كشف باحث أكاديمي اردني متخصص عن دراسة  سياسية طريفة حاول فيها تحليل تنبؤات المفكرين والاعلاميين العرب حول مصير النظام السوري تحديدا في مرحلة الربيع العربي وما بعدها.

ومهد الدكتور وليد عبد الحي لخلاصة دراسته بالقول بأنه حرص على اختيار المقالات او الدراسات التي يراها تراعى الحد الأدنى من المنهجية من ناحية والتي تتضمن ” تنبؤا” واضحا في هذه القضية من ناحية ثانية.

 كما حرص على ان تكون المقالات ممثلة لأغلب التيارات السياسية والفكرية في العالم العربي في 16 دولة عربية، وبعض المقالات والدراسات الصادرة خارج الوطن العربي ولكن من كتاب عرب.

وعلى هذا الأساس حلل الدكتور عبد الحي مضمون  307 ( 266 مقالا و 41 دراسة) كتبها 84 كاتبا عربيا ( تراوح عدد المقالات للكاتب الواحد بين مقال إلى 4 مقالات طبقا لوضوح التنبؤ ).

وخرج الباحث المتخصص بتحليل المستقبليات بسلسة نتائج أهمها :-

84,03% تنبأ بسقوط النظام خلال الفترة بين 2011و2012

10,73% تنبأ بسقوط النظام خلال الفترة 2012 و 2016

3- 5,21% تنبأ بعدم سقوط النظام حتى نهاية 2016.

4- من بين 16 مقالا تنبأت بعدم سقوط النظام كان

– 11 مقالا من أنصار النظام السياسي السوري( طبقا لتوجهاتهم في مختلف مقالاتهم} وثلاث مقالات لخصوم النظام السوري  ومقالين لكاتبين لايمكن تصنيفهما.

وتحدث عبد الحي عن 129 مقالا تنبأت بسقوط النظام السوري  منها 199 مقالا للتيار الإسلامي و81 للقومي و16 لليبرالي  وست مقالات لماركسيون وخمسة مقالات غير واضحة الإنتماء.

وخلص الباحث إلى ان  الاتجاه العام للربيع العربي كان عاملا قويا في دفع الكتاب للتنبؤ بطريقة خاطئة ( فسلسلة السقوط زين العابدين، مبارك ، عبدالله صالح، القذافي ) جعلت المفكرين العربي يفكرون بطريقة ميكانيكية ، فافترض الكتاب ان المسار خطي لا رجعة فيه.

 بالإضافة إلى قوة التفكير الرغائبي، وهو ما يتجلى في ان الموقف من النظام وليس التحليل العلمي هو الذي كان يحدد طبيعة التنبؤ.

بدا لي التأثير الواضح لتصريحات السياسيين بخاصة الغربيين والاتراك (حول قرب سقوط النظام) على الكتاب العرب، فكانت ” ثقافة القطيع ” هي السائدة.

بعض الكتاب وفقا لعبد الحي  (عددهم 7) كان يتنبأ في كل مقال بطريقة مختلفة( مرة يسقط ومرة لا يسقط)، ويبدو انهم يعتمدون على ضعف ذاكرة القارئ، فكنت ارجح توجه الكتاب طبقا لعدد مرات السقوط او عدمه ايهما اكثر لدى الكاتب الواحد.

كان 277 مقالا او دراسة( 90,22%) من التنبؤات تعتمد على الحدس فقط، بينما اعتمدت 19 على بناء سيناريوهات بطريقة فجة (دون اي مراعاة لتقنيات بناء السيناريو) و11 (مقالا او دراسة) اعتمدت قدرا معقولا من اسس الدراسة المستقبلية.

أخيرا وصف الباحث الأردني : هذه هي حال الفكر السياسي العربي، وسأحاول تحليل ما جمعته من دراسات غربية حول نفس الموضوع لاقارنها مع الدراسات العربية.

  • فريق ماسة
  • 2017-08-01
  • 13970
  • من الأرشيف

حان وقت محاسبتكم على مقالاتكم...المفكرون العرب انساقوا بسياسة القطيع خلف الرغبة التركية بسقوط "النظام السوري"

كشف باحث أكاديمي اردني متخصص عن دراسة  سياسية طريفة حاول فيها تحليل تنبؤات المفكرين والاعلاميين العرب حول مصير النظام السوري تحديدا في مرحلة الربيع العربي وما بعدها. ومهد الدكتور وليد عبد الحي لخلاصة دراسته بالقول بأنه حرص على اختيار المقالات او الدراسات التي يراها تراعى الحد الأدنى من المنهجية من ناحية والتي تتضمن ” تنبؤا” واضحا في هذه القضية من ناحية ثانية.  كما حرص على ان تكون المقالات ممثلة لأغلب التيارات السياسية والفكرية في العالم العربي في 16 دولة عربية، وبعض المقالات والدراسات الصادرة خارج الوطن العربي ولكن من كتاب عرب. وعلى هذا الأساس حلل الدكتور عبد الحي مضمون  307 ( 266 مقالا و 41 دراسة) كتبها 84 كاتبا عربيا ( تراوح عدد المقالات للكاتب الواحد بين مقال إلى 4 مقالات طبقا لوضوح التنبؤ ). وخرج الباحث المتخصص بتحليل المستقبليات بسلسة نتائج أهمها :- 84,03% تنبأ بسقوط النظام خلال الفترة بين 2011و2012 10,73% تنبأ بسقوط النظام خلال الفترة 2012 و 2016 3- 5,21% تنبأ بعدم سقوط النظام حتى نهاية 2016. 4- من بين 16 مقالا تنبأت بعدم سقوط النظام كان – 11 مقالا من أنصار النظام السياسي السوري( طبقا لتوجهاتهم في مختلف مقالاتهم} وثلاث مقالات لخصوم النظام السوري  ومقالين لكاتبين لايمكن تصنيفهما. وتحدث عبد الحي عن 129 مقالا تنبأت بسقوط النظام السوري  منها 199 مقالا للتيار الإسلامي و81 للقومي و16 لليبرالي  وست مقالات لماركسيون وخمسة مقالات غير واضحة الإنتماء. وخلص الباحث إلى ان  الاتجاه العام للربيع العربي كان عاملا قويا في دفع الكتاب للتنبؤ بطريقة خاطئة ( فسلسلة السقوط زين العابدين، مبارك ، عبدالله صالح، القذافي ) جعلت المفكرين العربي يفكرون بطريقة ميكانيكية ، فافترض الكتاب ان المسار خطي لا رجعة فيه.  بالإضافة إلى قوة التفكير الرغائبي، وهو ما يتجلى في ان الموقف من النظام وليس التحليل العلمي هو الذي كان يحدد طبيعة التنبؤ. بدا لي التأثير الواضح لتصريحات السياسيين بخاصة الغربيين والاتراك (حول قرب سقوط النظام) على الكتاب العرب، فكانت ” ثقافة القطيع ” هي السائدة. بعض الكتاب وفقا لعبد الحي  (عددهم 7) كان يتنبأ في كل مقال بطريقة مختلفة( مرة يسقط ومرة لا يسقط)، ويبدو انهم يعتمدون على ضعف ذاكرة القارئ، فكنت ارجح توجه الكتاب طبقا لعدد مرات السقوط او عدمه ايهما اكثر لدى الكاتب الواحد. كان 277 مقالا او دراسة( 90,22%) من التنبؤات تعتمد على الحدس فقط، بينما اعتمدت 19 على بناء سيناريوهات بطريقة فجة (دون اي مراعاة لتقنيات بناء السيناريو) و11 (مقالا او دراسة) اعتمدت قدرا معقولا من اسس الدراسة المستقبلية. أخيرا وصف الباحث الأردني : هذه هي حال الفكر السياسي العربي، وسأحاول تحليل ما جمعته من دراسات غربية حول نفس الموضوع لاقارنها مع الدراسات العربية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة