في وقت تشهد فيه الحدود الروسية التركية غليان وحركة هروب ونزوح "جماعية" لفصائل مسلحة وقادة تركوا مواقعهم في الداخل السوري وفروا إلى تركيا بعد اشتعال ادلب وريفها إثر اندلاع المعارك بين "هيئة تحرير الشام " (جبهة النصرة) و"أحرار الشام"، بدأت تتسرّب بشكل متواتر صور وتسجيلات تظهر طريقة تعامل وحشية ولا انسانية من قبل حرس الحدود التركي مع السوريين الفارين.

 آخر الصور التي تم تسريبها تظهر ثلاثة سوريين موقوفين عند الحدود، قام جنود أتراك بنزع ثيابهم وإجبارهم على ارتداء ملابس داخلية نسائية وتصويرهم وهم في هذا الوضع.

 وتناقل ناشطون أتراك ومواقع روسية الصور التي قام بتسريبها، وفق مصادر متقاطعة، جنود من حرس الحدود، إلا أن وسائل الإعلام التركية تجاهلت هذه الحادثة بشكل كامل.

مصادر سورية معارضة أكدت لموقع قناة "الجديد" أن الظاهرين في الصورة هم سوريون، وأن من قام بتصويرهم هم حرس الحدود التركي، حيث تظهر في الصورة عربة كوبرا تركية. وذكر مصدر معارض أن الثلاثة الظاهرين في الصورة هم من المسلحين التابعين لتركيا حاولوا الفرار من إدلب والقي القبض عليهم على الحدود حيث تعرضوا للإهانة بهذه الطريقة.

 الصحافي السوري المتابع للشأن التركي سركيس قصارجيان رأى خلال حديثه إلى موقع قناة "الجديد" أن تسريب الصور يأتي في سياق الصدام في الداخل التركي، مشيراً إلى أنه من المعروف أن قسماً كبراً من حرس الحدود في تركيا تابعون للإسلامي المعارض فتح الله غولن، وتابع "هناك عمل إعلامي متعارض وصراع بين جماعة اردوغان وجماعة غولن، فجماعة غولن يحاولون تشويه صورة حكومة اردوغان، وحكومة اروغان تحاول أن تثبت للعالم أنها تعمل على ضبط حدودها، وهو ما وفر هذا الكم من التسريبات".

 واستشهد الصحافي السوري بالتسريبات التي نشرتها صحيفة "جمهورييت" عام 2015 والتي تظهر عمليات نقل أسلحة من تركيا إلى المسلحين في الداخل السوري، وقال "من سرب المعلومات والصور حينها هم حرس الحدود التابعون لغولن".

 يشار إلى أن الاعتداءات التركية على المواطنين السوريين عند المناطق الحدودية لا يعتبر حدثاً جديداً حيث قتل وأصيب مئات السوريين خلال محاولتهم عبور الحدود. وأحصى "المرصد السوري لحقوق الانسان"، المعارض الذي ينشط من بريطانيا مقتل 292 سورياً على يد حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم العبور منذ العام 2011 بينهم 29 امرأة و 55 طفلاً، وهو رقم "أصغر من الواقع بكثير" وفق مصادر معارضة .

 وتأتي هذه الصور "المهينة" بعد أيام قليلة فقط من انتشار فيديو يظهر عمليات تعذيب تعرض لها مواطنون سوريون من قبل حرس الحدود في تركيا خلال محاولتهم العبور، حيث لاقى التسجيل أصداء عالمية واسعة أجبرت الحكومة التركية على فتح تحقيق في الحادثة.

 منذ بداية الأحداث في سوريا تركزت اعتداءات حرس الحدود التركي على السوريين قرب المواقع التي يسيطر عليها الأكراد، سواء في تل ابيض بريف الرقة أو قرب عفرين شمال حلب، إلا أنها المرة الأولى التي تتركز فيها الأحداث قرب حدود محافظة إدلب التي تمثل موطئ قدم راسخة للأتراك ومعبراً مفتوحاً نحو الداخل السوري، الأمر الذي يدخل أيضاً ضمن الصراع الجاري حاليا بين الفصائل التابعة لتركيا والفصائل الأخرى للسيطرة على المحافظة الشمالية التي استولت على معظمها "جبهة النصرة" في الوقت الحالي.

  • فريق ماسة
  • 2017-08-01
  • 14469
  • من الأرشيف

غليان على الحدود السورية التركية.. هروب جماعي وتعذيب و"ملابس نسائية"!

في وقت تشهد فيه الحدود الروسية التركية غليان وحركة هروب ونزوح "جماعية" لفصائل مسلحة وقادة تركوا مواقعهم في الداخل السوري وفروا إلى تركيا بعد اشتعال ادلب وريفها إثر اندلاع المعارك بين "هيئة تحرير الشام " (جبهة النصرة) و"أحرار الشام"، بدأت تتسرّب بشكل متواتر صور وتسجيلات تظهر طريقة تعامل وحشية ولا انسانية من قبل حرس الحدود التركي مع السوريين الفارين.  آخر الصور التي تم تسريبها تظهر ثلاثة سوريين موقوفين عند الحدود، قام جنود أتراك بنزع ثيابهم وإجبارهم على ارتداء ملابس داخلية نسائية وتصويرهم وهم في هذا الوضع.  وتناقل ناشطون أتراك ومواقع روسية الصور التي قام بتسريبها، وفق مصادر متقاطعة، جنود من حرس الحدود، إلا أن وسائل الإعلام التركية تجاهلت هذه الحادثة بشكل كامل. مصادر سورية معارضة أكدت لموقع قناة "الجديد" أن الظاهرين في الصورة هم سوريون، وأن من قام بتصويرهم هم حرس الحدود التركي، حيث تظهر في الصورة عربة كوبرا تركية. وذكر مصدر معارض أن الثلاثة الظاهرين في الصورة هم من المسلحين التابعين لتركيا حاولوا الفرار من إدلب والقي القبض عليهم على الحدود حيث تعرضوا للإهانة بهذه الطريقة.  الصحافي السوري المتابع للشأن التركي سركيس قصارجيان رأى خلال حديثه إلى موقع قناة "الجديد" أن تسريب الصور يأتي في سياق الصدام في الداخل التركي، مشيراً إلى أنه من المعروف أن قسماً كبراً من حرس الحدود في تركيا تابعون للإسلامي المعارض فتح الله غولن، وتابع "هناك عمل إعلامي متعارض وصراع بين جماعة اردوغان وجماعة غولن، فجماعة غولن يحاولون تشويه صورة حكومة اردوغان، وحكومة اروغان تحاول أن تثبت للعالم أنها تعمل على ضبط حدودها، وهو ما وفر هذا الكم من التسريبات".  واستشهد الصحافي السوري بالتسريبات التي نشرتها صحيفة "جمهورييت" عام 2015 والتي تظهر عمليات نقل أسلحة من تركيا إلى المسلحين في الداخل السوري، وقال "من سرب المعلومات والصور حينها هم حرس الحدود التابعون لغولن".  يشار إلى أن الاعتداءات التركية على المواطنين السوريين عند المناطق الحدودية لا يعتبر حدثاً جديداً حيث قتل وأصيب مئات السوريين خلال محاولتهم عبور الحدود. وأحصى "المرصد السوري لحقوق الانسان"، المعارض الذي ينشط من بريطانيا مقتل 292 سورياً على يد حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم العبور منذ العام 2011 بينهم 29 امرأة و 55 طفلاً، وهو رقم "أصغر من الواقع بكثير" وفق مصادر معارضة .  وتأتي هذه الصور "المهينة" بعد أيام قليلة فقط من انتشار فيديو يظهر عمليات تعذيب تعرض لها مواطنون سوريون من قبل حرس الحدود في تركيا خلال محاولتهم العبور، حيث لاقى التسجيل أصداء عالمية واسعة أجبرت الحكومة التركية على فتح تحقيق في الحادثة.  منذ بداية الأحداث في سوريا تركزت اعتداءات حرس الحدود التركي على السوريين قرب المواقع التي يسيطر عليها الأكراد، سواء في تل ابيض بريف الرقة أو قرب عفرين شمال حلب، إلا أنها المرة الأولى التي تتركز فيها الأحداث قرب حدود محافظة إدلب التي تمثل موطئ قدم راسخة للأتراك ومعبراً مفتوحاً نحو الداخل السوري، الأمر الذي يدخل أيضاً ضمن الصراع الجاري حاليا بين الفصائل التابعة لتركيا والفصائل الأخرى للسيطرة على المحافظة الشمالية التي استولت على معظمها "جبهة النصرة" في الوقت الحالي.

المصدر : الماسة السورية/ علاءالحلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة