أحدثت قوات التحالف الدولي أضراراً بالغة بقصفها غرف التحكم الكهرومائية في سد الفرات، بما يهدّد بانهيار السّد مع ارتفاع منسوب المياه. الخطر على الجغرافيا لا يقارن بالقلق السوري من محاولات جماعة «قنديل» في «قسد» إحداث تطهير عرقي لسكان ضفاف الفرات من السوريين

 

هي اللحظات الأصعب التي تمرّ على الشرق السوري منذ اندلاع الحرب السورية قبل 7 سنوات، في ظلّ الأخطار المحدقة بسدّ الفرات بعد تعرّض غرف التحكّم الكهرومائية في الطرف الجنوبي لجسم السدّ، لقصف متعمّد من التحالف الغربي ــ العربي الذي تقوده واشنطن بذريعة محاربة «داعش».

 

ومع أنَّ الخسائر التي أصابت الشرق السوري، كما باقي الجغرافيا والديموغرافيا والمعالم التاريخية السورية لا تقدّر بأثمان، فإنّ احتمال انهيار سدّ الفرات وما يمكن أن يحدثه من تحوّلات تطاول الرقة ودير الزور، وصولاً إلى مدينة الفلوجة العراقية، هو خطر وجودي من نوعٍ آخر، يطاول قلب سوريا والعراق، ويهدّد مهد الحضارة في العالم.

بالتزامن مع سيطرة ما يسمّى «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الأميركي على مطار الطبقة قبل يومين ضمن «المرحلة الثالثة» التي أطلقتها هذه القوات للسيطرة على مدينة الرّقة، قصفت قوات «التحالف الدولي» غُرف التحكّم الكهرومائية للسدّ الذي يبلغ ارتفاعه 60 متراً وطوله 4.5 كلم، كما أظهرت الصور التي نشرتها وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش». وتُظهر الصور اختراقاً للبدن الإسمنتي للمحطّة، وتؤكّد وصول القذائف إلى داخلها وإحداثها أضراراً فادحة، ما أخرج الغرفة عن العمل، وهي المسؤولة عن تحريك العنفات التي تسمح بخروج المياه إلى مجرى النهر وعدم تجاوزها الحدّ الذي يحتمله السّد، أي نحو 14 مليار متر مكعب من المياه. علماً بأن المحطّة لا يزال يديرها مهندسون يتبعون للدولة السورية، حتى بعد سيطرة مجموعات من المجموعات المسلحة عليها في 2013، ثمّ سيطرة «داعش» لاحقاً. وتشير معلومات «الأخبار» إلى أنَّ الأضرار لا تقتصر على غرفة التحكّم، بل أيضاً طاولت «الرافعة الإطارية» المسؤولة ميكانيكياً عن فتح بوابات «المفيض»، بما يشكّل خطراً أيضاً حتى في حال توفير مصادر كهرباء أخرى بديلة للمحطة الكهرومائية.

وفي ظلّ التراشق الإعلامي بين «داعش» الذي يحذّر من انهيار السّد، والطمأنات التي ينشرها «التحالف الدولي» و«قوّات سوريا الديموقراطية» بقصد عدم تحمّلهما مسؤولية انهيار السّد، يعني سيناريو انهيار السّد كارثة تاريخية قد تصيب قلب المنطقة الشرقية، مع الخطر الداهم بغرق مئات المدن والبلدات والقرى على ضفتي نهر الفرات في سوريا والعراق، بالإضافة إلى إغراق مساحات هائلة من الأراضي الزراعية التي تشكّل السّلة الغذائية لسوريا. وفيما يبدو الحصول على صورة كاملة لحجم الضّرر اللاحق بالسّد صعباً، يقول مصدر سوري رفيع المستوى لـ«الأخبار» إنَّ «تقارير المهندسين السوريين العاملين في السدّ تؤكّد وجود خطرٍ وشيك في حال استمرار توقّف المحطة عن العمل». وبحسب معلومات المصدر، فإنَّ «انهيار السّد وغرق المناطق المحيطة بمجرى النهر يسببان كارثة بتدمير مئات القرى والمدن، منها الرقة والبوكمال ودير الزور، وتحتاج عمليات إعادة التربة إلى سنوات كثيرة، في منطقة يقطنها على الأقل ثلاثة ملايين سوري وعراقي». ومع كلّ التحذيرات الإعلامية التي أُطلقت سابقاً حول سدّ الموصل في العراق، الذي تقع خلفه بحيرة المدينة بقدرة استيعابية لا تتجاوز 3 مليارات متر مكعب، يقول المصدر السوري إنَّ «خلف سدّ الفرات ما لا يقلّ عن 12 مليار متر مكعب، وخلف البحيرة سد تشرين، الذي لا تتجاوز قدرته الاستيعابية 3 مليارات متر مكعب». غير أنَّ الأجواء الربيعية التي بدأت تخيِّم على شرق المتوسّط، تهدّد في الأيام المقبلة بارتفاع منسوب المياه في كامل نهر الفرات، مع ارتفاع وتيرة ذوبان الثلوج في سلسلة جبال طوروس، بدءاً من السدود التركية، بما يضعف قدرة هذه السدود، وتالياً سدّ تشرين، على الحفاظ على كميات مرتفعة من المياه خلفها، وزيادة الضغط على سدّ الفرات.

 

 

المناخ الربيعي يسرّع في ذوبان الثلوج ورفع منسوب المياه في الفرات

 

ولا يمكن الفصل بين القصف الذي استهدف السّد، والخطوات الميدانية التي اتخذتها «قسد» واستبدال الهجوم على الرقة من الشمال إلى الغرب، أي من مدينة الطبقة ومطارها. وفيما جرى الحديث عن شبه اتفاق أوّلي في حميميم قبل نحو 10 أيام بين مندوبين عن «قسد» والقوات السورية والروسية للقيام بعملية مشتركة على الرقة، تغطّي فيها القوات السورية المحور الغربي عبر الطبقة، عمدت «قسد» و«التحالف» إلى تجميد العمل من الشمال والهجوم على الطبقة، لقطع الطريق على الجيش السوري الذي يتقدّم في ريف حلب الشرقي الجنوبي باتجاه الطبقة، في سباقٍ واضح للسيطرة على المطار قبل الجيش. وتقول المصادر السورية إنَّ «سبب قيام قوات قسد بمحاولتها السيطرة على الطبقة وسدّ الفرات، هو قطع الطريق على الجيش ومنع داعش من استخدام ورقة السدّ ضد قواتها، لذلك سارعت إلى الطبقة أوّلاً والتفّت على داعش من الغرب».

وتذهب المصادر بعيداً في شرحها احتمالات «القصف غير المبرّر» على غرفة التحكم في السّد، كما قصف التحالف الأميركي سابقاً بنىً تحتية سورية في الشرق من دون هدفٍ عسكري واضح سوى تدمير الإمكانات والمنشآت السورية، مثل آبار النفط ومحطّات الكهرباء وغيرها من المنشآت. وتوجّه المصادر أصابع الاتهام إلى من تسمّيهم «بعض المتطرّفين في قوات (بي. واي. دي.) أو الحزب الديموقراطي الكردستاني، الذين يتبعون قيادة جبال قنديل، ولا يؤمنون بالحل السوري ــ السوري، بل بحلم كردستان الكبرى»، مشيرةً إلى أنَّ هؤلاء «يعتبرون انهيار سدّ الفرات فرصة تاريخية للقيام بتغيير ديموغرافي في الشرق السوري، والتخلّص من حواضر السوريين والعشائر العربية بحملة تطهير عرقية ــ إثنية عبر إغراق المناطق بالمياه في حال انهيار السّد». وتقول المصادر إنَّ «البعض في قوات قسد يستغل حاجة الأميركيين إليها كقوات موجودة على الأرض، وإصرار الإدارة الأميركية الجديدة على تحقيق انتصارات معنويّة على داعش عبر إخراج داعش من الرّقة كما وعد دونالد ترامب، لأجل إحداث تطهير عرقي وإثني بحقّ العرب السوريين». وتؤكّد المصادر أن «قسد لم تكن تريد المشاركة في معركة الرقة لأنها مدينة عربية بالكامل ولا مستقبل لقوات كردية فيها، أما في حال إغراق محيط الفرات، فيكون متطرّفو هذه القوات قد حصلوا على مناطق خالية من سكّانها ويصعب إعادة الناس إليها قبل عدة سنوات». وتختم المصادر بالتحذير من الخطر، ليس على المدن الحديثة فحسب، بل على مدن وآثار مثل مدينة «دور أوروبس» أو توأم تدمر جنوب دير الزور، وآثار تل السن والبطيرة وقلعة الرحبة وتل العشارة وتل المسايح، ومدينة ماري أولى الحواضر المدنية في التاريخ، داعيةً إلى ضرورة إدخال ورش صيانة ومهندسين سوريين لإصلاح ما يمكن إصلاحه «قبل فوات الأوان».

 

أردوغان يحذِّر من «مساومات قذرة»

 

أعلن الرئيس المشارك لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم، أنّ الأمر سيرجع لأهل مدينة الرقة لاتخاذ قرار بشأن مستقبلهم بمجرد «تحرير المدينة من داعش»، مبدياً اعتقاده بأنَّ المدينة ستنضم إلى «فيدراليات شمال سوريا». وأضاف مسلم في مقابلة مع «رويترز»: «نتوقع (هذا) لأنَّ مشروعنا لكل سوريا... وممكن أن تكون الرقة جزءاً منه» وفق قوله.

في هذا الوقت، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من وجود مشاريع لتقسيم المنطقة عبر المنظمات الإرهابية، وقال أردوغان: «مثلما جرى من رسم حدود دول المنطقة قبل مئة عام بالدماء والدموع والفتن، نشهد محاولات مشابهة اليوم من خلال استخدام الشبكات الإرهابية»، في إشارة إلى «داعش» والقوى الكردية التي تصنفها أنقرة «إرهابية». وأشار إلى وجود «مساومات قذرة» خلف الأبواب المغلقة في الوقت الحالي، على غرار اتفاقات «سايكس ــ بيكو» قبل قرن.

  • فريق ماسة
  • 2017-03-27
  • 15664
  • من الأرشيف

سيناريو انهيار سدّ الفرات: «تطهير عرقي» في الشرق السوري

أحدثت قوات التحالف الدولي أضراراً بالغة بقصفها غرف التحكم الكهرومائية في سد الفرات، بما يهدّد بانهيار السّد مع ارتفاع منسوب المياه. الخطر على الجغرافيا لا يقارن بالقلق السوري من محاولات جماعة «قنديل» في «قسد» إحداث تطهير عرقي لسكان ضفاف الفرات من السوريين   هي اللحظات الأصعب التي تمرّ على الشرق السوري منذ اندلاع الحرب السورية قبل 7 سنوات، في ظلّ الأخطار المحدقة بسدّ الفرات بعد تعرّض غرف التحكّم الكهرومائية في الطرف الجنوبي لجسم السدّ، لقصف متعمّد من التحالف الغربي ــ العربي الذي تقوده واشنطن بذريعة محاربة «داعش».   ومع أنَّ الخسائر التي أصابت الشرق السوري، كما باقي الجغرافيا والديموغرافيا والمعالم التاريخية السورية لا تقدّر بأثمان، فإنّ احتمال انهيار سدّ الفرات وما يمكن أن يحدثه من تحوّلات تطاول الرقة ودير الزور، وصولاً إلى مدينة الفلوجة العراقية، هو خطر وجودي من نوعٍ آخر، يطاول قلب سوريا والعراق، ويهدّد مهد الحضارة في العالم. بالتزامن مع سيطرة ما يسمّى «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الأميركي على مطار الطبقة قبل يومين ضمن «المرحلة الثالثة» التي أطلقتها هذه القوات للسيطرة على مدينة الرّقة، قصفت قوات «التحالف الدولي» غُرف التحكّم الكهرومائية للسدّ الذي يبلغ ارتفاعه 60 متراً وطوله 4.5 كلم، كما أظهرت الصور التي نشرتها وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش». وتُظهر الصور اختراقاً للبدن الإسمنتي للمحطّة، وتؤكّد وصول القذائف إلى داخلها وإحداثها أضراراً فادحة، ما أخرج الغرفة عن العمل، وهي المسؤولة عن تحريك العنفات التي تسمح بخروج المياه إلى مجرى النهر وعدم تجاوزها الحدّ الذي يحتمله السّد، أي نحو 14 مليار متر مكعب من المياه. علماً بأن المحطّة لا يزال يديرها مهندسون يتبعون للدولة السورية، حتى بعد سيطرة مجموعات من المجموعات المسلحة عليها في 2013، ثمّ سيطرة «داعش» لاحقاً. وتشير معلومات «الأخبار» إلى أنَّ الأضرار لا تقتصر على غرفة التحكّم، بل أيضاً طاولت «الرافعة الإطارية» المسؤولة ميكانيكياً عن فتح بوابات «المفيض»، بما يشكّل خطراً أيضاً حتى في حال توفير مصادر كهرباء أخرى بديلة للمحطة الكهرومائية. وفي ظلّ التراشق الإعلامي بين «داعش» الذي يحذّر من انهيار السّد، والطمأنات التي ينشرها «التحالف الدولي» و«قوّات سوريا الديموقراطية» بقصد عدم تحمّلهما مسؤولية انهيار السّد، يعني سيناريو انهيار السّد كارثة تاريخية قد تصيب قلب المنطقة الشرقية، مع الخطر الداهم بغرق مئات المدن والبلدات والقرى على ضفتي نهر الفرات في سوريا والعراق، بالإضافة إلى إغراق مساحات هائلة من الأراضي الزراعية التي تشكّل السّلة الغذائية لسوريا. وفيما يبدو الحصول على صورة كاملة لحجم الضّرر اللاحق بالسّد صعباً، يقول مصدر سوري رفيع المستوى لـ«الأخبار» إنَّ «تقارير المهندسين السوريين العاملين في السدّ تؤكّد وجود خطرٍ وشيك في حال استمرار توقّف المحطة عن العمل». وبحسب معلومات المصدر، فإنَّ «انهيار السّد وغرق المناطق المحيطة بمجرى النهر يسببان كارثة بتدمير مئات القرى والمدن، منها الرقة والبوكمال ودير الزور، وتحتاج عمليات إعادة التربة إلى سنوات كثيرة، في منطقة يقطنها على الأقل ثلاثة ملايين سوري وعراقي». ومع كلّ التحذيرات الإعلامية التي أُطلقت سابقاً حول سدّ الموصل في العراق، الذي تقع خلفه بحيرة المدينة بقدرة استيعابية لا تتجاوز 3 مليارات متر مكعب، يقول المصدر السوري إنَّ «خلف سدّ الفرات ما لا يقلّ عن 12 مليار متر مكعب، وخلف البحيرة سد تشرين، الذي لا تتجاوز قدرته الاستيعابية 3 مليارات متر مكعب». غير أنَّ الأجواء الربيعية التي بدأت تخيِّم على شرق المتوسّط، تهدّد في الأيام المقبلة بارتفاع منسوب المياه في كامل نهر الفرات، مع ارتفاع وتيرة ذوبان الثلوج في سلسلة جبال طوروس، بدءاً من السدود التركية، بما يضعف قدرة هذه السدود، وتالياً سدّ تشرين، على الحفاظ على كميات مرتفعة من المياه خلفها، وزيادة الضغط على سدّ الفرات.     المناخ الربيعي يسرّع في ذوبان الثلوج ورفع منسوب المياه في الفرات   ولا يمكن الفصل بين القصف الذي استهدف السّد، والخطوات الميدانية التي اتخذتها «قسد» واستبدال الهجوم على الرقة من الشمال إلى الغرب، أي من مدينة الطبقة ومطارها. وفيما جرى الحديث عن شبه اتفاق أوّلي في حميميم قبل نحو 10 أيام بين مندوبين عن «قسد» والقوات السورية والروسية للقيام بعملية مشتركة على الرقة، تغطّي فيها القوات السورية المحور الغربي عبر الطبقة، عمدت «قسد» و«التحالف» إلى تجميد العمل من الشمال والهجوم على الطبقة، لقطع الطريق على الجيش السوري الذي يتقدّم في ريف حلب الشرقي الجنوبي باتجاه الطبقة، في سباقٍ واضح للسيطرة على المطار قبل الجيش. وتقول المصادر السورية إنَّ «سبب قيام قوات قسد بمحاولتها السيطرة على الطبقة وسدّ الفرات، هو قطع الطريق على الجيش ومنع داعش من استخدام ورقة السدّ ضد قواتها، لذلك سارعت إلى الطبقة أوّلاً والتفّت على داعش من الغرب». وتذهب المصادر بعيداً في شرحها احتمالات «القصف غير المبرّر» على غرفة التحكم في السّد، كما قصف التحالف الأميركي سابقاً بنىً تحتية سورية في الشرق من دون هدفٍ عسكري واضح سوى تدمير الإمكانات والمنشآت السورية، مثل آبار النفط ومحطّات الكهرباء وغيرها من المنشآت. وتوجّه المصادر أصابع الاتهام إلى من تسمّيهم «بعض المتطرّفين في قوات (بي. واي. دي.) أو الحزب الديموقراطي الكردستاني، الذين يتبعون قيادة جبال قنديل، ولا يؤمنون بالحل السوري ــ السوري، بل بحلم كردستان الكبرى»، مشيرةً إلى أنَّ هؤلاء «يعتبرون انهيار سدّ الفرات فرصة تاريخية للقيام بتغيير ديموغرافي في الشرق السوري، والتخلّص من حواضر السوريين والعشائر العربية بحملة تطهير عرقية ــ إثنية عبر إغراق المناطق بالمياه في حال انهيار السّد». وتقول المصادر إنَّ «البعض في قوات قسد يستغل حاجة الأميركيين إليها كقوات موجودة على الأرض، وإصرار الإدارة الأميركية الجديدة على تحقيق انتصارات معنويّة على داعش عبر إخراج داعش من الرّقة كما وعد دونالد ترامب، لأجل إحداث تطهير عرقي وإثني بحقّ العرب السوريين». وتؤكّد المصادر أن «قسد لم تكن تريد المشاركة في معركة الرقة لأنها مدينة عربية بالكامل ولا مستقبل لقوات كردية فيها، أما في حال إغراق محيط الفرات، فيكون متطرّفو هذه القوات قد حصلوا على مناطق خالية من سكّانها ويصعب إعادة الناس إليها قبل عدة سنوات». وتختم المصادر بالتحذير من الخطر، ليس على المدن الحديثة فحسب، بل على مدن وآثار مثل مدينة «دور أوروبس» أو توأم تدمر جنوب دير الزور، وآثار تل السن والبطيرة وقلعة الرحبة وتل العشارة وتل المسايح، ومدينة ماري أولى الحواضر المدنية في التاريخ، داعيةً إلى ضرورة إدخال ورش صيانة ومهندسين سوريين لإصلاح ما يمكن إصلاحه «قبل فوات الأوان».   أردوغان يحذِّر من «مساومات قذرة»   أعلن الرئيس المشارك لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم، أنّ الأمر سيرجع لأهل مدينة الرقة لاتخاذ قرار بشأن مستقبلهم بمجرد «تحرير المدينة من داعش»، مبدياً اعتقاده بأنَّ المدينة ستنضم إلى «فيدراليات شمال سوريا». وأضاف مسلم في مقابلة مع «رويترز»: «نتوقع (هذا) لأنَّ مشروعنا لكل سوريا... وممكن أن تكون الرقة جزءاً منه» وفق قوله. في هذا الوقت، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من وجود مشاريع لتقسيم المنطقة عبر المنظمات الإرهابية، وقال أردوغان: «مثلما جرى من رسم حدود دول المنطقة قبل مئة عام بالدماء والدموع والفتن، نشهد محاولات مشابهة اليوم من خلال استخدام الشبكات الإرهابية»، في إشارة إلى «داعش» والقوى الكردية التي تصنفها أنقرة «إرهابية». وأشار إلى وجود «مساومات قذرة» خلف الأبواب المغلقة في الوقت الحالي، على غرار اتفاقات «سايكس ــ بيكو» قبل قرن.

المصدر : فراس الشوفي/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة