صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن واشنطن وعدت أنقرة بمغادرة القوى الكردية لمدينة الرقة بعد انتهاء عملية تحريرها من "داعش"

بينما يرى الخبراء أن الأكراد لن يتمكنوا من إتاحة الفرصة المغرية بعد سيطرتهم على المدينة. ونظرا إلى خطط الولايات المتحدة بتحويل وجودها العسكري المؤقت في شمال سوريا إلى دائم فمن غير المحتمل أن تعيق بقاء الأكراد.

وقال الرئيس السابق لإدارة شؤون الأمن الدولي في هيئة الأركان العامة التركية، نائب الرئيس السابق لضباط الناتو الاحتياط، الرئيس الحالي لمعهد "تركيا في القرن الـ21" وكبير باحثي الأمن الدوليين في المعهد الملكي للعلاقات الدولية في بريطانيا، خلدون سولمازتورك، إن مصير الرقة يعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور الأحداث في شمال سوريا والوضع الذي ستحصل عليه منطقة الأكراد.

صرح سولمازتورك: "من الصعب أن نتصور أن الأكراد السوريين سيغادرون المدينة بسرعة ويتخلون عن السيطرة والإدارة بعد انتهاء عملية تحرير الرقة من مسلحي "داعش" بنجاح. إن ذلك يتعارض مع الأحداث التاريخية. إلا أن ذلك لا يعني أن الرقة بالتأكيد ستصبح جزاء من المنطقة الفيدرالية الكردية. وفي الوقت نفسه، برأيي، أن مصير الرقة يعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور الأحداث في شمال الجمهورية العربية والوضع الذي ستحصل عليه المنطقة الفيدرالية التي أعلنها الأكراد".

وأضاف "نشرت الولايات المتحدة ضمن إطار حرب التحالف الدولي ضد مسلحي "داعش" قواتها في شمال سوريا بشكل مؤقت، حتى أنها أقامت عددا من القواعد العسكرية المؤقتة. وبطبيعة الحال، فإن الأمريكيين يرغبون بمنح تلك القوات صفة دائمة. وعلى الأرجح، فإن هناك اتفاقيات مع الأكراد السوريين بهذا الشأن. لكن سوريا — دولة مستقلة وذات سيادة وحدود واضحة. ومن المستحيل حاليا تنفيذ خطط إقامة قواعد أمريكية دائمة في سوريا دون موافقة دمشق.  لكن الوضع قد يتغير. وهناك احتمال انقسام سوريا. لذلك أظن أنه يجب عدم الوثوق بوعود واشنطن بمغادرة الأكراد للرقة"

 

  • فريق ماسة
  • 2016-11-08
  • 8206
  • من الأرشيف

هل اختلفت تركيا وأمريكا بشأن الرقة؟

صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن واشنطن وعدت أنقرة بمغادرة القوى الكردية لمدينة الرقة بعد انتهاء عملية تحريرها من "داعش" بينما يرى الخبراء أن الأكراد لن يتمكنوا من إتاحة الفرصة المغرية بعد سيطرتهم على المدينة. ونظرا إلى خطط الولايات المتحدة بتحويل وجودها العسكري المؤقت في شمال سوريا إلى دائم فمن غير المحتمل أن تعيق بقاء الأكراد. وقال الرئيس السابق لإدارة شؤون الأمن الدولي في هيئة الأركان العامة التركية، نائب الرئيس السابق لضباط الناتو الاحتياط، الرئيس الحالي لمعهد "تركيا في القرن الـ21" وكبير باحثي الأمن الدوليين في المعهد الملكي للعلاقات الدولية في بريطانيا، خلدون سولمازتورك، إن مصير الرقة يعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور الأحداث في شمال سوريا والوضع الذي ستحصل عليه منطقة الأكراد. صرح سولمازتورك: "من الصعب أن نتصور أن الأكراد السوريين سيغادرون المدينة بسرعة ويتخلون عن السيطرة والإدارة بعد انتهاء عملية تحرير الرقة من مسلحي "داعش" بنجاح. إن ذلك يتعارض مع الأحداث التاريخية. إلا أن ذلك لا يعني أن الرقة بالتأكيد ستصبح جزاء من المنطقة الفيدرالية الكردية. وفي الوقت نفسه، برأيي، أن مصير الرقة يعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور الأحداث في شمال الجمهورية العربية والوضع الذي ستحصل عليه المنطقة الفيدرالية التي أعلنها الأكراد". وأضاف "نشرت الولايات المتحدة ضمن إطار حرب التحالف الدولي ضد مسلحي "داعش" قواتها في شمال سوريا بشكل مؤقت، حتى أنها أقامت عددا من القواعد العسكرية المؤقتة. وبطبيعة الحال، فإن الأمريكيين يرغبون بمنح تلك القوات صفة دائمة. وعلى الأرجح، فإن هناك اتفاقيات مع الأكراد السوريين بهذا الشأن. لكن سوريا — دولة مستقلة وذات سيادة وحدود واضحة. ومن المستحيل حاليا تنفيذ خطط إقامة قواعد أمريكية دائمة في سوريا دون موافقة دمشق.  لكن الوضع قد يتغير. وهناك احتمال انقسام سوريا. لذلك أظن أنه يجب عدم الوثوق بوعود واشنطن بمغادرة الأكراد للرقة"  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة