أطلقت «قوات سورية الديمقراطية» عملية «إعلامية» لإشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب وإظهار جدية الإدارة الحالية في مكافحة «تنظيم داعش الإرهابي» تحت اسم «غضب الفرات» بحجة تحرير مدينة الرقة من مسلحي التنظيم.

 

وأكد مصدر دبلوماسي غربي في باريس خلال اتصال هاتفي مع «الوطن»، أن المعركة التي تم الإعلان عنها أمس لتحرير الرقة من داعش، ليست سوى معركة إعلامية، إذ لا قدرة لدى «قوات سورية الديمقراطية» على مقاتلة التنظيم الإرهابي ولو ساندته واشنطن وباريس بكل ما لديهما من قوة.

 

المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال: إن الإعلان المفاجئ لواشنطن عن معركة الرقة جاء للتغطية على عدم تمكن الولايات المتحدة الأميركية من إحراز تقدم سريع ونوعي بالتعاون مع الجيش العراقي في مدينة الموصل، وهي بحاجة لهذا الإنجاز قبيل ساعات من استحقاق الانتخابات الرئاسية والفضائح التي تحيط بمرشحة الحزب الديمقراطي والرئيس باراك أوباما هيلاري كلينتون.

وأضاف: إن الإعلان عن معركة الرقة أمس هو لإشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب وإظهار جدية الإدارة الحالية في مكافحة داعش، بعد اتهامات ووثائق تؤكد تعاون واشنطن مع التنظيم الإرهابي إثر تأسيسه وتمويله.

وأمس أعلن الناطق باسم «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد في بيان رسمي من مدينة عين عيسى شمال الرقة، أن العملية بدأت ميدانياً مساء أول من أمس مع «تشكيل غرفة عمليات «غضب الفرات» من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال»، وكشفت خلال مؤتمر صحفي أن «ثلاثين ألف مقاتل سيخوضون معركة تحرير الرقة».

بدوره أكد المتحدث العسكري باسم «الديمقراطية» طلال سلو عدم وجود أي دور تركي في العملية أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة» وفق «فرانس برس» التي نقلت عن مصدر قيادي في «الديمقراطية» أن قرابة خمسين مستشاراً وخبيراً عسكرياً أميركياً موجودون ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي.

المصدر الدبلوماسي الغربي في باريس، ذكر أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يدرك جيداً أن داعش هو نقطة ضعف كبيرة لكلينتون الغارقة في فضائح تعاون واتصال مع هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة، وقد يكون هذا الأمر دفع بالإدارة الأميركية لإعلان معركة الرقة.

ورجح المصدر ألا تتجاوز «الديمقراطية» بضعة كيلومترات «رمزية» خلال الساعات القليلة المقبلة التي ترافق عملية التصويت في الولايات الأميركية.

من جهة ثانية، قالت مصادر إعلامية تتابع تطورات الشمال وترافق «قوات سورية الديمقراطية» التي استقدمت عشرات الصحفيين لتغطية حربها على داعش، إن الهدف الأساسي لـ«قوات سورية الديمقراطية» هو التقدم في ريف الرقة حيث لا حضور حقيقياً لداعش دون التوجه إلى مدينة الرقة حيث لا قدرة لديها لمواجهة التنظيم الإرهابي.

ورجحت المصادر أن يتم العمل على عدة محاور، لكن الأهم يكمن في قطع طريق الرقة دير الزور لمنع المقاتلين من التنقل والحصول على إمدادات بشرية وعسكرية وخاصة بعد معلومات وردت من الموصل العراقية أن عدداً كبيراً من مقاتلي داعش أخذوا عوائلهم من الموصل باتجاه الرقة وعادوا برفقة مسلحين لمؤازرة الإرهابيين المتمركزين داخل الموصل.

وعلى الصعيد السياسي لم يصدر حتى طباعة هذا العدد أي موقف رسمي سوري أو روسي أو حتى تركي تجاه ما أعلنته «قوات سورية الديمقراطية» المكونة من أكراد بنسبة كبيرة ومن قبائل عربية.

وتوقع وزير الدفاع الروسي أن تستغرق المعركة وقتاً من الزمن ما قد يؤكد كلام مصادر «الوطن» أن الهدف منها إعلامي أكثر مما هو عسكري وخاصة أن الولايات المتحدة تقود حلفاً منذ أكثر من سنتين ولَم تحارب تنظيم داعش بشكل فعلي أو حقيقي بل كانت تسمح بتمدده.

وبينما تحدث المبعوث الأميركي لمحاربة داعش بريت ماكغورك من الأردن بأنه «ستكون هنالك مرحلة العزل ومن ثم المرحلة المعتبرة وهي الخروج من الرقة» بين وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن «الجهود لعزل وتحرير الرقة تعد الخطوة التالية في خطة حملة» التحالف.

وفي المقابل ثمن المعارض منذر خدام إطلاق المعركة، معتبراً أن الحوار مع «قوات سورية الديمقراطية ممكن وهي قوى علمانية وديمقراطية».

واعتبر خدام في تصريح لـ«الوطن» أن «تدخل تركيا كان سيعقد الموضوع»، مشيراً إلى أن روسيا «لن تكون منزعجة من العملية فهي حليف سياسي للأكراد في حين أميركا حليف عسكري فقط».

  • فريق ماسة
  • 2016-11-06
  • 14252
  • من الأرشيف

معركة مدينة الرقة «إعلامية» وترتبط بالانتخابات الأميركية

أطلقت «قوات سورية الديمقراطية» عملية «إعلامية» لإشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب وإظهار جدية الإدارة الحالية في مكافحة «تنظيم داعش الإرهابي» تحت اسم «غضب الفرات» بحجة تحرير مدينة الرقة من مسلحي التنظيم.   وأكد مصدر دبلوماسي غربي في باريس خلال اتصال هاتفي مع «الوطن»، أن المعركة التي تم الإعلان عنها أمس لتحرير الرقة من داعش، ليست سوى معركة إعلامية، إذ لا قدرة لدى «قوات سورية الديمقراطية» على مقاتلة التنظيم الإرهابي ولو ساندته واشنطن وباريس بكل ما لديهما من قوة.   المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال: إن الإعلان المفاجئ لواشنطن عن معركة الرقة جاء للتغطية على عدم تمكن الولايات المتحدة الأميركية من إحراز تقدم سريع ونوعي بالتعاون مع الجيش العراقي في مدينة الموصل، وهي بحاجة لهذا الإنجاز قبيل ساعات من استحقاق الانتخابات الرئاسية والفضائح التي تحيط بمرشحة الحزب الديمقراطي والرئيس باراك أوباما هيلاري كلينتون. وأضاف: إن الإعلان عن معركة الرقة أمس هو لإشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب وإظهار جدية الإدارة الحالية في مكافحة داعش، بعد اتهامات ووثائق تؤكد تعاون واشنطن مع التنظيم الإرهابي إثر تأسيسه وتمويله. وأمس أعلن الناطق باسم «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد في بيان رسمي من مدينة عين عيسى شمال الرقة، أن العملية بدأت ميدانياً مساء أول من أمس مع «تشكيل غرفة عمليات «غضب الفرات» من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال»، وكشفت خلال مؤتمر صحفي أن «ثلاثين ألف مقاتل سيخوضون معركة تحرير الرقة». بدوره أكد المتحدث العسكري باسم «الديمقراطية» طلال سلو عدم وجود أي دور تركي في العملية أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة» وفق «فرانس برس» التي نقلت عن مصدر قيادي في «الديمقراطية» أن قرابة خمسين مستشاراً وخبيراً عسكرياً أميركياً موجودون ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي. المصدر الدبلوماسي الغربي في باريس، ذكر أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يدرك جيداً أن داعش هو نقطة ضعف كبيرة لكلينتون الغارقة في فضائح تعاون واتصال مع هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة، وقد يكون هذا الأمر دفع بالإدارة الأميركية لإعلان معركة الرقة. ورجح المصدر ألا تتجاوز «الديمقراطية» بضعة كيلومترات «رمزية» خلال الساعات القليلة المقبلة التي ترافق عملية التصويت في الولايات الأميركية. من جهة ثانية، قالت مصادر إعلامية تتابع تطورات الشمال وترافق «قوات سورية الديمقراطية» التي استقدمت عشرات الصحفيين لتغطية حربها على داعش، إن الهدف الأساسي لـ«قوات سورية الديمقراطية» هو التقدم في ريف الرقة حيث لا حضور حقيقياً لداعش دون التوجه إلى مدينة الرقة حيث لا قدرة لديها لمواجهة التنظيم الإرهابي. ورجحت المصادر أن يتم العمل على عدة محاور، لكن الأهم يكمن في قطع طريق الرقة دير الزور لمنع المقاتلين من التنقل والحصول على إمدادات بشرية وعسكرية وخاصة بعد معلومات وردت من الموصل العراقية أن عدداً كبيراً من مقاتلي داعش أخذوا عوائلهم من الموصل باتجاه الرقة وعادوا برفقة مسلحين لمؤازرة الإرهابيين المتمركزين داخل الموصل. وعلى الصعيد السياسي لم يصدر حتى طباعة هذا العدد أي موقف رسمي سوري أو روسي أو حتى تركي تجاه ما أعلنته «قوات سورية الديمقراطية» المكونة من أكراد بنسبة كبيرة ومن قبائل عربية. وتوقع وزير الدفاع الروسي أن تستغرق المعركة وقتاً من الزمن ما قد يؤكد كلام مصادر «الوطن» أن الهدف منها إعلامي أكثر مما هو عسكري وخاصة أن الولايات المتحدة تقود حلفاً منذ أكثر من سنتين ولَم تحارب تنظيم داعش بشكل فعلي أو حقيقي بل كانت تسمح بتمدده. وبينما تحدث المبعوث الأميركي لمحاربة داعش بريت ماكغورك من الأردن بأنه «ستكون هنالك مرحلة العزل ومن ثم المرحلة المعتبرة وهي الخروج من الرقة» بين وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن «الجهود لعزل وتحرير الرقة تعد الخطوة التالية في خطة حملة» التحالف. وفي المقابل ثمن المعارض منذر خدام إطلاق المعركة، معتبراً أن الحوار مع «قوات سورية الديمقراطية ممكن وهي قوى علمانية وديمقراطية». واعتبر خدام في تصريح لـ«الوطن» أن «تدخل تركيا كان سيعقد الموضوع»، مشيراً إلى أن روسيا «لن تكون منزعجة من العملية فهي حليف سياسي للأكراد في حين أميركا حليف عسكري فقط».

المصدر : الماسة السورية/ الوط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة