يعاني تنظيم "داعش" من نقص كبير في الموارد، فضلا عن خسارة القيادات التاريخية في التنظيم، يضاف إليها الخسائر الميدانية المتلاحقة على امتداد العراق وآخرها في الموصل، المعقل الرئيس لقيادته.

 

 ما يضع التنظيم الارهابي أمام أكبر الأزمات التي تواجهه منذ نشأته وعلى رأسها الافلاس المالي وضيق المساحة الجغرافية التي كان يتمدد عليها.

 

وقد خسر التنظيم غالبية أعضاء مجلس الشورى لديه والذين لا يتجاوز عددهم بالاصل، عدد أصابع اليدين وكان آخر من قتل من مجلس الشورى المسؤول المالي العام أبو أنس العراقي.

 

 

بوادر الافلاس

 ويعتبر أحمد السبعاوي الملقب "أبو انس العراقي" من أفراد القيادة التاريخية لتنظيم "داعش"، وكان يشغل منصب المسؤول المالي العام لما يسمى "دولة الخلافة" إضافة الى عضوية مجلس الشورى. وقد أثار مقتله الكثير من الشكوك في البيئة الداخلية للتنظيم الذي كان يعتبر أغنى التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا، كما طرح الكثير من الأسئلة بين عناصر داعش حول الافلاس المالي الذي يعاني منه التنظيم وكيف أن غياب العراقي سوف يزيد الأزمة المالية التي يعاني منها "داعش". وتشير مصادر سورية عليمة بأوضاع التنظيم الارهابي الى أن "داعش" "تلقى ضربة قوية بمقتل أبو أنس العراقي الذي أغلق بوجه "داعش" كل احتمالات تحسين جباية الأموال وذلك لعدم وجود من يحلّ مكانه للقيام بهذه المهمة".

ويبدو أن "داعش" يعوّل على وجوده في سوريا للحصول على إيرادات تعيد الثقة لمقاتليه بعدما أصبح متيقنا من فقدان الموصل وبالتالي العودة الى الصحراء في العراق.

ولهذه الأسباب تعتبر معركة دير الزور معركة حياة أو موت بالنسبة للتنظيم المتطرف الذي يسمي محافظة دير الزور ولاية الخير فهي تؤمن له الغذاء والنفط. كما تؤمن له طريق التهريب، هذا اضافة الى وجود تدمر وآثارها تحت سيطرته ومع معرفته بأهمية تجارة الآثار وطرق تهريبها عبر تركيا الى الغرب. وتعتقد قيادة "داعش" أن الآثار تشكل مورداً هاماً للدخل يجب العمل عليه بكل السبل".

 

قيادات بديلة

 

وتفيد المعلومات أن مقتل القيادات الكبرى في "داعش" خلال العام الماضي وغالبيتهم من "مجلس شورى التنظيم" ومعرفة البغدادي بقرب نهاية سيطرته على الموصل جعله يعتمد على قيادات الصف الثاني أو القيادات الميدانية الأقل خبرة بشؤون إدارة تناقضات الفصائل والجماعات المكوّنة لـ "داعش".

لذلك فان "داعش" الذي يبدو في حالة من الضياع، يبحث عن ملجأ له بعد العراق، وهذا ما يفسّر استماتة قواته بالدفاع عن مدينة الباب شرقي حلب، كخط دفاع متقدم عن معقله في مدينة الرقة، كما يفسر تكرار هجامته في دير الزور وحجم القوات المستخدمة في المدينة والتي جلب إليها قوات النخبة التي يطلق عليها التنظيم اسم "قوة الولاء"، وقد نقل داعش هذه القوة على دفعات من العراق مستخدماً طريق سنجار الحسكة ومن بعدها الطرق الصحراوية نحو الرقة فتدمر ودير الزور. وتشير معلومات من مصادر في الحشد الشعبي العراقي خاصة بـ"موقع العهد الاخباري" انه "بالفعل لم تعد الكثافة العددية لداعش في الموصل كما كانت قبل اسابيع، فضلا عن توقف كتائب التنظيم التي تتولى الخطوط الأمامية لمعركة الموصل مثل كتيبة سلمان الفارسي وكتيبة الطبقة وهذه الكتيبة خاصة بالانغماسيين، كما توقف داعش عن استخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة، ما يشير الى نقص في هذا العتاد لدى داعش في الموصل، وقد تكون الانسحابات نحو سوريا احد اسبابه"، وتضيف مصادر الحشد الشعبي العراقي ان "قتال داعش في الآونة الاخيرة اقتصر على سلاح الاشتباك المباشر بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ( آر بي جي) فضلاً عن السيارات المفخخة التي بدأت وتيرتها تخف بعدما بلغت ذروتها في بداية التقدم الذي باشرت به القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي نحو الساحل الايسر للموصل".

 وتقول المصادر عينها إن "تنظيم داعش الإرهابي يعتمد في الموصل حاليا على العنصر المحلي العراقي، بينما تم سحب الجسم المهاجر الى سوريا، وقد أثر انسحاب الاجانب على العناصر المحلية التي غادر الكثير منها أرض المعركة بسبب يأسهم من إمكانية القتال والصمود في الموصل فهؤلاء ليس لديهم خبرات كثيرة، كما أن لديهم عوائل تشكل حالة ضغط نفسي وميداني عليهم".

وتقول المصادر العراقية إن "هناك أسبابا أخرى لتراجع قدرة داعش في العراق، منها أن أغلبية أمراء العسكر من الأجانب، الذين أدى سحبهم الفجائي الى "تحلل" مجموعات عسكرية بأكملها، ولم يتمكن العنصر المحلي من ملء الفراغ الذي تركه المهاجر، فيما تتزايد الشكوك لدى ما تبقى من مسلحي داعش في الموصل بسبب غياب البغدادي عن الظهور ولو بتسجيل صوتي، حيث يعود آخر تسجيل صوتي له إلى بداية معركة الموصل والذي كان بمثابة خطاب وداع اكثر من اي شيء آخر".

  • فريق ماسة
  • 2017-01-31
  • 14788
  • من الأرشيف

افلاس ''داعش'': موسم العودة الى سورية .. مهزوماً

يعاني تنظيم "داعش" من نقص كبير في الموارد، فضلا عن خسارة القيادات التاريخية في التنظيم، يضاف إليها الخسائر الميدانية المتلاحقة على امتداد العراق وآخرها في الموصل، المعقل الرئيس لقيادته.    ما يضع التنظيم الارهابي أمام أكبر الأزمات التي تواجهه منذ نشأته وعلى رأسها الافلاس المالي وضيق المساحة الجغرافية التي كان يتمدد عليها.   وقد خسر التنظيم غالبية أعضاء مجلس الشورى لديه والذين لا يتجاوز عددهم بالاصل، عدد أصابع اليدين وكان آخر من قتل من مجلس الشورى المسؤول المالي العام أبو أنس العراقي.     بوادر الافلاس  ويعتبر أحمد السبعاوي الملقب "أبو انس العراقي" من أفراد القيادة التاريخية لتنظيم "داعش"، وكان يشغل منصب المسؤول المالي العام لما يسمى "دولة الخلافة" إضافة الى عضوية مجلس الشورى. وقد أثار مقتله الكثير من الشكوك في البيئة الداخلية للتنظيم الذي كان يعتبر أغنى التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا، كما طرح الكثير من الأسئلة بين عناصر داعش حول الافلاس المالي الذي يعاني منه التنظيم وكيف أن غياب العراقي سوف يزيد الأزمة المالية التي يعاني منها "داعش". وتشير مصادر سورية عليمة بأوضاع التنظيم الارهابي الى أن "داعش" "تلقى ضربة قوية بمقتل أبو أنس العراقي الذي أغلق بوجه "داعش" كل احتمالات تحسين جباية الأموال وذلك لعدم وجود من يحلّ مكانه للقيام بهذه المهمة". ويبدو أن "داعش" يعوّل على وجوده في سوريا للحصول على إيرادات تعيد الثقة لمقاتليه بعدما أصبح متيقنا من فقدان الموصل وبالتالي العودة الى الصحراء في العراق. ولهذه الأسباب تعتبر معركة دير الزور معركة حياة أو موت بالنسبة للتنظيم المتطرف الذي يسمي محافظة دير الزور ولاية الخير فهي تؤمن له الغذاء والنفط. كما تؤمن له طريق التهريب، هذا اضافة الى وجود تدمر وآثارها تحت سيطرته ومع معرفته بأهمية تجارة الآثار وطرق تهريبها عبر تركيا الى الغرب. وتعتقد قيادة "داعش" أن الآثار تشكل مورداً هاماً للدخل يجب العمل عليه بكل السبل".   قيادات بديلة   وتفيد المعلومات أن مقتل القيادات الكبرى في "داعش" خلال العام الماضي وغالبيتهم من "مجلس شورى التنظيم" ومعرفة البغدادي بقرب نهاية سيطرته على الموصل جعله يعتمد على قيادات الصف الثاني أو القيادات الميدانية الأقل خبرة بشؤون إدارة تناقضات الفصائل والجماعات المكوّنة لـ "داعش". لذلك فان "داعش" الذي يبدو في حالة من الضياع، يبحث عن ملجأ له بعد العراق، وهذا ما يفسّر استماتة قواته بالدفاع عن مدينة الباب شرقي حلب، كخط دفاع متقدم عن معقله في مدينة الرقة، كما يفسر تكرار هجامته في دير الزور وحجم القوات المستخدمة في المدينة والتي جلب إليها قوات النخبة التي يطلق عليها التنظيم اسم "قوة الولاء"، وقد نقل داعش هذه القوة على دفعات من العراق مستخدماً طريق سنجار الحسكة ومن بعدها الطرق الصحراوية نحو الرقة فتدمر ودير الزور. وتشير معلومات من مصادر في الحشد الشعبي العراقي خاصة بـ"موقع العهد الاخباري" انه "بالفعل لم تعد الكثافة العددية لداعش في الموصل كما كانت قبل اسابيع، فضلا عن توقف كتائب التنظيم التي تتولى الخطوط الأمامية لمعركة الموصل مثل كتيبة سلمان الفارسي وكتيبة الطبقة وهذه الكتيبة خاصة بالانغماسيين، كما توقف داعش عن استخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة، ما يشير الى نقص في هذا العتاد لدى داعش في الموصل، وقد تكون الانسحابات نحو سوريا احد اسبابه"، وتضيف مصادر الحشد الشعبي العراقي ان "قتال داعش في الآونة الاخيرة اقتصر على سلاح الاشتباك المباشر بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ( آر بي جي) فضلاً عن السيارات المفخخة التي بدأت وتيرتها تخف بعدما بلغت ذروتها في بداية التقدم الذي باشرت به القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي نحو الساحل الايسر للموصل".  وتقول المصادر عينها إن "تنظيم داعش الإرهابي يعتمد في الموصل حاليا على العنصر المحلي العراقي، بينما تم سحب الجسم المهاجر الى سوريا، وقد أثر انسحاب الاجانب على العناصر المحلية التي غادر الكثير منها أرض المعركة بسبب يأسهم من إمكانية القتال والصمود في الموصل فهؤلاء ليس لديهم خبرات كثيرة، كما أن لديهم عوائل تشكل حالة ضغط نفسي وميداني عليهم". وتقول المصادر العراقية إن "هناك أسبابا أخرى لتراجع قدرة داعش في العراق، منها أن أغلبية أمراء العسكر من الأجانب، الذين أدى سحبهم الفجائي الى "تحلل" مجموعات عسكرية بأكملها، ولم يتمكن العنصر المحلي من ملء الفراغ الذي تركه المهاجر، فيما تتزايد الشكوك لدى ما تبقى من مسلحي داعش في الموصل بسبب غياب البغدادي عن الظهور ولو بتسجيل صوتي، حيث يعود آخر تسجيل صوتي له إلى بداية معركة الموصل والذي كان بمثابة خطاب وداع اكثر من اي شيء آخر".

المصدر : العهد / نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة