تزامناً مع  بدأ زيارة  رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للاراضي الفلسطينية المحتلة ، وهو أول رئيس حكومة هندي على الإطلاق يزور  الكيان الصهيوني ،يقرأ الكثير من المتابعين أن هذه الزيارة بتوقيتها   تعتبر نقطة تحول في موقف الهند  من الصراع العربي مع الكيان الصهيوني "، فرغم الاتفاقات الدفاعية  والاقتصادية والامنية والزراعية وفي مجال الطاقة والمياه بين الكيان الصهيوني والجانب الهندي ،كانت الهند طوال عقود مضت تحاول الثبات على موقف متوازن من هذا الصراع  أخذه في الاعتبار العدد الكبير للمسلمين في الهند، واعتماد الهند على النفط من البلدان العربية وإيران، ولكن اللافت في الفترة الاخيرة ان هناك تعاطي مختلف من الجانب الهندي مع ملف الصراع العربي مع الكيان الصهيوني ، نظراً لتطبيع بعض العرب مع الكيان الصهيوني وسعي البعض الاخر للتطبيع الشامل والعمل على تصفية القضية الفلسطينية ، وهذا بمجموعه بالاضافة إلى أن الجانب الهندي تيقن ان العلاقات مع الكيان الصهيوني هي البوابة الاوسع لعلاقات اكثر انفتاحاً وشراكة مع واشنطن وعواصم الغرب المؤثرة عموماً في ظل تصاعد الصراع الهندي – الباكستاني .

 

 

 

 

هذا التطور الهام  القادم من الكيان الصهيوني  والهند  ،يتزامنً مع الوقت الذي تؤكد فيه وتتحدث معظم التقارير القادمة من  الكيان،أن نتنياهو قرّر أن يعزّز بقوة علاقات الكيان مع دول أمريكا اللاتينية ،فقد أفادت خطة العمل السنوية لوزارة الخارجية الصهيونية  للعامين 2017 – 2018، بأن الكيان يتتطلع إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع أربع دول في أميركا اللاتينية، هي كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، والتي قطعت علاقاتها مع الكيان، هذه الخطوة القادمة من الكيان  تتزامن مع خطوة اخرى انطلقت بمطلع عام 2013، والخطوة الصهيونية  حينها تمثلت ببناء علاقات تجارية مع أربع دول في أمريكا الجنوبية والوسطى - المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو. وهدف هذا الإجراء حينها إلى اختراق أمريكا اللاتينية، عبر توثيق العلاقات مع أربع دول تُعتبَر إلى حدما صديقة للكيان وهي المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو.

 

 

 

الخطوة الصهيونية  هذه باتجاه كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، قالت عنها الخارجية الصهيونية ، إنها تأتي كمحاولة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول الأربعة التي قطعت علاقاتها مع الكيان، فقد قطعت كوبا علاقاتها مع الكيان في العام 1973، في أعقاب حرب تشرين، كما أن فنزويلا وبوليفيا قطعتا علاقاتها مع "الكيان " في العام 2009 في أعقاب العدوان الصهيوني على غزة، بينما قطعت نيكاراغوا علاقاتها في العام 2010.

 

 

 

اليوم يجمع معظم المراقبين أن هذه المحاولة الصهيونية  تأتي بهدف توسيع العلاقات مع دول أميركا الجنوبية والكاريبي والهند، كما ويتطلع "الكيان " إلى استئناف العلاقات مع كوبا تحديداً في أعقاب استئناف العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا في العام 2014،كما ويحاول  الكيان عبر هذه الخطوة تغيير مواقف بعض هذه الدول التي تتبنى حسب الرؤية الصهيونية 'خطا معاديا (للكيان) ومؤيد للفلسطينيين.

 

اليوم وعلى محور هام بما يتعلق بالسياسة الصهيونية  الجديدة نحو دول أمريكا اللاتينية والهند ،فهذه الخطوة بحال نجاحها بكسر هذا الحاجز مع  بعض او كل هذه الدول ،فهذا بحال حدوثة بعتبر نكسة جديدة للعرب وللفلسطينيين تحديداً ، فبعض هذه الدول لطالما كانت لها مواقف داعمة للعرب وقضاياهم التحررية وتحديداً للقضية الفلسطينية ، فالدول اللاتينية الاربعة  وتحديداً  كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا ،كانت لها مواقف تاريخية مشرفة اتجاه فلسطين واتجاه كل قضايا المنطقة العربية .

 

 

فمن منا ينسى مثلاً موقف الريس الفنزويلي الراحل شافيز ، الذي كان أول من كسر الحصار الذي فُرض على العراق عندما قام بزيارته عام 2000 وتجول في شوارعه.. وفي عام 2006 وحينما كانت العديد من الحكومات في العالم العربي متخبطة في رد فعلها إزاء العدوان الصهيوني على لبنان، قرر شافيز سحب سفير بلاده من إسرائيل ردا على عدوانها، وفي كانون الثاني 2009 أقدم شافيز على فعل ما لم تفعله دول عربية تربطها علاقات دبلوماسية بإلكيان ، فقام بطرد السفير الصهيوني  لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة ردا على العدوان الصهيوني  على غزة، واعتبر أن ما يقوم به  الكيان في غزة "إرهاب دولة" وجريمة ضد الإنسانية، كما وصف جيش الاحتلال الصهيوني  بأنه "جبان"، وفي العام نفسه اعترفت فنزويلا رسميا بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، ودشنت أول سفارة فلسطينية في كراكاس.

 

 

 

ومن ينسى المواقف المشرفة لدولة بوليفيا اتجاه فلسطين ، وخصوصاً موقفها الذي قررت فيه بوليفيا افتتاح سفارة فلسطينية لديها في العاصمة لباث وقامت بإعفاء الفلسطينيين من التأشيرة للدخول اليها، بينما منعت دخول "الصهاينة " من دون تأشيرة ،ومن ينسى كذلك موقف دولة ، نيكاراغوا الداعمة هي الاخرى لفلسطين وشعبها وقضايا العرب التحررية .

 

ومن منا ينسى مثلاً ،أن كوبا هي الدولة الأميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947، ومن ينسى إعلان فيدل كاسترو بالعام 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (الكيان)، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ..ومن ينسى المواقف التاريخية الكوبية الداعمة لحركة التحرر الوطني الفلسطينية .

 

أن هذه المواقف المشرفة لهذه الدول ، لم تستثمر للأسف لا فلسطينياً ولا عربياً ولا اسلامياً بالشكل الكافي ، ومع علمنا أن هذه المواقف لهذه الدول الاربعة ،هي مواقف مبدئية وثابته ومازالت هذه الدول الاربعة تتمسك بها ، ولكن هذا لاينكر أن هناك محاولات صهيونية  تدعمها بعض القوى السياسية داخل هذه الدول الاربعة بهدف كسر هذه المبادئ الثابته التي تتمسك بها للآن هذه الدول الأربعة .

 

ختاماً ، ان هذه التحركات الصهيونية  اتجاه أمريكا اللاتينية والهند ، تستدعي اليوم حالة صحوة فلسطينية – عربية – اسلامية ،لمنع وصول الصهاينة  إلى هدفهم الرامي إلى كسر مبادئ بعض هذه الدول الداعمة للفلسطينيين والعرب وقضاياهم التحررية ،فاليوم لا يمكن انكار حقيقة أن الصهاينة  يسعون لحشد اكبر عدد من الدول الداعمة لمشروعهم خلفهم وتغيير مواقف دول اخرى معادية لمشروعهم ،والهدف من ذلك هو انجاز مشروعهم الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية والهيمنة وبدعم أمريكي على جزء كبير من المنطقة العربية .

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2017-07-07
  • 10234
  • من الأرشيف

عندما نخسر مواقف الهند وامريكا اللاتينية ... ماذا نبقي لفلسطين

تزامناً مع  بدأ زيارة  رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للاراضي الفلسطينية المحتلة ، وهو أول رئيس حكومة هندي على الإطلاق يزور  الكيان الصهيوني ،يقرأ الكثير من المتابعين أن هذه الزيارة بتوقيتها   تعتبر نقطة تحول في موقف الهند  من الصراع العربي مع الكيان الصهيوني "، فرغم الاتفاقات الدفاعية  والاقتصادية والامنية والزراعية وفي مجال الطاقة والمياه بين الكيان الصهيوني والجانب الهندي ،كانت الهند طوال عقود مضت تحاول الثبات على موقف متوازن من هذا الصراع  أخذه في الاعتبار العدد الكبير للمسلمين في الهند، واعتماد الهند على النفط من البلدان العربية وإيران، ولكن اللافت في الفترة الاخيرة ان هناك تعاطي مختلف من الجانب الهندي مع ملف الصراع العربي مع الكيان الصهيوني ، نظراً لتطبيع بعض العرب مع الكيان الصهيوني وسعي البعض الاخر للتطبيع الشامل والعمل على تصفية القضية الفلسطينية ، وهذا بمجموعه بالاضافة إلى أن الجانب الهندي تيقن ان العلاقات مع الكيان الصهيوني هي البوابة الاوسع لعلاقات اكثر انفتاحاً وشراكة مع واشنطن وعواصم الغرب المؤثرة عموماً في ظل تصاعد الصراع الهندي – الباكستاني .         هذا التطور الهام  القادم من الكيان الصهيوني  والهند  ،يتزامنً مع الوقت الذي تؤكد فيه وتتحدث معظم التقارير القادمة من  الكيان،أن نتنياهو قرّر أن يعزّز بقوة علاقات الكيان مع دول أمريكا اللاتينية ،فقد أفادت خطة العمل السنوية لوزارة الخارجية الصهيونية  للعامين 2017 – 2018، بأن الكيان يتتطلع إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع أربع دول في أميركا اللاتينية، هي كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، والتي قطعت علاقاتها مع الكيان، هذه الخطوة القادمة من الكيان  تتزامن مع خطوة اخرى انطلقت بمطلع عام 2013، والخطوة الصهيونية  حينها تمثلت ببناء علاقات تجارية مع أربع دول في أمريكا الجنوبية والوسطى - المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو. وهدف هذا الإجراء حينها إلى اختراق أمريكا اللاتينية، عبر توثيق العلاقات مع أربع دول تُعتبَر إلى حدما صديقة للكيان وهي المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو.       الخطوة الصهيونية  هذه باتجاه كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، قالت عنها الخارجية الصهيونية ، إنها تأتي كمحاولة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول الأربعة التي قطعت علاقاتها مع الكيان، فقد قطعت كوبا علاقاتها مع الكيان في العام 1973، في أعقاب حرب تشرين، كما أن فنزويلا وبوليفيا قطعتا علاقاتها مع "الكيان " في العام 2009 في أعقاب العدوان الصهيوني على غزة، بينما قطعت نيكاراغوا علاقاتها في العام 2010.       اليوم يجمع معظم المراقبين أن هذه المحاولة الصهيونية  تأتي بهدف توسيع العلاقات مع دول أميركا الجنوبية والكاريبي والهند، كما ويتطلع "الكيان " إلى استئناف العلاقات مع كوبا تحديداً في أعقاب استئناف العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا في العام 2014،كما ويحاول  الكيان عبر هذه الخطوة تغيير مواقف بعض هذه الدول التي تتبنى حسب الرؤية الصهيونية 'خطا معاديا (للكيان) ومؤيد للفلسطينيين.   اليوم وعلى محور هام بما يتعلق بالسياسة الصهيونية  الجديدة نحو دول أمريكا اللاتينية والهند ،فهذه الخطوة بحال نجاحها بكسر هذا الحاجز مع  بعض او كل هذه الدول ،فهذا بحال حدوثة بعتبر نكسة جديدة للعرب وللفلسطينيين تحديداً ، فبعض هذه الدول لطالما كانت لها مواقف داعمة للعرب وقضاياهم التحررية وتحديداً للقضية الفلسطينية ، فالدول اللاتينية الاربعة  وتحديداً  كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا ،كانت لها مواقف تاريخية مشرفة اتجاه فلسطين واتجاه كل قضايا المنطقة العربية .     فمن منا ينسى مثلاً موقف الريس الفنزويلي الراحل شافيز ، الذي كان أول من كسر الحصار الذي فُرض على العراق عندما قام بزيارته عام 2000 وتجول في شوارعه.. وفي عام 2006 وحينما كانت العديد من الحكومات في العالم العربي متخبطة في رد فعلها إزاء العدوان الصهيوني على لبنان، قرر شافيز سحب سفير بلاده من إسرائيل ردا على عدوانها، وفي كانون الثاني 2009 أقدم شافيز على فعل ما لم تفعله دول عربية تربطها علاقات دبلوماسية بإلكيان ، فقام بطرد السفير الصهيوني  لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة ردا على العدوان الصهيوني  على غزة، واعتبر أن ما يقوم به  الكيان في غزة "إرهاب دولة" وجريمة ضد الإنسانية، كما وصف جيش الاحتلال الصهيوني  بأنه "جبان"، وفي العام نفسه اعترفت فنزويلا رسميا بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، ودشنت أول سفارة فلسطينية في كراكاس.       ومن ينسى المواقف المشرفة لدولة بوليفيا اتجاه فلسطين ، وخصوصاً موقفها الذي قررت فيه بوليفيا افتتاح سفارة فلسطينية لديها في العاصمة لباث وقامت بإعفاء الفلسطينيين من التأشيرة للدخول اليها، بينما منعت دخول "الصهاينة " من دون تأشيرة ،ومن ينسى كذلك موقف دولة ، نيكاراغوا الداعمة هي الاخرى لفلسطين وشعبها وقضايا العرب التحررية .   ومن منا ينسى مثلاً ،أن كوبا هي الدولة الأميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947، ومن ينسى إعلان فيدل كاسترو بالعام 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (الكيان)، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ..ومن ينسى المواقف التاريخية الكوبية الداعمة لحركة التحرر الوطني الفلسطينية .   أن هذه المواقف المشرفة لهذه الدول ، لم تستثمر للأسف لا فلسطينياً ولا عربياً ولا اسلامياً بالشكل الكافي ، ومع علمنا أن هذه المواقف لهذه الدول الاربعة ،هي مواقف مبدئية وثابته ومازالت هذه الدول الاربعة تتمسك بها ، ولكن هذا لاينكر أن هناك محاولات صهيونية  تدعمها بعض القوى السياسية داخل هذه الدول الاربعة بهدف كسر هذه المبادئ الثابته التي تتمسك بها للآن هذه الدول الأربعة .   ختاماً ، ان هذه التحركات الصهيونية  اتجاه أمريكا اللاتينية والهند ، تستدعي اليوم حالة صحوة فلسطينية – عربية – اسلامية ،لمنع وصول الصهاينة  إلى هدفهم الرامي إلى كسر مبادئ بعض هذه الدول الداعمة للفلسطينيين والعرب وقضاياهم التحررية ،فاليوم لا يمكن انكار حقيقة أن الصهاينة  يسعون لحشد اكبر عدد من الدول الداعمة لمشروعهم خلفهم وتغيير مواقف دول اخرى معادية لمشروعهم ،والهدف من ذلك هو انجاز مشروعهم الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية والهيمنة وبدعم أمريكي على جزء كبير من المنطقة العربية .      

المصدر : الماسة السورية / هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة