يترقّب الأردن بقلق القرارات الآخذة بالتبلور بخصوص معركة الرقة المنتظَرة. يرفع منسوب القلق لدى المسؤولين الأردنيين، تزايد التقارير الواردة حول تصدي قوات حرس الحدود الأردنية لأفراد ومجموعات تتسلّل عبر الحدود السورية الى داخل الأراضي الأردنية. يتزامن الأمر مع معلومات عن اتفاق روسي - أميركي لانطلاق معركة الرقة الهادفة الى التغلّب على "داعش" في سوريا، بالتزامن مع الانتصارات التي يحقّقها الجيش العراقي والحشد الشعبي على التنظيم في بلاد الرافدين. يكمن القلق الأردني في احتمال تحوّل البلاد الى "ساحة بديلة" لداعش عن سوريا والعراق.

 

 قرار أميركي – روسي جدّي!

 

بدأ الأميركيون يعترفون، وراء الكواليس، بالخطر الداهم الذي بات يشكله داعش عليهم وعلى حلفائهم الأوروبيين. وعلى الرغم من أن تركيا - أدروغان لعبت دوراً مفصلياً في خلق الحالة الداعشية في سوريا والعراق المتاخمتين، إلا أن الدور "التقريري والتوجيهي" كان لواشنطن. وبالتالي، تقول مصادر متابعة إن "قرار مواجهة داعش اتخذه الأميركيون بالتنسيق مع الروس الأقوياء على الأرض في سوريا، وليس مع الأتراك".

توضح المصادر أن "الخطّة المرسومة لانطلاق المعركة ضد داعش في المستقبل القريب، تقضي بأن تفعل آلة الحرب الأميركية فعلها في الرقة"، تؤكد المصادر أن "الدخول الأميركي الى الرقة سيكون بصحبة الأكراد، كترجمة ميدانية للقاء أنطاليا العسكري الروسي – الأميركي الأول في عهد ترامب".

"الإصرار الأميركي على تحقيق إنجاز سريع تحتاجه إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، خصوصاً بعد فشل خططها للدخول على خط معارك الموصل وتلعفر في العراق، سيضع معركة الرقة على نار حامية" تقول المصادر، وتوضح أنه "بالتوازي مع الدخول الأميركي – الكردي الى الرقّة، سيعمل الجيش السوري وحليفه الروسي على جبهة دير الزور، كما سيعمل على إنهاء وضع جبهة القلمون والسلسلة الشرقية الراكدة وتعزيز الدفاعات في حمص، بهدف قطع طريق هروب داعش في هذا الاتجاه".

 

درعا ملجأ مثالي.. ماذا عن الأردن؟

 

الخطة المرسومة بعناية لخنق داعش من جميع الاتجاهات، لحظت فتح ممرات نحو درعا، حيث تتمتع جبهة النصرة بنفوذ وسلطان. تقول المصادر إن هذه الممرات "تهدف الى تجميع داعش والنصرة في حيّز جغرافي واحد، مع ما يعنيه ذلك من حروب متجدّدة بين فصيلين شكّلا الى وقت طويل "جناحَي الثورة" في سوريا".

بطبيعة الحال، يسعى تنظيم داعش الى البحث عن ساحة بديلة. يُدرك التنظيم أن ورقته قد سقطت، وبدأ يلمس حجم التخلي الدولي – الإقليمي عن خيار الاستفادة من تشغيله على الساحتين السورية والعراقية. تقترح المصادر أن يكون "الأردن ملاذاً ملائماً، حيث البيئة الحاضنة شعبياً ومعيشياً واقتصادياً".

تعزّز قوات حرس الحدود الأردنية من وجودها على طول الحدود الشمالية للمملكة. تتحدّث المصادر عن "خطط تضعها السلطات الأردنية تلحظ الاستعداد الدائم للتعامل مع احتمال توجّه موجات من المقاتلين الفارّين من معاقلهم باتجاه الاراضي الأردنية، بفعل المعارك الضارية المتوقعة".

وفي هذا السياق، تشكّل الحدود الأردنية الشمالية مع سوريا عبئاً كبيراً على الحكومة وأجهزتها الأمنية والعسكرية. العبء الكبير تعاني منه الحكومة التي لم تتوانَ يوماً في التواصل مع المجموعات المسلّحة المختلفة الولاءات والتنسيق معها تحت شعار "البراغماتية". هذه المرة، تقول المصادر إنه منذ حادثة إحراق الضابط معاذ الكساسبة "لمست الجهات المختصّة صعوبة التعامل مع فصائل مسلّحة متعدّدة الولاءات والانتماءات، ما لم تكن مساهمة في خلقِها وفبركتها".

 

هل تراهن عمّان على الرياض؟

في ظل ما تقدّم، لا يبدو أن الحكومة الأردنية تراهن كثيراً على دور للسعودية أو قطر في فرملة الاندفاعة الأميركية – الروسية صوب الرقة. تقول المصادر إن "الرياض والدوحة سلّمتا للقرار الأميركي حيال داعش"، وتضيف أن "السعودية قد تحاول تحريك بعض الأذرع المتبقية لها على الأرض في سوريا باتجاه جبهة حماه لكسر الستاتيكو القائم هناك بالتوازي مع تحرّك الجيش السوري وحلفائه في دير الزور، والأميركي مع الأكراد في الرقة".

على الرغم من ذلك، تكشف المصادر أن "عمّان تحاول إعادة بثّ الحرارة في خطوط التواصل مع دمشق من جديد"، فـ"محاولة السعوديين لعب ورقة النصرة مجدداً، قرأها الأميركيون جيّداً وأبلغوا السعوديين بأن واشنطن لا تريد لأية تطوارات جانبية أن تعيق نزولها الى الساحة السورية". في هذا السياق، تأتي الحملة الأميركية القائمة على تصفية المسؤولين المفصليين الكبار في جبهة النصرة والفصائل الأخرى المرتبطة بها على الجغرافيا السورية.

  • فريق ماسة
  • 2017-03-22
  • 12722
  • من الأرشيف

الأردن على أعتاب معركة الرقة: ماذا لو فرّت ’داعش’ الينا؟

يترقّب الأردن بقلق القرارات الآخذة بالتبلور بخصوص معركة الرقة المنتظَرة. يرفع منسوب القلق لدى المسؤولين الأردنيين، تزايد التقارير الواردة حول تصدي قوات حرس الحدود الأردنية لأفراد ومجموعات تتسلّل عبر الحدود السورية الى داخل الأراضي الأردنية. يتزامن الأمر مع معلومات عن اتفاق روسي - أميركي لانطلاق معركة الرقة الهادفة الى التغلّب على "داعش" في سوريا، بالتزامن مع الانتصارات التي يحقّقها الجيش العراقي والحشد الشعبي على التنظيم في بلاد الرافدين. يكمن القلق الأردني في احتمال تحوّل البلاد الى "ساحة بديلة" لداعش عن سوريا والعراق.    قرار أميركي – روسي جدّي!   بدأ الأميركيون يعترفون، وراء الكواليس، بالخطر الداهم الذي بات يشكله داعش عليهم وعلى حلفائهم الأوروبيين. وعلى الرغم من أن تركيا - أدروغان لعبت دوراً مفصلياً في خلق الحالة الداعشية في سوريا والعراق المتاخمتين، إلا أن الدور "التقريري والتوجيهي" كان لواشنطن. وبالتالي، تقول مصادر متابعة إن "قرار مواجهة داعش اتخذه الأميركيون بالتنسيق مع الروس الأقوياء على الأرض في سوريا، وليس مع الأتراك". توضح المصادر أن "الخطّة المرسومة لانطلاق المعركة ضد داعش في المستقبل القريب، تقضي بأن تفعل آلة الحرب الأميركية فعلها في الرقة"، تؤكد المصادر أن "الدخول الأميركي الى الرقة سيكون بصحبة الأكراد، كترجمة ميدانية للقاء أنطاليا العسكري الروسي – الأميركي الأول في عهد ترامب". "الإصرار الأميركي على تحقيق إنجاز سريع تحتاجه إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، خصوصاً بعد فشل خططها للدخول على خط معارك الموصل وتلعفر في العراق، سيضع معركة الرقة على نار حامية" تقول المصادر، وتوضح أنه "بالتوازي مع الدخول الأميركي – الكردي الى الرقّة، سيعمل الجيش السوري وحليفه الروسي على جبهة دير الزور، كما سيعمل على إنهاء وضع جبهة القلمون والسلسلة الشرقية الراكدة وتعزيز الدفاعات في حمص، بهدف قطع طريق هروب داعش في هذا الاتجاه".   درعا ملجأ مثالي.. ماذا عن الأردن؟   الخطة المرسومة بعناية لخنق داعش من جميع الاتجاهات، لحظت فتح ممرات نحو درعا، حيث تتمتع جبهة النصرة بنفوذ وسلطان. تقول المصادر إن هذه الممرات "تهدف الى تجميع داعش والنصرة في حيّز جغرافي واحد، مع ما يعنيه ذلك من حروب متجدّدة بين فصيلين شكّلا الى وقت طويل "جناحَي الثورة" في سوريا". بطبيعة الحال، يسعى تنظيم داعش الى البحث عن ساحة بديلة. يُدرك التنظيم أن ورقته قد سقطت، وبدأ يلمس حجم التخلي الدولي – الإقليمي عن خيار الاستفادة من تشغيله على الساحتين السورية والعراقية. تقترح المصادر أن يكون "الأردن ملاذاً ملائماً، حيث البيئة الحاضنة شعبياً ومعيشياً واقتصادياً". تعزّز قوات حرس الحدود الأردنية من وجودها على طول الحدود الشمالية للمملكة. تتحدّث المصادر عن "خطط تضعها السلطات الأردنية تلحظ الاستعداد الدائم للتعامل مع احتمال توجّه موجات من المقاتلين الفارّين من معاقلهم باتجاه الاراضي الأردنية، بفعل المعارك الضارية المتوقعة". وفي هذا السياق، تشكّل الحدود الأردنية الشمالية مع سوريا عبئاً كبيراً على الحكومة وأجهزتها الأمنية والعسكرية. العبء الكبير تعاني منه الحكومة التي لم تتوانَ يوماً في التواصل مع المجموعات المسلّحة المختلفة الولاءات والتنسيق معها تحت شعار "البراغماتية". هذه المرة، تقول المصادر إنه منذ حادثة إحراق الضابط معاذ الكساسبة "لمست الجهات المختصّة صعوبة التعامل مع فصائل مسلّحة متعدّدة الولاءات والانتماءات، ما لم تكن مساهمة في خلقِها وفبركتها".   هل تراهن عمّان على الرياض؟ في ظل ما تقدّم، لا يبدو أن الحكومة الأردنية تراهن كثيراً على دور للسعودية أو قطر في فرملة الاندفاعة الأميركية – الروسية صوب الرقة. تقول المصادر إن "الرياض والدوحة سلّمتا للقرار الأميركي حيال داعش"، وتضيف أن "السعودية قد تحاول تحريك بعض الأذرع المتبقية لها على الأرض في سوريا باتجاه جبهة حماه لكسر الستاتيكو القائم هناك بالتوازي مع تحرّك الجيش السوري وحلفائه في دير الزور، والأميركي مع الأكراد في الرقة". على الرغم من ذلك، تكشف المصادر أن "عمّان تحاول إعادة بثّ الحرارة في خطوط التواصل مع دمشق من جديد"، فـ"محاولة السعوديين لعب ورقة النصرة مجدداً، قرأها الأميركيون جيّداً وأبلغوا السعوديين بأن واشنطن لا تريد لأية تطوارات جانبية أن تعيق نزولها الى الساحة السورية". في هذا السياق، تأتي الحملة الأميركية القائمة على تصفية المسؤولين المفصليين الكبار في جبهة النصرة والفصائل الأخرى المرتبطة بها على الجغرافيا السورية.

المصدر : العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة