شهدت مدة مابين جولتي أستانة الماضية والمقبلة تغييراتٍ واسعة في المشهد السوري، ومما لاشك فيه أنّ الميدان العسكري يرسم ويُؤثّرُ على الجولات السياسية،

بقدر ماتُؤثر الأخيرة على الميدان أيضاً، فهي علاقة لها تأثيراتها المتبادلة، وفي هذا الوقت الذي بدأت فيه تحضيرات جولة أستانة المقبلة باجتماع وفود الدول الضامنة في طهران لابُد من الوقوف على تأثيرات وانعكاسات المشهد الميداني عليها، والتي لرُبّما ستكون كفيلةً بإحداث تغيير جذري في مواقف بعض الدول، وحتماً سيؤثر ذلك على الفصائل المدعومة منها، والتي بدأ بعضها يميل للبدء بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وملف "إدلب" الذي  يتصدر اللائحة في هذا الخصوص أكثر من غيره.

تغييرات الميدان السوري عموماً تصب في صالح الجيش السوري وحلفائه، فقد عاد اتفاق وقف إطلاق النار بشكل إيجابي كبير عليه، وخصوصاً على الجبهات الجنوبية التي يعُم فيها الهدوء، ووفقاً للاتفاق فإن الفصائل المسلحة الموقّعة عليه مُلزمةٌ بطرد إرهابيي النصرة من مناطق سيطرتها، وللحديث أكثر حول مايجري على الساحة الميدانية السورية وانعكاس تغيراتها على مجريات جولة أستانة القادمة قال الدكتور «أسامة دنورة» الخبير والمحلل السياسي لموقع "العهد" الإخباري أنّ "فصائل الجنوب فضّلت إخراج إرهابيي النصرة من مناطقها بالمفاوضات بدل الاشتباك المسلح، وحيّدتها عن المشهد الميداني الجنوبي، ومقابل ذلك فما زال التوتر قائماً ولدرجة كبيرة بين فصائل غوطة دمشق الشرقية التي يعتبر "جيش الإسلام" أكبرها والمهيمن عليها".

فموقف النصرة وحليفها فيلق الرحمن في الجبهة المحاذية للعاصمة يبدو أكثر ضعفاً بالقياس إلى تواجد النصرة في أي مكان آخر، باعتبار أن الخلاف مع جيش الإسلام القوي عُدّةً وعديداً غير قابل للحل بسبب اختلاف المرجعيات الإقليمية والتنافس على المصالح والأرض والزعامة في الغوطة، وما سبق من اقتتال دموي وغياب كامل للثقة المتبادلة بين تلك الفصائل، كما أن مناطق سيطرة النصرة باتت معزولةً تقريباً عن أي خط إمداد لوجستي لاسيما بعد استعادة الجيش السوري لمساحات واسعة في السويداء و البادية والقلمون، ولذلك فإن مصير النصرة في غوطة دمشق الشرقية يبدو حسب حديث «دنورة» معدوم الأُفق في ظل التركيز المتصاعد للجيش السوري على محاربة التنظيم الإرهابي في جوبر وعين ترما وجوارهما، وبذلك تبدو الأمور بالنسبة للنصرة وفيلق الرحمن متجهةً نحو التصفية الكاملة الميدانية أو السياسية ربما عبر تسوية تذهب بهم إلى إدلب"، ويضيف أنّ "الاستثمار الخارجي في تواجد النصرة بالغوطة الشرقية يبدو معدوم الأفق لاسيما بعد الانزياحات في الموقفين التركي والقطري التي تصب في غير صالح النصرة، في حينٍ يبدو فيه مستقبل جيش الإسلام سائراً باتجاه تسوية مبدئية مع الجيش قد لا تتضمن مغادرة عناصره بالضرورة، بل إمكانية إحتوائهم ضمن تشكيلات محليّة تتعاون مع الجيش في الحد الأدنى ضد إرهاب النصرة وتسوية نهائية تتضمن قيامهم بوضع السلاح جانباً وتسوية أوضاعهم بشكل كامل".

 

 

ويتابع  «دنورة» حديثه قائلاً أنّ "الأحداث الميدانية اليومية تؤكد أنّ الأولوية الآن هي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، كونه يُمثّلُ نقطة التقاء وإجماعٍ على عدوانه من قبل كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة على الساحتين السورية والعراقية، أما الأولوية الثانية فقد تكون المنطقة الجنوبية أو قد تكون إدلب التي استبقت فيها النصرة أيّ اتفاقٍ جديد ربّما يُعقدُ في جولة أستانة المقبلة، واستعادت غالبية مناطقها من يد "أحرار الشام" وغيرها، ويتعلق تحديد ذلك أي أنّ تحديد الأولوية بين هاتين الجبهتين يتعلق بنضوج التسويات الإقليمية _ الدولية في كل منهما، مع العلم أنّ المشهد مُعقّدٌ في كليهما، فالمنطقة الجنوبية يتداخل فيها العاملان الإسرائيلي والأردني فضلاً عن الأمريكي، في حين أنّ إدلب يتداخل فيها العامل التركي مع تعقيدات المشهد المتعلق بقوات سوريا الديمقراطية ودعمها من قبل الولايات المتحدة، ولذلك فإنّ الأولوية في المعالجة المزدوجة  (أي المعالجة القائمة على محاربة النصرة ومشتقاتها مع احتواء التنظيمات القابلة بالحل السياسي) ما بين المنطقة الجنوبية وإدلب تتعلق بأسبقية نُضج التسويات الإقليمية في إحداهما عن الأخرى، مع مؤشرات محدودة على أسبقية معالجة المنطقة الجنوبية كون التفاهم الروسي الأمريكي الأردني قد حقّق مستوىً مقبول من النجاح المبدئي مع تجاهل نسبي من قبل الأطراف الثلاث للطلبات الإسرائيلية، أو لربما أخذها بعين الاعتبار بشكل جزئي، في حين أنّ الاستدارة التركية نحو وضع تغلق فيه أنقرة الحدود أمام النصرة بالحد الأدنى، وتشارك في ضربها بالحد الأقصى، تبدو بحاجة لمهلة زمنية أكثر، لأنّ التفاهم التركي مع روسيا وإيران وسورية من جهة، وأمريكا من جهة أخرى، يبدو متعلقاً بالعديد من الملفات المتداخلة، كحدود التوسع الميداني لـ"قسد" والمستقبل السياسي لمناطق انتشارها، ومعركة تلعفر وحدود التوسع الميداني والسياسي للحشد الشعبي العراقي وأزمة الدول الخليجية وغيرها.

 

عدم الثقة الروسية بالأمريكي بدا جلياً في تصريحات وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» الأخيرة والتي جاء في بعضها أنّ "بعض اللاعبين الدوليين يَحمون النصرة والولايات المتحدة تشجعهم على ذلك"، إضافةً لقوله أنّ "التحالف لم يشن أية هجمات على النصرة حتى الآن"، مُشكّكاً في أنّ أمريكا ستستخدم النصرة لاحقاً في مرحلة ما بعد هزيمة داعش الإرهابي أكثر ضد الحكومة السورية، وفي هذا الخصوص قال «دنورة» لـ"العهد" الإخباري أنّ  "المخاوف الروسية تجاه موقف الولايات المتحدة إزاء النصرة مبررة في ظل التباين في أداء طيران التحالف ما بينها وبين داعش، فالغارات الأمريكية على مواقع النصرة باتت محدودة لدرجة الندرة، ويبدو أنّها اقتصرت على بعض الغارات الانتقائية التي استهدفت كوادر معينة محسوبة على "الجهاد العالمي" بمعنى أنّها كانت تُخطّط لعمليات عابرة للحدود تستهدف الغرب"، مؤكداً أنّ "هذه الانتقائية لاتتلاءم مع القرارات الدولية بمافيها القرار رقم 2254 التي تضع في التصنيف والمعالجة كلاً من داعش والنصرة على قدم المساواة".

 

وأضاف «دنورة» أنّ "تصريحات لافروف توحي بأن البيان الصادر عن مايكل واتني المبعوث الأمريكي لسوريا (والذي تحدث فيه عن "عصابة الجولاني" وأنّها ستستهدف مهما غيرت من اسمها) لربّما جاء بناءً على طلب روسي بتوضيح الموقف الأمريكي إزاء النصرة ولكنه يبدو أنه اعتبر غير كافٍ من قبل الروس وأن روسيا تسعى لتحفيز واستجلاب موقف أمريكي يغطي (إن لم يكن يُساعد) في المعركة القادمة ضد النصرة، وربما يكون الموقف الروسي مبنياً على تلمّس غموضٍ أمريكي غير مرضٍ بالنسبة لروسيا إزاء دور ومستقبل النصرة الحليفة للكيان الصهيوني في درعا والقنيطرة.

 

ولكن في المقابل إن إمكانية قيام الولايات المتحدة بتغطية دور النصرة بشكل مباشر تبدو صعبة، لأنها تتضمن خلطاً شديداً للأوراق يقود إلى تجدد احتمالات الصدام الروسي _ الأمريكي على الساحة السورية، أما استمرار تغطية النصرة عبر أطراف إقليمية بتحفيز أمريكي سيكون أكثر صعوبةً مما مضى وأقل فعالية بعد القضاء على داعش والتفرغ للنصرة، مؤكداً أنّ "الروسي يحمل في جعبته إمكانية التفاهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تصعيد ورقة تفعيل الحشد الشعبي وتوسيع نطاق عمله بما يقابل استعادة محتملة لتغطية عمل النصرة وإعادة استثمارها جيوبوليتيكياً على الساحة السورية، فضلاً عن إمكانية التراجع عن التفاهمات المتعلقة بمنطقة تخفيف التصعيد الجنوبية بما يتضمن تفعيل دور حزب الله القوي الذي يمثل تهديداً وجوديا ومخيفاً للكيان الصهيوني".

  • فريق ماسة
  • 2017-08-15
  • 11527
  • من الأرشيف

تطورات الميدان السوري وأثرها الجذري على جولة أستانة المقبلة

شهدت مدة مابين جولتي أستانة الماضية والمقبلة تغييراتٍ واسعة في المشهد السوري، ومما لاشك فيه أنّ الميدان العسكري يرسم ويُؤثّرُ على الجولات السياسية، بقدر ماتُؤثر الأخيرة على الميدان أيضاً، فهي علاقة لها تأثيراتها المتبادلة، وفي هذا الوقت الذي بدأت فيه تحضيرات جولة أستانة المقبلة باجتماع وفود الدول الضامنة في طهران لابُد من الوقوف على تأثيرات وانعكاسات المشهد الميداني عليها، والتي لرُبّما ستكون كفيلةً بإحداث تغيير جذري في مواقف بعض الدول، وحتماً سيؤثر ذلك على الفصائل المدعومة منها، والتي بدأ بعضها يميل للبدء بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وملف "إدلب" الذي  يتصدر اللائحة في هذا الخصوص أكثر من غيره. تغييرات الميدان السوري عموماً تصب في صالح الجيش السوري وحلفائه، فقد عاد اتفاق وقف إطلاق النار بشكل إيجابي كبير عليه، وخصوصاً على الجبهات الجنوبية التي يعُم فيها الهدوء، ووفقاً للاتفاق فإن الفصائل المسلحة الموقّعة عليه مُلزمةٌ بطرد إرهابيي النصرة من مناطق سيطرتها، وللحديث أكثر حول مايجري على الساحة الميدانية السورية وانعكاس تغيراتها على مجريات جولة أستانة القادمة قال الدكتور «أسامة دنورة» الخبير والمحلل السياسي لموقع "العهد" الإخباري أنّ "فصائل الجنوب فضّلت إخراج إرهابيي النصرة من مناطقها بالمفاوضات بدل الاشتباك المسلح، وحيّدتها عن المشهد الميداني الجنوبي، ومقابل ذلك فما زال التوتر قائماً ولدرجة كبيرة بين فصائل غوطة دمشق الشرقية التي يعتبر "جيش الإسلام" أكبرها والمهيمن عليها". فموقف النصرة وحليفها فيلق الرحمن في الجبهة المحاذية للعاصمة يبدو أكثر ضعفاً بالقياس إلى تواجد النصرة في أي مكان آخر، باعتبار أن الخلاف مع جيش الإسلام القوي عُدّةً وعديداً غير قابل للحل بسبب اختلاف المرجعيات الإقليمية والتنافس على المصالح والأرض والزعامة في الغوطة، وما سبق من اقتتال دموي وغياب كامل للثقة المتبادلة بين تلك الفصائل، كما أن مناطق سيطرة النصرة باتت معزولةً تقريباً عن أي خط إمداد لوجستي لاسيما بعد استعادة الجيش السوري لمساحات واسعة في السويداء و البادية والقلمون، ولذلك فإن مصير النصرة في غوطة دمشق الشرقية يبدو حسب حديث «دنورة» معدوم الأُفق في ظل التركيز المتصاعد للجيش السوري على محاربة التنظيم الإرهابي في جوبر وعين ترما وجوارهما، وبذلك تبدو الأمور بالنسبة للنصرة وفيلق الرحمن متجهةً نحو التصفية الكاملة الميدانية أو السياسية ربما عبر تسوية تذهب بهم إلى إدلب"، ويضيف أنّ "الاستثمار الخارجي في تواجد النصرة بالغوطة الشرقية يبدو معدوم الأفق لاسيما بعد الانزياحات في الموقفين التركي والقطري التي تصب في غير صالح النصرة، في حينٍ يبدو فيه مستقبل جيش الإسلام سائراً باتجاه تسوية مبدئية مع الجيش قد لا تتضمن مغادرة عناصره بالضرورة، بل إمكانية إحتوائهم ضمن تشكيلات محليّة تتعاون مع الجيش في الحد الأدنى ضد إرهاب النصرة وتسوية نهائية تتضمن قيامهم بوضع السلاح جانباً وتسوية أوضاعهم بشكل كامل".     ويتابع  «دنورة» حديثه قائلاً أنّ "الأحداث الميدانية اليومية تؤكد أنّ الأولوية الآن هي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، كونه يُمثّلُ نقطة التقاء وإجماعٍ على عدوانه من قبل كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة على الساحتين السورية والعراقية، أما الأولوية الثانية فقد تكون المنطقة الجنوبية أو قد تكون إدلب التي استبقت فيها النصرة أيّ اتفاقٍ جديد ربّما يُعقدُ في جولة أستانة المقبلة، واستعادت غالبية مناطقها من يد "أحرار الشام" وغيرها، ويتعلق تحديد ذلك أي أنّ تحديد الأولوية بين هاتين الجبهتين يتعلق بنضوج التسويات الإقليمية _ الدولية في كل منهما، مع العلم أنّ المشهد مُعقّدٌ في كليهما، فالمنطقة الجنوبية يتداخل فيها العاملان الإسرائيلي والأردني فضلاً عن الأمريكي، في حين أنّ إدلب يتداخل فيها العامل التركي مع تعقيدات المشهد المتعلق بقوات سوريا الديمقراطية ودعمها من قبل الولايات المتحدة، ولذلك فإنّ الأولوية في المعالجة المزدوجة  (أي المعالجة القائمة على محاربة النصرة ومشتقاتها مع احتواء التنظيمات القابلة بالحل السياسي) ما بين المنطقة الجنوبية وإدلب تتعلق بأسبقية نُضج التسويات الإقليمية في إحداهما عن الأخرى، مع مؤشرات محدودة على أسبقية معالجة المنطقة الجنوبية كون التفاهم الروسي الأمريكي الأردني قد حقّق مستوىً مقبول من النجاح المبدئي مع تجاهل نسبي من قبل الأطراف الثلاث للطلبات الإسرائيلية، أو لربما أخذها بعين الاعتبار بشكل جزئي، في حين أنّ الاستدارة التركية نحو وضع تغلق فيه أنقرة الحدود أمام النصرة بالحد الأدنى، وتشارك في ضربها بالحد الأقصى، تبدو بحاجة لمهلة زمنية أكثر، لأنّ التفاهم التركي مع روسيا وإيران وسورية من جهة، وأمريكا من جهة أخرى، يبدو متعلقاً بالعديد من الملفات المتداخلة، كحدود التوسع الميداني لـ"قسد" والمستقبل السياسي لمناطق انتشارها، ومعركة تلعفر وحدود التوسع الميداني والسياسي للحشد الشعبي العراقي وأزمة الدول الخليجية وغيرها.   عدم الثقة الروسية بالأمريكي بدا جلياً في تصريحات وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» الأخيرة والتي جاء في بعضها أنّ "بعض اللاعبين الدوليين يَحمون النصرة والولايات المتحدة تشجعهم على ذلك"، إضافةً لقوله أنّ "التحالف لم يشن أية هجمات على النصرة حتى الآن"، مُشكّكاً في أنّ أمريكا ستستخدم النصرة لاحقاً في مرحلة ما بعد هزيمة داعش الإرهابي أكثر ضد الحكومة السورية، وفي هذا الخصوص قال «دنورة» لـ"العهد" الإخباري أنّ  "المخاوف الروسية تجاه موقف الولايات المتحدة إزاء النصرة مبررة في ظل التباين في أداء طيران التحالف ما بينها وبين داعش، فالغارات الأمريكية على مواقع النصرة باتت محدودة لدرجة الندرة، ويبدو أنّها اقتصرت على بعض الغارات الانتقائية التي استهدفت كوادر معينة محسوبة على "الجهاد العالمي" بمعنى أنّها كانت تُخطّط لعمليات عابرة للحدود تستهدف الغرب"، مؤكداً أنّ "هذه الانتقائية لاتتلاءم مع القرارات الدولية بمافيها القرار رقم 2254 التي تضع في التصنيف والمعالجة كلاً من داعش والنصرة على قدم المساواة".   وأضاف «دنورة» أنّ "تصريحات لافروف توحي بأن البيان الصادر عن مايكل واتني المبعوث الأمريكي لسوريا (والذي تحدث فيه عن "عصابة الجولاني" وأنّها ستستهدف مهما غيرت من اسمها) لربّما جاء بناءً على طلب روسي بتوضيح الموقف الأمريكي إزاء النصرة ولكنه يبدو أنه اعتبر غير كافٍ من قبل الروس وأن روسيا تسعى لتحفيز واستجلاب موقف أمريكي يغطي (إن لم يكن يُساعد) في المعركة القادمة ضد النصرة، وربما يكون الموقف الروسي مبنياً على تلمّس غموضٍ أمريكي غير مرضٍ بالنسبة لروسيا إزاء دور ومستقبل النصرة الحليفة للكيان الصهيوني في درعا والقنيطرة.   ولكن في المقابل إن إمكانية قيام الولايات المتحدة بتغطية دور النصرة بشكل مباشر تبدو صعبة، لأنها تتضمن خلطاً شديداً للأوراق يقود إلى تجدد احتمالات الصدام الروسي _ الأمريكي على الساحة السورية، أما استمرار تغطية النصرة عبر أطراف إقليمية بتحفيز أمريكي سيكون أكثر صعوبةً مما مضى وأقل فعالية بعد القضاء على داعش والتفرغ للنصرة، مؤكداً أنّ "الروسي يحمل في جعبته إمكانية التفاهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تصعيد ورقة تفعيل الحشد الشعبي وتوسيع نطاق عمله بما يقابل استعادة محتملة لتغطية عمل النصرة وإعادة استثمارها جيوبوليتيكياً على الساحة السورية، فضلاً عن إمكانية التراجع عن التفاهمات المتعلقة بمنطقة تخفيف التصعيد الجنوبية بما يتضمن تفعيل دور حزب الله القوي الذي يمثل تهديداً وجوديا ومخيفاً للكيان الصهيوني".

المصدر : علي حسن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة