قبيل زيارة ومؤتمر وقمم ترامب في السعودية ..نشرت صحيفة (وورلد ستريت جورنال) الأمريكية تفاصيل "هامة " حول عرض تقدّمت به بعض دول الخليج، وعلى رأسها السعوديّة لكلٍّ من الكيان الصهيوني والولايات المُتحدّة الأمريكيّة ،لاتخاذ خطواتٍ تطبيعيّةٍ مع الكيان الصهيوني مُقابل موافقة الكيان على تجميد الاستيطان في الضفّة الغربيّة المُحتلّة"  "وفي التفاصيل " فإنّ بعض دول الخليج .. تقترح إقامة خطوط اتصال مباشرة بين إسرائيل وعددٍ من الدول العربيّة، ومنح الشركات الإسرائيليّة إمكانية التحليق وعبور الأجواء في دول الخليج، وإلغاء القيود المفروضة حتى اليوم على إدخال المنتجات الإسرائيليّة إلى دول الخليج.علاوة على ذلك، أضافت الصحيفة، أنّ دول الخليج تفحص إمكانية منح الرياضيين الإسرائيليين تأشيرات دخول، بالإضافة إلى منح هذه التأشيرات لرجال الأعمال الإسرائيليين، الذين يرغبون في إقامة علاقات اقتصاديّة مع دول الخليج، ومُقابل هذه الخطوات تُطالب دول الخليج من حكومة بنيامين نتنياهو اتخاذ خطوات مهمّة في الطريق إلى السلام مع الفلسطينيين، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، تجميد البناء الاستيطانيّ خارج الكتل الاستيطانيّة، التي وعد بها الرئيس الأمريكيّ الأسبق، جورج بوش، رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، في العام 2004 بإبقائها تحت السيادة الإسرائيليّة حتى ضمن الحلّ النهائيّ للقضية الفلسطينيّة.طبعاً ، هذه التفاصيل التي ذكرتها الصحيفة ،يبدو أنها ستكون عنوان"بارز " لواحد من شقين ،ستناقشهم قمم وزيارة ترامب للسعودية مع بعض العرب وغيرهم ، فالشق الأول يبدو جلياً ،أنه سيناقش الملف الفلسطيني " تحت عناوين التطبيع – وبناء التحالفات الجديدة "،وهذا الشق بالذات سيكون المدخل للشق الثاني " فمن خلال هذا التطبيع سيتم بناء تحالفات جديدة بالمنطقة " ناتو عربي "معتدل " – صهيوني – أمريكي – بريطاني "" تركيا لم تحدد موقفها بعد نظراً لخلافها مع الأمريكان حول ملف الاكراد ومعركة الرقة " .. لمحاربة المحور الروسي – السوري – الإيراني – وقوى المقاومة بالمنطقة .الصهاينة بدورهم يعولون كثيراً على قمم وزيارة ترامب للسعودية "علها تكون المدخل لتصفية القضية الفلسطينية ..واعطاء هذه التصفية غطاء اقليمي - دولي "، ،والصهاينة بدورهم  ايضاً يعلنون صراحة أنه خلف كواليس يستتر تعاون أمني واسع بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني،وهو أخذ بالتطور ، ففي السنوات الأخيرة على حد وصفهم بدأت منظومة علاقات حميمية جداً “مع بعض الانظمة في المنطقة ،لأن هوية المصالح متشابهة ،فمضمون مسار هذه العلاقات كما وصفها احد الخبراء الصهاينة يتلخص بالأتي حسب قوله”اليوم للعلاقات شكل معين .. بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كل شيء، لكن هذه الدول تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات علنية عليكم أن تظهروا كأنكم "تحاولون" حل النزاع مع الفلسطينين وطالما أن هذا لا يحدث هذه العلاقات ستبقى سرية “.فتزامناً مع الزيارات المكوكية المتبادلة ،والاتصالات الهاتفية المتزامنة ، والدعوات المفأجاة ،والتحضيرات لدى مسؤولي الكيان الصهيوني وبعض انظمة الاعتدال العربي ، لزيارة ترامب للسعودية ،وماسيترتب على هذه الزيارة من لقاءات ومؤتمرات وتفاهمات ،تأتي هذه الزيارة في وقت تحدث فيه اكثر من خبير صهيوني مختص في شؤون الأمن الصهيوني، عن ضرورة توحيد ورص الصفوف بين “تل أبيب وانظمة الاعتدال العربي "، وبشكل متسارع "بغرض الاعلان الرسمي عن تطور العلاقة بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني،  فمثلاً هنا يقول الخبير الصهيوني ايهود عيلام في تقرير شامل حول تطور هذه العلاقات بين الكيان الصهيوني وانظمة الاعتدال العربي ، على وجه التحديد، إنه في المحصلة العامة، المعركة في سورية واليمن هي فصل آخر في الصراع بين إيران والمحور الناشئ "انظمة الاعتدال العربي - تل أبيب "كجزء من المصلحة المشتركة القائمة بين دول عربية و”إسرائيل”في كبح الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط ، ويكمل هنا عيلام: على “إسرائيل” أن تساعد حلفاءها، ولكن ليس فقط عن طريق إرسال الجنود لدعم حلفائها بمحور الاعتدال العربي، بل عن طريق بناء روئ مشتركة تخدم الجميع .

وهنا يبدو واضحاً ، أن بناء الرؤى المشتركة بين انظمة الاعتدال العربي والكيان الصهيوني ، هي السبب الرئيسي لزيارة ترامب للسعودية ، ومن هذا المنطلق ،يتحدث الخبراء الصهاينة كذلك ،إنه اليوم بدات تتبلور لدى صناع القرار في الكيان الصهيوني معالم المرحلة المقبلة في المنطقة فاسرائيل كما يقولون لديها اتفاقات سلام مع مصر والأردن، والعراق وسورية تشهدان عمليات تفكك متقدمة كما يتحدثون “مع أن الواقع غير ذلك بالمطلق وخصوصاً بسورية “، والسعودية طبعاً لن تتوجه ضد “إسرائيل”، بل العكس في السنوات الأخيرة تم نشر سلسلة من الأخبار حول تفاهمات تشكلت بين الدولتين ضد إيران، من بين الكثير من الأمور وجرى الحديث عن ممرٍ جوي سعودي لهجومٍ “إسرائيلي” محتمل ضد مواقع إيران النووية.

ختاماً، هنا يمكن التأكيد ،إن حديث خبراء وجنرالات وساسة الكيان الصهيوني عن تطور العلاقات بينهم وبين بعض انظمة محور الاعتدال العربي، لم يعد يأخذ منحنى عابراً، كيف لا ومن يرعاها هو السيد الأميركي ، وهذا ما يوحي بتطورات ومشاريع خطيرة ستعيشها المنطقة العربية وشعوبها في المقبل من الأيام، نتيجة هذه التطورات ، والسؤال هنا، مارأي الشعب العربي ،السؤال سيترك برسم الإجابة لهذا الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، “ولكِ الله يا فلسطين”.

  • فريق ماسة
  • 2017-05-20
  • 8801
  • من الأرشيف

" ترامب في الرياض !؟"

قبيل زيارة ومؤتمر وقمم ترامب في السعودية ..نشرت صحيفة (وورلد ستريت جورنال) الأمريكية تفاصيل "هامة " حول عرض تقدّمت به بعض دول الخليج، وعلى رأسها السعوديّة لكلٍّ من الكيان الصهيوني والولايات المُتحدّة الأمريكيّة ،لاتخاذ خطواتٍ تطبيعيّةٍ مع الكيان الصهيوني مُقابل موافقة الكيان على تجميد الاستيطان في الضفّة الغربيّة المُحتلّة"  "وفي التفاصيل " فإنّ بعض دول الخليج .. تقترح إقامة خطوط اتصال مباشرة بين إسرائيل وعددٍ من الدول العربيّة، ومنح الشركات الإسرائيليّة إمكانية التحليق وعبور الأجواء في دول الخليج، وإلغاء القيود المفروضة حتى اليوم على إدخال المنتجات الإسرائيليّة إلى دول الخليج.علاوة على ذلك، أضافت الصحيفة، أنّ دول الخليج تفحص إمكانية منح الرياضيين الإسرائيليين تأشيرات دخول، بالإضافة إلى منح هذه التأشيرات لرجال الأعمال الإسرائيليين، الذين يرغبون في إقامة علاقات اقتصاديّة مع دول الخليج، ومُقابل هذه الخطوات تُطالب دول الخليج من حكومة بنيامين نتنياهو اتخاذ خطوات مهمّة في الطريق إلى السلام مع الفلسطينيين، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، تجميد البناء الاستيطانيّ خارج الكتل الاستيطانيّة، التي وعد بها الرئيس الأمريكيّ الأسبق، جورج بوش، رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، في العام 2004 بإبقائها تحت السيادة الإسرائيليّة حتى ضمن الحلّ النهائيّ للقضية الفلسطينيّة.طبعاً ، هذه التفاصيل التي ذكرتها الصحيفة ،يبدو أنها ستكون عنوان"بارز " لواحد من شقين ،ستناقشهم قمم وزيارة ترامب للسعودية مع بعض العرب وغيرهم ، فالشق الأول يبدو جلياً ،أنه سيناقش الملف الفلسطيني " تحت عناوين التطبيع – وبناء التحالفات الجديدة "،وهذا الشق بالذات سيكون المدخل للشق الثاني " فمن خلال هذا التطبيع سيتم بناء تحالفات جديدة بالمنطقة " ناتو عربي "معتدل " – صهيوني – أمريكي – بريطاني "" تركيا لم تحدد موقفها بعد نظراً لخلافها مع الأمريكان حول ملف الاكراد ومعركة الرقة " .. لمحاربة المحور الروسي – السوري – الإيراني – وقوى المقاومة بالمنطقة .الصهاينة بدورهم يعولون كثيراً على قمم وزيارة ترامب للسعودية "علها تكون المدخل لتصفية القضية الفلسطينية ..واعطاء هذه التصفية غطاء اقليمي - دولي "، ،والصهاينة بدورهم  ايضاً يعلنون صراحة أنه خلف كواليس يستتر تعاون أمني واسع بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني،وهو أخذ بالتطور ، ففي السنوات الأخيرة على حد وصفهم بدأت منظومة علاقات حميمية جداً “مع بعض الانظمة في المنطقة ،لأن هوية المصالح متشابهة ،فمضمون مسار هذه العلاقات كما وصفها احد الخبراء الصهاينة يتلخص بالأتي حسب قوله”اليوم للعلاقات شكل معين .. بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كل شيء، لكن هذه الدول تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات علنية عليكم أن تظهروا كأنكم "تحاولون" حل النزاع مع الفلسطينين وطالما أن هذا لا يحدث هذه العلاقات ستبقى سرية “.فتزامناً مع الزيارات المكوكية المتبادلة ،والاتصالات الهاتفية المتزامنة ، والدعوات المفأجاة ،والتحضيرات لدى مسؤولي الكيان الصهيوني وبعض انظمة الاعتدال العربي ، لزيارة ترامب للسعودية ،وماسيترتب على هذه الزيارة من لقاءات ومؤتمرات وتفاهمات ،تأتي هذه الزيارة في وقت تحدث فيه اكثر من خبير صهيوني مختص في شؤون الأمن الصهيوني، عن ضرورة توحيد ورص الصفوف بين “تل أبيب وانظمة الاعتدال العربي "، وبشكل متسارع "بغرض الاعلان الرسمي عن تطور العلاقة بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني،  فمثلاً هنا يقول الخبير الصهيوني ايهود عيلام في تقرير شامل حول تطور هذه العلاقات بين الكيان الصهيوني وانظمة الاعتدال العربي ، على وجه التحديد، إنه في المحصلة العامة، المعركة في سورية واليمن هي فصل آخر في الصراع بين إيران والمحور الناشئ "انظمة الاعتدال العربي - تل أبيب "كجزء من المصلحة المشتركة القائمة بين دول عربية و”إسرائيل”في كبح الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط ، ويكمل هنا عيلام: على “إسرائيل” أن تساعد حلفاءها، ولكن ليس فقط عن طريق إرسال الجنود لدعم حلفائها بمحور الاعتدال العربي، بل عن طريق بناء روئ مشتركة تخدم الجميع . وهنا يبدو واضحاً ، أن بناء الرؤى المشتركة بين انظمة الاعتدال العربي والكيان الصهيوني ، هي السبب الرئيسي لزيارة ترامب للسعودية ، ومن هذا المنطلق ،يتحدث الخبراء الصهاينة كذلك ،إنه اليوم بدات تتبلور لدى صناع القرار في الكيان الصهيوني معالم المرحلة المقبلة في المنطقة فاسرائيل كما يقولون لديها اتفاقات سلام مع مصر والأردن، والعراق وسورية تشهدان عمليات تفكك متقدمة كما يتحدثون “مع أن الواقع غير ذلك بالمطلق وخصوصاً بسورية “، والسعودية طبعاً لن تتوجه ضد “إسرائيل”، بل العكس في السنوات الأخيرة تم نشر سلسلة من الأخبار حول تفاهمات تشكلت بين الدولتين ضد إيران، من بين الكثير من الأمور وجرى الحديث عن ممرٍ جوي سعودي لهجومٍ “إسرائيلي” محتمل ضد مواقع إيران النووية. ختاماً، هنا يمكن التأكيد ،إن حديث خبراء وجنرالات وساسة الكيان الصهيوني عن تطور العلاقات بينهم وبين بعض انظمة محور الاعتدال العربي، لم يعد يأخذ منحنى عابراً، كيف لا ومن يرعاها هو السيد الأميركي ، وهذا ما يوحي بتطورات ومشاريع خطيرة ستعيشها المنطقة العربية وشعوبها في المقبل من الأيام، نتيجة هذه التطورات ، والسؤال هنا، مارأي الشعب العربي ،السؤال سيترك برسم الإجابة لهذا الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، “ولكِ الله يا فلسطين”.

المصدر : الماسة السورية / هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة