حقّق الجيش العربي السوري بدعمٍ من قوّات تابعة لـ”حزب الله” وغطاء جوّي روسي، انتصارًا كبيرًا على “داعش” بكَسره للحِصار المَفروض مُنذ ثلاث سنوات تقريبًا على مدينة دير الزور شرق سورية.

الاحتفالات غَمرت المدينة بين القوّات المُحاصرة والأهالي الذين يَصل تِعدادهم إلى 100 ألف مُواطن، وبين قوّات الجيش السوري التي نَجحت في كَسر الحِصار، واستعادة حوالي 50 بالمئة من المدينة، وتتقدّم نحو المناطق الأخرى المُتبقيّة منها.

كَسر الجيش السوري وحُلفائه للحِصار ربّما يعني بداية النّهاية لوجود تنظيم “داعش” وحُلفائها في شرق سورية، ونُقطة انطلاقٍ لاستعادة مدينة الرقّة عاصمتها الرسميّة، وهذا ما يُفسّر الاحتفال الرّوسي في هذا النّصر الذي بَلغ ذُروته في برقيّة التهنئة التي بَعث بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى نَظيره السوري بشار الأسد، ووَصف فيها هذا النّصر بأنّه استراتيجيٌّ بكل ما تَعنيه هذه الكلمة من معنى.

روسيا شاركت بشكلٍ فعّالٍ في كَسر الحِصار عن دير الزور، ليس فقط من خلال توفير الغِطاء الجوّي، وإنّما أيضًا من خلال إقدام سُفنها في البحر المتوسط بقَصف مراكز للاتصال والقيادة لـ”الدولة الإسلاميّة” “داعش” في المدينة بصواريخ كاليبر قبل اقتحام الجيش السوري لها.

إنّه انتصارٌ معنويٌّ كبيرٌ، إلى جانب كَونه عَسكري مَيداني، بالنّسبة للرئيس بشار الأسد والجيش السوري، لأنه سيُمهّد الطريق أمام المَعركة الأكبر المُتمثّلة في الهُجوم عليها، وخاصّةً تنظيم هيئة تحرير الشام، أو “النّصرة سابقًا”، وهي معركةٌ يتم التّحضير لها بشكلٍ مُتسارعٍ، وربّما يتم تحريرها بتحالفٍ روسي سوري تركي إيراني، اللّهم إلا إذا قرّرت جبهة النصرة والفصائل الأُخرى في المدينة حل نفسها، وتسليم أسلحتها، وِفق مُبادرة تركيّة ما زالت قيد التداول، لتجنّب حمّامات الدّماء وأعدادٍ كبيرةٍ من القَتلى.

عَودة دير الزور إلى حُضن دِمشق والسّلطة المركزيّة السوريّة، يَعني عَودة آبار النّفط والغاز، وحل الجزء الأكبر من أزمة الوقود التي تُعاني منها البلاد مُنذ ثلاث سنوات.

إنّها ربّما تكون النّهاية لدولة الخلافة الإسلاميّة “داعش” في سورية، بعد أن خَسرت مدينة المُوصل وتلعفر، ومُعظم أراضيها على الجانب العراقي، وبداية الاستقرار في سورية بعد سبع سنوات من الحَرب الدمويّة.

الشّعب السوري الذي عانى طويلاً من وَيلات الحرب، يَستحق هذا الاستقرار، مِثلما يَستحق مُصالحة وطنيّة شاملة عُنوانها التّسامح والتّعايش والحُريّات وتُمهّد لإعادة الإعمار البشري قبل المادي، ولدينا كل الثّقة في هذهِ الصّحيفة “رأي اليوم” بتحقيق هذا الهَدف السّامي.

  • فريق ماسة
  • 2017-09-05
  • 15521
  • من الأرشيف

كَسر حِصار دير الزّور انتصارٌ مَعنويٌّ ومَيدانيٌّ كبيرٌ للجيش السّوري.. وبداية النّهاية ل “داعش” في شَرق سورية؟

حقّق الجيش العربي السوري بدعمٍ من قوّات تابعة لـ”حزب الله” وغطاء جوّي روسي، انتصارًا كبيرًا على “داعش” بكَسره للحِصار المَفروض مُنذ ثلاث سنوات تقريبًا على مدينة دير الزور شرق سورية. الاحتفالات غَمرت المدينة بين القوّات المُحاصرة والأهالي الذين يَصل تِعدادهم إلى 100 ألف مُواطن، وبين قوّات الجيش السوري التي نَجحت في كَسر الحِصار، واستعادة حوالي 50 بالمئة من المدينة، وتتقدّم نحو المناطق الأخرى المُتبقيّة منها. كَسر الجيش السوري وحُلفائه للحِصار ربّما يعني بداية النّهاية لوجود تنظيم “داعش” وحُلفائها في شرق سورية، ونُقطة انطلاقٍ لاستعادة مدينة الرقّة عاصمتها الرسميّة، وهذا ما يُفسّر الاحتفال الرّوسي في هذا النّصر الذي بَلغ ذُروته في برقيّة التهنئة التي بَعث بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى نَظيره السوري بشار الأسد، ووَصف فيها هذا النّصر بأنّه استراتيجيٌّ بكل ما تَعنيه هذه الكلمة من معنى. روسيا شاركت بشكلٍ فعّالٍ في كَسر الحِصار عن دير الزور، ليس فقط من خلال توفير الغِطاء الجوّي، وإنّما أيضًا من خلال إقدام سُفنها في البحر المتوسط بقَصف مراكز للاتصال والقيادة لـ”الدولة الإسلاميّة” “داعش” في المدينة بصواريخ كاليبر قبل اقتحام الجيش السوري لها. إنّه انتصارٌ معنويٌّ كبيرٌ، إلى جانب كَونه عَسكري مَيداني، بالنّسبة للرئيس بشار الأسد والجيش السوري، لأنه سيُمهّد الطريق أمام المَعركة الأكبر المُتمثّلة في الهُجوم عليها، وخاصّةً تنظيم هيئة تحرير الشام، أو “النّصرة سابقًا”، وهي معركةٌ يتم التّحضير لها بشكلٍ مُتسارعٍ، وربّما يتم تحريرها بتحالفٍ روسي سوري تركي إيراني، اللّهم إلا إذا قرّرت جبهة النصرة والفصائل الأُخرى في المدينة حل نفسها، وتسليم أسلحتها، وِفق مُبادرة تركيّة ما زالت قيد التداول، لتجنّب حمّامات الدّماء وأعدادٍ كبيرةٍ من القَتلى. عَودة دير الزور إلى حُضن دِمشق والسّلطة المركزيّة السوريّة، يَعني عَودة آبار النّفط والغاز، وحل الجزء الأكبر من أزمة الوقود التي تُعاني منها البلاد مُنذ ثلاث سنوات. إنّها ربّما تكون النّهاية لدولة الخلافة الإسلاميّة “داعش” في سورية، بعد أن خَسرت مدينة المُوصل وتلعفر، ومُعظم أراضيها على الجانب العراقي، وبداية الاستقرار في سورية بعد سبع سنوات من الحَرب الدمويّة. الشّعب السوري الذي عانى طويلاً من وَيلات الحرب، يَستحق هذا الاستقرار، مِثلما يَستحق مُصالحة وطنيّة شاملة عُنوانها التّسامح والتّعايش والحُريّات وتُمهّد لإعادة الإعمار البشري قبل المادي، ولدينا كل الثّقة في هذهِ الصّحيفة “رأي اليوم” بتحقيق هذا الهَدف السّامي.

المصدر : رأي اليوم / عبد الباري عطوان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة