دونالد ترامب مسكون بالمهاجرين ومنعهم من دخول بلاده، والمسلمين منهم خاصة، وكان اول مرسوم وقعه هو المضي قدما في بناء الجدار العازل مع المكسيك، ومنع مواطنين من سبع دول إسلامية، معظمها عربية، واعتبر ان أوروبا ارتكبت خطأ جسيما بقبولها الملايين من السوريين.

الدول التي جرى منع اصدار أي تأشيرات دخول لمواطنيها بحجة تشكيلها تهديدا إرهابيا، هي العراق وسوريا والسودان وليبيا والصومال وايران، وهذا ليس غريبا على رجل تعمد استخدام تعبير “الإرهاب الإسلامي المتطرف” في خطاب تنصيبه يوم العشرين من شهر كانون الثاني (يناير) الحالي، وتعهد بمحو “الدولة الإسلامية” من على وجه الكرة الأرضية، وجمد اتفاقا للحكومة السابقة باستقبال لاجئين سوريين.

هذه السياسات هي التي ستحول أمريكا الى “مغناطيس″ لجذب العمليات الإرهابية ضدها، وزيادة كراهية المسلمين، وربما العالم بأسره لها، أي انها ستعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تهديد امن أمريكا ومواطنيها في الداخل والعالم بأسره.

اظهار كل هذا العداء والحقد والكراهية للاسلام والمسلمين يخدم “الدولة الإسلامية”، وتنظيم “القاعدة”، ويسهل عمليات تجنيدها للآلاف من الشبان المسلمين الغاضبين، وتحويلهم الى قنابل بشرية، لانه أي هذا العداء، يشكل تبنيا لأدبيات ورواية هاتين المنظمتين الارهابيتين، كما انه يناقض كل المباديء والقيم الامريكية التي ترفعها الإدارات الامريكية وتوجد في الدستور، وتتحدث عن العدالة والمساواة والحريات.

المؤلم انه بينما تلتزم معظم الحكومات العربية والإسلامية الصمت التام تجاه نزعات الكراهية هذه لادارة ترامب، يخرج علينا الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو بموقف رجولي ردا على مرسوم ترامب القاضي بالبدء في بناء الجدار على حدود بلاده مع أمريكا التي تزيد عن 3200 كيلومتر، ومن المحتمل ان تصل تكاليفه من 27 – 40 مليار دولار، ليقول في بيان مقتضب انه “يدين هذا الموقف العنصري، ويرفض رفضا كاملا دفع دولار واحد لتمويل بنائه، ويتعهد بحماية ملايين المواطنين المكسيكيين في أمريكا”.

الرئيس المكسيكي الذي يتعرض لضغوط شديدة من المعارضة لالغاء زيارة مقررة له الى واشنطن يوم 31 يناير الحالي للقاء ترامب، قال انه ينتظر عودة وفد يتواجد حاليا في العاصمة الامريكية يضم وزيري الخارجية والاقتصاد، ليقرر بعدها ما اذا كان سيمضي قدما بتلبية دعوة الزيارة ام يلغيها، وهناك من يرجح الإلغاء.

هذه هي الدول التي تحترم نفسها، وهؤلاء هم الزعماء الذين يحافظون على كرامة شعوبهم، وينتفضون لحماية مصالحهم، على عكس زعمائنا العرب والمسلمين، الذين بدأ بعضهم التزلف لترامب وادارته والتذلل له، وعرض خدماتهم لتلبية طلباته وتنفيذ أوامره، طلبا للرضا والغفران.

لهذه الاسباب لا تتدخل أمريكا عسكريا الا في دولنا من اجل تفتيتها جغرافيا وديمغرافيا، وبذر بذور الفتن الطائفية فيها، وتجد الأدوات التي تنفذ.

  • فريق ماسة
  • 2017-01-26
  • 17085
  • من الأرشيف

ترامب منع مواطني سبع دول إسلامية من دخول أمريكا والعرب صامتون..ليت العرب يتعلمون الرجولة من الرئيس المكسيكي

دونالد ترامب مسكون بالمهاجرين ومنعهم من دخول بلاده، والمسلمين منهم خاصة، وكان اول مرسوم وقعه هو المضي قدما في بناء الجدار العازل مع المكسيك، ومنع مواطنين من سبع دول إسلامية، معظمها عربية، واعتبر ان أوروبا ارتكبت خطأ جسيما بقبولها الملايين من السوريين. الدول التي جرى منع اصدار أي تأشيرات دخول لمواطنيها بحجة تشكيلها تهديدا إرهابيا، هي العراق وسوريا والسودان وليبيا والصومال وايران، وهذا ليس غريبا على رجل تعمد استخدام تعبير “الإرهاب الإسلامي المتطرف” في خطاب تنصيبه يوم العشرين من شهر كانون الثاني (يناير) الحالي، وتعهد بمحو “الدولة الإسلامية” من على وجه الكرة الأرضية، وجمد اتفاقا للحكومة السابقة باستقبال لاجئين سوريين. هذه السياسات هي التي ستحول أمريكا الى “مغناطيس″ لجذب العمليات الإرهابية ضدها، وزيادة كراهية المسلمين، وربما العالم بأسره لها، أي انها ستعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تهديد امن أمريكا ومواطنيها في الداخل والعالم بأسره. اظهار كل هذا العداء والحقد والكراهية للاسلام والمسلمين يخدم “الدولة الإسلامية”، وتنظيم “القاعدة”، ويسهل عمليات تجنيدها للآلاف من الشبان المسلمين الغاضبين، وتحويلهم الى قنابل بشرية، لانه أي هذا العداء، يشكل تبنيا لأدبيات ورواية هاتين المنظمتين الارهابيتين، كما انه يناقض كل المباديء والقيم الامريكية التي ترفعها الإدارات الامريكية وتوجد في الدستور، وتتحدث عن العدالة والمساواة والحريات. المؤلم انه بينما تلتزم معظم الحكومات العربية والإسلامية الصمت التام تجاه نزعات الكراهية هذه لادارة ترامب، يخرج علينا الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو بموقف رجولي ردا على مرسوم ترامب القاضي بالبدء في بناء الجدار على حدود بلاده مع أمريكا التي تزيد عن 3200 كيلومتر، ومن المحتمل ان تصل تكاليفه من 27 – 40 مليار دولار، ليقول في بيان مقتضب انه “يدين هذا الموقف العنصري، ويرفض رفضا كاملا دفع دولار واحد لتمويل بنائه، ويتعهد بحماية ملايين المواطنين المكسيكيين في أمريكا”. الرئيس المكسيكي الذي يتعرض لضغوط شديدة من المعارضة لالغاء زيارة مقررة له الى واشنطن يوم 31 يناير الحالي للقاء ترامب، قال انه ينتظر عودة وفد يتواجد حاليا في العاصمة الامريكية يضم وزيري الخارجية والاقتصاد، ليقرر بعدها ما اذا كان سيمضي قدما بتلبية دعوة الزيارة ام يلغيها، وهناك من يرجح الإلغاء. هذه هي الدول التي تحترم نفسها، وهؤلاء هم الزعماء الذين يحافظون على كرامة شعوبهم، وينتفضون لحماية مصالحهم، على عكس زعمائنا العرب والمسلمين، الذين بدأ بعضهم التزلف لترامب وادارته والتذلل له، وعرض خدماتهم لتلبية طلباته وتنفيذ أوامره، طلبا للرضا والغفران. لهذه الاسباب لا تتدخل أمريكا عسكريا الا في دولنا من اجل تفتيتها جغرافيا وديمغرافيا، وبذر بذور الفتن الطائفية فيها، وتجد الأدوات التي تنفذ.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة