لم تمضِ سوى بضع ساعات على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمواطنين الأوروبيين بأنهم لن يشعروا بالأمان بعد اليوم.. ليبدأ هجوم مسلح بمحيط البرلمان البريطاني أثار الرعب بين المواطنين ، ما جعل أردوغان متهماً بطريقة غير مباشرة بأنه يقف وراء هذا الهجوم كما ذكر محللون.

"لن تسيروا بالشوارع بأمان" لم يطلق أردوغان هذا التهديد للأوروبيين عن عبث ، فقد أراد من خلاله أن يضع حداً للتصرفات الأوروبية ضد تركيا التي وكما قال " لن يسمح بهزها واللعب بشرفها " ، ما قد يوجه أصابع الاتهام نحو الرئيس التركي بأنه متورط بتنفيذ الهجوم على "العموم البريطاني" .

 

ورأى محللون بأن المتطرفين في القارة العجوز قد تلفوا إشارة أردوغان (كونه من الداعمين للإخوان المسلمين) بأن يستهدفوا ما استطاعوا بالداخل الأوروبي لزعزعة الأمن ونشر الإرهاب في كل بلد " أهان تركيا" ليس من منطق القوة، فنشر الذعر في أي منطقة لا يحتاج لقوة هائلة فيكفي لشخص واحد أن يثير البلبلة في أي مكان طالما يحمل سلاحاً ويطلق النار بين المدنيين، ووصف بعض الناشطين منفذي عملية الهجوم على البرلمان البريطاني بأنهم " ذئاب أردوغان وطالبوا أوروبا بملاحقة كل متورط معهم.

 

في المقابل نفى خبراء أن يكون أردوغان وراء ما حدث في لندن ، وتحدثوا عن أن تكون لعبة أوروبية لإدانة أردوغان – من خلال إثبات تورطه بالهجوم "فعلياً" بعد تهديده الكلامي بساعات.. ما قد يسقطه أمام الرأي العام الدولي والأوروبي تحديداً فتمنعه من إجراء الاستفتاء الدستوري على أراضي القارة بالمطلق بعد إعلان أكبر دولها عن رفضها لقيام أي تجمعات تدعم ما يريده الرئيس التركي وحكومته .

 

فما بين أردوغان وأوروبا عداء مخفي منذ سنوات لرفض الأخيرة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ما شكل طعنة غربية للشريك الاستراتيجي في المنطقة ، ليتحول بعد محاولة الانقلاب الفاشل تموز الماضي إلى عدو لدود لبعض القادة الغربيين بسبب عدة قرارات اتخذها أردوغان لم يرضَ عنها الغرب سواء في قتل أو اعتقال معارضين اتهمهم بالمشاركة بالانقلاب من مواطنين وصحفيين و سياسيين ، وكشفه عن نيته في إعادة تنفيذ حكم الإعدام الذي ترفضه شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي بحسب مراقبين .

 

يذكر أنه الهجوم على البرلمان البريطاني وقع بالأمس بعد أن طعن مسلح أحد رجال الشرطة في محيط البرلمان ليترافق بإطلاق رصاص أدى لمقتل شخصين ، وقامت السلطات البريطانية باستجواب المنفذ واعترف بأنه ينتمي" للإرهاب المتطرف" ونفذت الشرطة حملة اعتقالات عقب الهجوم وأكدت رئيس الوزراء تيريزا ماي بأن " "جميع المحاولات التي تهدف إلى هزيمة قيمنا بالإرهاب ستبوء بالفشل".

 

وقبل الهجوم بساعات كان قد صرّح أردوغان بأن أن أي أوروبي قد لا يتمكّن من أن “يسير خطوة في الشارع بأمان” إذا بقي الاتحاد الأوروبي على موقفه الذي اعتبره معادياً لتركيا (منع إقامة تجمّعات مؤيدة له على أراضي عدة دول أوروبية).

 

فهل يكون أردوغان قد نفذ أولى عملياته "الإرهابية" في الداخل الأوروبي ليعلن عن حرب مفتوحة بواسطة عصابات متشددة تتغلغل بالمجتمعات الغربية لتتحول إلى قنابل موقوتة يفجرها في حال لم تنصاع الحكومات الأوروبية لما يطلبه في الترويج للتعديل الدستوري الذي يطمح به..؟! أم أن للأوروبيين رأي آخر سيعلن عنه في الوقت المناسب ومفاده بأن "أردوغان قد وقع في الفخ"؟!

  • فريق ماسة
  • 2017-03-23
  • 10595
  • من الأرشيف

هل تورّط أردوغان بالهجوم "الإرهابي" في لندن؟!

 لم تمضِ سوى بضع ساعات على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمواطنين الأوروبيين بأنهم لن يشعروا بالأمان بعد اليوم.. ليبدأ هجوم مسلح بمحيط البرلمان البريطاني أثار الرعب بين المواطنين ، ما جعل أردوغان متهماً بطريقة غير مباشرة بأنه يقف وراء هذا الهجوم كما ذكر محللون. "لن تسيروا بالشوارع بأمان" لم يطلق أردوغان هذا التهديد للأوروبيين عن عبث ، فقد أراد من خلاله أن يضع حداً للتصرفات الأوروبية ضد تركيا التي وكما قال " لن يسمح بهزها واللعب بشرفها " ، ما قد يوجه أصابع الاتهام نحو الرئيس التركي بأنه متورط بتنفيذ الهجوم على "العموم البريطاني" .   ورأى محللون بأن المتطرفين في القارة العجوز قد تلفوا إشارة أردوغان (كونه من الداعمين للإخوان المسلمين) بأن يستهدفوا ما استطاعوا بالداخل الأوروبي لزعزعة الأمن ونشر الإرهاب في كل بلد " أهان تركيا" ليس من منطق القوة، فنشر الذعر في أي منطقة لا يحتاج لقوة هائلة فيكفي لشخص واحد أن يثير البلبلة في أي مكان طالما يحمل سلاحاً ويطلق النار بين المدنيين، ووصف بعض الناشطين منفذي عملية الهجوم على البرلمان البريطاني بأنهم " ذئاب أردوغان وطالبوا أوروبا بملاحقة كل متورط معهم.   في المقابل نفى خبراء أن يكون أردوغان وراء ما حدث في لندن ، وتحدثوا عن أن تكون لعبة أوروبية لإدانة أردوغان – من خلال إثبات تورطه بالهجوم "فعلياً" بعد تهديده الكلامي بساعات.. ما قد يسقطه أمام الرأي العام الدولي والأوروبي تحديداً فتمنعه من إجراء الاستفتاء الدستوري على أراضي القارة بالمطلق بعد إعلان أكبر دولها عن رفضها لقيام أي تجمعات تدعم ما يريده الرئيس التركي وحكومته .   فما بين أردوغان وأوروبا عداء مخفي منذ سنوات لرفض الأخيرة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ما شكل طعنة غربية للشريك الاستراتيجي في المنطقة ، ليتحول بعد محاولة الانقلاب الفاشل تموز الماضي إلى عدو لدود لبعض القادة الغربيين بسبب عدة قرارات اتخذها أردوغان لم يرضَ عنها الغرب سواء في قتل أو اعتقال معارضين اتهمهم بالمشاركة بالانقلاب من مواطنين وصحفيين و سياسيين ، وكشفه عن نيته في إعادة تنفيذ حكم الإعدام الذي ترفضه شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي بحسب مراقبين .   يذكر أنه الهجوم على البرلمان البريطاني وقع بالأمس بعد أن طعن مسلح أحد رجال الشرطة في محيط البرلمان ليترافق بإطلاق رصاص أدى لمقتل شخصين ، وقامت السلطات البريطانية باستجواب المنفذ واعترف بأنه ينتمي" للإرهاب المتطرف" ونفذت الشرطة حملة اعتقالات عقب الهجوم وأكدت رئيس الوزراء تيريزا ماي بأن " "جميع المحاولات التي تهدف إلى هزيمة قيمنا بالإرهاب ستبوء بالفشل".   وقبل الهجوم بساعات كان قد صرّح أردوغان بأن أن أي أوروبي قد لا يتمكّن من أن “يسير خطوة في الشارع بأمان” إذا بقي الاتحاد الأوروبي على موقفه الذي اعتبره معادياً لتركيا (منع إقامة تجمّعات مؤيدة له على أراضي عدة دول أوروبية).   فهل يكون أردوغان قد نفذ أولى عملياته "الإرهابية" في الداخل الأوروبي ليعلن عن حرب مفتوحة بواسطة عصابات متشددة تتغلغل بالمجتمعات الغربية لتتحول إلى قنابل موقوتة يفجرها في حال لم تنصاع الحكومات الأوروبية لما يطلبه في الترويج للتعديل الدستوري الذي يطمح به..؟! أم أن للأوروبيين رأي آخر سيعلن عنه في الوقت المناسب ومفاده بأن "أردوغان قد وقع في الفخ"؟!

المصدر : وكالة أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة