فاجئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع، ففي وقت تتجه فيه الأنظار إلى مدينة حلب لبدء عمل عسكري وشيك للجيش السوري وحلفاءه ضد المجموعات المسلحة في الأحياء الشرقية وحسم الأمور لصالح الدولة السورية، أوعز “القصير” الروسي لوزارة الدفاع الروسية ببدء قواتها عملية واسعة النطاق بمشاركة حاملة الطائرات “كوزنيتسوف” ضد الجماعات الإرهابية في ريفي إدلب وحمص، الأمر الذي سبقه اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كانت سوريا المحور الأهم فيه.

 

مصادر سياسية متابعة للشأن السوري أكدت في حديثها “للحدث نيوز” أن مضمون الاتصال بين بوتين وترامب، ترجم بشكل فوري على الميدان السوري من خلال إطلاق موسكو لعملية عسكرية في ريفي حمص وإدلب، استخدمت فيها أسحلة متطورة واسترتيجية للمرة الأولى، مؤكداً في ذات السياق، أن المفاجئة كانت بالمناطق التي استهدفتها روسيا، حيث عزا ذلك لعدة أسباب أهمها:

 

1- توجيه رسالة سياسية تحذيرية لواشنطن أن الأمور قد تحسم في أي لحظة طالما أنه لا تتوافر نوايا جدية لدى دارة الأمريكية من أجل حل الأزمة السورية بالطرق السياسية والسلمية.

2- رفع سقف المطالب السياسية والاستراتيجية بعيدة المدى لدى الجانب الروسي وهذا الأمور هو الذي يؤخر عملية الحسم العسكري بالنسبة لحلب.

3- إضعاف خطوط إمداد الجماعات المسلحة في ريفي إدلب وحمص وشل حركتهم وتشتيت صفوفهم عبر استهدافات مكثفة ودقيقة من أسلحة استراتيجية.

4- خلق عنصر المفاجئة والذي يعد عنصراً أساسياً وحاسم في العمل العسكري، وبالتالي خلق حالية ذهنية “تشتيتية” لدى المسلحين والدول الداعمة لهم، وذلك من خلال عدم التبئ بالجبهة القتالية القادمة.

 

ورجحت المصادر أن توسع وزارة الدفاع الروسية خلال أيام عملياتها لتشمل مدينة حلب بالكامل وهذا ما تحدث عنه الكرملين، في إشارة واضحة لإطلاق صافرة البداية من أجل تحرير الأحياء الشرقية للمدينة من المجموعات المسلحة، مشيراً إلى أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة خاصة لاستغلال الفراغ الرئاسي الأمريكي لحين تسلم الرئيس الأمريكي الجديد مفاتيح البيت الأبيض بشكل رسمي في 20 كانون الثاني من العام القادم.

 

على الطرف الأخر، فجر الرئيس السوري بشار الأسد مفاجئة من العيار الثقيل أيضاً، من خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي البرتغالي حيث اعتبر أن ترامب سيكون “حليفاً طبيعياً” لدمشق إذا حاربت إرادته “الإرهاب”.

 

وقال الأسد بحسب الترجمة العربية للمقابلة والتي أوردتها وكالة الأنباء السورية (سانا) “لا نستطيع أن نقول شيئاً عمّا سيفعله (ترامب). لكن إن – وأقول إن – كان سيُحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد، مع الروس والإيرانيين، والعديد من البلدان الأخرى التي تُريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين”.

 

هذا التصريح الناري، يعكس مدى استعداد المحور “السوري والروسي” للانفتاح على الإدارة الجديدة الأمريكية والتعاون معها في حالة محاربة “الإهارب”، وله دلالاته السياسية والعسكرية على مختلف الأصعدة، خاصة وأنه جاء في توقيت حساس وحاسم بالنسبة للميدان العسكري السوري فيما يتعلق بانتظار “ساعة الحسم الحلبية”، في حين استعبد مراقبون تغيير في السياسية الخارجية الأمريكية في الوقت الراهن، إلا أنهم يعتبرون الفترة الحالية هي الأفضل لحسم الأمور بالنسبة لمحور “روسيا سوريا إيران حزب الله”، سياسياً وعسكرياً.

 

اللقاء الأخير للأسد تضمن فحواه العديد من الرسائل السياسية والذي يعكس مدى التقارب الأمريكي الروسي في الآونة الأخيرة، فهل نشهد “معجزة” سياسية متمثلة بخلق حلف “روسي أمريكي” ينهي الأزمة السورية على مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، أم أن الأمور لا تتعدى سوى محاولة “جس نبض” سياسي لمعرفة التوجهات الأمريكية المقبلة.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-11-15
  • 13217
  • من الأرشيف

بانتظار «ساعة الحسم الحلبية».. مفاجئة عسكرية لبوتين وأخرى سياسية للأسد

فاجئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع، ففي وقت تتجه فيه الأنظار إلى مدينة حلب لبدء عمل عسكري وشيك للجيش السوري وحلفاءه ضد المجموعات المسلحة في الأحياء الشرقية وحسم الأمور لصالح الدولة السورية، أوعز “القصير” الروسي لوزارة الدفاع الروسية ببدء قواتها عملية واسعة النطاق بمشاركة حاملة الطائرات “كوزنيتسوف” ضد الجماعات الإرهابية في ريفي إدلب وحمص، الأمر الذي سبقه اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كانت سوريا المحور الأهم فيه.   مصادر سياسية متابعة للشأن السوري أكدت في حديثها “للحدث نيوز” أن مضمون الاتصال بين بوتين وترامب، ترجم بشكل فوري على الميدان السوري من خلال إطلاق موسكو لعملية عسكرية في ريفي حمص وإدلب، استخدمت فيها أسحلة متطورة واسترتيجية للمرة الأولى، مؤكداً في ذات السياق، أن المفاجئة كانت بالمناطق التي استهدفتها روسيا، حيث عزا ذلك لعدة أسباب أهمها:   1- توجيه رسالة سياسية تحذيرية لواشنطن أن الأمور قد تحسم في أي لحظة طالما أنه لا تتوافر نوايا جدية لدى دارة الأمريكية من أجل حل الأزمة السورية بالطرق السياسية والسلمية. 2- رفع سقف المطالب السياسية والاستراتيجية بعيدة المدى لدى الجانب الروسي وهذا الأمور هو الذي يؤخر عملية الحسم العسكري بالنسبة لحلب. 3- إضعاف خطوط إمداد الجماعات المسلحة في ريفي إدلب وحمص وشل حركتهم وتشتيت صفوفهم عبر استهدافات مكثفة ودقيقة من أسلحة استراتيجية. 4- خلق عنصر المفاجئة والذي يعد عنصراً أساسياً وحاسم في العمل العسكري، وبالتالي خلق حالية ذهنية “تشتيتية” لدى المسلحين والدول الداعمة لهم، وذلك من خلال عدم التبئ بالجبهة القتالية القادمة.   ورجحت المصادر أن توسع وزارة الدفاع الروسية خلال أيام عملياتها لتشمل مدينة حلب بالكامل وهذا ما تحدث عنه الكرملين، في إشارة واضحة لإطلاق صافرة البداية من أجل تحرير الأحياء الشرقية للمدينة من المجموعات المسلحة، مشيراً إلى أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة خاصة لاستغلال الفراغ الرئاسي الأمريكي لحين تسلم الرئيس الأمريكي الجديد مفاتيح البيت الأبيض بشكل رسمي في 20 كانون الثاني من العام القادم.   على الطرف الأخر، فجر الرئيس السوري بشار الأسد مفاجئة من العيار الثقيل أيضاً، من خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي البرتغالي حيث اعتبر أن ترامب سيكون “حليفاً طبيعياً” لدمشق إذا حاربت إرادته “الإرهاب”.   وقال الأسد بحسب الترجمة العربية للمقابلة والتي أوردتها وكالة الأنباء السورية (سانا) “لا نستطيع أن نقول شيئاً عمّا سيفعله (ترامب). لكن إن – وأقول إن – كان سيُحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد، مع الروس والإيرانيين، والعديد من البلدان الأخرى التي تُريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين”.   هذا التصريح الناري، يعكس مدى استعداد المحور “السوري والروسي” للانفتاح على الإدارة الجديدة الأمريكية والتعاون معها في حالة محاربة “الإهارب”، وله دلالاته السياسية والعسكرية على مختلف الأصعدة، خاصة وأنه جاء في توقيت حساس وحاسم بالنسبة للميدان العسكري السوري فيما يتعلق بانتظار “ساعة الحسم الحلبية”، في حين استعبد مراقبون تغيير في السياسية الخارجية الأمريكية في الوقت الراهن، إلا أنهم يعتبرون الفترة الحالية هي الأفضل لحسم الأمور بالنسبة لمحور “روسيا سوريا إيران حزب الله”، سياسياً وعسكرياً.   اللقاء الأخير للأسد تضمن فحواه العديد من الرسائل السياسية والذي يعكس مدى التقارب الأمريكي الروسي في الآونة الأخيرة، فهل نشهد “معجزة” سياسية متمثلة بخلق حلف “روسي أمريكي” ينهي الأزمة السورية على مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، أم أن الأمور لا تتعدى سوى محاولة “جس نبض” سياسي لمعرفة التوجهات الأمريكية المقبلة.    

المصدر : الماسة السورية/ الحدث نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة