يحكى أن، نملة مجتهدة تتجه كل صباح إلى عملها بنشاط وسعادة وتنجز الكثير..ولما رآها سيدها تعمل بكفاءة متناهية ودون إشراف ومتابعة،تساءل في نفسه :"إذا كانت هذه النملة تعمل بكل هذه الطاقة وتنجز وحدها دون أن يشرف عليها أحد كل هذا الإنجاز،فكيف سيكون إنتاجها لو عينت من يشرف على عملها؟؟"

وفعلا،صار أن وظف الصرصار لأداء هذه المهمة،وكانت أول قراراته

1- وضع نظام للحضور والانصراف.

2- تعيين سكرتير لجدولة التقارير.

3- تسمية العنكبوت لإدارة الأرشفة والتوثيق.

ابتهج السيد لتقارير الصرصار ، وعين الذبابة مسؤولة عن نظم المعلومات ، وبدورها الذبابة طالبت بسكرتارية وفرش مكتب جديد.. وبعد مراجعة السيد المدير لتقارير العمل وكلف التشغيل،وجد من الضرورة تقليص النفقات،فما كان منه إلا أن،فصل النملة..!!

"بتصرف" حكاية النملة المجتهدة (خرافة).

في زاويتي اليوم،لا أقصد وزارة معينة ولا ألمح لإدارة محددة ،وطرفة النملة هي حكاية يمكن الإستفادة منها.

فعلا ما أود الحديث عنه هنا (نظم الإدارة الفاشلة) وهو مايؤدي بالنهاية إلى زيادة في العمالة وقلة في الإنتاج ،وهذا ذكرني بجواب برنارد شو حين سئل: ألا ترى خللاً في وسامتك، فرأسك أصلع بكامله وشعر لحيتك كث؟ فضحك الكاتب واكتفى أن قال: "غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع".

أنا شخصيا لست ضد إعادة ترتيب العمالة الفائضة في مؤسسات الدولة ولكنني لست مع المذهب الشخصي في الإدارة ، فهناك أكثر من طريقة علمية لحل مشاكل الفائض،تبدأ من إعادة التقييم وإجراء عملية فرز للكوادر كل حسب اختصاصه ، وكما قلت شرط أن يكون هذا التقييم على يد مسؤولين بالمعنى الحقيقي وليس على يد أشخاص هم أصلا بحاجة للتقييم وإعادة التأهيل!!

والأمر الثاني،وجود عمالة فائضة في وزارة ما،لا يمكن أن نحمل وزره للإدارة الجديدة فقط(!)

نحن نعلم بأن المرض أصاب جسد هذه المؤسسات خلال توالي إدارات ووزارات وحكومات سابقة،أوصلت هذا المريض لوهن اليوم.

وبأبسط مذاهب الإدارة،وجود مديرية الموارد البشرية والتي لم  ألحظها في مؤسساتنا وإن وجدت فهي لها علاقة بكل شيء إلا الموارد البشرية وآلية عملها،وأرى أن المسألة في التعيينات شخصية،ففلان يعين كرمى خاطر فلان وفلانة لعيون فلان..

خرافة النملة المجتهدة هي حكاية كل عامل وموظف ومسؤول مجتهد مازال مؤمنا بوطنه وبلده بعيدا عن صرصرة الصرصار الكسول والفاسد والذي لن يكون له مكانا في المستقبل بيننا.  

  • فريق ماسة
  • 2017-01-25
  • 10103
  • من الأرشيف

حكاية نملة... نظم الإدارة الفاشلة أدت إلى زيادة في العمالة وقلة في الإنتاج في مؤسساتنا

يحكى أن، نملة مجتهدة تتجه كل صباح إلى عملها بنشاط وسعادة وتنجز الكثير..ولما رآها سيدها تعمل بكفاءة متناهية ودون إشراف ومتابعة،تساءل في نفسه :"إذا كانت هذه النملة تعمل بكل هذه الطاقة وتنجز وحدها دون أن يشرف عليها أحد كل هذا الإنجاز،فكيف سيكون إنتاجها لو عينت من يشرف على عملها؟؟" وفعلا،صار أن وظف الصرصار لأداء هذه المهمة،وكانت أول قراراته 1- وضع نظام للحضور والانصراف. 2- تعيين سكرتير لجدولة التقارير. 3- تسمية العنكبوت لإدارة الأرشفة والتوثيق. ابتهج السيد لتقارير الصرصار ، وعين الذبابة مسؤولة عن نظم المعلومات ، وبدورها الذبابة طالبت بسكرتارية وفرش مكتب جديد.. وبعد مراجعة السيد المدير لتقارير العمل وكلف التشغيل،وجد من الضرورة تقليص النفقات،فما كان منه إلا أن،فصل النملة..!! "بتصرف" حكاية النملة المجتهدة (خرافة). في زاويتي اليوم،لا أقصد وزارة معينة ولا ألمح لإدارة محددة ،وطرفة النملة هي حكاية يمكن الإستفادة منها. فعلا ما أود الحديث عنه هنا (نظم الإدارة الفاشلة) وهو مايؤدي بالنهاية إلى زيادة في العمالة وقلة في الإنتاج ،وهذا ذكرني بجواب برنارد شو حين سئل: ألا ترى خللاً في وسامتك، فرأسك أصلع بكامله وشعر لحيتك كث؟ فضحك الكاتب واكتفى أن قال: "غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع". أنا شخصيا لست ضد إعادة ترتيب العمالة الفائضة في مؤسسات الدولة ولكنني لست مع المذهب الشخصي في الإدارة ، فهناك أكثر من طريقة علمية لحل مشاكل الفائض،تبدأ من إعادة التقييم وإجراء عملية فرز للكوادر كل حسب اختصاصه ، وكما قلت شرط أن يكون هذا التقييم على يد مسؤولين بالمعنى الحقيقي وليس على يد أشخاص هم أصلا بحاجة للتقييم وإعادة التأهيل!! والأمر الثاني،وجود عمالة فائضة في وزارة ما،لا يمكن أن نحمل وزره للإدارة الجديدة فقط(!) نحن نعلم بأن المرض أصاب جسد هذه المؤسسات خلال توالي إدارات ووزارات وحكومات سابقة،أوصلت هذا المريض لوهن اليوم. وبأبسط مذاهب الإدارة،وجود مديرية الموارد البشرية والتي لم  ألحظها في مؤسساتنا وإن وجدت فهي لها علاقة بكل شيء إلا الموارد البشرية وآلية عملها،وأرى أن المسألة في التعيينات شخصية،ففلان يعين كرمى خاطر فلان وفلانة لعيون فلان.. خرافة النملة المجتهدة هي حكاية كل عامل وموظف ومسؤول مجتهد مازال مؤمنا بوطنه وبلده بعيدا عن صرصرة الصرصار الكسول والفاسد والذي لن يكون له مكانا في المستقبل بيننا.  

المصدر : صاحبة الجلالة/ محمد البيرق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة