دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت السيدة أسماء الأسد أن من حاول تشويه المفاهيم التي كان هدفها «الوطنية»، لم يقدروا ولن يقدروا على ذلك، ما دمنا نحن متحدين، فسوف نعود ونخرج مثل طائر الفينيق الأسطوري لنعمر هذا البلد، وسنستمر بالتضحية بكل شيء لأجلها، ورأت أن الوقت الآن هو المناسب لننطلق من جديد وننمّي معاً سورية وإنسانها، مشددة على أن التنمية ثقافة تبدأ بالحوار وتقودنا إلى المشاركة الحقيقية.
ووفقاً لما ذكرت رئاسة الجمهورية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماع، فقد التقت السيدة أسماء المئات من كوادر مؤسسة «الأمانة السورية للتنمية» أول أمس، وألقت كلمة تم بثها مساء أمس ضمن فيلم «سورية وطن يُكنّى بطاقة شعبه» على شاشة الفضائية السورية. واعتبرت السيدة أسماء أنه عندما لم يميز كثيرون في بداية الأزمة بين الانتماء الوطني والانتماء السياسي، خسروا الاثنين، وأن الجميع تأكدوا بأن تنوع الألوان المتأصل في الشعب السوري هو مصدر غنى وقوة وصلابة ونور، مشددة على أن ضوء سورية زاد أكثر في هذه الحرب، لكنه بحاجة إلى دعائم وأساسات كي يستمر ويقوى، أي إلى التنمية التي هي هدفنا وهي مشكلتنا.
ولفتت السيدة أسماء إلى أن التنمية ليست فقط مشاريع وبنى تحتية تقوم بها الدولة وليست عملاً من طرف واحد، وإنما التنمية هي دولة وإنسان، مشروع ومواطن، وبالتالي كانت يد واحدة تصفق واليد التانية متوقفة، معتبرة أنه لم تكن هناك تنمية للإنسان أو للفكر، وقالت: عندما تقوم التنمية على مجرد مفهوم مادي بدل أن تقوم على مفهوم فكري ويكون أساسها المشروع بدل المواطن، عندها تكون التنمية المشكلة وليست الحل، ورأت أنه خلال الحرب رأينا الدليل، حيث غابت تنمية العقل فكان البديل هو الجهل الذي استجلب التطرف والإرهاب، وغابت تنمية السلوك فكان البديل هو الفوضى والتخريب، وغابت تنمية الأخلاق فكان البديل هو الانتهازية والانحراف الذي ظهر على السطح في الحرب، وغابت تنمية الروح الوطنية ولكن للأسف كان البديل هو الخيانة والعمالة. وشددت السيدة أسماء على أن التنمية ثقافة، وثقافة التنمية تبدأ بالحوار الذي يوحد الرؤى والمفاهيم، وتكون النتيجة توحداً في الأهداف التي تقودنا إلى المشاركة الحقيقة، وعندها ستصفق اليدان بدل أن تصفق يد واحدة، مؤكدة أن الحوار يفتح العقل ولا يتبقى فيه مكان للانغلاق الذي هو نقيض الإبداع، مشيرة إلى أنه من دون إبداع لا يوجد تطور، ما يعني ضرورة أن يرتبط كل مشروع تنموي بفكرة إبداعية، ومع كل مبادرة يجب أن تكون هناك قيمة إنسانية وأخلاقية تُعمم، ومع كل فكرة نفكر فيها، يجب أن يكون مشروعنا هو تنمية الإنسان والمواطن قبل البناء والاقتصاد.
وتابعت: كانت أمانتنا قبل الحرب غالية، لكنها اليوم أغلى بكثير، وبينت أن «أمانتنا كل أم شهيد ذهب خوفه واستشهد زميله أمامه وأكمل وتفوق، أمانتنا كل موظف، كل طالب، كل أستاذ بقي وذهب إلى عمله وإلى جامعته، أمانتنا كل شخص بقي في المعمل، في الورشة، في الدكانة، أمانتنا كل سوري حوصر أو نزح بسبب إرهابهم، أمانتنا كل حبة تراب سورية وما فوقها وما تحتها، أمانتنا شعب كامل ضحى وصبر وصمد، أمانتنا سورية، وهي أغلى شيء في الدنيا.
واعتبرت أن كلمات: سورية، تنمية، أمانة: هي مبادئ وبوصلة لكل من يريد إعمار هذا البلد، لكل أحد قادر، والجميع قادرون بالحوار، بالمشاركة، بتوحيد الأهداف، وأن هذه المبادئ هي ركيزة لكل من يريد رؤية سورية أفضل مما كانت، وشددت على أن الكل لديه مهمة وله دور أياً كان وأينما كان، لأن المشاركة ثقافة وليست قانوناً، وهي ممارسة وليست فرضاً، والمشاركة إحساس بالمسؤولية لمن لديه شعور بالمسؤولية، وهكذا تعود سورية مثل ما نريدها أن تكون صلبة وقوية وحرة.
واعتبرت السيدة أسماء أن محاولاتهم تشويه المفاهيم كانت لكي يصلوا للمبدأ الأساسي والجامع الذي هو الوطنية، لكنهم لم يقدروا ولن يقدروا، ما دمنا نحن متحدين، ومتمسكين بمبادئنا، بهويتنا، بثقافتنا، بتنوعنا، بكل شيء، وسوف نعود ونخرج مثل طائر الفينيق الأسطوري لنعمر هذا البلد، وسنستمر بالتضحية بكل شيء لأجلها، ورأت أن الآن هو الوقت لننطلق من جديد لأننا معاً ننمّي سورية وإنسانها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة