دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بات بحكم الأمر الواقع انقلاب الموقف الأوروبي على المعارضة التي دعمها لسنوات خلال الأزمة السورية ولم يحصد أي نتيجة منها سوى الخيبة.
وخلال سنوات الأزمة السورية كان الموقف الأوروبي داعماً للمعارضة فتشكلت مجموعة تحت مسمى «أصدقاء سورية» جلها من الأوروبيين ووصل الأمر بمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغيريني خلال سنوات الأزمة إلى التحذير بأن مشاركة اتحادها في إعادة الإعمار لن تتم إلا بعد تحقيق انتقال سياسي في سورية!
واعتبرت مواقع إلكترونية معارضة عن أنها حالياً «أمام تراجع قارة بأكملها عن مواقفها المتشددة (سابقا) من (الرئيس بشار) الأسد، بل الأكثر من ذلك محاولات بعض سفراء هذه الدول الضغط على المعارضة السورية للقبول ببقاء (الرئيس) الأسد، على حين ألمانيا توفد مسؤولين أمنيين إلى النظام من أجل التعاون في ملف الإرهاب واللاجئين». وكشفت المواقع أن وفداً استخباراتياً أمنياً من الاتحاد الأوروبي زار دمشق الصيف الفائت وأجرى عدة لقاءات مع ضباط في المخابرات السورية، وطلبوا من أجهزة الأمن السورية التعاون في المجال الأمني، وخصوصاً بعد موجة الإرهاب التي غزت الدول الأوروبية، في بلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول، موضحة أن الرد السوري كان بالطلب من الوفد الأمني «العمل عبر الأروقة السياسية، واشترط عليهم إعادة تفعيل سفاراته في الدول الأوروبية».
وقالت المواقع نقلاً عن مصادر مطلعة في المعارضة السورية: إن مبعوث هولندا للمعارضة السورية جيرارد ستيك اجتمع قبل أسبوعين مع رئيس الائتلاف المعارض رياض سيف في إسطنبول، وطلب بشكل مباشر منه القبول بالرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي أثار استياء سيف خلال الاجتماع.
واعتبرت المواقع، أن التغير الأوروبي بات على مستوى رسم السياسات الإستراتيجية عموماً، مستشهدة «بورقة توصيات سياسية أصدرها مجلس العلاقات الأوروبية الخارجية تشير إلى توصيات سياسية من بينها عرقلة الجهود الأميركية لمحاربة إيران في سورية، إذ إن الاتحاد الأوروبي أصبح ينظر إلى إيران على أنها جزء من الحل وليس من المشكلة»، وتؤكد الورقة ضرورة «التعهد بدرجة من الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها النظام»، وهو ما نشرته مواقع معارضة في وقت سابق، حيث نقلت عن مصدر في المعارضة إن موغيريني تعمل على «البدء بإعادة الإعمار من المناطق التي يسيطر عليها النظام».
وتؤكد الدراسة ضرورة التعهد بدرجة من الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، على حين ذكرت المواقع أيضاً أن المستشار الفرنسي في السفارة الفرنسية بتركيا والمسؤول عن الملف السوري فابريس ديسيبليشن، أكد اعتراض بلاده على التوصيات الأوروبية حول الأزمة السورية، مشيراً إلى أن بلاده لن تقبل بهذه التوصيات.
ورجح مراقبون أن يكون الانقلاب الأوروبي مرتبطاً بالسعي الحثيث نحو المشاركة في إعادة الإعمار وهو ما أجابت عنه دمشق مسبقاً بالتأكيد أن حلفاءها سيكون لهم أولوية في هذا الشأن بخلاف الدول التي مولت الإرهابيين ودعمتهم وساهمت بسفك الدم السوري عبر سنوات الأزمة.
المصدر :
الماسة السورية/ الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة