انتهت المعارك التي خاضها الجيش السوري والحلفاء في محور البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، العملية التي سبقها تطهير ريف دير الزور الغربي واحياء المدينة والجزء الاكبر من الجنوبي الشرقي، وزج مسلحي داعش ضمن جيب صغير بدأت القوات بالتقدم فيه بشكل متسارع،

فتح الباب على تساؤلات عديدة عن مصير مسلحي داعش وطريقة اختفائهم بسحر ساحر، خاصة مع الاعداد المتزايدة من الانزالات الامريكية، وسماح ما يسمى بقوات قسد لهؤلاء المسلحين بالعبور لمناطقها.

فرضيات كثيرة طرحت حول مصير هؤلاء الارهابيين، ومعلومات منقوصة تم نشرها عبر وسائل الاعلام، لكن الحكاية بدأت تتكشف منذ الاتفاق الذي وقع بين داعش وقسد، والذي كان يشمل وقف العمليات العسكرية في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور، وصولا الى الحدود السورية العراقية عند نقطة الباغوز، هذا الاتفاق بين الطرفين ليس الاول من نوعه في المنطقة ففي وقت سابق ابرمت قوات سورية الديمقراطية سلسلة من الاتفاقات قضت باخلاء داعش وتسليمها المناطق كما حصل في الرقة.

بالطبع يأتي الاتفاق في الوقت الذي ما تزال فيه داعش تسيطر على مساحة واسعة من المناطق المتاخمة للحدود السورية العراقية، انطلاقا من منطقة تل الشاير شرق الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وصولا الى ضفة الشرقية لنهر الفرات عند مدينة البوكمال، بعمق يتجاوز 20 كم وهذه المناطق ينتشر بها عناصر التنظيم الارهابي بشكل كبير، حسب المصادر المحلية.

ومنذ سريان الاتفاق بين الطرفين توقفت العمليات الجوية لقوات التحالف الدولي، وسبق الاعلان عن هذا الاتفاق تعاون كبير بين عناصر قسد ومجموعات داعش الفارة من قوات الجيش السوري في دير الزور، لتشهد مناطق الاشتباكات نشاطاً ملحوظاً في عمليات تهريب جماعة داعش وبالذات منهم القادة، عبر عدة وسائل.

ومنذ سريان الاتفاق الموقع بين الجهتين، وفي الايام الاخيرة من شهر تشرين الثاني، وصل الى مخيم الهول نحو 15 عائلة من عوائل عناصر التنظيم الارهابي داعش الاجانب، بالاضافة الى 75 عائلة من المقاتلين السوريين، وغالبية العائلات كانت قادمة من البوكمال، اضاف الى ذلك سبق وصول العائلات نحو 100 عنصر لداعش الى المخيم حسب ما ذكرت مصادر خاصة داخل المخيم، وتم ترحيل جزء منهم الى العراق مع العائلات العراقية التي كانت نزحت في وقت سابق الى سورية، خاصة ان الوحدات الكردية تقوم حاليا بترحيل اللاجئين العراقين من مخيم الهول الى مخيم في نينوى.

وجاء وصول هؤلاء مع انزال نفذته القوات الامريكية عبر ثلاث مروحيات، في منتصف الشهر الفائت في منطقة غرانيج بريف دير الزور الشمالي الشرقي واخلت فيه اكثر من 10 من قادة التنظيم الارهابي وتأكد المصادر ان القوات الامريكية لم تخلي العناصر من الجنسية السورية بل قامت بتصفيتهم في مكان الانزال.

وبالرغم من التكتم الشديد الذي تمارسه الوحدات الامنية في ما يسمى بقوات قسد، الا ان عمليات تهريب قادة التنظيم بدأت تتكشف، حيث يعتمد عناصر قسد على وساطات محلية في عقد الصفقات واتمامها.

وذكرت المصادر ان قوات قسد تمنح القيادي في تنظيم داعش بطاقة مرور وتنقل ضمن الاراضي التي تتواجد فيها، مقابل مبالغ مالية تصل الى 10 الاف دولار، فيما يرتفع الرقم بحسب مسؤولية القيادي في تنظيم داعش، وهذا ما حصل مع القيادي محمد عبيد العمر الذي يعود نسبه الى قبيلة الشعيطات، والذي كان احد المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت بحق عشيرة الشعيطات، حيث دفع مقابل ان يسهل مروره بالمناطق التي تتواجد فيها قسد مبلغ يقدر ب200 الف دولار، وكان ذلك بالتنسيق مع القيادي الامني في قوات سورية الديمقراطية المدعو عمش المصري، حيث تم احتجازه لمدة 40 يوماً ومن ثم اطلق سراحه، وتحديد مكان اقامته في ريف الحسكة.

اما قصة العقيد الفار من الجيش السوري منير مطر حمود الاحمد، الذي انضم لما يسمى بالجيش الحر في العام 2012، ثم تولى منصب قائد ما يسمى بالمجلس العسكري الثوري في محافظة ديرالزور، وعندما دخل تنظيم داعش المحافظة في العام 2014، وأثناء المعارك آنذاك بين داعش والجيش الحر، ذهب إلى منطقة الشولا التي كانت تعتبر مقر مهم لداعش عند مدخل مدينة دير الزور، وحيث كان يتواجد القادة الأمنيون لتنظيم داعش كانوا بانتظاره، وأعلن مبايعته وانضمامه لهم ولتنظيم داعش، وشكل مجموعة باسم "انصار الخلافة" وهي تابعة لجماعة داعش الارهابية.

 

هذا العقيد الفار وصل الى مدينة اورفا التركية، بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة معدان بريف دير الزور الغربي، وعبر مناطق تواجد جماعة داعش، وصولا الى نقاط ما يسمى بدرع الفرات، ليعبر الحدود باتجاه تركيا اثر منحه بطاقة "تاجر" تخوله المرور الى مدينة كلس التركية.

اما قصة المدعو محمد الجاسم النزال الملقب (أبو تناحة) المسؤول عن التجنيد في مدنية الميادين وبقرص والزباري في تنظيم داعش، وأحد المسؤولين عن اختفاء عشرات الشباب من أبناء ريف دير الزور الشرقي، وأحد الذين ساهموا بدخول التنظيم إلى مدينة الميادين وريفها، والذي افرجت عنه قوات قسد بشكل فوري، بالرغم من معرفتها بشخصيته ومسؤوليته في جماعة داعش الارهابية.

اما المدعو عاطف السباعين أحد قيادي تنظيم داعش، هو من أوائل المبايعين للتنظيم ومتهم بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين الأبرياء، و أحد المسؤولين عن قتل عدد من أبناء بلدة بقرص في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، هذا القيادي لم يطلق سراحه بل انضم الى قوات قسد بعد وصوله الى المناطق التي تسيطر عليها.

وفي السياق ايضا وضمن الهجرة العكسية لارهابيي داعش، وصول المدعو محمد عبد الحميد العمر من أبناء محافظة الحسكة، إلى مدينة إسطنبول التركية، والذي يعتبر أحد أمنيي تنظيم داعش المتهميين بجرائم حرب بحق المدنيين في مدينة الشدادي جنوب الحسكة، عابرا كل المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد.

اما ضياء مصطفى البطي، من مدينة موحسن في ريف ديرالزور، كان أمنياً في القاطع الجنوبي من ديرالزور، وقد وصل إلى اليونان عبر تركيا، بعد دفعه 40 ألف دولار للمهربين، برفقة حارث الجيجان، أحد عناصر التنظيم.

وبالسؤال عن مصير الارهابيين الاجانب، ذكرت مصادر خاصة ان معظم المسلحين من الجنسيات القوقازية او الاوروبية، يفضلون البقاء في الداخل اسوري وتم نقلهم بالاتفاق مع مهربين الى ريف ادلب، او بعضهم سلك طرق اخرى للوصول الى تركيا عبر منطقة كردستان العراق، في الوقت الذي تحدثت فيه المصادر عن وجود انفاق حفرت بهدف التهريب الى الاراضي التركيا في منطقة رأي العين بريف الحسكة، بعد تشديد القوات التركية الحراسة في تلك المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2017-12-03
  • 14565
  • من الأرشيف

مصير بقايا داعش بين هارب وحالق لحيته

انتهت المعارك التي خاضها الجيش السوري والحلفاء في محور البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، العملية التي سبقها تطهير ريف دير الزور الغربي واحياء المدينة والجزء الاكبر من الجنوبي الشرقي، وزج مسلحي داعش ضمن جيب صغير بدأت القوات بالتقدم فيه بشكل متسارع، فتح الباب على تساؤلات عديدة عن مصير مسلحي داعش وطريقة اختفائهم بسحر ساحر، خاصة مع الاعداد المتزايدة من الانزالات الامريكية، وسماح ما يسمى بقوات قسد لهؤلاء المسلحين بالعبور لمناطقها. فرضيات كثيرة طرحت حول مصير هؤلاء الارهابيين، ومعلومات منقوصة تم نشرها عبر وسائل الاعلام، لكن الحكاية بدأت تتكشف منذ الاتفاق الذي وقع بين داعش وقسد، والذي كان يشمل وقف العمليات العسكرية في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور، وصولا الى الحدود السورية العراقية عند نقطة الباغوز، هذا الاتفاق بين الطرفين ليس الاول من نوعه في المنطقة ففي وقت سابق ابرمت قوات سورية الديمقراطية سلسلة من الاتفاقات قضت باخلاء داعش وتسليمها المناطق كما حصل في الرقة. بالطبع يأتي الاتفاق في الوقت الذي ما تزال فيه داعش تسيطر على مساحة واسعة من المناطق المتاخمة للحدود السورية العراقية، انطلاقا من منطقة تل الشاير شرق الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وصولا الى ضفة الشرقية لنهر الفرات عند مدينة البوكمال، بعمق يتجاوز 20 كم وهذه المناطق ينتشر بها عناصر التنظيم الارهابي بشكل كبير، حسب المصادر المحلية. ومنذ سريان الاتفاق بين الطرفين توقفت العمليات الجوية لقوات التحالف الدولي، وسبق الاعلان عن هذا الاتفاق تعاون كبير بين عناصر قسد ومجموعات داعش الفارة من قوات الجيش السوري في دير الزور، لتشهد مناطق الاشتباكات نشاطاً ملحوظاً في عمليات تهريب جماعة داعش وبالذات منهم القادة، عبر عدة وسائل. ومنذ سريان الاتفاق الموقع بين الجهتين، وفي الايام الاخيرة من شهر تشرين الثاني، وصل الى مخيم الهول نحو 15 عائلة من عوائل عناصر التنظيم الارهابي داعش الاجانب، بالاضافة الى 75 عائلة من المقاتلين السوريين، وغالبية العائلات كانت قادمة من البوكمال، اضاف الى ذلك سبق وصول العائلات نحو 100 عنصر لداعش الى المخيم حسب ما ذكرت مصادر خاصة داخل المخيم، وتم ترحيل جزء منهم الى العراق مع العائلات العراقية التي كانت نزحت في وقت سابق الى سورية، خاصة ان الوحدات الكردية تقوم حاليا بترحيل اللاجئين العراقين من مخيم الهول الى مخيم في نينوى. وجاء وصول هؤلاء مع انزال نفذته القوات الامريكية عبر ثلاث مروحيات، في منتصف الشهر الفائت في منطقة غرانيج بريف دير الزور الشمالي الشرقي واخلت فيه اكثر من 10 من قادة التنظيم الارهابي وتأكد المصادر ان القوات الامريكية لم تخلي العناصر من الجنسية السورية بل قامت بتصفيتهم في مكان الانزال. وبالرغم من التكتم الشديد الذي تمارسه الوحدات الامنية في ما يسمى بقوات قسد، الا ان عمليات تهريب قادة التنظيم بدأت تتكشف، حيث يعتمد عناصر قسد على وساطات محلية في عقد الصفقات واتمامها. وذكرت المصادر ان قوات قسد تمنح القيادي في تنظيم داعش بطاقة مرور وتنقل ضمن الاراضي التي تتواجد فيها، مقابل مبالغ مالية تصل الى 10 الاف دولار، فيما يرتفع الرقم بحسب مسؤولية القيادي في تنظيم داعش، وهذا ما حصل مع القيادي محمد عبيد العمر الذي يعود نسبه الى قبيلة الشعيطات، والذي كان احد المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت بحق عشيرة الشعيطات، حيث دفع مقابل ان يسهل مروره بالمناطق التي تتواجد فيها قسد مبلغ يقدر ب200 الف دولار، وكان ذلك بالتنسيق مع القيادي الامني في قوات سورية الديمقراطية المدعو عمش المصري، حيث تم احتجازه لمدة 40 يوماً ومن ثم اطلق سراحه، وتحديد مكان اقامته في ريف الحسكة. اما قصة العقيد الفار من الجيش السوري منير مطر حمود الاحمد، الذي انضم لما يسمى بالجيش الحر في العام 2012، ثم تولى منصب قائد ما يسمى بالمجلس العسكري الثوري في محافظة ديرالزور، وعندما دخل تنظيم داعش المحافظة في العام 2014، وأثناء المعارك آنذاك بين داعش والجيش الحر، ذهب إلى منطقة الشولا التي كانت تعتبر مقر مهم لداعش عند مدخل مدينة دير الزور، وحيث كان يتواجد القادة الأمنيون لتنظيم داعش كانوا بانتظاره، وأعلن مبايعته وانضمامه لهم ولتنظيم داعش، وشكل مجموعة باسم "انصار الخلافة" وهي تابعة لجماعة داعش الارهابية.   هذا العقيد الفار وصل الى مدينة اورفا التركية، بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة معدان بريف دير الزور الغربي، وعبر مناطق تواجد جماعة داعش، وصولا الى نقاط ما يسمى بدرع الفرات، ليعبر الحدود باتجاه تركيا اثر منحه بطاقة "تاجر" تخوله المرور الى مدينة كلس التركية. اما قصة المدعو محمد الجاسم النزال الملقب (أبو تناحة) المسؤول عن التجنيد في مدنية الميادين وبقرص والزباري في تنظيم داعش، وأحد المسؤولين عن اختفاء عشرات الشباب من أبناء ريف دير الزور الشرقي، وأحد الذين ساهموا بدخول التنظيم إلى مدينة الميادين وريفها، والذي افرجت عنه قوات قسد بشكل فوري، بالرغم من معرفتها بشخصيته ومسؤوليته في جماعة داعش الارهابية. اما المدعو عاطف السباعين أحد قيادي تنظيم داعش، هو من أوائل المبايعين للتنظيم ومتهم بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين الأبرياء، و أحد المسؤولين عن قتل عدد من أبناء بلدة بقرص في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، هذا القيادي لم يطلق سراحه بل انضم الى قوات قسد بعد وصوله الى المناطق التي تسيطر عليها. وفي السياق ايضا وضمن الهجرة العكسية لارهابيي داعش، وصول المدعو محمد عبد الحميد العمر من أبناء محافظة الحسكة، إلى مدينة إسطنبول التركية، والذي يعتبر أحد أمنيي تنظيم داعش المتهميين بجرائم حرب بحق المدنيين في مدينة الشدادي جنوب الحسكة، عابرا كل المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد. اما ضياء مصطفى البطي، من مدينة موحسن في ريف ديرالزور، كان أمنياً في القاطع الجنوبي من ديرالزور، وقد وصل إلى اليونان عبر تركيا، بعد دفعه 40 ألف دولار للمهربين، برفقة حارث الجيجان، أحد عناصر التنظيم. وبالسؤال عن مصير الارهابيين الاجانب، ذكرت مصادر خاصة ان معظم المسلحين من الجنسيات القوقازية او الاوروبية، يفضلون البقاء في الداخل اسوري وتم نقلهم بالاتفاق مع مهربين الى ريف ادلب، او بعضهم سلك طرق اخرى للوصول الى تركيا عبر منطقة كردستان العراق، في الوقت الذي تحدثت فيه المصادر عن وجود انفاق حفرت بهدف التهريب الى الاراضي التركيا في منطقة رأي العين بريف الحسكة، بعد تشديد القوات التركية الحراسة في تلك المنطقة.

المصدر : حسين مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة