في الوقت الذي أكّدت فيه أنقرة أنّها مستعدة للتحرك بمفردها في مواجهة «الارهاب الكردي»، كانت موسكو تؤكد ــ للأميركيين أيضاً ــ أنّ التسوية السورية تمر من أبوابها

 

لا شيء سوى «خيبة أمل» من واشنطن، تُعبّر عنها كلّ من أنقرة وموسكو على طريقتيهما ولأسبابهما المختلفة. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «حزين»، كما قال، لرؤية الأعلام الأميركية إلى جانب «الإرهابيين» على حدود بلاده مع سوريا. أما موسكو التي لم تشهد علاقتها أي تحسّن مع الإدارة الأميركية، فإنها تدفع باتجاه التأكيد أن أيّ تسوية سورية تمرّ عبرها، وهي ماضية في رفع سقفها في المواجهة مع تكرار تأكيد قرارها بتعزيز الدفاعات الجوية السورية بعد الغارة الأميركية الأخيرة على قاعدة الشعيرات الجوية.

 

وأشار السفير الروسي في طهران، لوان جاغاريان، إلى أن بلاده في انتظار إدراك الرئيس الأميركي دونالد ترامب استحالة تسوية النزاعات الإقليمية بمعزل عن روسيا.

وأعرب عن خيبة أمل موسكو بالرئيس الأميركي، لافتاً إلى أن علاقات البلدين لم تشهد أي تحسّن يذكر، حتى عقب زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون لموسكو.

وأعرب عن أمل بلاده في ألا يتكرر العدوان الأميركي على سوريا، مشيراً إلى أن روسيا «قررت تعزيز الدفاعات الجوية السورية».

وذكّر السفير الروسي بمسار التسوية في سوريا، معرباً عن أمله في أن تضطلع أنقرة بدور جدي في عملية «أستانا»، ومؤكداً أن بلاده متفائلة بنية ممثلين عن المعارضة حضور اجتماعات أستانا المزمعة يومي الثالث والرابع من أيار.

 

 

وقال أيضاً إنه لا شك في أهمية الدور التركي في سوريا وينبغي علينا التنسيق لتسوية النزاع في سوريا، على أن تتعاون تركيا معنا من جهتها على المستويين الثنائي والمتعدد بما يشمل طهران أيضاً.

 

هذا الدور التركي يراه الرئيس أردوغان في الآونة الأخيرة، إذ توعّد أمس «الإرهابيين في شمالي العراق وسوريا، بأن الجيش التركي لهم بالمرصاد، وهذا أمر كفيل بتسلل القلق إلى نفوسهم».

وأضاف «كما قلت بالأمس، ما حدث في سنجار (شمالي العراق) وقره تشوك (شمالي شرقي سوريا) سيتواصل (في إشارة إلى الغارات الجوية ضد مواقع لتنظيمي «حزب العمال» و«وحدات حماية الشعب»)، وهذا ما عنيته بقولي في أي ليلة قد نعاود الكرّة من جديد». وتابع «بالتأكيد لن نخطر الإرهابيين هناك بتاريخ قدومنا وموعده، وعليهم أن يعلموا أن الجيش التركي يتربص بهم ويرصدهم، وسيأتيهم في أي لحظة، إن كنا نحن قلقين فعليهم أن يعيشوا بخوف».

وحول الدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية، قال الرئيس التركي إنّ «رؤية صور ومشاهد استقبال قافلة عسكرية أميركية (في سوريا) بأعلام تنظيم إرهابي كان محزناً بالنسبة لنا». وأوضح أنه «إن لم يتم تشكيل منبر مشترك ننسّق من خلاله مكافحة الإرهاب فإن الأزمات في المنطقة ستستمر، ونحن كعضو في حلف شمال الأطلسي سيزعجنا ذلك، وعندها سنضطر إلى معالجة الأمر بأنفسنا».

في سياق آخر، خرجت صباح أمس دفعة جديدة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم من حيّ الوعر في مدينة حمص وسط سوريا باتجاه إدلب، وذلك وفق البرنامج المحدد لتنفيذ اتفاق المصالحة.

وذكرت وكالة «سانا» أنه بإشراف الهلال الأحمر وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية، بدأ خروج الدفعة السابعة من المسلحين وبعض عائلاتهم من حي الوعر باتجاه إدلب.

ويمتد اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في الـ13 من الشهر الماضي لمدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع، يكون الحي في نهايتها خالياً من جميع المظاهر المسلحة.

وتوقع محافظ حمص، طلال البرازي، أنّ يتم إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين بحلول 13 أيار المقبل.

  • فريق ماسة
  • 2017-04-30
  • 6622
  • من الأرشيف

«خيبة أمل» تركية وروسية من واشنطن: لا استقرار من دوننا

في الوقت الذي أكّدت فيه أنقرة أنّها مستعدة للتحرك بمفردها في مواجهة «الارهاب الكردي»، كانت موسكو تؤكد ــ للأميركيين أيضاً ــ أنّ التسوية السورية تمر من أبوابها   لا شيء سوى «خيبة أمل» من واشنطن، تُعبّر عنها كلّ من أنقرة وموسكو على طريقتيهما ولأسبابهما المختلفة. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «حزين»، كما قال، لرؤية الأعلام الأميركية إلى جانب «الإرهابيين» على حدود بلاده مع سوريا. أما موسكو التي لم تشهد علاقتها أي تحسّن مع الإدارة الأميركية، فإنها تدفع باتجاه التأكيد أن أيّ تسوية سورية تمرّ عبرها، وهي ماضية في رفع سقفها في المواجهة مع تكرار تأكيد قرارها بتعزيز الدفاعات الجوية السورية بعد الغارة الأميركية الأخيرة على قاعدة الشعيرات الجوية.   وأشار السفير الروسي في طهران، لوان جاغاريان، إلى أن بلاده في انتظار إدراك الرئيس الأميركي دونالد ترامب استحالة تسوية النزاعات الإقليمية بمعزل عن روسيا. وأعرب عن خيبة أمل موسكو بالرئيس الأميركي، لافتاً إلى أن علاقات البلدين لم تشهد أي تحسّن يذكر، حتى عقب زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون لموسكو. وأعرب عن أمل بلاده في ألا يتكرر العدوان الأميركي على سوريا، مشيراً إلى أن روسيا «قررت تعزيز الدفاعات الجوية السورية». وذكّر السفير الروسي بمسار التسوية في سوريا، معرباً عن أمله في أن تضطلع أنقرة بدور جدي في عملية «أستانا»، ومؤكداً أن بلاده متفائلة بنية ممثلين عن المعارضة حضور اجتماعات أستانا المزمعة يومي الثالث والرابع من أيار.     وقال أيضاً إنه لا شك في أهمية الدور التركي في سوريا وينبغي علينا التنسيق لتسوية النزاع في سوريا، على أن تتعاون تركيا معنا من جهتها على المستويين الثنائي والمتعدد بما يشمل طهران أيضاً.   هذا الدور التركي يراه الرئيس أردوغان في الآونة الأخيرة، إذ توعّد أمس «الإرهابيين في شمالي العراق وسوريا، بأن الجيش التركي لهم بالمرصاد، وهذا أمر كفيل بتسلل القلق إلى نفوسهم». وأضاف «كما قلت بالأمس، ما حدث في سنجار (شمالي العراق) وقره تشوك (شمالي شرقي سوريا) سيتواصل (في إشارة إلى الغارات الجوية ضد مواقع لتنظيمي «حزب العمال» و«وحدات حماية الشعب»)، وهذا ما عنيته بقولي في أي ليلة قد نعاود الكرّة من جديد». وتابع «بالتأكيد لن نخطر الإرهابيين هناك بتاريخ قدومنا وموعده، وعليهم أن يعلموا أن الجيش التركي يتربص بهم ويرصدهم، وسيأتيهم في أي لحظة، إن كنا نحن قلقين فعليهم أن يعيشوا بخوف». وحول الدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية، قال الرئيس التركي إنّ «رؤية صور ومشاهد استقبال قافلة عسكرية أميركية (في سوريا) بأعلام تنظيم إرهابي كان محزناً بالنسبة لنا». وأوضح أنه «إن لم يتم تشكيل منبر مشترك ننسّق من خلاله مكافحة الإرهاب فإن الأزمات في المنطقة ستستمر، ونحن كعضو في حلف شمال الأطلسي سيزعجنا ذلك، وعندها سنضطر إلى معالجة الأمر بأنفسنا». في سياق آخر، خرجت صباح أمس دفعة جديدة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم من حيّ الوعر في مدينة حمص وسط سوريا باتجاه إدلب، وذلك وفق البرنامج المحدد لتنفيذ اتفاق المصالحة. وذكرت وكالة «سانا» أنه بإشراف الهلال الأحمر وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية، بدأ خروج الدفعة السابعة من المسلحين وبعض عائلاتهم من حي الوعر باتجاه إدلب. ويمتد اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في الـ13 من الشهر الماضي لمدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع، يكون الحي في نهايتها خالياً من جميع المظاهر المسلحة. وتوقع محافظ حمص، طلال البرازي، أنّ يتم إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين بحلول 13 أيار المقبل.

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة