دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
جدّدت واشنطن استهدافها لقوات الجيش وحلفائه في البادية، في محاولة لتكريس نفوذها في التنف كمنطلق لعمليات لاحقة نحو وادي الفرات والحدود مع العراق.
وبالتوازي، بدأت عبر «قوات سوريا الديموقراطية» المرحلة النهائية لمعركة مدينة الرقة بدخول أطرافها الشرقية، في الوقت الذي وصل فيه الجيش السوري إلى حدود المحافظة الإدارية
في الوقت الذي أعلن فيه «التحالف الدولي» إطلاق المرحلة الأخيرة في معركة السيطرة على مدينة الرقة، عاد ليستهدف قوات متقدمة للجيش السوري وحلفائه على محور التنف في عمق البادية.
الاستهداف الأميركي الثاني من نوعه، وإن حمل «الطابع الدفاعي» نفسه لسابقه، يرسّخ رسالة واضحة مفادها أن مثلث الحدود السورية ــ العراقية ــ الأردنية ملعب «خاص» لن يسمح لتلك القوات بدخوله. وفي المقابل، يدلّل إصرار القوات الحليفة للجيش على الوجود في محيط القاعدة الأميركية في التنف، وضمن نطاق «منطقة منع التصادم» التي تحرس حدودها طائرات «التحالف»، على رفض لمعادلة الأمر الواقع، التي تحاول واشنطن فرضها لحماية الفصائل التي تعدّها لخلافة «داعش» على منطقة الحدود ووادي الفرات.
وقال بيان «التحالف الدولي» إن طائراته «دمّرت قوات إضافية حليفة للجيش السوري، كانت قد تقدمت داخل «منطقة منع التصادم» في الجنوب السوري»، مضيفاً أنه «برغم التحذيرات المسبقة، دخلت تلك القوات المنطقة بدبابات ومدرعات ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات، مع أكثر من 60 جندياً، مهدّدين قوات «التحالف» وقوات شريكة داخل قاعدة التنف». وأوضح أن ««التحالف» نفّذ عدة تحذيرات على خطّ منع التصادم، قبل أن يدمّر قطعتي مدفعية وسلاحاً مضاداً للطائرات ويعطب دبابة».
شدّد «التحالف» على عدم رغبته في قتال الجيش السوري وحلفائه»
وكان لافتاً، إصرار البيان على أن ««التحالف» لا يسعى إلى القتال ضد الجيش السوري أو قواته الحليفة، ولكنه على استعداد للدفاع عن نفسه إذا رفضت القوات الموالية للدولة السورية إخلاء منطقة منع التصادم». ولفت إلى أن ««التحالف» يدعو كافة الأطراف العاملة في جنوب سوريا إلى تركيز جهودهم لهزيمة «داعش» الذي يعدّ عدواً مشتركاً، وأكبر تهديد على المستويين الإقليمي والدولي للسلام والأمن». وتشير المعطيات الأخيرة إلى أن الاستراتيجية الجديدة التي تحدث عنها البنتاغون في سوريا والعراق فرضت حضوراً قوياً لعمليات «التحالف» ضمن الأراضي السورية، إذ شهد أمس، إلى جانب غارة التنف، استهدافات لعدد كبير من المواقع التي يسيطر عليها «داعش» بين منطقة الهلبة في البادية والبوكمال قرب الحدود العراقية، وصولاً إلى الرقة شمالاً. وأعلنت البحرية الأميركية أن «مجموعة حاملة الطائرات «جورج بوش» استأنفت مهماتها ضمن إطار عملية «العزم الصلب»». وأشارت إلى أن المجموعة دخلت البحر المتوسط في الخامس من الشهر الجاري، وكانت قد نفّذت مهمات مشابهة في أوائل آذار الماضي.
وبالتوازي، دخلت «قوات سوريا الديموقراطية» أول أحياء مدينة الرقة، بعد ساعات على إعلان القيادة العامة لتلك المعركة، في بيان صحافي من بلدة حزيمة في الريف الشمالي للمدينة. وتمكّنت «قسد» من دخول أطراف حي المشلب شرق المدينة، بغطاء كثيف من سلاحي الجو والمدفعية التابعين لـ«التحالف». وأوضحت الناطقة باسم «غرفة عمليات غضب الفرات»، جيهان الشيخ أحمد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «قواتنا دخلت حي المشلب، وتتقدم على محورين؛ الغربي باتجاه حاوي الهوى والسباهية، والشمالي باتجاه الفرقة 17 في المدخل الشمالي للمدينة». وأضافت الشيخ أحمد أن قواتها «تسلّمت أسلحة جديدة تتناسب مع طبيعة المرحلة النهائية للمعركة التي ستتركز على حرب الشوارع والمدن». وكانت قيادة «قسد» قد دعمت قواتها بعناصر إضافيين من «جيش الثوار» وفصيل «جبهة الأكراد»، للإسهام في الإمساك بكامل مدينة الرقة.
بدوره، رأى الناطق باسم «قسد»، طلال سلو، أن «معركة الرقة يتوقع أن تطول زمنياً، نتيجة لحجم التحضيرات التي يقوم بها التنظيم منذ مدة لصدّ هجمات قواتنا»، موضحاً أن ««التحالف» يشارك بفعالية في معارك الرقة». وهو ما يتقاطع مع بيان «التحالف»، الذي قال إن «معركة السيطرة على مدينة الرقة السورية ستكون صعبة وطويلة، لكنها ستوجه ضربة حاسمة للفكرة التي يقوم عليها «داعش»». وفي موازاة ذلك، دخل الجيش السوري وحلفاؤه الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، بعد سيطرتهم على قرى خربة محسن وخربة السبع وخربة حسان والترقاوي، وصولاً إلى بلدة دبسي عفنان في ريف الرقة الغربي، بعد معارك مع «داعش». ويتوقع أن يتابع الجيش تقدمه باتجاه مواقع التنظيم في ريف الرقة حتى لقاء قوات «قسد» المتمركزة في مطار الطبقة العسكري ومحمية الكرين الواقعة على مسافة 6 كيلومترات غرب مدينة الطبقة.
المصدر :
الماسة السورية/ الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة