أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الإعلام يخدم بشكل أساسي مؤسسات معينة ولذلك ليس ضيرا على الإعلام السوري بشقيه العام والخاص أن يخدم الهوية الوطنية معربا عن اعتزازه بكل ما يقدمه الإعلام في هذا المجال من معلومات في إطار العمل الوطني.

وأشار المقداد خلال محور”الدبلوماسية في الإعلام” ضمن المؤتمر الأول الذي تنظمه وزارة الإعلام في مكتبة الأسد بدمشق تحت عنوان”حق المواطن في الإعلام” إلى الأكاذيب التي مورست على الإعلام وأساليب التضليل التي تم اتباعها لإقناع الرأي العام سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها بشأن مبررات العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات مجددا التأكيد أن سورية لا يوجد لديها أي أسلحة كيميائية.

وقال المقداد: “باعتباري رئيس اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ التزامات سورية تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأشرفت منذ اللحظة الأولى وحتى الآن على كل ما يتعلق بإزالة الأسلحة الكيميائية في سورية فلقد سلمنا للدول الغربية كل شيء بموجب الاتفاقية لأن الدول الغربية لديها المال لكي تتسلم هذه المواد والمعرفة بكيفية إحراقها” مضيفا: “تصوروا لو أننا لم نقم بتسليمهم هذه المواد ما هي الضغوط التي كانت ستمارس على سورية.. كان هناك رأي أن نتلف هذه المواد على أرضنا لكننا رفضنا لإدراكنا أنهم سيقولون فيما بعد أن سورية ما زالت تحتفظ بها حتى ولو كانوا موجودين ونحن نتخلص منها”.

ولفت المقداد إلى أنه لا يوجد إعلام لا يخضع للرقابة ومنه الإعلام الأمريكي الذي أصيب بنكسة مؤخرا جراء عدم مصداقيته مع جمهوره والرأي العام وتحيزه وكذبه أمام الشعب الأمريكي وخاصة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة مضيفا: “إنه ومن خلال تجربته وعمله في الأمم المتحدة لمدة 11 عاما تأكد أن الرقابة التي تمارس على الإعلام الأمريكي ليست أقل بكثير من الرقابة التي نعيشها جميعا”.

وتساءل المقداد: “من هو الإعلامي الغربي الذي يجرؤ على أن يكتب ضد (إسرائيل) أو يتحدث عما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل بينما نجد عشرات الصفحات في كل صباح في معظم الصحف الغربية تتناول موضوع السلاح الكيميائي المزعوم في سورية” معتبرا أن “هذا يدل مرة أخرى ليس على ازدواجية المعايير فقط وإنما على أن الغرب لديه سياسة ينفذها من خلال الإعلام كما أنه يعتمد أحيانا كثيرة في شن حروب كاملة على ما تقوله وسائل إعلام لديها ارتباطات بأجهزته الأمنية”.

ودعا المقداد إلى “عدم تصديق كل الأكاذيب التي تتعلق بشفافية ومصداقية ما يخرج عن الاجتماعات على أعلى المستويات إذ قد ينقل إلى الإعلام ما يناقض بشكل كامل مع ما يجري فيها” وهذا ما تمارسه الدول التي تدعي الحرية والانفتاح مضيفا: “هل تعرفون أن أي صحفي أمريكي يأتي إلى سورية عليه أن يزور وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أي) قبل أن يخرج من الولايات المتحدة الأمريكية وأن يعود ويقدم لها تقريرا عما رآه وشاهده وعن استنتاجاته..كل هذا يتم لكن الرأي العام في بلادنا لا يعرف ذلك”.

وأشار المقداد إلى أنه ورغم وجود بعض “العيوب” في إعلامنا الوطني إلا أنه على ثقة تامة بأنها أقل من عيوب إعلام في دول أخرى كثيرة بما في ذلك الدول التي تدعي أن حرية الإعلام فيها مصونة مشيرا إلى أن “حجب الإعلام السوري بعض الأخبار أحيانا تأتي من كونه إعلاما مسؤولا بشكل أساسي”.

ورأى المقداد أن الإعلام الوطني بالتأكيد يحتاج إلى تطوير وكوادر مؤهلة بشكل أقوى من خلال التدريب المستمر إلا أنه أكد أن رسالة الإعلام الوطني تصل إلى المواطن السوري مشيرا إلى أن المطالبة بمزيد من التطوير والتحديث في الإعلام السوري تأتي لإشباع ما بداخلنا من نزعات لمعرفة الحقيقة في الوقت المناسب.

وفيما يتعلق بدور الإعلام والسياسة أوضح المقداد أن الإعلام أحد الحوامل الأساسية للدبلوماسية والسياسة مبينا أن تعاطي وزارة الخارجية والمغتربين مع القضايا السياسية التي تواجهها يستند إلى اعتبارات وطنية بحيث يمكن أن تكون هناك عدة اجتماعات ولقاءات مع دبلوماسيين من دول مختلفة دون أن تخرج للإعلام لأنه من مصلحة سورية والبلد الآخر ألا تصل المعلومة الدبلوماسية إلى الرأي العام وهذا لا يعد إطلاقا عدم ثقة بالرأي العام ولكن هكذا تعمل الدول.

وأكد المقداد أنه في وزارة الخارجية هناك معلومات الأفضل ألا تعطى للإعلام كي يتم الذهاب للتفاوض عليها لاحقا داخل الاجتماعات وهذا سبب يقود إلى عدم التصريح دائما لافتا في الوقت ذاته الى الجاهزية للحديث حول أي موضوع في حال توافر الوقت المناسب.

وأشاد المقداد بأداء الإعلاميين السوريين وهو ما برز بشكل لافت خلال مباحثات جنيف2 حيث كانت أفضل تغطية إعلامية مشيرا إلى أن الإعلام مهنة لها أبعادها الأخلاقية والسياسية والمهنية والوظيفية وعلى الإعلامي الحصول على المعلومة أينما وجدت أما أمر نشرها أو عدمه فهو مسألة أخرى.

وفي معرض رده على مداخلات الحضور نوه المقداد بدور الإعلام الوطني والاعتماد عليه في نقل المواقف السياسية السورية لافتا إلى أن “ما يسرب للإعلام بشكل غير رسمي يحتوي في معظم الأحيان على أخطر المعلومات وأكثرها حساسية”.

وأوضح المقداد أن “سورية صمدت بفضل وعي شعبنا وبفضل إعلامنا وجيشنا العظيم وبفضل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد”.

ولفت المقداد إلى أن دور وزارة الخارجية في الإعلام يتمثل في أنها تبعث رسائل متطابقة إلى الأمم المتحدة وهيئاتها وذلك للتعبير عن مواقف سورية التي تأتي كتثبيت لجزء من تاريخها من أجل الدقة في المعلومة مع الرأي العام العالمي وهذه الرسائل تنشر في جميع أنحاء العالم وباللغات الرسمية المعتمدة في الأمم المتحدة وتبلغ لكل وزارات الخارجية في العالم وتعمم على كل السفارات السورية.وشدد الدكتور المقداد على أهمية الحذر في عمل وزارة الخارجية إذ أن “الخطأ قد يكون قاتلا في بعض الأحيان” لافتا إلى أن “الدبلوماسي مؤتمن على رسالة ينبغي أن يتقيد بإيصالها وأن يتقيد بالموقف الرسمي كي لا يساء فهمه مع الموقف الشخصي”.

وقال المقداد: إن “الإعلامي الأول، إذا سمح لي أن أستخدم هذا التعبير، هو سيادة الرئيس بشار الأسد، فقد زرت الجمهورية التشيكية والمقابلة التي أجراها السيد الرئيس مع الإعلام التشيكي غيرت الرأي العام هناك تجاه سورية وهناك سفارة تشيكية في دمشق يطالب الأوروبيون بنقلها ولكن الشعب التشيكي وقيادته وحكومته وبرلمانه بأغلبيته يطالب بأن يبقى التمثيل التشيكي في سورية رغم كل شيء”.ولفت الدكتور المقداد إلى أن هناك مشكلة لدى الدول بوجود الهيمنة مشيرا إلى أنه “لو فرط الرئيس الأسد بمقدار ميليمتر واحد من سيادة سورية لانتهت هذه المشكلة منذ سبع سنوات، وهناك من يفرط بسيادته على قارعة الطريق ولا يتجرأ على إرسال حتى موفد إلى سورية قبل التشاور مع (إسرائيل) وفرنسا وأمريكا وهذا يحدث في كل يوم”.

وكشف المقداد أن “الكثير من الدول تفكر منذ وقت طويل بإعادة البعثات الدبلوماسية إلى سورية لكن عندما تقرر دولة ما إعادة علاقاتها يسارع وزير الخارجية السعودي إلى تلك الدولة ويدفع الأموال الطائلة لمنع ذلك بينما يقول لهم وزير الخارجية الأمريكي إن نظامهم انتهى ويقوم وزير الخارجية الفرنسي بتهديدهم بالاحتلال أحيانا وباستخدام القوة، هذه الدول غير قادرة على إعادة العلاقات الدبلوماسية نظرا للضغوط التي تمارس عليها”.

وعن تجربة الناطق الرسمي في سورية وإمكانية تكرارها قال الدكتور المقداد: إن “تجربة الناطق الرسمي كانت فاشلة في مستواها الشخصي وعندما تكون هناك ظروف معينة نحتاج فيها لناطق رسمي يجب أن يتمتع بمواصفات معينة بما فيها ثقتنا الوطنية به وهي المسألة الأساسية في اختياره وكانت تجربتنا فاشلة على المستوى الشخصي لا الموضوعي”.

وردا على سؤال حول.. كيفية التعاطي مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في جلسات جنيف بعد أن تم التصريح بأنه “لا ثقة لنا به”، قال المقداد: “نعم صرحنا مرات عدة بأنه لا ثقة لنا به ونحن نتحدث إليه مباشرة بهذا الخصوص وهناك فرق بين موقفنا السياسي ووجهة نظرنا حول المبعوث الخاص وموقفنا الشخصي منه وهو ليس مقبولا بالنسبة لنا لكنه مقبول لدى الآخرين.. ونحن قلنا كلمتنا وموقف شعبنا داعم لموقفنا السياسي”.

وأشار المقداد إلى أننا “من أجل الحفاظ على سورية سنتبع سياسة حافة الهاوية وسنتبع كل السياسات للحفاظ على وطننا” داعيا إلى “عدم ربط موضوع السيادة السورية ببعض التصريحات.

وأوضح المقداد أن الاتحاد الروسي صديق كبير لسورية والروس ضحوا بدماء جنودهم إلى جانب دماء الجيش العربي السوري الباسل ومع حلفائنا وأصدقائنا الآخرين سواء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو حزب الله أو مجموعات أرادت أن تنصر الجمهورية العربية السورية لأنها شعرت أن كل قتلة العالم الإرهابيين أتت بهم السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ليقتلوا الشعب السوري.

وأضاف المقداد: “في البعد السياسي عندما يقول الاصدقاء الروس إنهم أبلغوا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بأنهم لن يسكتوا على أي ضربة قادمة لحليفهم السوري لأن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة بحكم منطق الهيمنة ومنطق العدوان ومنطق اللامسؤولية على ارتكاب اعتداءات وجرائم، وبدورنا نقلنا لكم ما قاله لنا الأصدقاء الروس بأن الولايات المتحدة اخبرتهم أنها لن تقوم بعدوان آخر على سورية، فهذه مجرد معلومات وإلا ستتهموننا بحجب المعلومات وننقل لكم بصراحة ما حصل، ومن جهة أخرى نحن والأصدقاء الروس أي الجيش العربي السوري بشكل أساسي هم من سيرد على هذا العدوان في حال تكرر”.

ووصف المقداد التواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ب”الجيد” بينما “بان كي مون كان على وشك أن يحمل سلاحا ويأتي للقتال مع المسلحين في سورية”.

وخلال تصريحه للصحفيين بعد انتهاء الجلسة أكد الدكتور المقداد إيمانه بالإعلام السوري الذي قدم للمواطن مزيدا من الثقة إضافة إلى المعلومة الصادقة والرأي الصحيح من أجل مواجهة الأزمة رغم ضعف الإمكانيات المتاحة.

ولفت المقداد إلى أنه من حق المواطن أن يتطلع ويطلب مزيدا من الجهد لدى الإعلام الوطني مبينا أن الإعلام يقوم بدوره “بشكل ممتاز ورائع وكان طيلة هذه الأزمة والحرب على سورية المصدر الأساسي للمعلومة الصحيحة والموثوقة في مواجهة الكثير من الإعلام الذي يدعي المصداقية والشفافية في العالم بينما افتقد هذا الإعلام الحد الأدنى من هذه المصداقية وشرف المهنة الإعلامية”.

ورأى المقداد أن “من يشكك في قدرة الإعلام السوري إنما يسعى لتمكين إعلام الإرهاب من أن يحظى بنوع من المصداقية” مشيرا إلى أن الإعلام السوري ضحى وقدم الكثير من الشهداء في الحرب على الإرهاب حيث كان مستهدفا من قبل هؤلاء الإرهابيين.

وأشاد المقداد بجهود وزارة الإعلام لتطوير الإعلام الوطني وسد الثغرات الموجودة دون أن يكون ذلك على حساب مصداقية الإعلام الذي حظي بدعم الشعب طيلة هذه السنوات.

وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك “فجوة بين وزارة الخارجية والمغتربين والإعلام السوري” أكد الدكتور المقداد أن هناك تعاونا بين الوزارتين نافيا بشكل قاطع وجود مثل هذه الفجوة.

وقال المقداد: “نرى أن الإعلام السوري يقوم بأفضل ما لديه وله مصداقية وشفافية وكان المصدر الوحيد لإعلام الرأي العام السوري حول حقيقة ما يجري في البلاد خلال الحرب ضد الإرهاب وكان للإعلام السوري دور مهم في الحرب وإن وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم تعيد إحياء تجربة الإعلام السوري في مواجهة الإرهاب، والعديد من الإعلاميين السوريين ارتقوا شهداء، وأطلب من إعلامنا أن يستمر في إنجازاته ضد الإرهاب من أجل بناء السلام في سورية”.وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول ما إذا كان يتوقع أن تتغير السياسة الفرنسية بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. قال المقداد: “يجب أن ننتظر ذلك، الإدارة الحالية في فرنسا ضللت شعبها وكذبت عليه ودعمت المسلحين والإرهاب بذرائع مختلفة ورأيناها حاقدة على سورية أكثر من بعض الإرهابيين ولذلك نحن في سورية فقدنا الثقة بها، مضيفا: “عندما يكون هناك أكثر من تصريح في اليوم ضد سورية فهذا يعني أنها مهمة ولكن ليس من خلال الأكاذيب التي روجت لها الخارجية الفرنسية والإدارة الفرنسية”.

 

وقال المقداد: “نتطلع للقيادة القادمة لأن تصحح هذا الوضع وتلتزم بما يتطلع إليه الشعب الفرنسي من محاربة حقيقية للإرهاب في كل مكان من العالم بما في ذلك محاربة الإرهاب في سورية، والإرهاب تمثله (داعش) و”جبهة النصرة”، والأعداء الحقيقيون للإرهاب هم الجيش العربي السوري والحكومة السورية وقيادتها وهم الذين يبذلون الغالي والنفيس حتى لا يصل الإرهاب إلى فرنسا وأوروبا ومدن أخرى في العالم ونحن نأمل أن يتغيروا”.

وأضاف المقداد: إن نظام هولاند كان نظاما داعما للإرهاب ولم يخجل من تقديم كل أشكال الدعم له سواء في الاتحاد الأوروبي أو مجلس الامن أو في الدعم المباشر للتنظيمات الإرهابية وهم كانوا جزءا لا يتجزأ من سفك الدماء في سورية لذلك لا يمكن للسوريين أن يثقوا بمثل هؤلاء القادة الذين اسقطهم الشعب الفرنسي ولم يحصل حزب هولاند إلا على 6 بالمئة من الرأي العام بفرنسا ما يدل على فشل سياساتهم بما في ذلك فشلها تجاه سورية من خلال دعمهم للإرهاب.

وتابع المقداد: “ننتظر نتائج الانتخابات الفرنسية التي ستعبر عن رأي الشعب الفرنسي ونأمل من القيادا ت القادمة في فرنسا أن تبني تحالفا وثيقا مع كل الدول التي تكافح الإرهاب بما في ذلك سورية والاتحاد الروسي وإيران وأن تسعى لتغيير قرارات مجلس الامن التي من خلالها تم دعم الإرهاب وأظهرت فرنسا على أنها دولة لا تستحق التقدير من الرأي العام العالمي”.

وقال الدكتور المقداد: إن “كل الاعتداءات التي قامت بها تركيا على الشعب السوري والتي قام بها الإرهابيون حظيت بدعم فرنسي وتركي وغربي وأمريكي ولا نستغرب ذلك” مضيفا: “في اجتماعات أستانا هناك جدول أعمال وسورية تسعى لإنجاح الجهود من أجل وضع حد للإرهاب ومن أجل وقف إراقة الدماء ولحشد الجهد الدولي للقضاء على الإرهاب وإعادة الامن والاستقرار إلى سورية”.

 

  • فريق ماسة
  • 2017-04-24
  • 12493
  • من الأرشيف

المقداد يدلي بما في "جعبته السرية" .. خلال مؤتمر”حق المواطن في الإعلام”

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الإعلام يخدم بشكل أساسي مؤسسات معينة ولذلك ليس ضيرا على الإعلام السوري بشقيه العام والخاص أن يخدم الهوية الوطنية معربا عن اعتزازه بكل ما يقدمه الإعلام في هذا المجال من معلومات في إطار العمل الوطني. وأشار المقداد خلال محور”الدبلوماسية في الإعلام” ضمن المؤتمر الأول الذي تنظمه وزارة الإعلام في مكتبة الأسد بدمشق تحت عنوان”حق المواطن في الإعلام” إلى الأكاذيب التي مورست على الإعلام وأساليب التضليل التي تم اتباعها لإقناع الرأي العام سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها بشأن مبررات العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات مجددا التأكيد أن سورية لا يوجد لديها أي أسلحة كيميائية. وقال المقداد: “باعتباري رئيس اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ التزامات سورية تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأشرفت منذ اللحظة الأولى وحتى الآن على كل ما يتعلق بإزالة الأسلحة الكيميائية في سورية فلقد سلمنا للدول الغربية كل شيء بموجب الاتفاقية لأن الدول الغربية لديها المال لكي تتسلم هذه المواد والمعرفة بكيفية إحراقها” مضيفا: “تصوروا لو أننا لم نقم بتسليمهم هذه المواد ما هي الضغوط التي كانت ستمارس على سورية.. كان هناك رأي أن نتلف هذه المواد على أرضنا لكننا رفضنا لإدراكنا أنهم سيقولون فيما بعد أن سورية ما زالت تحتفظ بها حتى ولو كانوا موجودين ونحن نتخلص منها”. ولفت المقداد إلى أنه لا يوجد إعلام لا يخضع للرقابة ومنه الإعلام الأمريكي الذي أصيب بنكسة مؤخرا جراء عدم مصداقيته مع جمهوره والرأي العام وتحيزه وكذبه أمام الشعب الأمريكي وخاصة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة مضيفا: “إنه ومن خلال تجربته وعمله في الأمم المتحدة لمدة 11 عاما تأكد أن الرقابة التي تمارس على الإعلام الأمريكي ليست أقل بكثير من الرقابة التي نعيشها جميعا”. وتساءل المقداد: “من هو الإعلامي الغربي الذي يجرؤ على أن يكتب ضد (إسرائيل) أو يتحدث عما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل بينما نجد عشرات الصفحات في كل صباح في معظم الصحف الغربية تتناول موضوع السلاح الكيميائي المزعوم في سورية” معتبرا أن “هذا يدل مرة أخرى ليس على ازدواجية المعايير فقط وإنما على أن الغرب لديه سياسة ينفذها من خلال الإعلام كما أنه يعتمد أحيانا كثيرة في شن حروب كاملة على ما تقوله وسائل إعلام لديها ارتباطات بأجهزته الأمنية”. ودعا المقداد إلى “عدم تصديق كل الأكاذيب التي تتعلق بشفافية ومصداقية ما يخرج عن الاجتماعات على أعلى المستويات إذ قد ينقل إلى الإعلام ما يناقض بشكل كامل مع ما يجري فيها” وهذا ما تمارسه الدول التي تدعي الحرية والانفتاح مضيفا: “هل تعرفون أن أي صحفي أمريكي يأتي إلى سورية عليه أن يزور وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أي) قبل أن يخرج من الولايات المتحدة الأمريكية وأن يعود ويقدم لها تقريرا عما رآه وشاهده وعن استنتاجاته..كل هذا يتم لكن الرأي العام في بلادنا لا يعرف ذلك”. وأشار المقداد إلى أنه ورغم وجود بعض “العيوب” في إعلامنا الوطني إلا أنه على ثقة تامة بأنها أقل من عيوب إعلام في دول أخرى كثيرة بما في ذلك الدول التي تدعي أن حرية الإعلام فيها مصونة مشيرا إلى أن “حجب الإعلام السوري بعض الأخبار أحيانا تأتي من كونه إعلاما مسؤولا بشكل أساسي”. ورأى المقداد أن الإعلام الوطني بالتأكيد يحتاج إلى تطوير وكوادر مؤهلة بشكل أقوى من خلال التدريب المستمر إلا أنه أكد أن رسالة الإعلام الوطني تصل إلى المواطن السوري مشيرا إلى أن المطالبة بمزيد من التطوير والتحديث في الإعلام السوري تأتي لإشباع ما بداخلنا من نزعات لمعرفة الحقيقة في الوقت المناسب. وفيما يتعلق بدور الإعلام والسياسة أوضح المقداد أن الإعلام أحد الحوامل الأساسية للدبلوماسية والسياسة مبينا أن تعاطي وزارة الخارجية والمغتربين مع القضايا السياسية التي تواجهها يستند إلى اعتبارات وطنية بحيث يمكن أن تكون هناك عدة اجتماعات ولقاءات مع دبلوماسيين من دول مختلفة دون أن تخرج للإعلام لأنه من مصلحة سورية والبلد الآخر ألا تصل المعلومة الدبلوماسية إلى الرأي العام وهذا لا يعد إطلاقا عدم ثقة بالرأي العام ولكن هكذا تعمل الدول. وأكد المقداد أنه في وزارة الخارجية هناك معلومات الأفضل ألا تعطى للإعلام كي يتم الذهاب للتفاوض عليها لاحقا داخل الاجتماعات وهذا سبب يقود إلى عدم التصريح دائما لافتا في الوقت ذاته الى الجاهزية للحديث حول أي موضوع في حال توافر الوقت المناسب. وأشاد المقداد بأداء الإعلاميين السوريين وهو ما برز بشكل لافت خلال مباحثات جنيف2 حيث كانت أفضل تغطية إعلامية مشيرا إلى أن الإعلام مهنة لها أبعادها الأخلاقية والسياسية والمهنية والوظيفية وعلى الإعلامي الحصول على المعلومة أينما وجدت أما أمر نشرها أو عدمه فهو مسألة أخرى. وفي معرض رده على مداخلات الحضور نوه المقداد بدور الإعلام الوطني والاعتماد عليه في نقل المواقف السياسية السورية لافتا إلى أن “ما يسرب للإعلام بشكل غير رسمي يحتوي في معظم الأحيان على أخطر المعلومات وأكثرها حساسية”. وأوضح المقداد أن “سورية صمدت بفضل وعي شعبنا وبفضل إعلامنا وجيشنا العظيم وبفضل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد”. ولفت المقداد إلى أن دور وزارة الخارجية في الإعلام يتمثل في أنها تبعث رسائل متطابقة إلى الأمم المتحدة وهيئاتها وذلك للتعبير عن مواقف سورية التي تأتي كتثبيت لجزء من تاريخها من أجل الدقة في المعلومة مع الرأي العام العالمي وهذه الرسائل تنشر في جميع أنحاء العالم وباللغات الرسمية المعتمدة في الأمم المتحدة وتبلغ لكل وزارات الخارجية في العالم وتعمم على كل السفارات السورية.وشدد الدكتور المقداد على أهمية الحذر في عمل وزارة الخارجية إذ أن “الخطأ قد يكون قاتلا في بعض الأحيان” لافتا إلى أن “الدبلوماسي مؤتمن على رسالة ينبغي أن يتقيد بإيصالها وأن يتقيد بالموقف الرسمي كي لا يساء فهمه مع الموقف الشخصي”. وقال المقداد: إن “الإعلامي الأول، إذا سمح لي أن أستخدم هذا التعبير، هو سيادة الرئيس بشار الأسد، فقد زرت الجمهورية التشيكية والمقابلة التي أجراها السيد الرئيس مع الإعلام التشيكي غيرت الرأي العام هناك تجاه سورية وهناك سفارة تشيكية في دمشق يطالب الأوروبيون بنقلها ولكن الشعب التشيكي وقيادته وحكومته وبرلمانه بأغلبيته يطالب بأن يبقى التمثيل التشيكي في سورية رغم كل شيء”.ولفت الدكتور المقداد إلى أن هناك مشكلة لدى الدول بوجود الهيمنة مشيرا إلى أنه “لو فرط الرئيس الأسد بمقدار ميليمتر واحد من سيادة سورية لانتهت هذه المشكلة منذ سبع سنوات، وهناك من يفرط بسيادته على قارعة الطريق ولا يتجرأ على إرسال حتى موفد إلى سورية قبل التشاور مع (إسرائيل) وفرنسا وأمريكا وهذا يحدث في كل يوم”. وكشف المقداد أن “الكثير من الدول تفكر منذ وقت طويل بإعادة البعثات الدبلوماسية إلى سورية لكن عندما تقرر دولة ما إعادة علاقاتها يسارع وزير الخارجية السعودي إلى تلك الدولة ويدفع الأموال الطائلة لمنع ذلك بينما يقول لهم وزير الخارجية الأمريكي إن نظامهم انتهى ويقوم وزير الخارجية الفرنسي بتهديدهم بالاحتلال أحيانا وباستخدام القوة، هذه الدول غير قادرة على إعادة العلاقات الدبلوماسية نظرا للضغوط التي تمارس عليها”. وعن تجربة الناطق الرسمي في سورية وإمكانية تكرارها قال الدكتور المقداد: إن “تجربة الناطق الرسمي كانت فاشلة في مستواها الشخصي وعندما تكون هناك ظروف معينة نحتاج فيها لناطق رسمي يجب أن يتمتع بمواصفات معينة بما فيها ثقتنا الوطنية به وهي المسألة الأساسية في اختياره وكانت تجربتنا فاشلة على المستوى الشخصي لا الموضوعي”. وردا على سؤال حول.. كيفية التعاطي مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في جلسات جنيف بعد أن تم التصريح بأنه “لا ثقة لنا به”، قال المقداد: “نعم صرحنا مرات عدة بأنه لا ثقة لنا به ونحن نتحدث إليه مباشرة بهذا الخصوص وهناك فرق بين موقفنا السياسي ووجهة نظرنا حول المبعوث الخاص وموقفنا الشخصي منه وهو ليس مقبولا بالنسبة لنا لكنه مقبول لدى الآخرين.. ونحن قلنا كلمتنا وموقف شعبنا داعم لموقفنا السياسي”. وأشار المقداد إلى أننا “من أجل الحفاظ على سورية سنتبع سياسة حافة الهاوية وسنتبع كل السياسات للحفاظ على وطننا” داعيا إلى “عدم ربط موضوع السيادة السورية ببعض التصريحات. وأوضح المقداد أن الاتحاد الروسي صديق كبير لسورية والروس ضحوا بدماء جنودهم إلى جانب دماء الجيش العربي السوري الباسل ومع حلفائنا وأصدقائنا الآخرين سواء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو حزب الله أو مجموعات أرادت أن تنصر الجمهورية العربية السورية لأنها شعرت أن كل قتلة العالم الإرهابيين أتت بهم السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ليقتلوا الشعب السوري. وأضاف المقداد: “في البعد السياسي عندما يقول الاصدقاء الروس إنهم أبلغوا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بأنهم لن يسكتوا على أي ضربة قادمة لحليفهم السوري لأن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة بحكم منطق الهيمنة ومنطق العدوان ومنطق اللامسؤولية على ارتكاب اعتداءات وجرائم، وبدورنا نقلنا لكم ما قاله لنا الأصدقاء الروس بأن الولايات المتحدة اخبرتهم أنها لن تقوم بعدوان آخر على سورية، فهذه مجرد معلومات وإلا ستتهموننا بحجب المعلومات وننقل لكم بصراحة ما حصل، ومن جهة أخرى نحن والأصدقاء الروس أي الجيش العربي السوري بشكل أساسي هم من سيرد على هذا العدوان في حال تكرر”. ووصف المقداد التواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ب”الجيد” بينما “بان كي مون كان على وشك أن يحمل سلاحا ويأتي للقتال مع المسلحين في سورية”. وخلال تصريحه للصحفيين بعد انتهاء الجلسة أكد الدكتور المقداد إيمانه بالإعلام السوري الذي قدم للمواطن مزيدا من الثقة إضافة إلى المعلومة الصادقة والرأي الصحيح من أجل مواجهة الأزمة رغم ضعف الإمكانيات المتاحة. ولفت المقداد إلى أنه من حق المواطن أن يتطلع ويطلب مزيدا من الجهد لدى الإعلام الوطني مبينا أن الإعلام يقوم بدوره “بشكل ممتاز ورائع وكان طيلة هذه الأزمة والحرب على سورية المصدر الأساسي للمعلومة الصحيحة والموثوقة في مواجهة الكثير من الإعلام الذي يدعي المصداقية والشفافية في العالم بينما افتقد هذا الإعلام الحد الأدنى من هذه المصداقية وشرف المهنة الإعلامية”. ورأى المقداد أن “من يشكك في قدرة الإعلام السوري إنما يسعى لتمكين إعلام الإرهاب من أن يحظى بنوع من المصداقية” مشيرا إلى أن الإعلام السوري ضحى وقدم الكثير من الشهداء في الحرب على الإرهاب حيث كان مستهدفا من قبل هؤلاء الإرهابيين. وأشاد المقداد بجهود وزارة الإعلام لتطوير الإعلام الوطني وسد الثغرات الموجودة دون أن يكون ذلك على حساب مصداقية الإعلام الذي حظي بدعم الشعب طيلة هذه السنوات. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك “فجوة بين وزارة الخارجية والمغتربين والإعلام السوري” أكد الدكتور المقداد أن هناك تعاونا بين الوزارتين نافيا بشكل قاطع وجود مثل هذه الفجوة. وقال المقداد: “نرى أن الإعلام السوري يقوم بأفضل ما لديه وله مصداقية وشفافية وكان المصدر الوحيد لإعلام الرأي العام السوري حول حقيقة ما يجري في البلاد خلال الحرب ضد الإرهاب وكان للإعلام السوري دور مهم في الحرب وإن وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم تعيد إحياء تجربة الإعلام السوري في مواجهة الإرهاب، والعديد من الإعلاميين السوريين ارتقوا شهداء، وأطلب من إعلامنا أن يستمر في إنجازاته ضد الإرهاب من أجل بناء السلام في سورية”.وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول ما إذا كان يتوقع أن تتغير السياسة الفرنسية بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. قال المقداد: “يجب أن ننتظر ذلك، الإدارة الحالية في فرنسا ضللت شعبها وكذبت عليه ودعمت المسلحين والإرهاب بذرائع مختلفة ورأيناها حاقدة على سورية أكثر من بعض الإرهابيين ولذلك نحن في سورية فقدنا الثقة بها، مضيفا: “عندما يكون هناك أكثر من تصريح في اليوم ضد سورية فهذا يعني أنها مهمة ولكن ليس من خلال الأكاذيب التي روجت لها الخارجية الفرنسية والإدارة الفرنسية”.   وقال المقداد: “نتطلع للقيادة القادمة لأن تصحح هذا الوضع وتلتزم بما يتطلع إليه الشعب الفرنسي من محاربة حقيقية للإرهاب في كل مكان من العالم بما في ذلك محاربة الإرهاب في سورية، والإرهاب تمثله (داعش) و”جبهة النصرة”، والأعداء الحقيقيون للإرهاب هم الجيش العربي السوري والحكومة السورية وقيادتها وهم الذين يبذلون الغالي والنفيس حتى لا يصل الإرهاب إلى فرنسا وأوروبا ومدن أخرى في العالم ونحن نأمل أن يتغيروا”. وأضاف المقداد: إن نظام هولاند كان نظاما داعما للإرهاب ولم يخجل من تقديم كل أشكال الدعم له سواء في الاتحاد الأوروبي أو مجلس الامن أو في الدعم المباشر للتنظيمات الإرهابية وهم كانوا جزءا لا يتجزأ من سفك الدماء في سورية لذلك لا يمكن للسوريين أن يثقوا بمثل هؤلاء القادة الذين اسقطهم الشعب الفرنسي ولم يحصل حزب هولاند إلا على 6 بالمئة من الرأي العام بفرنسا ما يدل على فشل سياساتهم بما في ذلك فشلها تجاه سورية من خلال دعمهم للإرهاب. وتابع المقداد: “ننتظر نتائج الانتخابات الفرنسية التي ستعبر عن رأي الشعب الفرنسي ونأمل من القيادا ت القادمة في فرنسا أن تبني تحالفا وثيقا مع كل الدول التي تكافح الإرهاب بما في ذلك سورية والاتحاد الروسي وإيران وأن تسعى لتغيير قرارات مجلس الامن التي من خلالها تم دعم الإرهاب وأظهرت فرنسا على أنها دولة لا تستحق التقدير من الرأي العام العالمي”. وقال الدكتور المقداد: إن “كل الاعتداءات التي قامت بها تركيا على الشعب السوري والتي قام بها الإرهابيون حظيت بدعم فرنسي وتركي وغربي وأمريكي ولا نستغرب ذلك” مضيفا: “في اجتماعات أستانا هناك جدول أعمال وسورية تسعى لإنجاح الجهود من أجل وضع حد للإرهاب ومن أجل وقف إراقة الدماء ولحشد الجهد الدولي للقضاء على الإرهاب وإعادة الامن والاستقرار إلى سورية”.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة