لقد أصبح واضحا في سياسة حزب الله أو في طريقة إدارته لمعركته، انه في كل مناسبة لافتة ميدانيا، عسكرياً، وجدانيا، سياسيا أو استراتيجيا، يتوجه أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله بكلمة مباشرة،يخاطب فيها الجميع تقريبا ممن له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه المناسبة، وحيث كانت وما زالت تشكل هذه الكلمات مفصلا مهما واساسيا في تحديد مسار او رسم سياسة او وضع استراتيجية، بالاضافة لما تتمتع به من مصداقية في نظر العدو قبل الصديق، واستنادا لكونها دائما كانت موضع اهتمام ومتابعة، فاللافت هو هذه الثقة العارمة بالنفس التي تميز شخصية السيد ومضمون خطابه ومنهجية واسلوب إلقائه.

طبعا هناك عدة اسباب تؤسس لهذه الثقة بالنفس، منها ما هو ظاهر ومنها ما هو غير ظاهر، وحيث تُستنتج الاسباب الظاهرة من خلال الكثير من الوقائع والمقارنات والمتابعات، يمكن ذكر الاساسي منها على الشكل التالي:

ـ الايمان القوي والصادق بالله سبحانه تعالى وبعظمته وبرسالته السماوية السمحاء، وهذا كان دائما يشكل لدى "السيد" وطبعا لدى جميع المؤمنين الصادقين مهما تعددت مذاهبهم وثقافاتهم الدينية، المصدر الاساس للثقة بالنفس والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتسليم بعدالة أحكام الخالق وبقدراته غير المحدودة .

ـ الالتزام الثابت بقضية المقاومة وبخياراتها، والتي برهنت صوابيتها في اغلب القرارات الاستراتيجية، الامر الذي ينسحب ثقة بالنفس تواكب كامل سياسة ومنهجية وخطاب امين عام حزب الله، في المواضيع الداخلية والاقليمية وفي النظرة للمواضيع الدولية .

ـ الثقة القوية التي تنظر فيها بيئة المقاومة بشكل خاص والمجتمع اللبناني والاسلامي بشكل عام، لشخص الامين العام لحزب الله، مع ما تحمله هذه الثقة من احترام ومحبة وتقدير لدوره ولموقعه ولمسؤوليته في قيادة المقاومة، وهذا حتما يقوي ويزيد ويمتّن ثقة الامين العام بنفسه .

ـ الدعم غير المحدود لحزب الله، سياسيا وماليا وديبلوماسيا واعلاميا من مؤيديه ومن حلفائه، على الصعيد المحلي او في المحافل الدولية، والتي يُعبّر عنها من خلال مواقف صادقة وثابتة رغم ما يتعرض له هؤلاء المؤيدين او الحلفاء من ضغوط هائلة لنزع التأييد او لفك التحالف.

ـ الدعم العسكري الواسع لحزب الله من الحلفاء وخاصة من الجمهورية الاسلامية في ايران، لناحية تزويده بالامكانيات وبالقدرات المهمة وخاصة بالاسلحة الكاسرة للتوازن، والتي تسمح له بفرض معادلة ردع، تقوي وتثبت الثقة بالنفس وبالقرارات والمواقف .

واخيرا، يمكن اعتبار ان هذه المعطيات المذكورة اعلاه، بالاضافة طبعا لشخصيته المميزة، تشكل اسبابا اساسية وجوهرية تؤسس للثقة القوية بالنفس لدى امين عام حزب الله، في خطابه، في قراراته، في مواقفه، في استراتيجيته وفي منهجية تواصله مع الغير، ولكن يمكن ان نتلمس دائما من روحية خطاباته في جميع المناسبات، ان جوهر ثقته بنفسه يتمحور حول ثقته الكبيرة والجارفة بقدرات مجاهدي المقاومة في الميدان، وبثباتهم في المواجهات الصعبة والحساسة، وحيث دائما كان يربط انتصارات المقاومة في المعارك الكبرى والمفصلية، اكانت بمواجهة العدو الاسرائيلي او بمواجهة العدو التكفيري، بواقعة او بعمل بطولي منسوب لاحد المقاومين او لمجموعة صغيرة، فقد بنى اساس ثقته القوية بنفسه وبحزبه على هذه النظرة الواثقة بهؤلاء المجاهدين، الشهداء منهم او الاحياء .

  • فريق ماسة
  • 2017-08-14
  • 9017
  • من الأرشيف

أين يكمن سر هذه الثقة القوية بالنفس لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ؟

لقد أصبح واضحا في سياسة حزب الله أو في طريقة إدارته لمعركته، انه في كل مناسبة لافتة ميدانيا، عسكرياً، وجدانيا، سياسيا أو استراتيجيا، يتوجه أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله بكلمة مباشرة،يخاطب فيها الجميع تقريبا ممن له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه المناسبة، وحيث كانت وما زالت تشكل هذه الكلمات مفصلا مهما واساسيا في تحديد مسار او رسم سياسة او وضع استراتيجية، بالاضافة لما تتمتع به من مصداقية في نظر العدو قبل الصديق، واستنادا لكونها دائما كانت موضع اهتمام ومتابعة، فاللافت هو هذه الثقة العارمة بالنفس التي تميز شخصية السيد ومضمون خطابه ومنهجية واسلوب إلقائه. طبعا هناك عدة اسباب تؤسس لهذه الثقة بالنفس، منها ما هو ظاهر ومنها ما هو غير ظاهر، وحيث تُستنتج الاسباب الظاهرة من خلال الكثير من الوقائع والمقارنات والمتابعات، يمكن ذكر الاساسي منها على الشكل التالي: ـ الايمان القوي والصادق بالله سبحانه تعالى وبعظمته وبرسالته السماوية السمحاء، وهذا كان دائما يشكل لدى "السيد" وطبعا لدى جميع المؤمنين الصادقين مهما تعددت مذاهبهم وثقافاتهم الدينية، المصدر الاساس للثقة بالنفس والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتسليم بعدالة أحكام الخالق وبقدراته غير المحدودة . ـ الالتزام الثابت بقضية المقاومة وبخياراتها، والتي برهنت صوابيتها في اغلب القرارات الاستراتيجية، الامر الذي ينسحب ثقة بالنفس تواكب كامل سياسة ومنهجية وخطاب امين عام حزب الله، في المواضيع الداخلية والاقليمية وفي النظرة للمواضيع الدولية . ـ الثقة القوية التي تنظر فيها بيئة المقاومة بشكل خاص والمجتمع اللبناني والاسلامي بشكل عام، لشخص الامين العام لحزب الله، مع ما تحمله هذه الثقة من احترام ومحبة وتقدير لدوره ولموقعه ولمسؤوليته في قيادة المقاومة، وهذا حتما يقوي ويزيد ويمتّن ثقة الامين العام بنفسه . ـ الدعم غير المحدود لحزب الله، سياسيا وماليا وديبلوماسيا واعلاميا من مؤيديه ومن حلفائه، على الصعيد المحلي او في المحافل الدولية، والتي يُعبّر عنها من خلال مواقف صادقة وثابتة رغم ما يتعرض له هؤلاء المؤيدين او الحلفاء من ضغوط هائلة لنزع التأييد او لفك التحالف. ـ الدعم العسكري الواسع لحزب الله من الحلفاء وخاصة من الجمهورية الاسلامية في ايران، لناحية تزويده بالامكانيات وبالقدرات المهمة وخاصة بالاسلحة الكاسرة للتوازن، والتي تسمح له بفرض معادلة ردع، تقوي وتثبت الثقة بالنفس وبالقرارات والمواقف . واخيرا، يمكن اعتبار ان هذه المعطيات المذكورة اعلاه، بالاضافة طبعا لشخصيته المميزة، تشكل اسبابا اساسية وجوهرية تؤسس للثقة القوية بالنفس لدى امين عام حزب الله، في خطابه، في قراراته، في مواقفه، في استراتيجيته وفي منهجية تواصله مع الغير، ولكن يمكن ان نتلمس دائما من روحية خطاباته في جميع المناسبات، ان جوهر ثقته بنفسه يتمحور حول ثقته الكبيرة والجارفة بقدرات مجاهدي المقاومة في الميدان، وبثباتهم في المواجهات الصعبة والحساسة، وحيث دائما كان يربط انتصارات المقاومة في المعارك الكبرى والمفصلية، اكانت بمواجهة العدو الاسرائيلي او بمواجهة العدو التكفيري، بواقعة او بعمل بطولي منسوب لاحد المقاومين او لمجموعة صغيرة، فقد بنى اساس ثقته القوية بنفسه وبحزبه على هذه النظرة الواثقة بهؤلاء المجاهدين، الشهداء منهم او الاحياء .

المصدر : شارل أبي نادر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة