دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يشارك ستة فنانين تشكيليين سوريين في مشروع تكوين لوحة جداريه بطول 185 مترا وارتفاع أربعة أمتار من البقايا الصناعية كالسيراميك والزجاجات الفارغة والصحون والفناجين والقطع المعدنية المختلفة وعلب المأكولات الفارغة وغيرها على جدار مدرسة بسام حمشو جانب حديقة التجارة.
واللوحة كما يقول الفنان موفق مخول المشرف على المشروع وصاحب الفكرة لا تحمل عنوانا معينا وإنما تتضمن زخارف وفنا معاصرا حديث تفرضه طبيعة البقايا المستخدمة لتزيين الجدران والمباني وإضفاء اللون عليها.
وأضاف مخول أن الفكرة تجسد ماهية الفن وخاصة التشكيلي منه الذي يقوم على البحث البصري معتبرا أن الفن التشكيلي غالبا ما ينحصر وجوده في المنازل الراقية لكن هذا الأسلوب في العمل يسهم بتعميمه بشكل يلامس الناس ويزيد وعيهم وثقافتهم بأهميته.
ويهدف مشروع اللوحة الجدارية إلى استغلال البقايا الصناعية لغايات جمالية وزيادة توعية المواطنين بأهمية الاستفادة من كل المواد المستخدمة في الحياة اليومية وتوظيفها في إطار المحافظة على البيئة وإضفاء طابع جمالي لمدينة دمشق التي تفتقر إلى العمل الجداري الفني وإلى اللون.
وأوضح مخول أن إدراك الناس لأهمية هذا العمل وجماليته دفعت أعدادا كبيرة منهم إلى التعاون مع الفنانين وتزويدهم بجزء من المواد المستخدمة مشيرا إلى سعيه لتكرار هذه الأسلوب على كل مدارس دمشق وخاصة منها ذات الجدران المطلة على الحدائق والساحات والشوارع العامة مشيرا إلى أنه يعمل مع زملائه الفنانين منذ ستة أشهر على انجاز هذه اللوحة التي توقع الانتهاء منها في غضون شهرين.
وبدوره الفنان التشكيلي علي سليمان أحد المشاركين في تكوين هذه اللوحة قال إن اللوحة تجسد إيقاع الحياة وتعطي أبعادا تربوية وبيئية وجمالية من حيث تشكيلها على سور مدرسة الأمر الذي يجعل التلاميذ يشاهدون ما يقوم به فريق العمل والاحتكاك معهم ما يعزز لديهم الحس الفني وتنمية البعد البيئي عبر إعادة استخدام المواد التالفة ضمن تشكيلات فنية جمالية تزينية تشد المارة من بعيد وتثير إعجابهم واستغرابهم عند الاقتراب منها واكتشاف ماهية مكوناتها.
بدورها أشارت رجاء وبي إحدى المشاركات أن هذا النوع من الفن جديد في سورية ويستثمر النفايات البيئية المهملة لتوظيفها بطريقة مبتكرة إبداعية لصنع شيء جمالي يلفت نظر الكبار والصغار عبر الألوان والزخارف التي يتضمنها ولاسيما انه يتم تكوينها وفق نظرية تشكيلية من بقايا السيراميك والأدوات المعدنية والمرايا والزجاج المكسر الملون لافتة إلى أن هذه خطوة نحو نشر الألوان واللوحات الجدارية لتزيين الجدران والمباني بعيدا عن ألوانها الرمادية وإضفاء لمسة جمالية عليها تخلق جوا من الارتياح لدى من يشاهدها
الدكتور هزوان الوز مدير تربية دمشق الجهة القائمة على المشروع أوضح أن المديرية تعمل على إحداث مركز تربوي للفنون التشكيلية في محافظة دمشق يقدم خدماته لكل الطلاب المتميزين والموهوبين في هذا المجال ويقدم دورات تدريبية لمدرسي التربية الفنية في مدارس دمشق على أن يتم افتتاحه مع انجاز هذه اللوحة مشيرا إلى التواصل مع بعض الفنانين لعرض لوحاتهم في هذا المركز الذي يضم أربعة مراسم وصالتين للعرض.
وقال الوز إن الفنانين المشاركين في تكوين هذه اللوحة هم من مدرسي ومدرسات مادة التربية الفنية الذين تم تفريغهم لهذا الغرض لافتا إلى الجهود التي بذلوها في تكوين هذه اللوحة من خلال تعاملهم مع مختلف المواد المستخدمة وتعرضهم للظروف الجوية المتغيرة.
ويشارك في تكوين اللوحة كل من الفنانين ليال نصرالله وناصر نبعة وعلي سليمان ورجاء وصفاء وبي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة