أفادت دراسات ومؤشرات تحليلية إلى أن نزاعات جديدة ستبدأ في سورية عقب تحرير الرقة، حيث بنيت هذه الدراسات والتحاليل على نقطة تعمد “قوات سورية الديمقراطية”، بالتعاون مع “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، إلى تضييق الخناق على “داعش” في الرقة.

ومن اللافت بالدرجة الأولى أن تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في سورية يجري دون أية موافقة رسمية، من جهة الحكومة السورية، حيث تعمل الولايات المتحدة في الرقة دون إبداء أي اهتمام بنداءات المنظمات الحقوقية الدولية، التي دقت مراراً ناقوس الخطر بسبب الخسائر الهائلة بين صفوف المدنيين في الرقة جراء الغارات الجوية “للتحالف”، بل وهناك احتمالات بنشوب نزاعات جديدة في البلاد بسبب طابع الحملة في المدينة.

أولا، من البديهي أن مساعي “الأكراد”، الذين يمثلون القوة العسكرية الأساسية في “قوات سورية الديمقراطية”، لضم الرقة إلى فدراليتهم، ستثير معارضة شرسة من قبل تركيا، التي لن توافق على إقامة جيب كردي كبير قرب حدودها الجنوبية.

ولا يخفى أبدا الموقف التركي، حيث أعربت السلطات التركية مراراً عن استيائها من تعاون الولايات المتحدة مع “الأكراد” في سورية، الذين يعتبرون أكبر حليف لواشنطن على الأرض في القتال ضد “داعش”، إلا أن السلطات الأمريكية لم تستمع لدعوات أنقرة.

وعلى صعيد داخلي قد تسفر حملة تحرير الرقة بشكلها الحالي عن نشوب مواجهات عرقية في هذه المدينة، التي يسعى “الأكراد” لضمها إلى منطقة حكمهم الذاتي، على الرغم من أن غالبية سكانها هم من العرب.

وفي نيسان من العام 2017 شكلت “قوات سورية الديمقراطية” ما أطلق عليه اسم “مجلس الرقة المدني”، الذي من المخطط أن يدير المدينة بعد تطهيرها من مسلحي “داعش”، تزامناً مع ذلك يعمل في المنطقة “مجلس محافظة الرقة”، الذي يتكون من المواطنين المحليين ويعول على إجراء محادثات مع الجانب الروسي حول مستقبل المدينة بعد تحريرها.

وليس من الواضح تماما حتى هذه اللحظة ما إذا سيتمكن الهيكلان المذكوران من التوصل إلى اتفاق على تشكيل إدارة لمدينة الرقة.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2017-08-29
  • 13818
  • من الأرشيف

بعد تحريرالرقة.. ناقوس الخطر سيدق من جديد

أفادت دراسات ومؤشرات تحليلية إلى أن نزاعات جديدة ستبدأ في سورية عقب تحرير الرقة، حيث بنيت هذه الدراسات والتحاليل على نقطة تعمد “قوات سورية الديمقراطية”، بالتعاون مع “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، إلى تضييق الخناق على “داعش” في الرقة. ومن اللافت بالدرجة الأولى أن تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في سورية يجري دون أية موافقة رسمية، من جهة الحكومة السورية، حيث تعمل الولايات المتحدة في الرقة دون إبداء أي اهتمام بنداءات المنظمات الحقوقية الدولية، التي دقت مراراً ناقوس الخطر بسبب الخسائر الهائلة بين صفوف المدنيين في الرقة جراء الغارات الجوية “للتحالف”، بل وهناك احتمالات بنشوب نزاعات جديدة في البلاد بسبب طابع الحملة في المدينة. أولا، من البديهي أن مساعي “الأكراد”، الذين يمثلون القوة العسكرية الأساسية في “قوات سورية الديمقراطية”، لضم الرقة إلى فدراليتهم، ستثير معارضة شرسة من قبل تركيا، التي لن توافق على إقامة جيب كردي كبير قرب حدودها الجنوبية. ولا يخفى أبدا الموقف التركي، حيث أعربت السلطات التركية مراراً عن استيائها من تعاون الولايات المتحدة مع “الأكراد” في سورية، الذين يعتبرون أكبر حليف لواشنطن على الأرض في القتال ضد “داعش”، إلا أن السلطات الأمريكية لم تستمع لدعوات أنقرة. وعلى صعيد داخلي قد تسفر حملة تحرير الرقة بشكلها الحالي عن نشوب مواجهات عرقية في هذه المدينة، التي يسعى “الأكراد” لضمها إلى منطقة حكمهم الذاتي، على الرغم من أن غالبية سكانها هم من العرب. وفي نيسان من العام 2017 شكلت “قوات سورية الديمقراطية” ما أطلق عليه اسم “مجلس الرقة المدني”، الذي من المخطط أن يدير المدينة بعد تطهيرها من مسلحي “داعش”، تزامناً مع ذلك يعمل في المنطقة “مجلس محافظة الرقة”، الذي يتكون من المواطنين المحليين ويعول على إجراء محادثات مع الجانب الروسي حول مستقبل المدينة بعد تحريرها. وليس من الواضح تماما حتى هذه اللحظة ما إذا سيتمكن الهيكلان المذكوران من التوصل إلى اتفاق على تشكيل إدارة لمدينة الرقة.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة