دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
من تحت الأنقاض والخراب تحاول شركة بردى العودة للحياة بهمة وإصرار ما تبقى من عمالتها القليلة، فالشركة التي تأسست منذ سبعينيات القرن الماضي والتي لا يكاد يخلو بيت من منتجاتها (البرادات – الأفران – الغسالات) ذات المواصفات الجيدة تراجعت خلال السنوات الماضية وأصبحت خسارتها بملايين الليرات، ودمرت بالكامل مع بداية الأزمة بحكم موقعها الكائن في منطقة السبينة، حيث سُرقت آلاتها ومعداتها في صالات الإنتاج والآليات في المرآب، والمواد نصف مصنعة والأولية والجاهزة في مستودعات الشركة ما أدى إلى توقف العمل في الشركة بشكل نهائي، ليكون هذا هو السبب الذي تعزو إليه الشركة نقل عمالها لشركات أخرى.
ورغم ما تعرضت له الشركة من اعتداءات إرهابية وغيرها من الصعوبات تسعى حالياً بجهود وهمة 197 عاملاً إعادة الألق لمنتج عريق لطالما كانت الصناعة السورية تتغنى به عبر عقود طويلة مضت، حيث أنتجت الشركة خلال عام 2016 /550/ براداً قياس 16 قدماً تم بيعها في الأسواق السورية و لاقت استحساناً وقبولاً من الأخوة المواطنين بسبب جودتها وأسعارها المقبولة، وحققت عائدية مادية للشركة مقدارها عشرة ملايين ليرة سورية.
كما أنتجت الشركة ستين ألف سطل بلاستيك لصالح شركة أمية حقق عائدية للشركة بلغت /4500000/ ل.س، و براد 16 قدماً بابين والذي أصبح متوفراً في صالاتنا ومنها الفردوس وبمبلغ /149700/ ل.س للبراد الواحد وهذا المنتج الجديد يتمتع بجودة عالية وبسعر منافس وكفالة لمدة عام.
واليوم عمال الشركة يتخوفون من مساعي لتصفية الشركة وذلك من خلال طرح دمجها مع شركة سيرونكس...
رئيس اللجنة النقابية في الشركة الرفيق معين بدران أكد أنه تم تشكيل لجنة لدراسة دمج شركة بردى مع شركة سيرونكس، وهذا أثار قلق العمال وتخوفهم من الموضوع مؤكداً أنه في حال تمت عملية الدمج فإن القسم الأكبر منهم سيقدم استقالته لصعوبة الوصول إلى موقع شركة سيرونكس، وتساءل بدران عن الهدف الذي ترجوه وزارة الصناعة والشركة الهندسية من عملية الدمج، ولاسيما أن الدمج يجب يكون بين شركة رابحة مثلاً وأخرى خاسرة بهدف النهوض بالشركة الخاسرة ودعمها وهذا الشيء غير متوفر بفكرة الدمج المطروحة من الشركة الهندسية إذ إن كلاً من شركتي سيرونكس وبردى تعاني من مشاكل وصعوبات وديون كبيرة فما هو المبرر لهذا الدمج؟؟
كما طلب بدران من المؤسسة الهندسية أن يكون لها دور بناء في دعم الشركة مادياً ومعنوياً في الظروف الحالية التي تتعرض لها الشركة، قائلاً: أصبحنا اليوم في حيرة من أمرنا فتارة يسوق لنا التشاركية بإرسال بعض المستثمرين وتارة بتسويق فكرة دمج مع شركة سيرونكس وتارة لاقتطاع أجزاء من معمل القوالب لإعطائه لبعض المستثمرين في الوقت الذي ينصب جل اهتمامنا على إنتاج البرادات والتواجد الضروري لنا في الأسواق حتى إنتاج القطاع العام يبقى متواجداً وجاهزاً وبقوة كما كنا قبل الأزمة وبأيدي عماله الذين بقوا صامدين وراء آلاتهم والمصرين على الحضور إلى أماكن العمل رغم البعد ورغم كل الظروف وعلى نفقتهم الخاصة وإنجاز كل الأعمال المطلوبة منهم .
إيمان مقدم مديرة المؤسسة العامة للصناعات الهندسية، نفت بدورها هذا الأمر مشيرة إلى أن موضوع الدمج هو مجرد فكرة تخضع للدراسة حالياً لمعرفة نقاط القوة والضعف في كل من شركتي بردى وسيرونكس، وفي حال كان هناك جدوى من هذه العملية سيتم تنفيذها،أما إن لم يكن هناك فائدة اقتصادية من هذه العملية فسيتم إلغاؤها فوراً، وأضافت مقدم أنه تم تشكيل لجنة مختصة لدراسة هذا الموضوع بكل أبعاده.
والسؤال المطروح هنا هل فعلاً عودة بردى المأمولة إلى السوق كمنافس أزعج بعض الجهات ذات المصالح الخاصة نظراً لانتشار صناعة البرادات والأدوات المنزلية من قبل القطاع الخاص بشكل كبير وبأسعار خيالية، ولاسيما أن قدرتها على المنافسة كبيرة فيما لو توافر لها الدعم اللازم والسيولة الكافية في ظل اعتمادها الكبير على موارد محلية وبعيداً عن الاستيراد الذي يستنزف القطع الأجنبي.
المصدر :
كفاح العمال الاشتراكي/ هبا نصر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة