .

* اليوم تدعو حركة حماس للانتفاضة. ممتاز. لكن هل لا تزال تمون على قرارها ؟ ألم توحي قبل فترة بالقبول بحدود ٦٧ ؟ ألم تخضع لاملاءات دول عربية وضغوط أجنبية بغية تسوية في غزة وغيرها ستؤدي إلى أقصائها او الى تجدد الحرب مع فتح؟ ألم تضيع البوصلة على مدى سنوات كذبة الربيع العربي؟

 

* قدم النظام الرسمي العربي مشروع تطبيع كامل لإسرائيل مرات عديدة منذ مدريد حتى القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢. في كل مرة كانت إسرائيل ترد بصفعة أو استهزاء...ماذا فعل عناترة النظام العربي لوضع استراتيجية أخرى سوى التآمر على دول عربية مركزية وتدميرها ؟

 

* كل العالم اليوم يدعو الفلسطينيين لانتفاضة جديدة. ممتاز . ولكن أيها الداعون لذلك ماذا ستفعلون كي لا يستشهد فتى بعمر الورود كما كان حال قمر فلسطين محمد الدرة حين استشهد بحضن والده....دعوا الفلسطينين وشأنهم فهم يعرفون ماذا يفعلون طالما انتم تكتفون بالتصريحات والكلام وتظاهرات تموت في اليوم التالي ...اصمتوا او افتحوا الحدود وانصروا شعب فلسطين بالفعل، لا بالخطابات والفايسبوك والمقابلات.. ان نجاح شاب في برنامج آراب آيدول صار يجذب تظاهرات اكبر بعشر مرات من التظاهرات لأجل فلسطين ، وصار اللاعب ميسي يجمع العرب اكثر مما تجمعهم فلسطين....الم يحن الوقت بعد ، وفي عصر شبكات التواصل الاجتماعي، للبحث عن استراتيجية جديدة ؟

* منذ سنوات ترفع دول عربية شعارا يقول ان إيران أخطر من إسرائيل..ممتاز . لكن تفضلوا واطرحوا مشروعا بديلا بقيادة من تشاؤون وسوف يتخلى المقاومون عن إيران ويسيرون خلفكم، أو يسيرون خلفكم وخلف إيران لنصرة شعوب مظلومة ومقهورة...ان غياب مشروع عربي نواته فلسطين هو الذي فتح أبوابنا لإيران وتركيا وروسيا وأميركا وغيرها.

* أشاهد التلفزات العربية منذ أيام ، تنقل التظاهرات والمواجهات وتستضيف عشرات المحللين ....هل فعلا هذا هو المطلوب ؟ هل نكتفي بنقل ما يجري؟ أليس من الافضل الاتفاق على استراتيجية مواجهة إعلامية فعلية تشمل على الأقل الدول التي لا تزال مؤمنة بأحقية وعدالة قضية فلسطين. من لبنان حتى أميركا اللاتينية ( التي أحسنت قناة الميادين في تقديمها إلى المشاهد العربي ) ..والله بعض المحللين يجعلونا نكره ما يدافعون عنه بدلا من تأييدنا له ....

هذه أبرز الأسئلة...فماذا في الخلاصات ؟؟

تشهد المنطقة العربية لحظة تحولات مفصلية مهمة . لا شك أن فلسطين تدفع جزءا من الثمن ... يراد للتسوية ان تصبح تصفية ...هذه سوريا مثلا تخرج من الحرب بانتصار المحور الذي يضم روسيا وإيران وسوريا وحزب الله....وهذا العراق يستمر في القضاء على داعش وتسقط مؤقتا فكرة انفصال الكرد ....وهذا اليمن يشهد فصلا دمويا جديدا مع قتل الرئيس علي عبدالله صالح يؤكد أن لأنصار الله الكلمة الفصل، على الأقل حتى الآن، في القرارات الكبرى...وهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة مستندا إلى صورته الممتازة على المستوى الدولي بعد فرض روسيا لاعبا كبيرا على الساحة الكونية...وهذا دونالد ترامب يواجه أخطر هجوم قضائي عليه يترافق مع رفع منسوب التحدي من قبل كوريا الشمالية ضد ترامب...

 

من الصعب على إسرائيل تخيل انتصار محور المقاومة في سوريا وترسيخ دعائم المقاومة المقاومة. فهل قررت الدول الكبرى أهداءها فلسطين؟؟ وهل فعلا ما عاد أمام النظام العربي خيارا سوى تصفية القضية؟ لا يمكننا بعد اليوم المراهنة على النظام العربي النائم او التآمر..انا اقترح ان نفكر على مستوى النخب والمثقفين والكتاب والصحافيين وقادة الرأي العام باستراتيجية جديدة تستند إلى نقاط استنهاض جدية على مستوى الوطن العربي كله وتبدأ بتأسيس شبكة تواصل كبيرة عبر الانترنيت بعنوان : فلسطين_لنا . ثم نضخ عبرها مجموعة من الأفكار لتأسيس مشروع موحد ، ونستكمل ذلك بتأسيس صندوق دعم مالي وإعلامي لقضيتنا الأولى...نحن مع السلام العادل اي الذي يسمح بقيام دولة فلسطينية حقيقية وتحرير الجولان والأراضي العربية الأخرى. ونحن صد الإرهاب والتطرف. ونريد نسج علاقات مع المنظمات والشعوب والأحزاب الغربية والشرقية المؤمنة بعدالة القضية. ونحن مع مقاومة عربية تقفز فوق المذاهب والطوائف...هذا يجب أن يكون مشروعنا . ما رأيكم؟

 

  • فريق ماسة
  • 2017-12-08
  • 9058
  • من الأرشيف

من صنعاء ودمشق الى القدس ..المشروع واحد.....فلا تضحكوا علينا

يتنافخ عدد من المسؤولين العرب وكذلك قادة منظمات وفصائل وأحزاب كبيرة أو مجهرية شرفا بأن القدس تغتصب مرة ثانية. نستذكر في هذه اللحظات شاعرنا الكبير مظفر النواب..تعرفون القصيدة لا داعي للتذكير بها. لكننا لا بد من طرح عدد من الأسئلة والملاحظات لمن يريد أن يقول الأمور بصراحة لا بلغة الأبواق عديمة الفائدة:   * لماذا لم يتحرك النظام الرسمي العربي منذ مصادقة الكونغرس الأميركي أي منذ العام ١٩٩٥ على قرار اعتبار القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. لماذا يريدون الضحك علينا اليوم والأيحاء بأنهم تفاجؤا بالقرار؟؟ببساطة لأنهم يكذبون.   * لماذا أمعن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمجاهرة بمنع المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان حزب الله ؟ الا يعرف قبل غيرها ان تسويات الذل زادت سرطان المستوطنات ٦٠٠ مرة فقط منذ اوسلو ناهيك عن اجتياح غزة ولبنان وقتل الزعيم الفلسطيني الكاريزمي والتاريخي ياسر عرفات ( بغض النظر عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها عرفات أيضا ) . * اليوم تدعو حركة حماس للانتفاضة. ممتاز. لكن هل لا تزال تمون على قرارها ؟ ألم توحي قبل فترة بالقبول بحدود ٦٧ ؟ ألم تخضع لاملاءات دول عربية وضغوط أجنبية بغية تسوية في غزة وغيرها ستؤدي إلى أقصائها او الى تجدد الحرب مع فتح؟ ألم تضيع البوصلة على مدى سنوات كذبة الربيع العربي؟   * قدم النظام الرسمي العربي مشروع تطبيع كامل لإسرائيل مرات عديدة منذ مدريد حتى القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢. في كل مرة كانت إسرائيل ترد بصفعة أو استهزاء...ماذا فعل عناترة النظام العربي لوضع استراتيجية أخرى سوى التآمر على دول عربية مركزية وتدميرها ؟   * كل العالم اليوم يدعو الفلسطينيين لانتفاضة جديدة. ممتاز . ولكن أيها الداعون لذلك ماذا ستفعلون كي لا يستشهد فتى بعمر الورود كما كان حال قمر فلسطين محمد الدرة حين استشهد بحضن والده....دعوا الفلسطينين وشأنهم فهم يعرفون ماذا يفعلون طالما انتم تكتفون بالتصريحات والكلام وتظاهرات تموت في اليوم التالي ...اصمتوا او افتحوا الحدود وانصروا شعب فلسطين بالفعل، لا بالخطابات والفايسبوك والمقابلات.. ان نجاح شاب في برنامج آراب آيدول صار يجذب تظاهرات اكبر بعشر مرات من التظاهرات لأجل فلسطين ، وصار اللاعب ميسي يجمع العرب اكثر مما تجمعهم فلسطين....الم يحن الوقت بعد ، وفي عصر شبكات التواصل الاجتماعي، للبحث عن استراتيجية جديدة ؟ * منذ سنوات ترفع دول عربية شعارا يقول ان إيران أخطر من إسرائيل..ممتاز . لكن تفضلوا واطرحوا مشروعا بديلا بقيادة من تشاؤون وسوف يتخلى المقاومون عن إيران ويسيرون خلفكم، أو يسيرون خلفكم وخلف إيران لنصرة شعوب مظلومة ومقهورة...ان غياب مشروع عربي نواته فلسطين هو الذي فتح أبوابنا لإيران وتركيا وروسيا وأميركا وغيرها. * أشاهد التلفزات العربية منذ أيام ، تنقل التظاهرات والمواجهات وتستضيف عشرات المحللين ....هل فعلا هذا هو المطلوب ؟ هل نكتفي بنقل ما يجري؟ أليس من الافضل الاتفاق على استراتيجية مواجهة إعلامية فعلية تشمل على الأقل الدول التي لا تزال مؤمنة بأحقية وعدالة قضية فلسطين. من لبنان حتى أميركا اللاتينية ( التي أحسنت قناة الميادين في تقديمها إلى المشاهد العربي ) ..والله بعض المحللين يجعلونا نكره ما يدافعون عنه بدلا من تأييدنا له .... هذه أبرز الأسئلة...فماذا في الخلاصات ؟؟ تشهد المنطقة العربية لحظة تحولات مفصلية مهمة . لا شك أن فلسطين تدفع جزءا من الثمن ... يراد للتسوية ان تصبح تصفية ...هذه سوريا مثلا تخرج من الحرب بانتصار المحور الذي يضم روسيا وإيران وسوريا وحزب الله....وهذا العراق يستمر في القضاء على داعش وتسقط مؤقتا فكرة انفصال الكرد ....وهذا اليمن يشهد فصلا دمويا جديدا مع قتل الرئيس علي عبدالله صالح يؤكد أن لأنصار الله الكلمة الفصل، على الأقل حتى الآن، في القرارات الكبرى...وهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة مستندا إلى صورته الممتازة على المستوى الدولي بعد فرض روسيا لاعبا كبيرا على الساحة الكونية...وهذا دونالد ترامب يواجه أخطر هجوم قضائي عليه يترافق مع رفع منسوب التحدي من قبل كوريا الشمالية ضد ترامب...   من الصعب على إسرائيل تخيل انتصار محور المقاومة في سوريا وترسيخ دعائم المقاومة المقاومة. فهل قررت الدول الكبرى أهداءها فلسطين؟؟ وهل فعلا ما عاد أمام النظام العربي خيارا سوى تصفية القضية؟ لا يمكننا بعد اليوم المراهنة على النظام العربي النائم او التآمر..انا اقترح ان نفكر على مستوى النخب والمثقفين والكتاب والصحافيين وقادة الرأي العام باستراتيجية جديدة تستند إلى نقاط استنهاض جدية على مستوى الوطن العربي كله وتبدأ بتأسيس شبكة تواصل كبيرة عبر الانترنيت بعنوان : فلسطين_لنا . ثم نضخ عبرها مجموعة من الأفكار لتأسيس مشروع موحد ، ونستكمل ذلك بتأسيس صندوق دعم مالي وإعلامي لقضيتنا الأولى...نحن مع السلام العادل اي الذي يسمح بقيام دولة فلسطينية حقيقية وتحرير الجولان والأراضي العربية الأخرى. ونحن صد الإرهاب والتطرف. ونريد نسج علاقات مع المنظمات والشعوب والأحزاب الغربية والشرقية المؤمنة بعدالة القضية. ونحن مع مقاومة عربية تقفز فوق المذاهب والطوائف...هذا يجب أن يكون مشروعنا . ما رأيكم؟  

المصدر : سامي كليب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة