قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "اسرائيل هيوم" البروفيسور إيال زيسر في مقال له إن "سقوط مدينة حلب، التالية في حجمها في الدولة، في أيدي الرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه موسكو وطهران، هو انجاز هام في الحرب التي يديرها نظام الاسد ضد خصومه".

 

وأضاف زيسر: "في نظرة الى الوراء يمكن القول إنه حتى وصول الروس والإيرانيين في ايلول 2015 للقتال في حرب الاسد على أرض سوريا، كان الميل في الحرب في الدولة أحادي الاتجاه، باتجاه المسلّحين وضدّ الأسد، لكن التدخل الروسي – الايراني في المعارك أدّى الى تغيير الميل الذي لاح في الحرب في سوريا حتى ذاك الوقت.. استراتيجية قتالية تقوم على أساس "النموذج الشيشاني" الذي طبّقه الروس في سوريا بتصميم وبدون أيّ إزعاج أضرت بالروح القتالية لدى المسلحين"، وتابع "هذه الاستراتيجية سمحت أيضًا للنظام وحلفائه الايرانيين وحزب الله بأخذ المبادرة من المسلحين والسيطرة على سلسلة من المناطق الاستراتيجية والمواقع الأساسية ذات الأهمية في شمال سوريا ووسطها وجنوبها".

 

ويردف زيسر "مع ذلك لم تُحسم "الثورة" ولا يزال المسلحون ناشطون في كل أرجاء سوريا تقريبا.. محافظة إدلب كلها في شمال سوريا لا تزال تحت سيطرتهم، وكذلك اجزاء واسعة من شرق الدولة، والآن سيوجّه النظام السوري الى كل هذه المناطق الجهود في محاولة لحسم الحرب في سوريا نهائيًا.. في كل محاولة لتحليل الحرب في سوريا وتوقع المستقبل فيها، ينبغي أن تؤخذ بالحسبان حقيقتان أساسيتان متناقضتان: الاولى هي أن نظام الاسد اظهر قوة مفاجئة وقدرة على البقاء ولم ينهار، والثانية هي أن معسكر "الثوار" يعتمد على دعم واسع من أجزاء هامة من السكان السوريين. ومع ذلك لم ينجح معسكر المسلحين في خلق وحدة للصفوف وتنمية قيادة عسكرية وسياسية تسمح له بأن يحسم المعركة في صالحه، كما أنه أصبح متعلقًا اكثر من أيّ وقت مضى بالمساعدات من خارج سوريا، والتي لا يعد استمرارها مضمونًا على الاطلاق".

 

من هنا ينشأ استنتاجان، يوضح إيال زيسر،  الاول في ختام ست سنوات من الحرب المضرجة بالدماء، ليس لدى الاطراف المقاتلة في سوريا قدرة على هزم خصمهم وحدهم والدفع الى انهاء الحرب، والآخر هو أن الحرب في سوريا لم تعد حرب السوريين وحدهم، فالتدخل الفاعل لقوات أجنبية في القتال يغذيها، يؤدي الى استمرارها بل ومن شأنه أن يقرر نتيجتها.

 

ويخلص زيسر الى أن الحرب ستستمر على ما يبدو لزمن آخر، لكن اذا ما واصل الاسد التمتع بالدعم غير المحدود من روسيا وايران، وواصلت واشنطن إبداء انعدام الفعل والتعطل، فإن احتمالات أن يخرج الأسد من المعركة ويده هي العليا جيدة.

  • فريق ماسة
  • 2016-12-16
  • 13860
  • من الأرشيف

صحيفة "اسرائيل هيوم" ...الأسد يخرج من المعركة ويده العليا

قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "اسرائيل هيوم" البروفيسور إيال زيسر في مقال له إن "سقوط مدينة حلب، التالية في حجمها في الدولة، في أيدي الرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه موسكو وطهران، هو انجاز هام في الحرب التي يديرها نظام الاسد ضد خصومه".   وأضاف زيسر: "في نظرة الى الوراء يمكن القول إنه حتى وصول الروس والإيرانيين في ايلول 2015 للقتال في حرب الاسد على أرض سوريا، كان الميل في الحرب في الدولة أحادي الاتجاه، باتجاه المسلّحين وضدّ الأسد، لكن التدخل الروسي – الايراني في المعارك أدّى الى تغيير الميل الذي لاح في الحرب في سوريا حتى ذاك الوقت.. استراتيجية قتالية تقوم على أساس "النموذج الشيشاني" الذي طبّقه الروس في سوريا بتصميم وبدون أيّ إزعاج أضرت بالروح القتالية لدى المسلحين"، وتابع "هذه الاستراتيجية سمحت أيضًا للنظام وحلفائه الايرانيين وحزب الله بأخذ المبادرة من المسلحين والسيطرة على سلسلة من المناطق الاستراتيجية والمواقع الأساسية ذات الأهمية في شمال سوريا ووسطها وجنوبها".   ويردف زيسر "مع ذلك لم تُحسم "الثورة" ولا يزال المسلحون ناشطون في كل أرجاء سوريا تقريبا.. محافظة إدلب كلها في شمال سوريا لا تزال تحت سيطرتهم، وكذلك اجزاء واسعة من شرق الدولة، والآن سيوجّه النظام السوري الى كل هذه المناطق الجهود في محاولة لحسم الحرب في سوريا نهائيًا.. في كل محاولة لتحليل الحرب في سوريا وتوقع المستقبل فيها، ينبغي أن تؤخذ بالحسبان حقيقتان أساسيتان متناقضتان: الاولى هي أن نظام الاسد اظهر قوة مفاجئة وقدرة على البقاء ولم ينهار، والثانية هي أن معسكر "الثوار" يعتمد على دعم واسع من أجزاء هامة من السكان السوريين. ومع ذلك لم ينجح معسكر المسلحين في خلق وحدة للصفوف وتنمية قيادة عسكرية وسياسية تسمح له بأن يحسم المعركة في صالحه، كما أنه أصبح متعلقًا اكثر من أيّ وقت مضى بالمساعدات من خارج سوريا، والتي لا يعد استمرارها مضمونًا على الاطلاق".   من هنا ينشأ استنتاجان، يوضح إيال زيسر،  الاول في ختام ست سنوات من الحرب المضرجة بالدماء، ليس لدى الاطراف المقاتلة في سوريا قدرة على هزم خصمهم وحدهم والدفع الى انهاء الحرب، والآخر هو أن الحرب في سوريا لم تعد حرب السوريين وحدهم، فالتدخل الفاعل لقوات أجنبية في القتال يغذيها، يؤدي الى استمرارها بل ومن شأنه أن يقرر نتيجتها.   ويخلص زيسر الى أن الحرب ستستمر على ما يبدو لزمن آخر، لكن اذا ما واصل الاسد التمتع بالدعم غير المحدود من روسيا وايران، وواصلت واشنطن إبداء انعدام الفعل والتعطل، فإن احتمالات أن يخرج الأسد من المعركة ويده هي العليا جيدة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة