بعد تجديد الولايات المتحدة الأمريكية تحذيراتها لرعاياها في تركيا لمغادرة البلاد خشية تعرضهم لهجمات إرهابية يأتي السؤال لماذا تكرر واشنطن تحذيراتها منذ الانقلاب الذي تعرض له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو الماضي وهل هذه التحذيرات جدية أم أنها وسيلة للتاثير على السياسة والاقتصاد التركيان لابعاد أنقرة عن التقارب مع دول خراج الحلف الأمريكي مثل روسيا؟

فقد قالت القنصلية الأمريكية في أسطنبول، في رسالة نشرتها في 30 اكتوبر 2016 على موقعها الإلكتروني، إن جماعات متطرفة تسعى لاستهداف الأمريكيين وغيرهم من الأجانب في المدينة. وأضافت في بيانها: "إن هذه الهجمات قد تكون مخططاً لها مسبقاً، ومن الممكن أن تُنفذ دون سابق إنذار. وقد تكون في شكل هجمات مسلحة، أو محاولات اختطاف، أو هجمات تفجيرية، وغير ذلك من أشكال العنف".

 

ففي الوقت الذي لم تحدد القنصلية الجهة التي تعتقد أنها تدبر لمثل هذه العمليات الإرهابية، إلا أنها أشارت إلى أن إسطنبول شهدت تفجيرات عدة في العام الماضي على يد تنظيم "داعش"، والمسلحين الأكراد محذرة من وقوع الشئ نفسه هذه المرة.

 

ووفقاً لموقع إذاعة" صوت أمريكا" فإن التحذيرات التي نشرتها القنصلية الأمريكية في أسطنبول في بيان من وجود معلومات أمنية تشير إلى تزايد التهديدات من الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء تركيا ضد المصالح الأمريكية هناك تعني شرخاً جديداً في العلاقة بين واشنطن وأنقرة عقب اتهام الأخيرة للولايات المتحدة بالضلوع في الانقلاب الذي تعرض له الرئيس أردوغان.

 

وحسب البيان الصادر عن القنصلية، فإن هناك احتمال تعرض تركيا لتفجيرات وتهديدات متعددة من الناحية الأمنية لذلك على الرعايا الأمريكيين توخي الحيطة والحذر ومغادرة البلاد. ويظهر البيان أن أن هناك استهدافاً للسياح الأجانب والأمريكيين بصورة خاصة من قبل جماعات إرهابية ومحلية في تركيا.

 

وقالت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إن تزايد التحذيرات الصادرة عن الإدارة الأمريكية في الآونة الأخير يعود إلى زيادة الخلاف بين واشنطن وأنقره من الناحية السياسية عقب أحداث يوليو ورفض واشنطن تسليم أنقرة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب.

 

ولما كان هذا التحذير هو الثاني خلال أسبوع، فإن هذا الأمر وفق صحيفة "نيويورك تايمز" يعني إحدى أمرين: الأول أن التهديدات حقيقية وواقعة حتماً بسبب سياسية أنقرة التوسعية في الدول الأخرى مثل العراق وسوريا وفتحها لحدودها لعبور الإرهابيين أو أن الخلاف بين الدولتين قد وصل حداً لا بد من القيام بعمل ما تجاه أنقرة لتغيير سياستها.

 

وقال موقع "بوليتيكو" إن التحذيرات تأتي بعد معلومات من أن العديد من الجماعات السياسية في تركيا تسعى إلى تنظيم مظاهرات ومسيرات في أنقرة ما يشكل فراغاً أمنياً كبيراً بسبب وجود تجمعات ومسيرات عامة ما يعني إمكانية تحول تلك المظاهرات إلى مواجهة تؤدي إلى تصاعد أعمال العنف.

 

وحذر البيان كذلك الرعايا الأمريكيين من الاقتراب من مناطق تلك التجمعات الكبيرة لأنها تشكل هدفاً رئيساً لأية عملية إرهابية.

 

وفي الختام، فإن زيادة حدة تلك التحذيرات وتصاعد وتيرتها وتكرارها بين الحين والآخر قد لا يكون الهدف منه فعلياً التحذير من وجود محاطر أمنية حقيقية بل تحذير تركيا من مغبة الإقدام على التقارب مع روسيا والسماح "لأنبوت الغاز الروسي" بالمرور عبر أراضيها إلى أوروبا. أو قد يكون محاول للضغط على أنقرة لتغيير سياستها الإقليمية والدولية تجاه عدد من الدول وخصوصا تجاه قضية اللاجئين لأنها أصبحت عبئا كبيراً على الاتحاد الأوروبي.

  • فريق ماسة
  • 2016-10-31
  • 13284
  • من الأرشيف

ما مدى جدية تحذيرات واشنطن لرعاياها في تركيا من هجمات إرهابية؟

بعد تجديد الولايات المتحدة الأمريكية تحذيراتها لرعاياها في تركيا لمغادرة البلاد خشية تعرضهم لهجمات إرهابية يأتي السؤال لماذا تكرر واشنطن تحذيراتها منذ الانقلاب الذي تعرض له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو الماضي وهل هذه التحذيرات جدية أم أنها وسيلة للتاثير على السياسة والاقتصاد التركيان لابعاد أنقرة عن التقارب مع دول خراج الحلف الأمريكي مثل روسيا؟ فقد قالت القنصلية الأمريكية في أسطنبول، في رسالة نشرتها في 30 اكتوبر 2016 على موقعها الإلكتروني، إن جماعات متطرفة تسعى لاستهداف الأمريكيين وغيرهم من الأجانب في المدينة. وأضافت في بيانها: "إن هذه الهجمات قد تكون مخططاً لها مسبقاً، ومن الممكن أن تُنفذ دون سابق إنذار. وقد تكون في شكل هجمات مسلحة، أو محاولات اختطاف، أو هجمات تفجيرية، وغير ذلك من أشكال العنف".   ففي الوقت الذي لم تحدد القنصلية الجهة التي تعتقد أنها تدبر لمثل هذه العمليات الإرهابية، إلا أنها أشارت إلى أن إسطنبول شهدت تفجيرات عدة في العام الماضي على يد تنظيم "داعش"، والمسلحين الأكراد محذرة من وقوع الشئ نفسه هذه المرة.   ووفقاً لموقع إذاعة" صوت أمريكا" فإن التحذيرات التي نشرتها القنصلية الأمريكية في أسطنبول في بيان من وجود معلومات أمنية تشير إلى تزايد التهديدات من الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء تركيا ضد المصالح الأمريكية هناك تعني شرخاً جديداً في العلاقة بين واشنطن وأنقرة عقب اتهام الأخيرة للولايات المتحدة بالضلوع في الانقلاب الذي تعرض له الرئيس أردوغان.   وحسب البيان الصادر عن القنصلية، فإن هناك احتمال تعرض تركيا لتفجيرات وتهديدات متعددة من الناحية الأمنية لذلك على الرعايا الأمريكيين توخي الحيطة والحذر ومغادرة البلاد. ويظهر البيان أن أن هناك استهدافاً للسياح الأجانب والأمريكيين بصورة خاصة من قبل جماعات إرهابية ومحلية في تركيا.   وقالت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إن تزايد التحذيرات الصادرة عن الإدارة الأمريكية في الآونة الأخير يعود إلى زيادة الخلاف بين واشنطن وأنقره من الناحية السياسية عقب أحداث يوليو ورفض واشنطن تسليم أنقرة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب.   ولما كان هذا التحذير هو الثاني خلال أسبوع، فإن هذا الأمر وفق صحيفة "نيويورك تايمز" يعني إحدى أمرين: الأول أن التهديدات حقيقية وواقعة حتماً بسبب سياسية أنقرة التوسعية في الدول الأخرى مثل العراق وسوريا وفتحها لحدودها لعبور الإرهابيين أو أن الخلاف بين الدولتين قد وصل حداً لا بد من القيام بعمل ما تجاه أنقرة لتغيير سياستها.   وقال موقع "بوليتيكو" إن التحذيرات تأتي بعد معلومات من أن العديد من الجماعات السياسية في تركيا تسعى إلى تنظيم مظاهرات ومسيرات في أنقرة ما يشكل فراغاً أمنياً كبيراً بسبب وجود تجمعات ومسيرات عامة ما يعني إمكانية تحول تلك المظاهرات إلى مواجهة تؤدي إلى تصاعد أعمال العنف.   وحذر البيان كذلك الرعايا الأمريكيين من الاقتراب من مناطق تلك التجمعات الكبيرة لأنها تشكل هدفاً رئيساً لأية عملية إرهابية.   وفي الختام، فإن زيادة حدة تلك التحذيرات وتصاعد وتيرتها وتكرارها بين الحين والآخر قد لا يكون الهدف منه فعلياً التحذير من وجود محاطر أمنية حقيقية بل تحذير تركيا من مغبة الإقدام على التقارب مع روسيا والسماح "لأنبوت الغاز الروسي" بالمرور عبر أراضيها إلى أوروبا. أو قد يكون محاول للضغط على أنقرة لتغيير سياستها الإقليمية والدولية تجاه عدد من الدول وخصوصا تجاه قضية اللاجئين لأنها أصبحت عبئا كبيراً على الاتحاد الأوروبي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة