دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بمجرد ربط الارتفاع المتزايد لبورصة الإنجازات العسكرية والسياسية السورية، مع باقي المجريات في البلاد، يمكن حينها انجلاء الغيمة عن أسباب الدوافع الأساسية لِما يحدث من محاولات لقلب طاولة اتضح أنها من حديد،
لا تقلب ولا تكسر بسهولة، فمرورا بالأحداث القريبة، يحتم أن يكون الأمر محاولات فاشلة في العاصمة أو محيطها.
نعم ما حدث في دمشق يوم أمس الأحد ما هو بغريب بعد كل ما جرى، وما يمكن الجزم به وإثباته، هو التقارب الزمني بين تلك الأحداث القريبة. من تفجيرات إرهابية إلى غارات معادية، بعدها محاولة طعن العاصمة بخنجر في شرقها، ومرتبط مباشرة بالعدو الأساسي للدولة السورية.
فبعد نشر موقع قناة المنار لتفاصيل عن حقيقة ما جرى شرق دمشق، يوضح اليوم الأسباب المباشرة للأحداث وتفاصيلها، خلال لقاء خاص مع الدكتور حسن أحمد حسن الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي.
بالتدريج انطلاقا من القابون خزان الغوطة الشرقية..
“ثبت ما كان بالتحليل أن أصبح معلومة”، عبارة بدأها د. حسن عن أهمية القابون كنقطة انطلاق فهي تشكل الخزان الأساسي للغوطة الشرقية، ويوضح أن المصالحة في حي برزة سهلت الأمر كثيرا لتشكل ممراً للسلة الغذائية الواصلة إلى الغوطة الشرقية من خلال اتصال الحَيّين بشكل مباشر، وهذا اتضح جلياً من خلال اكتشاف شبكة أنفاق تتسع لسيارات، تصل بين القابون وعمق الغوطة الشرقية، هذا من ناحية، ومن أخرى يؤكد الخبير العسكري أن طبيعة الإرهابيين المرتبطين مع جبهة النصرة والمتواجدين في الحي، هم من أكثر المقاتلين تمرساً على الصعيد الإرهابي، كون تبعيتهم للنصرة وهي التنظيم الإرهابي الأقدم المتواجد على الأرض السورية منذ بدء الحرب على البلاد، ومن هذه النقاط التي ذكرها ينظر د. حسن إلى أهمية عملية القابون. شرقي العاصمة، وباستكمال العملية يتم تقييد الغوطة الشرقية ومحاصرتها بشكل كامل .
لماذا تحرك المسلحون في جوبر؟!
التواصل بين الأحياء الشرقية للعاصمة التي يشغلها المسلحون، يجري على مدار الساعة، ولم ينقطع أبداً، وما يأتي تحرك المسلحين في جوبر بهذه العملية المذكورة إلا من خلال تنسيق في الدرجة الأولى مع أقرانهم في القابون حسبما يوضح الخبير الاستراتيجي، متابعاً، أن التواصل يتم من خلال الأنفاق باعتبار الأرض باتت مكشوفة أما الجيش السوري، بعد قطع الطريق الواصلة من القابون إلى جوبر وهذا السبب الأول في التحرك لتخفيف الضغط عن خزان مسلحي الغوطة الشرقية.
وبغض النظر عن التسميات إلا أنها كلها تحمل الفكر التكفيري، والارتباط بينها يتم بشكل مباشر “لا خيطي” حيث تتوزع في مناطق عدة، ويبقى المشغل الأساسي هو المايسترو الصهيوأمريكي، وكل خدماتهم موجهة له.
كما أن دلالات التوقيت والجهة المنفذة للعملية تعطي نتيجة واحدة لدى فهم الأحداث، فما حدث بالأمس في دمشق، كان مخططاً له أن يكون زلزالاً موازياً للزلزال الذي ضرب الكيان الصهيوني، حيث يتابع حسن الحديث عن أهم سبب دفع مسلحي جوبر للتحرك فيما يعتبر خنجراً في خاصرة العاصمة يحرك متى أراد الكيان.
بين استراتيجي وتكتيكي وعملياتي تقسم أهداف خرق مسلحي جوبر..
بالعود إلى الغارة الفاشلة التي شنها الكيان الصهيوني على سورية، والتصدي لها من خلال دفاعات سورية، القرار بالرد المباشر، إسقاط الطائرة، اضطرار جنرالات العدو للاعتراف بالفشل في هذه العملية، إضافة لتفاصيل أخرى من وصول صواريخ سورية إلى عمق الكيان في فلسطين المحتلة، صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة والأمر بالنزول إلى الملاجئ، كل هذا خلق زلزالاً في قلب الكيان، وهنا كان لا بد من الرد على دمشق بزلزال مماثل.
وصل الأمر من قادة تل أبيب إلى مسلحي جوبر للتحرك إلى قلب العاصمة بحجة تخفيف الضغط عن القابون، فاستماتوا للوصول إلى ساحة العباسيين ولكنهم فشلوا، ولو أنهم نجحوا بذلك كما كان مخططاً له، لتمكنوا من قلب المعادلة في الصراع وقواعد الاشتباك، داخليا وحتى على الصعيد الإقليمي كما يؤكد الدكتور حسن. وهنا كان برأيه أن غرض الكيان من خلال الأخبار التي تم ضخها على وسائل إعلام مختلفة، كان لفت النظر عن الغارة الفاشلة وما جرى في المواجهة المباشرة بين الجيش السوري والعدو المباشر له في الكيان، ولينسى الناس أمر وصول صاروخ سوري إلى سماء القدس، هذا الهدف الاستراتيجي.
أما الهدف الاستراتيجي من العملية، يأتي في تصدير صورة عن قدرة هذه المجاميع الارهابية المسلحة على الفعل والتأثير وليس في أي منطقة إنما في قلب العاصمة دمشق.
تكتيكياً يأتي الهدف من العملية، ضمان استمرار التواصل الجغرافي بين المسلحين في كل من القابون وجوبر بالتالي نحو الغوطة الشرقية. إضافة إلى نيتهم في تحقيق إنجاز بغرض استثماره لاحقا في جنيف5 إذا ما حصل.
ربط في قلب القضية وليس على الهامش..
فشل في إرباك الشارع الدمشقي بالتفجيرات الإرهابية التي حصلت داخل القصر العدلي وبأحد مطاعم دمشق، تلاه مباشرة غارة إسرائيلية فاشلة على سورية لم يعلن عن تحقيق أهداف واضحة لها، أتى بعدها مباشرة تحريك المسلحين في جوبر على الأرض وفي الغوطة الشرقية للتصعيد بهدف ضرب التوأمة بين الجيش والشعب بعد ما فشل الكيان في تحقيق أهدافه. حيث يتابع د. حسن “يوجد تكامل في الأهداف بين المسلحين والمشغل الصهيوني، وتنسيق مهام وتوزيع أدوار” وهذا ما هو واضح من تسلسل لم يأت مصادفة على الإطلاق.
حرب نفسية ومكنة إعلامية متزامنة..
في محاولة لإنجاح التحرك التكفيري باتجاه دمشق، كان لا بد من دعمه إعلامياً ونفسياً، حيث شهدت العاصمة إطلاق القذائف الصاروخية بشكل عشوائي على أحياء من العاصمة، إضافة إلى الطلقات المتفجرة، مترافقاً هذا بكمية من ضخ إعلامي وإشاعات غير مسبوقة، كلها تديرها إسرائيل كما يقول الخبير الاستراتيجي حسن. حيث يوجد غرفة عمليات واحدة تدير جميع المحطات والوسائل التي عملت على ضخ الأخبار يوم أمس وهذا ليس في عمية جوبر إنما في جميع الأحداث المشابهة والغرض منه السيطرة على الفكر والعامل النفسي للمواطنين، ولكنهم فشلوا كما في كل مرة.
إذاً مما سبق تكون النتيجة كسابقاتها من المحاولات الفاشلة لاختراق ما هو محرم، فالعاصمة ليست خط أحمر فحسب إنما هي كيان مدرع بالجيش السوري، وهذا يعطي نتيجة أهم أن ما يلي القابون بعد الحسم فيها، هو استمرار عمليات الجيش في قلب الغوطة الشرقية. وفي باقي المناطق من سورية بشكل متتالٍ أو متزامن حسبما ترتئيه القيادة في سورية.
المصدر :
خليل موسى موسى – المنار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة