خلال العام 2016 وقعت أكثر من عملية اغتيال وتصفية لقادة مسلحين في جبهة النصرة الارهابية بإدلب "المحافظة الخاضعة للتنظيم المصنف على قائمة الارهاب الدولي"، ومايحصل يشير الى أن نهاية النصرة باتت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار.

 

فالتنظيم يتآكل من الداخل وحرب الاغتيالات والتصفيات تنخر تشكيلاته الهشّة، لاسيما وأن غالبية التنظيمات الأخرى تأبى الانضمام إليه بعد الهزائم التي تعرضت لها في حلب، كما باءت دعوات قادة النصرة لتشكيل تنظيم يجمع الفصائل المسلحة التي عادت من حلب وهي تجر أذيال الهزيمة خلفها بالفشل، مع العلم أن غالبية سكان حلب فضّلوا البقاء تحت كنف الدولة في حلب.

والدماء السورية التي أريقت بسكاكين إرهابيي التنظيم والدمار الذي خلّفته تفجيراتهم الحاقدة كانت خير دليل لأهالي المناطق المنتشر فيها على وحشية مخططاته، ليلحقه إعلان الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني أحد قادة "جيش الفتح"، أن الاندماج بين الفصائل المسلحة فشل، ملقيا باللوم على من وصفهم القادة، الذين يُحمّل كلٌ منهم وزر الخسارات المتلاحقة على الآخر.

 

مخدوع من يظن أن النصرة تنوي الاندماج مع باقي الفصائل المسلحة بكل تنوعاتها الفكرية، والواقع يشير الى أنها تحاول بشكل خفي إسكات وإحراق أي فصيل يعترض على توجهاتها، فهي تريد التحكم بقرارات الفصائل الأخرى سواء في إدلب أو حتى خارجها، ما لاقى معارضة كبيرة من باقي الفصائل وأبرزها حركة "أحرار الشام"، التي ترى أن "النصرة" غير مؤهلة لقيادة الفصائل مجتمعة، ما دفع بالكثير من الجماعات للخروج من عباءة "النصرة"، وتأسيس فصائل جديدة كانت بدايةً لإشعال حرب الاغتيالات في إدلب ضد عناصر النصرة واحتجاجاً على سياستها المتفردة.

 

ومايحصل على الأرض يلفت الانتباه الى وجود خلافات ايديولوجية عميقة من شبه المستحيل أن يتغاضى عنها أي فصيل مسلح في سوريا، الأمر الذي بات واضحا في هجوم النصرة على مقرات "الفرقة 13" التابعة للجيش الحر وقتل قادتها وتدمير مقراتها في إدلب،  علاوة على حملة الاغتيالات التي شنّتها النصرة ضد عناصر "فيلق الشام" ونهب مقراتهم في الأحياء الشرقية لحلب قبل أسابيع من معركة حلب الأخيرة.

 

هذه الحرب التي تمارسها النصرة تجاه الفصائل الاخرى، انقلبت عليه ليغدو عناصرها هدفا دسما لرصاص الفصائل المسلحة الأخرى في ادلب "المحافظة القريبة من حلب والمحاذية للحدود التركية"، وهو الأمر الذي يفسر حالة الحرب غير المعلنة التي تعيشها المدينة، وتؤدي إلى مقتل العشرات من الإرهابيين يومياً برصاص مجهولين أو سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة، دون أن تتبنى أي جهة أو فصيل مسلح تلك العمليات.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2017-01-13
  • 5645
  • من الأرشيف

"النصرة" تتآكل من الداخل في إدلب

خلال العام 2016 وقعت أكثر من عملية اغتيال وتصفية لقادة مسلحين في جبهة النصرة الارهابية بإدلب "المحافظة الخاضعة للتنظيم المصنف على قائمة الارهاب الدولي"، ومايحصل يشير الى أن نهاية النصرة باتت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار.   فالتنظيم يتآكل من الداخل وحرب الاغتيالات والتصفيات تنخر تشكيلاته الهشّة، لاسيما وأن غالبية التنظيمات الأخرى تأبى الانضمام إليه بعد الهزائم التي تعرضت لها في حلب، كما باءت دعوات قادة النصرة لتشكيل تنظيم يجمع الفصائل المسلحة التي عادت من حلب وهي تجر أذيال الهزيمة خلفها بالفشل، مع العلم أن غالبية سكان حلب فضّلوا البقاء تحت كنف الدولة في حلب. والدماء السورية التي أريقت بسكاكين إرهابيي التنظيم والدمار الذي خلّفته تفجيراتهم الحاقدة كانت خير دليل لأهالي المناطق المنتشر فيها على وحشية مخططاته، ليلحقه إعلان الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني أحد قادة "جيش الفتح"، أن الاندماج بين الفصائل المسلحة فشل، ملقيا باللوم على من وصفهم القادة، الذين يُحمّل كلٌ منهم وزر الخسارات المتلاحقة على الآخر.   مخدوع من يظن أن النصرة تنوي الاندماج مع باقي الفصائل المسلحة بكل تنوعاتها الفكرية، والواقع يشير الى أنها تحاول بشكل خفي إسكات وإحراق أي فصيل يعترض على توجهاتها، فهي تريد التحكم بقرارات الفصائل الأخرى سواء في إدلب أو حتى خارجها، ما لاقى معارضة كبيرة من باقي الفصائل وأبرزها حركة "أحرار الشام"، التي ترى أن "النصرة" غير مؤهلة لقيادة الفصائل مجتمعة، ما دفع بالكثير من الجماعات للخروج من عباءة "النصرة"، وتأسيس فصائل جديدة كانت بدايةً لإشعال حرب الاغتيالات في إدلب ضد عناصر النصرة واحتجاجاً على سياستها المتفردة.   ومايحصل على الأرض يلفت الانتباه الى وجود خلافات ايديولوجية عميقة من شبه المستحيل أن يتغاضى عنها أي فصيل مسلح في سوريا، الأمر الذي بات واضحا في هجوم النصرة على مقرات "الفرقة 13" التابعة للجيش الحر وقتل قادتها وتدمير مقراتها في إدلب،  علاوة على حملة الاغتيالات التي شنّتها النصرة ضد عناصر "فيلق الشام" ونهب مقراتهم في الأحياء الشرقية لحلب قبل أسابيع من معركة حلب الأخيرة.   هذه الحرب التي تمارسها النصرة تجاه الفصائل الاخرى، انقلبت عليه ليغدو عناصرها هدفا دسما لرصاص الفصائل المسلحة الأخرى في ادلب "المحافظة القريبة من حلب والمحاذية للحدود التركية"، وهو الأمر الذي يفسر حالة الحرب غير المعلنة التي تعيشها المدينة، وتؤدي إلى مقتل العشرات من الإرهابيين يومياً برصاص مجهولين أو سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة، دون أن تتبنى أي جهة أو فصيل مسلح تلك العمليات.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة