أنهى اليوم البشير محمد لحسن مناقشة اطروحته لنيل شهادة الماجستير من جامعة اشبيلية الاسبانية، كباحث متخصص في الدعاية الجهادية، بعد تقديمه لأطروحته التي تناولت الدعاية السياسية لتنظيم “الدولة الاسلامية” و نظرة التنظيم لمن يعتبرهم أعداء من خلال دراسة و تحليل مضامين الدعاية التي تصدرها مؤسساته الاعلامية منذ سنة 2006 و حتى سنة 2016.

و تتطرق الدراسة الى تصنيف من يعتبرهم التنظيم اعداء في دعايته و تقسمهم الى صنفين، صنف يشترك عداوتهم مع باقي التنظيمات الجهادية، كتنظيم “القاعدة” أو غيره، و هؤلاء الاعداء هم، حسب الدراسة: الشيوعية، الغرب، الانظمة الحاكمة في البلدان العربية، اليهود و غيرهم.

 اما الصنف الآخر فهم أعداء خاصين بتنظيم “الدولة الاسلامية”، أي أنه لم يسبق و أن تم استهدافهم من قبل التنظيمات الجهادية، و هؤلاء هم: الطائفة الشيعية، التنظيمات الجهادية المنافسة، كجبهة “النصرة” مثلاً، الاقليات الاثنية في العراق كالأكراد و الايزيديين و غيرهم.

 و يتناول الباحث في دراسته الصورة النمطية التي ينشرها التنظيم في دعايته بغرض ترسيخها في اذهان المتلقين حول كل واحد من اعدائه مستعملاً عناصر محددة كاللغة مثلاً بهدف التأثير في المتلقين لدعايته و بث صور سلبية عن كل واحد ممن يعتبرهم أعداء.

و حسب الدراسة دائماً، كان ادماج تنظيم “الدولة الاسلامية” للطائفة الشيعية ضمن قائمة الاعداء سبب الخلاف المباشر الذي عجل بإنهاء التحالف الهش الذي كان قائماً بين التنظيم و تنظيم القاعدة، بعد اعلان ابو مصعب الزرقاوي البيعة لأسامة بن لادن في 17 من اكتوبر سنة 2004، حيث لم توافق زعامة تنظيم القاعدة على نهج فرعه بالعراق الموغل في الصراع الطائفي و استهداف الشيعة، كل تلك الخلافات، حسب الدراسة، قادت الى إنهاء العلاقة بين التنظيمين و بروز تنظيم “الدولة الاسلامية” كمجموعة مستقلة في فبراير سنة 2006 بإسم “مجلس شورى المجاهدين”.

و تضيف الدراسة أنه بعد مقتل زعيم التنظيم آنذاك، الاردني ابو مصعب الزرقاوي، في يونيو/ حزيران 2006، تقلد المنصب ابو عمر البغدادي الذي اعلن في ال 15 من اكتوبر من نفس السنة عن ميلاد “الدولة الاسلامية في العراق”، هذا بعد ان توسع نفوذ التنظيم و ازدادت مناطق سيطرته ما حتم تغيير بنيته الهيكلية، و الدينية ليتحول زعيم التنظيم الى “أمير المؤمنين” و تتم تسمية الوزراء العشرة لهذا التنظيم الجديد، كما تم انشاء مؤسسة “الفرقان” في 31 اكتوبر سنة 2006. كما تستطرد الرسالة سيرة التنظيم و اهم التغييرات البنيوية التي طرأت عليه الى غاية إعلان الخلافة في يوليو سنة 2014.

و تشرح الرسالة كيفية استخدام التنظيم لوسائل الاعلام التقليدية كإذاعة البيان التي تبث من الموصل منذ شهر يوليو 2014، او محاولة اطلاق قناة “الخلافة” التي لم تصل الى مرحلة البث التلفزيوني رغم نشر محتويات بعض برامجها، او مجلة “دابق”، او وكالة “اعماق الاخبارية”، فضلاً عن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي و مختلف التطبيقات الحديثة لعدة اغراض لعل اهمها التجنيد، نشر الدعاية الاعلامية و حتى التواصل بين مختلف العناصر. و تخلص الدراسة الى أن قوة الجهاز الدعائي للتنظيم سواء من حيث الخطاب او استعمال مختلف التقنيات و المؤثرات الحديثة تعود اساساً الى اعتماده على عناصر تلقت تكوينها بالغرب، كأحمد ابو سمرة السوري الاصل الذي ولد بفرنسا لينتقل الى الولايات المتحدة التي انهى بها دراسته الجامعية ليعمل بعدها في شركة اتصالات اكتسب من خلالها خبرة في الميدان وظفها لدى انضمامه للجماعة سنة 2004، او لجوء التنظيم الى الاسير البريطاني جون كانتلي من اجل تفنيد الدعاية المضادة باللغة الموجهة للجمهور الغربي. هذا الصحفي الذي تم أسره سنة 2012 بسوريا لازال يظهر في تسجيلات مرئية توثق الدمار الذي لحق بالمدن جراء غارات التحالف الستيني، و كان آخر هذه الاصدارات التي ظهر فيها كانتلي يوم السابع من الشهر الجاري بعد قصف طيران التحالف لجسور الموصل و تدميرها.

الى ذلك تشير الدراسة الى ان النشر الكثيف للدعاية ليس له علاقة مباشر بانتصارات او هزائم التنظيم على الارض، كما حافظ الجهاز الاعلامي للتنظيم على نفس مستوى جودة الاصدارات رغم خسارة الاراضي و كذا قادته الاعلاميون كأبو محمد العدناني الذي قتل في سوريا نهاية شهر اغسطس الماضي او ابو محمد الفرقان.

  • فريق ماسة
  • 2016-12-11
  • 11761
  • من الأرشيف

رسالة ماجستير في اسبانيا تتناول الجهاز الدعائي لتنظيم داعش الإرهابي

أنهى اليوم البشير محمد لحسن مناقشة اطروحته لنيل شهادة الماجستير من جامعة اشبيلية الاسبانية، كباحث متخصص في الدعاية الجهادية، بعد تقديمه لأطروحته التي تناولت الدعاية السياسية لتنظيم “الدولة الاسلامية” و نظرة التنظيم لمن يعتبرهم أعداء من خلال دراسة و تحليل مضامين الدعاية التي تصدرها مؤسساته الاعلامية منذ سنة 2006 و حتى سنة 2016. و تتطرق الدراسة الى تصنيف من يعتبرهم التنظيم اعداء في دعايته و تقسمهم الى صنفين، صنف يشترك عداوتهم مع باقي التنظيمات الجهادية، كتنظيم “القاعدة” أو غيره، و هؤلاء الاعداء هم، حسب الدراسة: الشيوعية، الغرب، الانظمة الحاكمة في البلدان العربية، اليهود و غيرهم.  اما الصنف الآخر فهم أعداء خاصين بتنظيم “الدولة الاسلامية”، أي أنه لم يسبق و أن تم استهدافهم من قبل التنظيمات الجهادية، و هؤلاء هم: الطائفة الشيعية، التنظيمات الجهادية المنافسة، كجبهة “النصرة” مثلاً، الاقليات الاثنية في العراق كالأكراد و الايزيديين و غيرهم.  و يتناول الباحث في دراسته الصورة النمطية التي ينشرها التنظيم في دعايته بغرض ترسيخها في اذهان المتلقين حول كل واحد من اعدائه مستعملاً عناصر محددة كاللغة مثلاً بهدف التأثير في المتلقين لدعايته و بث صور سلبية عن كل واحد ممن يعتبرهم أعداء. و حسب الدراسة دائماً، كان ادماج تنظيم “الدولة الاسلامية” للطائفة الشيعية ضمن قائمة الاعداء سبب الخلاف المباشر الذي عجل بإنهاء التحالف الهش الذي كان قائماً بين التنظيم و تنظيم القاعدة، بعد اعلان ابو مصعب الزرقاوي البيعة لأسامة بن لادن في 17 من اكتوبر سنة 2004، حيث لم توافق زعامة تنظيم القاعدة على نهج فرعه بالعراق الموغل في الصراع الطائفي و استهداف الشيعة، كل تلك الخلافات، حسب الدراسة، قادت الى إنهاء العلاقة بين التنظيمين و بروز تنظيم “الدولة الاسلامية” كمجموعة مستقلة في فبراير سنة 2006 بإسم “مجلس شورى المجاهدين”. و تضيف الدراسة أنه بعد مقتل زعيم التنظيم آنذاك، الاردني ابو مصعب الزرقاوي، في يونيو/ حزيران 2006، تقلد المنصب ابو عمر البغدادي الذي اعلن في ال 15 من اكتوبر من نفس السنة عن ميلاد “الدولة الاسلامية في العراق”، هذا بعد ان توسع نفوذ التنظيم و ازدادت مناطق سيطرته ما حتم تغيير بنيته الهيكلية، و الدينية ليتحول زعيم التنظيم الى “أمير المؤمنين” و تتم تسمية الوزراء العشرة لهذا التنظيم الجديد، كما تم انشاء مؤسسة “الفرقان” في 31 اكتوبر سنة 2006. كما تستطرد الرسالة سيرة التنظيم و اهم التغييرات البنيوية التي طرأت عليه الى غاية إعلان الخلافة في يوليو سنة 2014. و تشرح الرسالة كيفية استخدام التنظيم لوسائل الاعلام التقليدية كإذاعة البيان التي تبث من الموصل منذ شهر يوليو 2014، او محاولة اطلاق قناة “الخلافة” التي لم تصل الى مرحلة البث التلفزيوني رغم نشر محتويات بعض برامجها، او مجلة “دابق”، او وكالة “اعماق الاخبارية”، فضلاً عن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي و مختلف التطبيقات الحديثة لعدة اغراض لعل اهمها التجنيد، نشر الدعاية الاعلامية و حتى التواصل بين مختلف العناصر. و تخلص الدراسة الى أن قوة الجهاز الدعائي للتنظيم سواء من حيث الخطاب او استعمال مختلف التقنيات و المؤثرات الحديثة تعود اساساً الى اعتماده على عناصر تلقت تكوينها بالغرب، كأحمد ابو سمرة السوري الاصل الذي ولد بفرنسا لينتقل الى الولايات المتحدة التي انهى بها دراسته الجامعية ليعمل بعدها في شركة اتصالات اكتسب من خلالها خبرة في الميدان وظفها لدى انضمامه للجماعة سنة 2004، او لجوء التنظيم الى الاسير البريطاني جون كانتلي من اجل تفنيد الدعاية المضادة باللغة الموجهة للجمهور الغربي. هذا الصحفي الذي تم أسره سنة 2012 بسوريا لازال يظهر في تسجيلات مرئية توثق الدمار الذي لحق بالمدن جراء غارات التحالف الستيني، و كان آخر هذه الاصدارات التي ظهر فيها كانتلي يوم السابع من الشهر الجاري بعد قصف طيران التحالف لجسور الموصل و تدميرها. الى ذلك تشير الدراسة الى ان النشر الكثيف للدعاية ليس له علاقة مباشر بانتصارات او هزائم التنظيم على الارض، كما حافظ الجهاز الاعلامي للتنظيم على نفس مستوى جودة الاصدارات رغم خسارة الاراضي و كذا قادته الاعلاميون كأبو محمد العدناني الذي قتل في سوريا نهاية شهر اغسطس الماضي او ابو محمد الفرقان.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة