دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
السنوات الخمس التي قضاها بشار الجعفري في الاشتباك مع مندوبي ودبلوماسيي "الدول المعادية" لـ دمشق جعلته يعتاد منطق المواجهة ويتأقلم مع ظروفها ومتطلباتها.
بالكاد تجد الكاميرا لنفسها لحظة لسرقة صورة أو لقطة للجعفري وهو يبتسم. العبسة لاتفارق وجهه لطالما هو داخل مبنى الأمم المتحدة، أقرب صديق له هو المندوب الروسي فيتالي تشوركين، معه يقف ويتبادل أطراف الحديث في كوريدورات المبنى الأممي، ربما يرسم وجود تشوركين ابتسامة على وجه الجعفري إن استطاعت الابتسامة أن تتسلل إلى وجهه.
بسبب وجوده الدائم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، يؤدي الجعفري دوراً سياسياً ودبلوماسياً يفوق ما يؤديه وزير الخارجية وليد المعلم، يُكثر الجعفري من ظهوره الإعلامي ويشارك في محاضرات وندوات يحضرها أكاديميون أمريكيون وجاليات عربية، ويُحسن استغلال تلك المشاركات لممارسة نوع من الحرب المضادة وتسويق موقف الدولة السورية في واحدة من أهم مدن العالم رغم أن السلطات الأمريكية فرضت قيوداً كثيرة على تحركاته ضمن الأراضي الأمريكية.
لا يتوانى بشار الجعفري عن استحضار الشِّعر فيُلقيه في جلسة ساخنة لمجلس الأمن على مسامع من لا يطيب له شعر الجعفري لاسيما وأنه يحمل هجوماً حاداً على خصوم دمشق. حصد الجعفري شعبية واسعة لدى مؤيدي الرئيس السوري حتى أنهم لقبوه بـ أسد الدبلوماسية السورية. القامة الطويلة لـ الجعفري تمنحه حضوراً جسدياً مميزاً بين زملائه من المندوبين الدائمين، عينا الجعفري لا تتعبان وهما ترمقان مندوبي واشنطن وباريس ولندن بنظرات حادّة ومحدّقة.
بشكل مقصود يستخدم الجعفري باستمرار كلمة "بلادي سورية" خلال مداخلاته في اجتماع المجلس ويكررها عدة مرات بإحساس عميق يُثير شيئاً من التوتر لدى أعدائه المتوزعين على الطاولة الدائرية.
ينتقده خصومه بأنه يمارس البروباغاندا التي تسوّق لـ "النظام السوري" وأنه يتعامل بطريقة حادة مع مراسلي وسائل الإعلام المحسوبة على خصوم دمشق.
لا يستعجل الجعفري في كلماته فيأخذ كامل وقته ويعتمد على الوقفات في الخطاب وهو أسلوب ينفرد به ويستفز من خلاله أعداءه كما أنه ينجح في توزيع نظراته على جمع الأعضاء ويراقب بشكل خاص من بين عدسات نظارته الصغيرة ردات فعل مندوبي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
المصدر :
كامل صقر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة