خطت واشنطن أمس بعيداً عن «التفاهمات» المكرّسة مع موسكو في الملف السوري، مقحمة قوتها العسكرية في عمق الأراضي السورية، بعيداً عن مناطق نفوذها في الشمال. العدوان الأميركي الذي استفاق العالم عليه أمس، كرّر ــ من حيث بنك الأهداف ــ سيناريو حليفه الإسرائيلي، عبر قصف قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، المجاور للمناطق التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية خلال خرقها الأخير.

 

فبعد ساعات قليلة على إلغاء جلسة التصويت على مشاريع القرارات الثلاثة الخاصة بهجوم خان شيخون، في مجلس الأمن، استهدفت المدمرات الأميركية، المتمركزة في شرق البحر المتوسط، بعشرات الصواريخ القاعدة الجوية.

 

واشنطن تعاملت كـ«المضطرة» في الارتقاء في مستوى رسائلها لتصل إلى حدّ الخيار العسكري.

 

عملياً، وضعت نفسها في مقابل روسيا في حلبة صراع ضيقة، وكل طرف أصبح يتعامل بجدية كبرى مع رسائل الآخر. وفي انتظار رسائل موسكو المضادة على نحو واضح، فإنّ أي تراجع يقدم عليه الروسي ينطوي على رسالة ضعف، وهذا ما يستدرج ضغوطاً أعلى لاحقاً، ما يدفع واشنطن إلى رفع سقفها السياسي والميداني.

 

يوم أمس، اختار الأميركي توجيه رسالة ميدانية ذات بصمة منخفضة (ضربة محدودة وموزونة لا تقلب الموازين)، لكنّه رفع عصاه الغليظة على نحو أعلى من «المظلّة الروسية»، ليقول إنّه «سيعود حالما يقرّر».

 

في حركة «بوشية» (من جورج بوش) عاد الغازي الأميركي لممارسة «هوايته» المفضّلة عبر صواريخه المتنقّلة في أصقاع الأرض. عدوان جاء «سريعاً» بعد تأكيدات الرئيس دونالد ترامب لضرورة «فعل شيء ما»، وذلك بالتنسيق المسبق مع حلفائه الذين خرجوا بسرعة لتأييده. وبينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها أطلقت 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» على القاعدة، قالت نظيرتها الروسية إن 23 صاروخاً فقط أصابت أهدافاً داخل المطار. وتسبّب القصف على القاعدة، وفق الحصيلة الرسمية (بيان للجيش السوري)، في استشهاد 6 عسكريين وإصابة عدد آخر، إلى جانب استشهاد 9 مدنيين بينهم 4 أطفال، جراء سقوط عدد من الصواريخ على منازل في قريتي الحمرات والمنزول، في محيط المطار. وقالت مصادر عسكرية لقناة «فوكس نيوز» إن القصف الذي انطلق من جنوب قبرص، دمّر 22 طائرة سورية كانت في القاعدة الجوية إلى جانب عدد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، ومستودعات للوقود، مضيفة أنها أعطت الجانب الروسي ساعة كاملة قبل القصف، للتأكد من أمان طواقمه على الأرض.

 

الإعلان الأميركي الرسمي عن الهجوم جاء على لسان ترامب من فلوريدا، إذ قال إنه «أمر بتوجيه ضربات عسكرية ضد قاعدة جوية في سوريا، تم منها إطلاق الأسلحة الكيميائية». التصعيد الأميركي ترافق مع تصريحات حاولت تحديد الهجمات ضمن إطار «الرد على الهجوم الكيميائي». واستجلب العدوان رداً روسياً، تمثل في طلب عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، واجتماع لمجموعة العمل الدولية من أجل سوريا في جنيف، إلى جانب إلغاء مذكرة التفاهم مع الجانب الأميركي حول سلامة الطيران وتجنّب الحوادث في سوريا.

 

 

 

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أنّ بلاده سوف تعزز منظومة الدفاع الجوي في سوريا، عقب الضربات الأميركية. ووصفت الخارجية الروسية الضربات الأميركية بأنها خطوة «طائشة»، معتبرة أن من الواضح أن الضربات «كان مخططاً لها قبل الحادث» في إدلب. وبدوره، قال المتحدث باسم الكرملن، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين «يرى الضربات الأميركية عدواناً على دولة ذات سيادة، وانتهاكاً لمعايير القانون الدولي».

 

كذلك، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه يأمل ألا تلحق الضربات «ضرراً لا يمكن إصلاحه» في العلاقات مع واشنطن. وقال في مؤتمر صحافي في أوزبكستان، إن «هذا عمل من أعمال العدوان يستند إلى ذريعة مختلقة... ويذكرني بالموقف في 2003 حينما هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما العراق».

 

ومن جانب دمشق، قالت رئاسة الجمهورية في بيان إن «ما قامت به أميركا، ما هو إلا تصرّف أرعن غير مسؤول». وأكدت أن استهداف «دولة ذات سيادة يوضح أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغيّر من السياسات العميقة لكيانه». وأفاد الجيش السوري، بدوره، بأن هذا العدوان «يقوّض عملية مكافحة الإرهاب، ويجعل الولايات المتحدة شريكاً للتنظيمات الإرهابية».

 

وشهد مجلس الأمن جولة جديدة من الخلافات الروسية ــ الغربية، خلال جلسة مفتوحة دعت بوليفيا إلى عقدها أمس. وافتتح المندوب البوليفي ساتشا لورينتي الجلسة بهجوم على الولايات المتحدة وتصرّفها الذي يخرق القوانين الدولية، مندّداً بأنها «نصّبت نفسها محقّقاً وقاضياً، في الوقت الذي كنا نعمل فيه للتوصل إلى تحقيق نزيه ضمن القوانين الدولية». بدوره، هاجم المندوب البريطاني ماثيو رايكروفت الجانب الروسي بسبب «دفاعه غير المشروط عن النظام السوري».

 

أما المندوب الروسي فلاديمير سافرنكوف، فقد رأى أن «وجود القوات الأجنبية من دون دعوة الحكومة السورية عزّز نشاط الإرهابيين». وأوضح أنّ الجانب الروسي طلب التحقيق في الحادث الكيميائي وفق القانون الدولي، «لكنكم اخترتم مساراً مغايراً بشكل يهدّد بلدان المنطقة وشعوبها»، فيما هدّدت المندوبة الاميركية نيكي هالي بأن بلادها قادرة على تكرار الهجمات «في حال اضطرت»، غير أنها لا تأمل ذلك، معتبرة أن تلك الهجمات شكلت رسالة واضحة للأسد، بأن زمن النجاة من العقاب جرّاء هجمات كهجوم خان شيخون «قد ولّى».

 

«قرار شجاع» في الخليج

 

وفي ردود الفعل حول العدوان الأميركي، أعلنت كل من السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين تأييدها للضربة العسكرية، منوّهة بـ«القرار الشجاع» للرئيس الأميركي. وحمّل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية «النظام السوري مسؤولية تعرّض سوريا لهذه العمليات العسكرية». بدورها، دعت وزارة الخارجية القطرية إلى «وقف جرائم النظام وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية... وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها». كذلك دعت الكويت إلى «إلزام كافة الأطراف وحملهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول إلى الحل السياسي».

 

ورحّب «الائتلاف السوري» المعارض بالهجمات، ودعا إلى تنفيذ المزيد منها. وقال رئيس وفد «الهيئة العليا» المعارضة إلى محادثات جنيف، نصر الحريري، إن الإدارة الأميركية في حال تابعت تلك الضربات «تكون قد بدأت بداية صحيحة في محاربة الإرهاب».

 

وبالتوازي، أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى دعم حكومتيهما للهجمات الأميركية. وأوضح بيان مشترك لهما أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يتحمّل وحده مسؤولية هذا التطور». وناشدت الحكومة الفرنسية كلاً من روسيا وإيران التوقف عن دعم الرئيس السوري.

 

أردوغان بنسخة 2011

 

أما في أنقرة، فكان لصدى الصواريخ وقع آخر. بدا الرئيس رجب طيب أردوغان كالمنتشي من الضربة، معيداً تصريحاته إلى الحقبة الأولى من الحرب السورية، إذ رأى أن الضربات «غير كافية»، مشدداً على ضرورة القيام بإجراءات أخرى. ودعت أنقرة إلى «إقامة منطقة حظر جوي» فوق سوريا.

 

في المقابل، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الغارات الأميركية، مشيراً إلى أن «اتخاذ أيّ خطوات عسكرية أحادية الجانب، يؤدي إلى نتائج خطيرة ومدمرة وينتهك المواثيق الدولية».

 

أما لهجة حزب الله في لبنان فجاءت ذات نبرة أعلى، إذ رأى الحزب في بيان أنّ «العدوان الأميركي السافر على السيادة السورية جريمة جديدة... وإصرار من الإدارة الأميركية على المضيّ في المسار العدواني المستمر الذي تسلكه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أمتنا، خدمةً للكيان الصهيوني وتحقيقاً لأطماعه في المنطقة. وأضاف أن «هذه الخطوة الحمقاء التي قامت بها إدارة ترامب ستكون فاتحة توتر كبير وخطير على مستوى المنطقة، وستزيد من تعقيد الأوضاع على مستوى العالم».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2017-04-07
  • 14393
  • من الأرشيف

حنين أميركي إلى زمن جورج بوش

خطت واشنطن أمس بعيداً عن «التفاهمات» المكرّسة مع موسكو في الملف السوري، مقحمة قوتها العسكرية في عمق الأراضي السورية، بعيداً عن مناطق نفوذها في الشمال. العدوان الأميركي الذي استفاق العالم عليه أمس، كرّر ــ من حيث بنك الأهداف ــ سيناريو حليفه الإسرائيلي، عبر قصف قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، المجاور للمناطق التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية خلال خرقها الأخير.   فبعد ساعات قليلة على إلغاء جلسة التصويت على مشاريع القرارات الثلاثة الخاصة بهجوم خان شيخون، في مجلس الأمن، استهدفت المدمرات الأميركية، المتمركزة في شرق البحر المتوسط، بعشرات الصواريخ القاعدة الجوية.   واشنطن تعاملت كـ«المضطرة» في الارتقاء في مستوى رسائلها لتصل إلى حدّ الخيار العسكري.   عملياً، وضعت نفسها في مقابل روسيا في حلبة صراع ضيقة، وكل طرف أصبح يتعامل بجدية كبرى مع رسائل الآخر. وفي انتظار رسائل موسكو المضادة على نحو واضح، فإنّ أي تراجع يقدم عليه الروسي ينطوي على رسالة ضعف، وهذا ما يستدرج ضغوطاً أعلى لاحقاً، ما يدفع واشنطن إلى رفع سقفها السياسي والميداني.   يوم أمس، اختار الأميركي توجيه رسالة ميدانية ذات بصمة منخفضة (ضربة محدودة وموزونة لا تقلب الموازين)، لكنّه رفع عصاه الغليظة على نحو أعلى من «المظلّة الروسية»، ليقول إنّه «سيعود حالما يقرّر».   في حركة «بوشية» (من جورج بوش) عاد الغازي الأميركي لممارسة «هوايته» المفضّلة عبر صواريخه المتنقّلة في أصقاع الأرض. عدوان جاء «سريعاً» بعد تأكيدات الرئيس دونالد ترامب لضرورة «فعل شيء ما»، وذلك بالتنسيق المسبق مع حلفائه الذين خرجوا بسرعة لتأييده. وبينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها أطلقت 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» على القاعدة، قالت نظيرتها الروسية إن 23 صاروخاً فقط أصابت أهدافاً داخل المطار. وتسبّب القصف على القاعدة، وفق الحصيلة الرسمية (بيان للجيش السوري)، في استشهاد 6 عسكريين وإصابة عدد آخر، إلى جانب استشهاد 9 مدنيين بينهم 4 أطفال، جراء سقوط عدد من الصواريخ على منازل في قريتي الحمرات والمنزول، في محيط المطار. وقالت مصادر عسكرية لقناة «فوكس نيوز» إن القصف الذي انطلق من جنوب قبرص، دمّر 22 طائرة سورية كانت في القاعدة الجوية إلى جانب عدد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، ومستودعات للوقود، مضيفة أنها أعطت الجانب الروسي ساعة كاملة قبل القصف، للتأكد من أمان طواقمه على الأرض.   الإعلان الأميركي الرسمي عن الهجوم جاء على لسان ترامب من فلوريدا، إذ قال إنه «أمر بتوجيه ضربات عسكرية ضد قاعدة جوية في سوريا، تم منها إطلاق الأسلحة الكيميائية». التصعيد الأميركي ترافق مع تصريحات حاولت تحديد الهجمات ضمن إطار «الرد على الهجوم الكيميائي». واستجلب العدوان رداً روسياً، تمثل في طلب عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، واجتماع لمجموعة العمل الدولية من أجل سوريا في جنيف، إلى جانب إلغاء مذكرة التفاهم مع الجانب الأميركي حول سلامة الطيران وتجنّب الحوادث في سوريا.       وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أنّ بلاده سوف تعزز منظومة الدفاع الجوي في سوريا، عقب الضربات الأميركية. ووصفت الخارجية الروسية الضربات الأميركية بأنها خطوة «طائشة»، معتبرة أن من الواضح أن الضربات «كان مخططاً لها قبل الحادث» في إدلب. وبدوره، قال المتحدث باسم الكرملن، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين «يرى الضربات الأميركية عدواناً على دولة ذات سيادة، وانتهاكاً لمعايير القانون الدولي».   كذلك، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه يأمل ألا تلحق الضربات «ضرراً لا يمكن إصلاحه» في العلاقات مع واشنطن. وقال في مؤتمر صحافي في أوزبكستان، إن «هذا عمل من أعمال العدوان يستند إلى ذريعة مختلقة... ويذكرني بالموقف في 2003 حينما هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما العراق».   ومن جانب دمشق، قالت رئاسة الجمهورية في بيان إن «ما قامت به أميركا، ما هو إلا تصرّف أرعن غير مسؤول». وأكدت أن استهداف «دولة ذات سيادة يوضح أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغيّر من السياسات العميقة لكيانه». وأفاد الجيش السوري، بدوره، بأن هذا العدوان «يقوّض عملية مكافحة الإرهاب، ويجعل الولايات المتحدة شريكاً للتنظيمات الإرهابية».   وشهد مجلس الأمن جولة جديدة من الخلافات الروسية ــ الغربية، خلال جلسة مفتوحة دعت بوليفيا إلى عقدها أمس. وافتتح المندوب البوليفي ساتشا لورينتي الجلسة بهجوم على الولايات المتحدة وتصرّفها الذي يخرق القوانين الدولية، مندّداً بأنها «نصّبت نفسها محقّقاً وقاضياً، في الوقت الذي كنا نعمل فيه للتوصل إلى تحقيق نزيه ضمن القوانين الدولية». بدوره، هاجم المندوب البريطاني ماثيو رايكروفت الجانب الروسي بسبب «دفاعه غير المشروط عن النظام السوري».   أما المندوب الروسي فلاديمير سافرنكوف، فقد رأى أن «وجود القوات الأجنبية من دون دعوة الحكومة السورية عزّز نشاط الإرهابيين». وأوضح أنّ الجانب الروسي طلب التحقيق في الحادث الكيميائي وفق القانون الدولي، «لكنكم اخترتم مساراً مغايراً بشكل يهدّد بلدان المنطقة وشعوبها»، فيما هدّدت المندوبة الاميركية نيكي هالي بأن بلادها قادرة على تكرار الهجمات «في حال اضطرت»، غير أنها لا تأمل ذلك، معتبرة أن تلك الهجمات شكلت رسالة واضحة للأسد، بأن زمن النجاة من العقاب جرّاء هجمات كهجوم خان شيخون «قد ولّى».   «قرار شجاع» في الخليج   وفي ردود الفعل حول العدوان الأميركي، أعلنت كل من السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين تأييدها للضربة العسكرية، منوّهة بـ«القرار الشجاع» للرئيس الأميركي. وحمّل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية «النظام السوري مسؤولية تعرّض سوريا لهذه العمليات العسكرية». بدورها، دعت وزارة الخارجية القطرية إلى «وقف جرائم النظام وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية... وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها». كذلك دعت الكويت إلى «إلزام كافة الأطراف وحملهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول إلى الحل السياسي».   ورحّب «الائتلاف السوري» المعارض بالهجمات، ودعا إلى تنفيذ المزيد منها. وقال رئيس وفد «الهيئة العليا» المعارضة إلى محادثات جنيف، نصر الحريري، إن الإدارة الأميركية في حال تابعت تلك الضربات «تكون قد بدأت بداية صحيحة في محاربة الإرهاب».   وبالتوازي، أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى دعم حكومتيهما للهجمات الأميركية. وأوضح بيان مشترك لهما أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يتحمّل وحده مسؤولية هذا التطور». وناشدت الحكومة الفرنسية كلاً من روسيا وإيران التوقف عن دعم الرئيس السوري.   أردوغان بنسخة 2011   أما في أنقرة، فكان لصدى الصواريخ وقع آخر. بدا الرئيس رجب طيب أردوغان كالمنتشي من الضربة، معيداً تصريحاته إلى الحقبة الأولى من الحرب السورية، إذ رأى أن الضربات «غير كافية»، مشدداً على ضرورة القيام بإجراءات أخرى. ودعت أنقرة إلى «إقامة منطقة حظر جوي» فوق سوريا.   في المقابل، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الغارات الأميركية، مشيراً إلى أن «اتخاذ أيّ خطوات عسكرية أحادية الجانب، يؤدي إلى نتائج خطيرة ومدمرة وينتهك المواثيق الدولية».   أما لهجة حزب الله في لبنان فجاءت ذات نبرة أعلى، إذ رأى الحزب في بيان أنّ «العدوان الأميركي السافر على السيادة السورية جريمة جديدة... وإصرار من الإدارة الأميركية على المضيّ في المسار العدواني المستمر الذي تسلكه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أمتنا، خدمةً للكيان الصهيوني وتحقيقاً لأطماعه في المنطقة. وأضاف أن «هذه الخطوة الحمقاء التي قامت بها إدارة ترامب ستكون فاتحة توتر كبير وخطير على مستوى المنطقة، وستزيد من تعقيد الأوضاع على مستوى العالم».    

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة