شكّلَ حفلُ التّأبينِ الذي أقامهُ رئيسُ الحزبِ الديمقراطيّ اللّبنانيّ وزير المهجّرين النائب طلال أرسلان لقائدِ الحرسِ الجمهوريّ في الجيشِ السوريّ اللّواء عصام زهر الدين في دارتِهِ بـ"خَلدة"، بمشاركةٍ درزيّةٍ حاشدةٍ على الصّعيدينِ الروحيّ والشعبيّ، إلى جانبِ الحضورِ السياسيّ اللّافت الذي تقدّمهُ سُفراء إيران، روسيا وسوريا، إضافةً إلى مُمثّلينَ عن حزبِ الله وحركة أمل وباقي الأحزابِ والقِوى والشخصيّاتِ الوطنيّة رسالةً سياسيّةً واضحةَ الاتّجاهات.

إذ جاءَ اللّقاءُ الشعبيّ – السياسيّ بمثابةِ ردٍّ مُباشرٍ على رئيسِ الحزب التقدميّ الاشتراكيّ النّائب وليد جنبلاط، الذي غرّدَ مُعلِّقاً على مقتلِ زهر الدين فوصفهُ بـ"أحدِ أنيابِ نظامِ القتلِ في النظامِ السوريّ"، ما استدعى جملةَ ردودٍ سياسيّةٍ وشعبيّةٍ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ التي ضجَّت بالتعليقاتِ والمواقفِ المُندِّدَة بكلامِ جنبلاط وموقفهِ الشامتِ بمقتلِ أحدِ أبرزِ القادةِ العسكريّينَ من طائفةِ المُوحدينَ الدروز ضمنَ تشكيلاتِ الجيشِ السوريّ، في وقتٍ خرجَ مُحازبو الاشتراكيّ ليُدافِعوا عن تغريدةِ أبو تيمور، مُعتبرينَ أنَّ زهر الدين تابعٌ لنظامِ الأسد في تِكرارٍ لموقفِ جنبلاط التويتريّ.

مصادرٌ درزيّةٌ مُتابعةٌ تُشيرُ عبر آسيا نيوز إلى أنَّ "جنبلاط يفعلُ خِلاف ما يُعلن وبينما نسمعهُ يدعو إلى الحفاظِ على أمنِ الجبلِ وتحييدهِ عن الصِّراعِ الدائر، نراهُ يُعلّقُ شامتاً بمقتلِ اللّواءِ عصام زهر الدين، الذي كان يُعدُّ أبرزَ القادة العسكريّينَ الدروز في الجيشِ السوريّ، وبحسبِ المصادرِ فإنَّ الدورَ البارزَ للواءِ زهر الدين الذي ساهمَ باستعادةِ الثقةِ بالجيشِ السوريّ هو أكثرُ ما أزعجَ جنبلاط، الذي هدرَ دمَ الموحِّدينَ الدروزِ المُنخرطينَ بصفوفِ الجيشِ السوريّ على الهواءِ مُباشرةً قبل عامين، لم يتوانَ عن تحريضِ أبناءِ طائفةِ المُوحِّدينَ منذ بدءِ الأزمةِ السوريّة للخروجِ عن سيطرةِ الدولة، ومُساندة ما يَعتبرهُ "ثورةً" والتي باتَ واضحاً أنّها حربٌ فعليّةٌ تستهدفُ سوريا وشعبها وجيشها ولا تمتّ لمفهومِ الثورةِ بشيء، وإذ تُشيرُ المصادرُ إلى موقفِ جنبلاط الاستفزازيّ لمشاعرِ الدروزِ بعد المجزرةِ التي ارتكبها الإرهابيّونَ بحقِّ عددٍ من أبناءِ طائفةِ المُوحدينَ في بلدةِ قلب لوزة في ريفِ إدلب، إذ وصفَ المجزرةُ بـ"المُشكلِ الفرديّ"، تستذكرُ ما قامَ بِهِ جنبلاط إبّانَ اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، والمواقف التحريضيّة التي أطلقَها بهدفِ تَوتِيرِ الأجواءِ في السويداء، إلّا أنّ مواقفَ عُقلاء المُوحدينَ في سوريا ولبنان كانت كفيلةً بسحبِ فَتيلِ التفجيرِ ومنعِ تفاقمِ الأمور".

كما تعودُ المصادرُ بالذاكرةِ إلى بدايةِ الأزمةِ السوريّة عندما قتلَ أحدُ المُنشقّينَ عن الجيشِ السوريّ خلدون زين الدين، إذ أقامَ جنبلاط لهُ حفلُ تأبينٍ في مدينةِ عالية، في محاولةٍ منهُ للإيحاءِ بأنّ الطائفةَ الدرزيّة في لبنان تُساندُ "الثورةَ" في سوريا، لكن سُرعانَ ما تبيّنَ أنّ المِزاجَ الشعبيّ الدرزيّ على المستويينِ الروحيّ والزمنيّ في الجبلِ وباقي مناطقِ تواجدِ المُوحّدينَ الدروز في لبنان، هي بغالبيّتها بخلافِ رأي جنبلاط، فالمرجعيّاتُ الروحيّة العُليا في لبنان على تواصلٍ ولقاءاتٍ دائمةٍ مع المرجعيّاتِ الروحيّة في سوريا والمُمثَّلة بمشايخ العقل الثلاثة، وهناك تأكيدٌ دائمٌ على التزامِ خيارِ الدفاعِ عن مفهومِ الدولة، كما أنَّ الساحةَ الدرزيّة تتوزّع بين فئةٍ مُؤيّدةٍ للاشتراكيّ، مُقابلَ فئاتٍ أُخرى مُؤيّدة للحزبَين الديمقراطيّ بزعامةِ أرسلان، والتوحيدِ بزعامةِ الوزيرِ السابقِ وئام وهاب إلى جانبِ الحزبينِ القوميّ والشيوعيّ، ما يُشيرُ بوضوحٍ إلى أنَّ جنبلاط هو اللّاعبُ الأبرزُ دُرزيّاً، لكنّهُ ليسَ الوحيد، وبالتالي لا يُمكنهُ فرضُ خياراتِهِ على الدروز بالجملة.

وتختمُ المصادرُ مُشيرةً إلى أنَّ خيارات بني معروف لجهةِ التزامهم بسقفِ الدولةِ السوريّةِ بقيادةِ الرئيسِ الأسد ثابتةٌ وواضحةٌ، وهم لا يُراهنونَ على أيِّ مشروعٍ انعزاليّ، وظهرَ هذا بوضوحٍ من خلالِ تصدّي أبناءِ مناطق الجولانِ للجماعاتِ الإرهابيّةِ المدعومةِ إسرائيليّاً، والتي كانت تسعى بدعمٍ إسرائيليٍّ واضحٍ إلى إقامةِ "حِزامِ آمانٍ" عند المنطقةِ الحدوديّةِ السوريّة في الجولانِ المُحتلّ مع فلسطين المُحتلّة".

وفي هذا السّياق جاءت مواقفُ أرسلان خلالَ حفلِ تأبينِ اللّواءِ زهر الدين لجهةِ التأكيدِ على دورِ الدروزِ التاريخيّ كحُماةٍ للثغور، وهم قدّموا وما زالوا الدِّماءَ دِفاعاً عن الأرضِ والعرض، وفي هذا الإطار جاءَ استشهادُ اللّواءِ عصام زهر الدين، كما أشارَ أرسلان أنّ لا مكانَ لأيِّ خيارٍ لدى المُوحدينَ الدروز إلّا خيارَ الوطنِ العربيّ السوريّ الواحد المُوحَد بدولتِهم السوريّة بقيادةِ الرئيس بشار الأسد، كما حيّا أرسلان كلّ مَن وقفَ إلى جانبِ سوريا في معركتِها المصيريّة، خصوصاً إيران وروسيا والمقاومة بقيادةِ السيدّ حسن نصرالله، وكلّ الأحرارِ الذينَ يبذلونَ دِماءَهم في معركةِ الدفاعِ عن الحريّة والكرامة الإنسانيّة في وجهِ الاستعمار والبربرية".

  • فريق ماسة
  • 2017-10-21
  • 7038
  • من الأرشيف

تأبينٌ في بيروت لـ اللواءِ عصام زهر الدين ردّاً على جنبلاط

 شكّلَ حفلُ التّأبينِ الذي أقامهُ رئيسُ الحزبِ الديمقراطيّ اللّبنانيّ وزير المهجّرين النائب طلال أرسلان لقائدِ الحرسِ الجمهوريّ في الجيشِ السوريّ اللّواء عصام زهر الدين في دارتِهِ بـ"خَلدة"، بمشاركةٍ درزيّةٍ حاشدةٍ على الصّعيدينِ الروحيّ والشعبيّ، إلى جانبِ الحضورِ السياسيّ اللّافت الذي تقدّمهُ سُفراء إيران، روسيا وسوريا، إضافةً إلى مُمثّلينَ عن حزبِ الله وحركة أمل وباقي الأحزابِ والقِوى والشخصيّاتِ الوطنيّة رسالةً سياسيّةً واضحةَ الاتّجاهات. إذ جاءَ اللّقاءُ الشعبيّ – السياسيّ بمثابةِ ردٍّ مُباشرٍ على رئيسِ الحزب التقدميّ الاشتراكيّ النّائب وليد جنبلاط، الذي غرّدَ مُعلِّقاً على مقتلِ زهر الدين فوصفهُ بـ"أحدِ أنيابِ نظامِ القتلِ في النظامِ السوريّ"، ما استدعى جملةَ ردودٍ سياسيّةٍ وشعبيّةٍ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ التي ضجَّت بالتعليقاتِ والمواقفِ المُندِّدَة بكلامِ جنبلاط وموقفهِ الشامتِ بمقتلِ أحدِ أبرزِ القادةِ العسكريّينَ من طائفةِ المُوحدينَ الدروز ضمنَ تشكيلاتِ الجيشِ السوريّ، في وقتٍ خرجَ مُحازبو الاشتراكيّ ليُدافِعوا عن تغريدةِ أبو تيمور، مُعتبرينَ أنَّ زهر الدين تابعٌ لنظامِ الأسد في تِكرارٍ لموقفِ جنبلاط التويتريّ. مصادرٌ درزيّةٌ مُتابعةٌ تُشيرُ عبر آسيا نيوز إلى أنَّ "جنبلاط يفعلُ خِلاف ما يُعلن وبينما نسمعهُ يدعو إلى الحفاظِ على أمنِ الجبلِ وتحييدهِ عن الصِّراعِ الدائر، نراهُ يُعلّقُ شامتاً بمقتلِ اللّواءِ عصام زهر الدين، الذي كان يُعدُّ أبرزَ القادة العسكريّينَ الدروز في الجيشِ السوريّ، وبحسبِ المصادرِ فإنَّ الدورَ البارزَ للواءِ زهر الدين الذي ساهمَ باستعادةِ الثقةِ بالجيشِ السوريّ هو أكثرُ ما أزعجَ جنبلاط، الذي هدرَ دمَ الموحِّدينَ الدروزِ المُنخرطينَ بصفوفِ الجيشِ السوريّ على الهواءِ مُباشرةً قبل عامين، لم يتوانَ عن تحريضِ أبناءِ طائفةِ المُوحِّدينَ منذ بدءِ الأزمةِ السوريّة للخروجِ عن سيطرةِ الدولة، ومُساندة ما يَعتبرهُ "ثورةً" والتي باتَ واضحاً أنّها حربٌ فعليّةٌ تستهدفُ سوريا وشعبها وجيشها ولا تمتّ لمفهومِ الثورةِ بشيء، وإذ تُشيرُ المصادرُ إلى موقفِ جنبلاط الاستفزازيّ لمشاعرِ الدروزِ بعد المجزرةِ التي ارتكبها الإرهابيّونَ بحقِّ عددٍ من أبناءِ طائفةِ المُوحدينَ في بلدةِ قلب لوزة في ريفِ إدلب، إذ وصفَ المجزرةُ بـ"المُشكلِ الفرديّ"، تستذكرُ ما قامَ بِهِ جنبلاط إبّانَ اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، والمواقف التحريضيّة التي أطلقَها بهدفِ تَوتِيرِ الأجواءِ في السويداء، إلّا أنّ مواقفَ عُقلاء المُوحدينَ في سوريا ولبنان كانت كفيلةً بسحبِ فَتيلِ التفجيرِ ومنعِ تفاقمِ الأمور". كما تعودُ المصادرُ بالذاكرةِ إلى بدايةِ الأزمةِ السوريّة عندما قتلَ أحدُ المُنشقّينَ عن الجيشِ السوريّ خلدون زين الدين، إذ أقامَ جنبلاط لهُ حفلُ تأبينٍ في مدينةِ عالية، في محاولةٍ منهُ للإيحاءِ بأنّ الطائفةَ الدرزيّة في لبنان تُساندُ "الثورةَ" في سوريا، لكن سُرعانَ ما تبيّنَ أنّ المِزاجَ الشعبيّ الدرزيّ على المستويينِ الروحيّ والزمنيّ في الجبلِ وباقي مناطقِ تواجدِ المُوحّدينَ الدروز في لبنان، هي بغالبيّتها بخلافِ رأي جنبلاط، فالمرجعيّاتُ الروحيّة العُليا في لبنان على تواصلٍ ولقاءاتٍ دائمةٍ مع المرجعيّاتِ الروحيّة في سوريا والمُمثَّلة بمشايخ العقل الثلاثة، وهناك تأكيدٌ دائمٌ على التزامِ خيارِ الدفاعِ عن مفهومِ الدولة، كما أنَّ الساحةَ الدرزيّة تتوزّع بين فئةٍ مُؤيّدةٍ للاشتراكيّ، مُقابلَ فئاتٍ أُخرى مُؤيّدة للحزبَين الديمقراطيّ بزعامةِ أرسلان، والتوحيدِ بزعامةِ الوزيرِ السابقِ وئام وهاب إلى جانبِ الحزبينِ القوميّ والشيوعيّ، ما يُشيرُ بوضوحٍ إلى أنَّ جنبلاط هو اللّاعبُ الأبرزُ دُرزيّاً، لكنّهُ ليسَ الوحيد، وبالتالي لا يُمكنهُ فرضُ خياراتِهِ على الدروز بالجملة. وتختمُ المصادرُ مُشيرةً إلى أنَّ خيارات بني معروف لجهةِ التزامهم بسقفِ الدولةِ السوريّةِ بقيادةِ الرئيسِ الأسد ثابتةٌ وواضحةٌ، وهم لا يُراهنونَ على أيِّ مشروعٍ انعزاليّ، وظهرَ هذا بوضوحٍ من خلالِ تصدّي أبناءِ مناطق الجولانِ للجماعاتِ الإرهابيّةِ المدعومةِ إسرائيليّاً، والتي كانت تسعى بدعمٍ إسرائيليٍّ واضحٍ إلى إقامةِ "حِزامِ آمانٍ" عند المنطقةِ الحدوديّةِ السوريّة في الجولانِ المُحتلّ مع فلسطين المُحتلّة". وفي هذا السّياق جاءت مواقفُ أرسلان خلالَ حفلِ تأبينِ اللّواءِ زهر الدين لجهةِ التأكيدِ على دورِ الدروزِ التاريخيّ كحُماةٍ للثغور، وهم قدّموا وما زالوا الدِّماءَ دِفاعاً عن الأرضِ والعرض، وفي هذا الإطار جاءَ استشهادُ اللّواءِ عصام زهر الدين، كما أشارَ أرسلان أنّ لا مكانَ لأيِّ خيارٍ لدى المُوحدينَ الدروز إلّا خيارَ الوطنِ العربيّ السوريّ الواحد المُوحَد بدولتِهم السوريّة بقيادةِ الرئيس بشار الأسد، كما حيّا أرسلان كلّ مَن وقفَ إلى جانبِ سوريا في معركتِها المصيريّة، خصوصاً إيران وروسيا والمقاومة بقيادةِ السيدّ حسن نصرالله، وكلّ الأحرارِ الذينَ يبذلونَ دِماءَهم في معركةِ الدفاعِ عن الحريّة والكرامة الإنسانيّة في وجهِ الاستعمار والبربرية".

المصدر : الماسة السورية/ آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة