دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتناقل وسائل الإعلام الأميركية أنباء مفادها أن واشنطن خلصت إلى ضرورة التنازل لموسكو في سوريا وأن ترامب سيضع جملة من التنازلات على طاولة بوتين في لقائهما الأول على هامش الـ"20".
ويؤكد الإعلام الأميركي وفي مقدمته موقع The Daily Beast نقلا عن مصادر في البيت الأبيض والكونغرس، أن تنازلات إدارة الرئيس دونالد ترامب تتلخص في الموافقة على بقاء الرئيس السوري الرئيس بشار الأسد في السلطة، ونشر موسكو شرطتها العسكرية في مناطق وقف التصعيد في سوريا، لقاء القضاء على "داعش"، والتعاون مع الروس في المناطق الآمنة التي اقترحتها موسكو مؤخرا في سوريا.
أما المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في الوقت الراهن، فستخضع حسب التنازلات الأميركية المفترضة للقوى الموالية لواشنطن في سوريا وفي مقدمتها "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية.
سوريا صيف 2017 كألمانيا صيف 1944؟
إيفان كونوفالوف الخبير في الشؤون الاستراتيجية، اعتبر في تعليق على ما يشاع في وسائل الإعلام الأميركية، أن جميع التطورات في سوريا سارت في الآونة الأخيرة على غرار ما شهدته الجبهات الألمانية سنة 1944، حينما قرر حلفاء موسكو "الأنكلوساكسون" فتح الجبهة الثانية على ألمانيا النازية التي كانت تحتضر مع تقدم الجيش الأحمر الذي وصل آنذاك إلى مشارفها واجتاح أراضيا واسعة لها قبل بلوغ عاصمتها برلين.
وأضاف: "هم الآن، أي الحلفاء إن صح التعبير، التحقوا بالقتال في مراحله الأخيرة حتى خلصت جهودهم آنذاك إلى تقسيم أوروبا وهذا ما ينتظر سوريا على ما يبدو في صيفنا هذا".
وتابع: "الأميركيون لا يريدون شيئا في سوريا سوى البقاء في المناطق التي يشغلها حلفاؤهم الآن على الضفة الشرقية للفرات".
الاتفاق مع إيران ابتلاع للسكين على الحدين
واعتبر كونوفالوف أن روسيا "الفنان الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة مخاطبته على الحلبة السورية، لصمود مناطق وقف التصعيد، حيث أن الاتفاق مع إيران سيعني ابتلاع السكين على الحدين بالنسبة إلى واشنطن، التي سيستحيل عليها كذلك الاتفاق مع أنقرة في ظل الدعم الأمريكي المستمر للأكراد.
وأضاف: "واشنطن سوف تحاول من خلال الاتفاق مع موسكو، تعزيز مواقفها في المفاوضات مع الأتراك، وتأجيج المواجهة مع إيران. العلاقات الروسية الأميركية في الوقت الراهن باتت على مفترق طرق، وصار العالم يرى كيف يقرن الرئيس بوتين القول بالفعل وينتهج سياسة عقلانية وواضحة للجميع، فيما نظيره الأميركي ترامب مقيد في مناوراته رئيسا لبلاده إلى درجة تجعل قراراته موضعا للطرفة والتندر".
وختم بالقول: "حتى ولو اتفق بوتين وترامب على خطة ما في سوريا، فإنه سيتعذر على الرئيس الأميركي تطبيقها، والتاريخ شاهد على واشنطن التي فقدت مصداقيتها بعد التقلّب المتكرر في مواقفها والإخلال بوعودها. هذا الواقع يحملني على استبعاد إتمام أي اتفاق بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية وربما سواها من النقاط الخلافية على حلبة السياسة الدولية. قمة بوتين ترامب، سوف تمثل انطلاقة جديدة في العلاقات الروسية الأمريكية، ولكن من نقطة الصفر".
تقسيم سوريا حلم أميركي بعيد المنال
فياتشيسلاف ماتوزوف رئيس رابطة التعاون الروسي العربي، اعتبر بدوره أن روسيا ترفض جملة وتفصيلا أي خطط لتقسيم سوريا، وأن الدول العربية وبلدان الجوار السوري لن تقبل هي الأخرى بالتقسيم، الأمر الذي يلغي الانخراط الأميركي الكامل في سوريا باستثناء إسهام يتمثل في رفد التسوية هناك".
وتابع يقول: "إذا ما أرادت الولايات المتحدة الإقرار بشرعية السلطات السورية، سيتعين عليها في مثل هذه الحال الاعتراف بسيادة هذه السلطات على جميع الأراضي السورية بما فيها تلك الخاضعة للأكراد في الوقت الراهن".
وأضاف: "كما سيتوجب على الأميركيين كذلك، تسليم الأراضي التي يحررونها من "داعش" للسلطات السورية. لا يمكن تجاهل عامل مهم يفسر معارضة بلدان الجوار السوري للتحالف الأميركي الكردي، هو العامل القومي حيث تقطن المناطق التي تحررها القوات الكردية الموالية لواشنطن أغلبية عربية، لن يقبل السوريون وبلدان الجوار خضوعها للأكراد".
وختم ماتوزوف بالقول: المقترحات الأميركية لن تعني سوى شيء واحد، هو أن واشنطن سوف تشاغل روسيا وتسعى إلى بث الخلاف بينها وإيران لتتحين الفرصة في هذه الأثناء وتنقضّ على النظام السوري الذي لن تتنازل عن هدف الإطاحة به.
المصدر :
الماسة السورية/ روسيا اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة