يصل الرئيس التركي رجب أردوغان إلى موسكو وقد تغيّرت مهمته، من التحريض على إيران وتبرير تراجعه عن روزنامة والتزامات أستانة وطلب إمهاله ريثما تتبلور المواقف الأميركية، والدعوة لتفضيله على الإيرانيين في المعاملة الروسية، فصار في وضعية الضعيف، بعدما ظن أنه في وضعية القوي. فقد تغير كل شيء من بوابة منبج وصارأردوغان الخاسر الأول، بعدما دفع أكلاف التصادم مع داعش في الباب واشترى عداوة التنظيم الذي رعاه، كل ذلك أملاً بكسب ودّ الأميركيين لتسليمه رأس الأكراد، وكانت النتيجة ما يصفه الأتراك بتفضيل الأميركيين للجيش السوري على الجيش التركي الحليف، وقبوله أن يدخل منبج بدلاً منه، لما هو أبعد من مراضاة ألأكراد بل التمهيد لحرب الرقة، التي صار الجيش السوري القوة الوحيدة القادرة على خوضها، والحاضرة في جبهاتها الثلاث من جهة تدمر وتادف ودير الزور، وكل ذلك برعاية موسكو وعلمها.

 

 

– سيواجه أردوغان في موسكو تأنيباً لخيانته للتفاهمات، من دخوله مدينة الباب إلى تراجعه عن تعهّدات استانة وعرقلته مفاوضات جنيف، وافتعاله التصعيد مع الشريك الإيراني في عملية أستانة لتبرير الخروج منها، لكن بعد التأنيب سيقول الروس إن بمستطاع مَن يرغب بانتظار الموقف الأميركي أن ينتظرهم وحده، لكن التطورات لن تنتظره، وأن موسكو لن تستخدم العلاقات الاقتصادية للضغط على تركيا وستفصلها عن المسار السياسي ويعود لتركيا ىأن تختار بين الانتظار أو الانضمام لعملية سياسية بسقف روسي بسرعة ووضوح، وإلا فإن روسيا ذاهبة للالتزام بمسار حسم عسكري شبيه بحلب أي بسقف إيراني، وأن القضية ببساطة تتوقف على وجود شريك سياسي عسكري سوري من صفوف المعارضة قادر على تغطية المشاركة بحكومة في ظلّ الرئيس السوري وبالحرب على داعش والنصرة، فتحجز بهما تركيا دورها، وإلا حرب في إدلب وجنوب سورية تنهي هذه الجماعات المسلحة مع النصرة، وبعدها حرب على داعش بالتعاون مع الأميركيين والأكراد حليفهم المفضل، ولا مكان للأتراك فيها، وعملية سياسية تقتصر على مَن حضر من منصة الرياض مع منصتي موسكو والقاهرة.

 

– الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني الذي يصل إلى موسكو بعد أردوغان، كانت مهمته الدعوة للضغط على تركيا التي تتلاعب بالمواقف ليجد هذه المرة أنه بغنى عن هذا الطلب فقد حصل ما يريد، وأن موسكو ستطرح جدول تعاون في سورية عنوانه الاستعداد لإبقاء الميدان ساخناً صانعاً للمفاجآت كما كان يطلب الإيرانيون دائماً، فلولا تقدم الجيش السوري في تدمر وشمال سورية لما كان التغيّر في منبج ومنه التبدل التركي، وربما الأميركي، وأن السقف السياسي الروسي يحمي فرص التسوية والسقف العسكري الإيراني ينتج هذه الفرص، ولذلك فإن موسكو باتت مقتنعة بالسير بهما معاً، وأن الكلام الأميركي التصعيدي لا يتعدّى الحروب الإعلامية، بدليل ما يجري في منبج والموقف الأميركي العملي من انتشار الجيش السوري، وما سيجري في معارك الرقة، أسوة بما جرى في التغاضي الأميركي عن دور الحشد الشعبي في العراق رغم الكلام الكثير، وبما جرى مع السفينة الأميركية «يو اس أس» في مواجهة الزوارق الإيرانية قرب مضيق هرمز عكس الكلام الإعلامي كله.

 

– موسكو واثقة من تغييرات نوعية في المشهد السوري هذا العام.

  • فريق ماسة
  • 2017-03-06
  • 5947
  • من الأرشيف

موسكو لأردوغان: تسوية بسقف روسي أو حسم بسقف إيراني

يصل الرئيس التركي رجب أردوغان إلى موسكو وقد تغيّرت مهمته، من التحريض على إيران وتبرير تراجعه عن روزنامة والتزامات أستانة وطلب إمهاله ريثما تتبلور المواقف الأميركية، والدعوة لتفضيله على الإيرانيين في المعاملة الروسية، فصار في وضعية الضعيف، بعدما ظن أنه في وضعية القوي. فقد تغير كل شيء من بوابة منبج وصارأردوغان الخاسر الأول، بعدما دفع أكلاف التصادم مع داعش في الباب واشترى عداوة التنظيم الذي رعاه، كل ذلك أملاً بكسب ودّ الأميركيين لتسليمه رأس الأكراد، وكانت النتيجة ما يصفه الأتراك بتفضيل الأميركيين للجيش السوري على الجيش التركي الحليف، وقبوله أن يدخل منبج بدلاً منه، لما هو أبعد من مراضاة ألأكراد بل التمهيد لحرب الرقة، التي صار الجيش السوري القوة الوحيدة القادرة على خوضها، والحاضرة في جبهاتها الثلاث من جهة تدمر وتادف ودير الزور، وكل ذلك برعاية موسكو وعلمها.     – سيواجه أردوغان في موسكو تأنيباً لخيانته للتفاهمات، من دخوله مدينة الباب إلى تراجعه عن تعهّدات استانة وعرقلته مفاوضات جنيف، وافتعاله التصعيد مع الشريك الإيراني في عملية أستانة لتبرير الخروج منها، لكن بعد التأنيب سيقول الروس إن بمستطاع مَن يرغب بانتظار الموقف الأميركي أن ينتظرهم وحده، لكن التطورات لن تنتظره، وأن موسكو لن تستخدم العلاقات الاقتصادية للضغط على تركيا وستفصلها عن المسار السياسي ويعود لتركيا ىأن تختار بين الانتظار أو الانضمام لعملية سياسية بسقف روسي بسرعة ووضوح، وإلا فإن روسيا ذاهبة للالتزام بمسار حسم عسكري شبيه بحلب أي بسقف إيراني، وأن القضية ببساطة تتوقف على وجود شريك سياسي عسكري سوري من صفوف المعارضة قادر على تغطية المشاركة بحكومة في ظلّ الرئيس السوري وبالحرب على داعش والنصرة، فتحجز بهما تركيا دورها، وإلا حرب في إدلب وجنوب سورية تنهي هذه الجماعات المسلحة مع النصرة، وبعدها حرب على داعش بالتعاون مع الأميركيين والأكراد حليفهم المفضل، ولا مكان للأتراك فيها، وعملية سياسية تقتصر على مَن حضر من منصة الرياض مع منصتي موسكو والقاهرة.   – الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني الذي يصل إلى موسكو بعد أردوغان، كانت مهمته الدعوة للضغط على تركيا التي تتلاعب بالمواقف ليجد هذه المرة أنه بغنى عن هذا الطلب فقد حصل ما يريد، وأن موسكو ستطرح جدول تعاون في سورية عنوانه الاستعداد لإبقاء الميدان ساخناً صانعاً للمفاجآت كما كان يطلب الإيرانيون دائماً، فلولا تقدم الجيش السوري في تدمر وشمال سورية لما كان التغيّر في منبج ومنه التبدل التركي، وربما الأميركي، وأن السقف السياسي الروسي يحمي فرص التسوية والسقف العسكري الإيراني ينتج هذه الفرص، ولذلك فإن موسكو باتت مقتنعة بالسير بهما معاً، وأن الكلام الأميركي التصعيدي لا يتعدّى الحروب الإعلامية، بدليل ما يجري في منبج والموقف الأميركي العملي من انتشار الجيش السوري، وما سيجري في معارك الرقة، أسوة بما جرى في التغاضي الأميركي عن دور الحشد الشعبي في العراق رغم الكلام الكثير، وبما جرى مع السفينة الأميركية «يو اس أس» في مواجهة الزوارق الإيرانية قرب مضيق هرمز عكس الكلام الإعلامي كله.   – موسكو واثقة من تغييرات نوعية في المشهد السوري هذا العام.

المصدر : ناصر قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة