قدم السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، تحليلا للموقف الروسي من الوضع الحالي بسوريا، مقيما احتمال استجابة موسكو لطلب إسرائيل وأمريكا، بشأن إخراج القوات الإيرانية من سوريا.

وأوضح في مقال كتبه لصحيفة "الشرق الأوسط" أن واشنطن تأمل في أن تتمكن روسيا من إجبار إيران على إخلاء قواتها من سوريا، إذ كان ذلك جزءا مهما من استراتيجية عرضها الجانب الأمريكي على وفد عسكري - استخباري إسرائيلي زار واشنطن في 17 أغسطس/آب الماضي.

وأعاد السفير السابق إلى الأذهان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه بعد ذلك على رأس وفد عسكري - استخباري في 23 أغسطس/آب إلى سوتشي الروسية، لبحث الموضوع نفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكر فورد بأن الأمر بلغ بنتنياهو إلى التهديد بقصف قصر الرئاسة السوري إذا بقيت القوات الإيرانية داخل سوريا.

ولفت فورد إلى أن جواب موسكو على هذا التهديد كان مباشرا، مشيرا إلى تصريحات جاءت في 30 أغسطس/آب، على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "المعروف عنه في الأوساط الدبلوماسية تحليه بلغة حادة"، إذ قال إنه يجب على الجانب الإسرائيلي عدم التعرض للقوات الإيرانية، مشددا على أن التعاون بين إيران وسوريا الذي لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي يجب ألا يسبب مشكلة لأي طرف أو أن يكون موضع تساؤل من جانب أحد.

واعتبر السفير السابق أن موسكو تخاطب المجتمع الدولي بـ"لهجة سلطوية آمرة" فيما يتعلق بالأوضاع في كل من سوريا وليبيا، وربما تحاول الاضطلاع بدور فاعل في جهود الوساطة لدى دول الخليج. واستطرد قائلا "ليس خفيا على أحد أن الميليشيات المدعومة من إيران، التي تقاتل لصالح الرئيس بشار الأسد، قد ساعدت روسيا على تحقيق الكثير من التقدم الاستراتيجي في المنطقة".

وشدد أيضا على أنه ليس من شأن روسيا أن تخاطر بمواجهة إيران لمجرد أن واشنطن وتل أبيب تقدمتا بطلب ذلك من دون عرض أي تعويضات مغرية.

وتناول السفير السابق بشكل مفصل الوضع في منطقة تخفيف التوتر الجنوبية في سوريا، معيدا إلى الأذهان أن روسيا، التي نشرت وحدات من شرطتها العسكرية هناك، قد قامت بتقليص المنطقة العازلة التي يحظر تواجد القوات الإيرانية فيها أكثر من مرة. وتساءل ماذا يمكن أن تفعله الوحدات غير القتالية من الشرطة الروسية في حال هاجمت قوات الجيش السورية والقوات الإيرانية مناطق سيطرة المعارضة، حيث يتم تشكيل مجالس محلية خارج سيطرة الحكومة السورية وفق الخطة الروسية بإقامة نظام لامركزية في سوريا.

وشدد قائلا: "ما لم يهاجم سلاح الجو الروسي قوات النظام وميليشيات إيران المتقدمة على الأرض، فلن يمكن وقف لهذه القوات أبدا". ولفت إلى أنه لم يسبق لروسيا أن تتخذ مثل هذه الخطوة أبدا".

ولفت فورد أيضا إلى خصائص العلاقات الروسية الإيرانية التي تتسم بالتعاون الموسع بموازاة المنافسة من أجل الهيمنة الإقليمية، معتبرا أن هذا العامل سيكون رئيسيا عندما يتخذ الرئيس الروسي قراراته بشأن التعامل مع الوضع في سوريا.

 

  • فريق ماسة
  • 2017-09-05
  • 8561
  • من الأرشيف

فورد.. لإيقاف القوات الإيرانية في سورية بهجمات جوية روسية

 قدم السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، تحليلا للموقف الروسي من الوضع الحالي بسوريا، مقيما احتمال استجابة موسكو لطلب إسرائيل وأمريكا، بشأن إخراج القوات الإيرانية من سوريا. وأوضح في مقال كتبه لصحيفة "الشرق الأوسط" أن واشنطن تأمل في أن تتمكن روسيا من إجبار إيران على إخلاء قواتها من سوريا، إذ كان ذلك جزءا مهما من استراتيجية عرضها الجانب الأمريكي على وفد عسكري - استخباري إسرائيلي زار واشنطن في 17 أغسطس/آب الماضي. وأعاد السفير السابق إلى الأذهان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه بعد ذلك على رأس وفد عسكري - استخباري في 23 أغسطس/آب إلى سوتشي الروسية، لبحث الموضوع نفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكر فورد بأن الأمر بلغ بنتنياهو إلى التهديد بقصف قصر الرئاسة السوري إذا بقيت القوات الإيرانية داخل سوريا. ولفت فورد إلى أن جواب موسكو على هذا التهديد كان مباشرا، مشيرا إلى تصريحات جاءت في 30 أغسطس/آب، على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "المعروف عنه في الأوساط الدبلوماسية تحليه بلغة حادة"، إذ قال إنه يجب على الجانب الإسرائيلي عدم التعرض للقوات الإيرانية، مشددا على أن التعاون بين إيران وسوريا الذي لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي يجب ألا يسبب مشكلة لأي طرف أو أن يكون موضع تساؤل من جانب أحد. واعتبر السفير السابق أن موسكو تخاطب المجتمع الدولي بـ"لهجة سلطوية آمرة" فيما يتعلق بالأوضاع في كل من سوريا وليبيا، وربما تحاول الاضطلاع بدور فاعل في جهود الوساطة لدى دول الخليج. واستطرد قائلا "ليس خفيا على أحد أن الميليشيات المدعومة من إيران، التي تقاتل لصالح الرئيس بشار الأسد، قد ساعدت روسيا على تحقيق الكثير من التقدم الاستراتيجي في المنطقة". وشدد أيضا على أنه ليس من شأن روسيا أن تخاطر بمواجهة إيران لمجرد أن واشنطن وتل أبيب تقدمتا بطلب ذلك من دون عرض أي تعويضات مغرية. وتناول السفير السابق بشكل مفصل الوضع في منطقة تخفيف التوتر الجنوبية في سوريا، معيدا إلى الأذهان أن روسيا، التي نشرت وحدات من شرطتها العسكرية هناك، قد قامت بتقليص المنطقة العازلة التي يحظر تواجد القوات الإيرانية فيها أكثر من مرة. وتساءل ماذا يمكن أن تفعله الوحدات غير القتالية من الشرطة الروسية في حال هاجمت قوات الجيش السورية والقوات الإيرانية مناطق سيطرة المعارضة، حيث يتم تشكيل مجالس محلية خارج سيطرة الحكومة السورية وفق الخطة الروسية بإقامة نظام لامركزية في سوريا. وشدد قائلا: "ما لم يهاجم سلاح الجو الروسي قوات النظام وميليشيات إيران المتقدمة على الأرض، فلن يمكن وقف لهذه القوات أبدا". ولفت إلى أنه لم يسبق لروسيا أن تتخذ مثل هذه الخطوة أبدا". ولفت فورد أيضا إلى خصائص العلاقات الروسية الإيرانية التي تتسم بالتعاون الموسع بموازاة المنافسة من أجل الهيمنة الإقليمية، معتبرا أن هذا العامل سيكون رئيسيا عندما يتخذ الرئيس الروسي قراراته بشأن التعامل مع الوضع في سوريا.  

المصدر : الماسة السورية/ الشرق الأوسط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة