دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتعدّد التكهّنات حول الوجهة المقبلة للجيش السوري والقوى الحليفة له, في تساؤل يملأ الصحف العربية والغربية " ماذا بعد حلب ؟ " وسط معلومات تشير بأن تكون محافظة إدلب هي المعركة المقبلة التي سيخوضها الجيش ضدّ المعارضة المسلحة في الشمال السوري.
فمنذ انتهاء معركة مدينة حلب الأسبوع الماضي ووسائل الإعلام تتناقل الأخبار عن احتمالات انتقال المعركة نحو إدلب ، المحافظة التي باتت تضمّ أكبر عدد من المعارضة المسلّحة بعد أن تمّ اعتمادها من قبل المعارضة عند أيّ اتفاق لخروج عناصرها من المناطق التي تخسرها وتصبح في قبضة الجيش السوري .
ومع وجود أكبر عدد من مسلحي المعارضة في إدلب الذين من المتوقّع أن يتوجّهوا نحو تركيا في حال انهزامهمّ إن لم تتوحّد صفوفهم كما تطالب قياداتهم هناك, التي تدعو للتواجد يداً واحدة في ساحة المعركة, متوعّدين بالانتقام لحلب, كما يتحدّثون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .
فلا بدّ من إغلاق الحدود السورية مع تركيا في حال كانت إدلب هي المعركة المقبلة ، ما يتطلّب تعاوناً مع الجانب التركي لإغلاق كافّة المنافذ التي قد تسهّل خروج عناصر المعارضة المسلحة من أرض المعركة ، وهو ما لا تريده أنقرة ، بل تحاول من خلال عملية درع الفرات القضاء على من صنّفتهم إرهابيين داخل الأراضي السورية, لمنع دخولهم أراضيها في حال شملت معارك الجيش السوري المناطق الحدودية خلال المراحل القادمة
إلا أن المصادر الرسمية السوريّة لم تُفرج عن أي معلومات حول طبيعة المعركة المقبلة, سواء في إدلب أو الرقة, رغم تأكيد مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, نائب وزير الخارجية الروسي, ميخائيل بوغدانوف, أن " الأهداف المستقبلية للعمليات العسكرية عقب تحرير حلب من الإرهاب ستحدّدها الحكومة السورية ".
فما بين إدلب والرقة, المؤكّد هو أن رحى المعارك ستدور بوتيرة أعلى في مرحلة ما بعد حلب, بانتظار تحديد الوجهة التي قد تبدأ في الرقة, بحسب ما أكّده الناطق باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالن, أن بلاده اتّفقت مع الولايات المتحدة على مشاركة " الجيش الحرّ " في عمليات تحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش .
في حين اعتبر قائد قوات التحالف الدولي في العراق الذي تقوده واشنطن, الجنرال الأميركي ستيفين تاوسيند ، أن التحالف بحاجة إلى عامين آخرين للقضاء على داعش في الرقة والموصل, ثم القضاء على البقايا التي ستهرب على الأرجح إلى الصحراء الشاسعة الخاوية التي تفصل بين سورية والعراق .
ويرى محلّلون أن المعارضة تتوقّع هجوماً قريباً من الجيش السوري على إدلب, في حين تتحدّث واشنطن عن معركة قريبة في الرقة, خاصّة بعد خروج آلاف العناصر منها إلى تدمر مطلع الشهر الحالي, ما فسّره نشطاء حينها بأنه خطة مفتعلة لإخلاء الرقة من تنظيم داعش, لإظهار قوة الإدارة الأمريكية في تحرير " عاصمة الخلافة " وهي أكبر موقع للتنظيم في سورية ، فهل ستتوضّح علامات المعركة المقبلة قبل نهاية العام, أم أن للحرب تقويماً آخر؟!.
المصدر :
عبير محمود
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة