اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الجماعات الإرهابية في سورية, ومنها "داعش, ووحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" حسب ما قال، وأضاف أن لديه "أدلة مؤكّدة بالصور والتسجيلات المصوّرة" تثبت ما يقول.

 

 

في المقابل، قال قائد القوات الأمريكية في سورية والعراق, ستيفن تاوسند, في مقابلة أجراها مع صحيفة "دايلي بيست"، أن تحرير الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق قد يحتاج إلى عامين, رغم إبداء تفاؤله بالتقدّم الذي تحقّقه القوات العراقية في الموصل, ورغم سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" على مناطق جديدة عقب انطلاق المرحلة الثانية من العملية في 10 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وآخرها قرية جعبر الشرقية التي تقع على بعد 45 كيلومتراً عن الرقة, التي تعتبر المعقل الأساسي لتنظيم داعش, والتي تشكّل موقعاً استراتيجياً في المنطقة.

 

 

إلا أن تحقيقاً نشره موقع "نيويورك تايمز" يكشف اللعبة الأمريكية. التحقيق الذي اقتصر على عرض العضلات الجويّة الأمريكية قدّم حججاً غير مقنعة, على لسان جنرالات أمريكيين, لتباطؤ المعركة في الرقة.

 

 

قلة عدد الجواسيس الأمريكان في المدينة، عداوة تركيا للأكراد المشاركين في العملية إلى جانب التحالف, والذين يقدّمون دعماً عسكرياً ولوجستيّاً، العدد الكبير من المدنيين الموجودين في الرقة، إبقاء التحالف قياديّي داعش في مقرّاتهم المكشوفة للأمريكيين, والمباني التي يسيطرون عليها بهدف مراقبتهم والتنصّت على اتّصالاتهم للحصول على مزيد من المعلومات حول التنظيم، قدرة الدواعش على خداع أجهزة المراقبة والاختباء في المدارس والجوامع حيث يتواجد المدنيون, وغيرها... كلّها حجج استخدمها مسؤولون عسكريون أمريكيون رفيعو المستوى, لتبرير سبب تباطؤ الحرب على داعش, ومنهم المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي, بريت ماكغارك، وقائد القوات الجوية, جيفري هاريغيان...

 

 

في المقابل رفع الكولونيل ويليام هارتمان الستار عن طائرة أمريكية خارقة تحلّق فوق اامدينة بقيادته، أثبتت أن حجج التأخير غير مقنعة. الطائرة شبيهة ببوينغ 707 إنما مع تعديلات إلكترونية حساسة، قادرة على الاستطلاع والتنصّت بشكل دقيق, ورسم صورة للأراضي التي يسيطر عليها التنظيم, تساعد المقاتلات الأمريكية وقاذفات الصواريخ على تحديد الموقع المستهدف بدقّة. كما تحمل راداراً متطوراً قادراً على اختراق السحاب, يحدد الأهداف على الأرض, ويمكنه كشف أيّة أجسام محلّقة قريبة.

 

 

وعلى متن الطائرة طاقم مؤلف من تسعة عشر فرداً من الجنود والمتخصّصين في سلاح الجو، قادرين على تحديد ماهية أيّ تجمّع على الأرض, بحسب نقاط يرونها على الشاشة أمامهم, وبذلك يحدّدون ما إذا كانت تجمعات مسلّحين, أو قوات صديقة, أو مجرّد حركة مدنية عادية. كما أن رادار الطائرة قادر على تحديد المركبات والأهداف الصغيرة جداً من ارتفاع شاهق. كما يمكن للطاقم التحكّم بأنظمتها لإظهار الأهداف بأحجام مختلفة, كالسيارات الصغيرة والناس...

 

 

وإذا كانت هذه الطائرة موجودة فعلاً في سماء الرقة، فما حاجة واشنطن للجواسيس أو للقوات الحليفة، ولماذا تبقي على قياديّي التنظيم داخل مقراتهم المكشوفة؟

 

 

يبدو أن تضييق الخناق الدولي على تنظيم داعش بعد الأعمال الإرهابية التي نفّذها في مختلف الدول الأوروبية, وخسارته لكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها, بالإضافة إلى حقول النفط والمخازن والمصانع، وضعت واشنطن في موقف حرج. وقد يثبت ما قد تكشفه الأيام المقبلة التواطؤ الأمريكي في خلق داعش ودعمه...

  • فريق ماسة
  • 2016-12-27
  • 8440
  • من الأرشيف

هل تبطئ أمريكا عملية الرقة عمداً؟

 اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الجماعات الإرهابية في سورية, ومنها "داعش, ووحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" حسب ما قال، وأضاف أن لديه "أدلة مؤكّدة بالصور والتسجيلات المصوّرة" تثبت ما يقول.     في المقابل، قال قائد القوات الأمريكية في سورية والعراق, ستيفن تاوسند, في مقابلة أجراها مع صحيفة "دايلي بيست"، أن تحرير الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق قد يحتاج إلى عامين, رغم إبداء تفاؤله بالتقدّم الذي تحقّقه القوات العراقية في الموصل, ورغم سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" على مناطق جديدة عقب انطلاق المرحلة الثانية من العملية في 10 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وآخرها قرية جعبر الشرقية التي تقع على بعد 45 كيلومتراً عن الرقة, التي تعتبر المعقل الأساسي لتنظيم داعش, والتي تشكّل موقعاً استراتيجياً في المنطقة.     إلا أن تحقيقاً نشره موقع "نيويورك تايمز" يكشف اللعبة الأمريكية. التحقيق الذي اقتصر على عرض العضلات الجويّة الأمريكية قدّم حججاً غير مقنعة, على لسان جنرالات أمريكيين, لتباطؤ المعركة في الرقة.     قلة عدد الجواسيس الأمريكان في المدينة، عداوة تركيا للأكراد المشاركين في العملية إلى جانب التحالف, والذين يقدّمون دعماً عسكرياً ولوجستيّاً، العدد الكبير من المدنيين الموجودين في الرقة، إبقاء التحالف قياديّي داعش في مقرّاتهم المكشوفة للأمريكيين, والمباني التي يسيطرون عليها بهدف مراقبتهم والتنصّت على اتّصالاتهم للحصول على مزيد من المعلومات حول التنظيم، قدرة الدواعش على خداع أجهزة المراقبة والاختباء في المدارس والجوامع حيث يتواجد المدنيون, وغيرها... كلّها حجج استخدمها مسؤولون عسكريون أمريكيون رفيعو المستوى, لتبرير سبب تباطؤ الحرب على داعش, ومنهم المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي, بريت ماكغارك، وقائد القوات الجوية, جيفري هاريغيان...     في المقابل رفع الكولونيل ويليام هارتمان الستار عن طائرة أمريكية خارقة تحلّق فوق اامدينة بقيادته، أثبتت أن حجج التأخير غير مقنعة. الطائرة شبيهة ببوينغ 707 إنما مع تعديلات إلكترونية حساسة، قادرة على الاستطلاع والتنصّت بشكل دقيق, ورسم صورة للأراضي التي يسيطر عليها التنظيم, تساعد المقاتلات الأمريكية وقاذفات الصواريخ على تحديد الموقع المستهدف بدقّة. كما تحمل راداراً متطوراً قادراً على اختراق السحاب, يحدد الأهداف على الأرض, ويمكنه كشف أيّة أجسام محلّقة قريبة.     وعلى متن الطائرة طاقم مؤلف من تسعة عشر فرداً من الجنود والمتخصّصين في سلاح الجو، قادرين على تحديد ماهية أيّ تجمّع على الأرض, بحسب نقاط يرونها على الشاشة أمامهم, وبذلك يحدّدون ما إذا كانت تجمعات مسلّحين, أو قوات صديقة, أو مجرّد حركة مدنية عادية. كما أن رادار الطائرة قادر على تحديد المركبات والأهداف الصغيرة جداً من ارتفاع شاهق. كما يمكن للطاقم التحكّم بأنظمتها لإظهار الأهداف بأحجام مختلفة, كالسيارات الصغيرة والناس...     وإذا كانت هذه الطائرة موجودة فعلاً في سماء الرقة، فما حاجة واشنطن للجواسيس أو للقوات الحليفة، ولماذا تبقي على قياديّي التنظيم داخل مقراتهم المكشوفة؟     يبدو أن تضييق الخناق الدولي على تنظيم داعش بعد الأعمال الإرهابية التي نفّذها في مختلف الدول الأوروبية, وخسارته لكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها, بالإضافة إلى حقول النفط والمخازن والمصانع، وضعت واشنطن في موقف حرج. وقد يثبت ما قد تكشفه الأيام المقبلة التواطؤ الأمريكي في خلق داعش ودعمه...

المصدر : آسيا_زلفا بولس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة