دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
دخلت المرحلة الأخيرة من اتفاق المعضمية التنفيذ، وذلك بمغادرة ما يُقارب الألف مُسلّح المدينة باتجاه ادلب، التي باتت حاضنة المُقاتلين الراغبين في الاستمرار في القتال ضدّ نظام الحكم في دمشق.
وأمس، نقلت باصات كبيرة المُسلّحين الراغبين في مغادرة دمشق، وذلك برعاية من منظمة «الهلال الأحمر السوري»، بغياب أي رقابة دولية للأمم المتحدة، التي أبقت على قرارها بالابتعاد عن اتفاقات التسوية المحلية بعد اتفاق داريا الشهير.
ونقلت صحيفة «الوطن» الخاصّة عن مصادر محلية بأن «عدد الذين سجّلوا أسماءهم للخروج من المدينة يتراوح بين 650 و750 مسلحاً، وذلك فيما قام نحو 400 آخرين بتسوية أوضاعهم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة بهدف بقائهم في المدينة»، مُشيرة إلى أن «ألفين آخرين» ينتظر إجراؤهم «تسوية لأوضاعهم خلال الفترة المقبلة».
بدورها، قدّرت مصادر المعارضة استناداً للجان تنسيق محلية، بأن العدد يُقارب 632 من المُسلّحين المُسجّلة اسماؤهم، وذلك من دون الإشارة لأسرهم التي ستُغادر معهم، ما قد يرفع العدد لحوالي 1500 تقريباً.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن أغلبية المُغادرين من خارج المدينة، وتحديداً من داريا، التي سبقت جارتها بتثبيت تسوية دائمة، وإن اختلفت في كون معظم سكانها خارجها، فيما تُعاني المعضمية من تقسيم بين منطقتين مُوالية ومعارضة، تفصل بينهما الحواجز العسكرية. وسبق لدفعة من مُقاتلي داريا المُقيمين في المعضمية أن غادرت المدينة في وقت سابق، وقُدّر عددها بحوالي 200 شخص، لكن تنفيذ باقي خطوات الاتفاق تأخرت حتى يوم أمس.
وتراجع عدد سكان المعضمية وفقاً لصحيفة «الوطن» من 60 ألفا كانوا قبل الحرب إلى 40 ألفا حاليا، بينهم عدد كبير من النازحين من مناطق أخرى.
وغادرت عشرات العائلات داريا المُلاصقة للمعضمية غرب دمشق، بعد اتفاق التسوية، نحو مخيم حرجلة قرب العاصمة، وذلك ممن لم يرغب بمُرافقة المُقاتلين المُنسحبين إلى مدينة إدلب.
ويبدو أن انقسام المدينة بين منطقتين ساهم في تعقيد وتأخير عملية التسوية، بسبب الاستقلالية النسبية التي تمتّع بها القسم الجنوبي من المدينة، وهو ما ساعد في إنجاز اتفاقات تسوية كانت مهملة، كما في قدسيا والهامة الأسبوعين الماضيين.
وكما في تسويات سابقة، يُفترض أن تعود الخدمات كاملة إلى المدينة، ويسمح بحريّة الحركة الطبيعية، وصيانة البنية التحتية حيث تدعو الحاجة.
ووفق معلومات «السفير»، تعمل قيادة الجيش على تجهيز مناطق جديدة لضمّها لهذه العملية، والتي تقوم بالقضم التدريجي لمناطق سيطرة المُسلّحين أو مناطق اختلاط النفوذ بين السلطات المحلية والمُقاتلين المعارضين.
وقالت مصادر إعلامية محلية إن بلدة التلّ المجاورة لدمشق، والمُطلّة على احد التفرعات الرئيسية للطريق الدولي بين مدينتي دمشق وحمص، على أجندة لجنة المصالحة الوطنية، علماً أن ثمة صراعاً يبرز بين الحين والآخر داخل المدينة بين فصائل «داعش» و«جبهة النصرة» كما فصائل «الجيش الحر».
كما من المتوقع أن يتمّ التركيز قريباً على منطقتي وادي بردى والفيجة باعتبارهما شبه محاصرتين، ولا سيما أن مُسلّحي البلدتين يتحكّمون بمصادر مياه العاصمة دمشق.
كما ذكرت مصادر أخرى أن وفداً من وجهاء بلدة زاكية في الغوطة الغربية قام «بمقابلة المعنيين للتباحث في سبل تسليم الأسلحة وكيفية إنجاز التسوية».
وتجري التحضيرات لعمليات التسوية، بالتوازي مع الضغط العسكري والحصار لمناطق نفوذ المعارضة في كل تلك المناطق.
وفي هذا السياق، أعلن ناشطون عن توصل الجيش السوري وفصيل المعارضة «جيش الاسلام» الاكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية، إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في مدينة دوما، المدينة الأكبر في الغوطة الشرقية، والتي تخضع للمعارضة، لكن اياً من الطرفين لم يعلنا ذلك رسمياً.
وكانت وسائل إعلام قريبة من السلطات الرسمية أمس الأول تحدثت عن وجود «تعقيدات» خارجية تعيق توصل الجانبين لاتفاق، وذلك على الرغم من ضغط الجيش السوري بعد تقدمه مؤخراً في بلدة الريحان على محيط مدينة دوما.
ونقلت مواقع انترنت عن ناشطين في دوما عن توصل الطرفين لاتفاق «مبدئي» لم تعرف مدته الزمنية بين الجانبين يسمح بـ «عودة المهجرين واطلاق سراح المعتقلين» لدى الطرفين.
وأمس، اعلن بتزامن لافت عن دخول 45 شاحنة مساعدات انسانية لدوما بالتعاون مع منظمة الهلال الاحمر السوري.
المصدر :
زياد حيدر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة