دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كان مفاجئاً بالنسبة لي هذه المرة ومع قرب انعقاد القمة العربية بالعاصمة الأردنية عمّان هانوي العرب ، ان يعلن عبر جامعة الدول العربية عن عدم دعوة الجمهوية العربية السورية ممثلة بنظامها الشرعي في دمشق لحضور هذه القمة،والذريعة بذلك هو الالتزام بقرارات وقوانين الجامعة العربية ،مع علمي الأكيد أن الجمهورية العربية السورية ممثلة بنظامها الشرعي كانت غير مهتمة لحد ما للمشاركة بهذه القمة ، نظراً للدور السلبي الذي لعبته هذه الجامعة بمسار مؤامرة الحرب على سورية.
ولكن السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا تزامنآ مع شغور مقعد سورية العروبة ، ما الذي ستناقشه هذه القمة والمجتمعين فيها ،نحن هنا نتمنى أن نرى سلوك مختلف لقمة عمان ونتمنى أن لا يجتمع الحضور أو معظمهم ليحتفلوا بالحرب على اليمن واستكمال مشروع تدمير سوريا وليبيا والعراق وإعلان الحرب على القوى المقاومة للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ؟،ونتمنى ان لا تبقى هذه القمم محكومة كعادتها بإجندة أموال البترودولار ؟؟.
فبعض العرب ومنذ خمسة أعوام مضت على الاقل على قممهم قدموا سوريا والعراق وليبيا واليمن كفريسة سهلة ولقمة سائغة سهلة للعدو الصهيوني ، فالعدو الصهيوني يتحكم ويدير ومن خلف الكواليس بتفاصيل هذه الحروب المفروضة على الدول المذكورة أعلاه ،ومن الواضح ان الكيان الصهيوني المسخ قد أستطاع أن يحقق وبالشراكة مع بعض العرب ماعجز عن تحقيقه منذ عقود ، وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بهذه الدول ، بعد أن أنجز مخططه وايضا بالشراكة مع بعض العرب بضرب وحدة واستقرار وقوة العرب المركزية، وكل ذلك موجود برؤية الصهاينة التلمودية الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل ، وورد كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982 والتي تحدثت عن أطر عامة يجب أن يعمل بها قبل اعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى ، فتدمير سوريا والعراق ولبنان والاردن ومصر ونشر الفوضى والدمار بها هو جزء من مشروع كبير يستهدف تعبيد الطريق امام قيام دولة إسرائيل الكبرى على أنقاض هذه الدول التي يجري تدميرها بشكل ممنهج وبالشراكة مع بعض العرب بهذه المرحلة تحديدا.
اليوم ونحن على ابواب قمة عمان نتمنى ان لا تغيب قضية فلسطين بكل مفاصلها عن هذه القمة ،فمن الواضح أن فلسطين قضية العرب المركزية كما يدعون قد غابت عن كل القمم الخمسة الاخيرة ، كما وقد غابت وكالعادة مواضيع دعم المقاومة المسلحة الفلسطينية وقضية الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب في سجون الكيان الصهيوني بشكل كامل عن اجندة قمم انظمة العرب السابقة،ونتمنى بهذه القمة ان لا نسمع عبارات تجميلية كالتنديد والاستنكار والدعوات لاقامة دولة فلسطينية ، فقد رأينا بقمم سابقة كيف أن بعض العرب يدعون بقممهم أنهم دائما بخندق الفلسطينيين ، وينادون دائما إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ويتغنون دائما بمبادرة السلام العربية التي اطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد بقمة بيروت عام 2002، وحينها يذكر العرب كيف أن رئيس الوزراء الصهيوني المقبور أرئيل شارون قد صفع وصعق العرب، عندما قال إن هذه المبادرة لاتساوي الحبر الذي كتب بها ، بل ورد على العرب كذلك حينها بمذبحة جنين التي سماها عملية «السور الواقي» ، وهذا ماردده كذلك نتنياهو بالأمس القريب عندما قال بصريح العبارة «لا حديث اليوم عن اقامة دولة فلسطينية»، ليقدم صفعة جديدة للعرب بمسلسل الصفعات واللكمات الصهيونية المستمرة للعرب طيلة سنوات التاريخ الحديث.
وهذا مايؤكد حقيقة ان حديث العرب عن قضية فلسطين بقممهم وجامعتهم «الموضوعة بغرقة الانعاش «هو جزء من حبكة مسرحية القمم العربية السابقة، فبدل الحديث الفارغ عن قضية فلسطين وعن المبادرات حولها ، لماذا لايتم تحويل الاموال التي يحولها بعض العرب لتدمير سورية والعراق واليمن وليبيا، إلى غزة والقدس ومختلف المدن الفلسطينية لإدامة الصمود الفلسطيني في هذه المدن، ولإعادة إعمار قطاع غزة المنكوب الذي كان بعض العرب شركاء بتدميره والحرب عليه بعملية «الجرف الصامد -2014» وفق ما تقول دوائر صنع القرار الصهيوني.
ختاماً ،الجملة الوحيدة التي كانت تصلح سابقاً لوصف جامعة العرب وقرراتها وقممها الخمسة الاخيرة هي قصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب «قمم –قمم « والتي مطلعها «قمم قمم،معزى على غنم ....»فاليوم ونحن على ابواب قمة عمان نتمنى ان يكون هناك منهج مختلف في التعاطي مع قضايا العرب،فها هو التاريخ يعيد نفسه وان كان بتفاصيل مختلفة ويعود بنا لفترة ثمانينات القرن الماضي عندما كان حال العرب وتفرقهم وتشرذمهم قد وصل إلى الحضيض ، فجاءت صرخة الأردن الداعية إلى قمة الوفاق والاتفاق ،وتمخض عنها ما تمخض ،وكم نتمنى أن تكون هذه القمة قمة للوفاق والاتفاق .
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة