بعد إحياء البيت الأبيض النقاش حول توفير أسلحة مضادة للطيران للمجموعات المتمردة في سورية، أشارت عدة تصريحات

أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية حول حجم الخسائر التي ستتعرض لها روسيا في سورية مستقبلاً، مُلمّحاً إلى اتباع واشنطن "سيناريو أفغانستان" مُجدداً.

فقد جددت إدارة أوباما النقاش حول توفير مزيد من القوة النارية للمسلحين في سورية, بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أميركيين، حيث تجدد النقاش بشأن ما يُشار إليه في الإدارة الأمريكية عن الخطة "ب" والسماح لوكالة الاستخبارات المركزية وشركائها في المنطقة بتقديم أنظمة أسلحة متطورة تُتيح للمجوعات المسلحة ضرب مواقع المدفعية التابعة للقوات السورية والروسية من مسافات طويلة.

وبالإضافة إلى تسليح المتمردين، فإن إدارة أوباما تدرس إعطاء الضوء الأخضر لحلفائها في الشرق الأوسط, بما في ذلك المملكة العربية السعودية وتركيا لتوفير أنظمة أسلحة أكثر قوة وتطوراً للمسلحين، حيث قال مسؤولون أن سرعة وقوة الهجوم الروسي والسوري في حلب كثّفت الضغط على البيت الأبيض وصانعي السياسات القسرية لتسريع مداولاتهم والنظر في تلك الخيارات التي كانوا قد وضعوها في السابق مترددين حتى الآن في تطبيقها أو شن حملة عسكرية شاملة ضد الرئيس السوري بشار الأسد

 

 

في حزيران 2016 وقع 51 دبلوماسياً أمريكياً مذكرة داخلية تُفيد بتنفيذ ضربات جوية مباشرة ضد الحكومة السورية، وقد نُشرت مسودة الوثيقة من قبل صحيفة نيويورك تايمز في 16 يونيو، جاء فيها: "نحن نعتقد أن تحقيق هدفنا سيكون صعب المنال إن لم نستخدم القوة العسكرية الفائقة كخيار لفرض وقف الأعمال القتالية, وإجبار النظام السوري على الالتزام بالأحكام المُبرمة والتفاوض على حل سياسي يظهر بمظهر حسن نيّة من قبلنا".

وأِشارت صحيفة وول ستريت جورنال أن آخر اتفاقية لوقف إطلاق النار في سورية قد انهارت بعد اتهام واشنطن لروسيا ودمشق بالهجوم ضد القافلة الانسانية للأمم المتحدة، ومع ذلك فإن وسائل الإعلام ذكرت عدم وجود أي دليل قًدّم لإثبات تورط القوات العسكرية الروسية أو الجيش السوري في هذه الحادثة، وعلاوة على ذلك فإن الهجوم الذي أجرته القوات الجوية الأمريكية ضد الجيش السوري في دير الزور بقي بعيداً عن التحليلات ووسائل الإعلام, ووُصف فيما بعد ببساطة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية بأنه "حادث

 

 

وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح يرافقه القلق بأن روسيا ستستمر بتفقد القوافل التي ستُرسل إلى المناطق المحاصرة والموارد, بما في ذلك تلك الطائرات, وهذا ما عتبرته واشنطن عقبة أمام توريد المجموعات المتطرفة بالأسلحة المتطورة، وفي الوقت نفسه فإن تلك المجموعات ستستغل كل ثغرة خلال العمليات العسكرية لتوسيع نطاق عملياتها، والتي ستشمل بلا شك الهجمات المباشرة ضد القوات الروسية الموجودة في سورية، كما أكد المتحدث أنه وبوجود روسيا في المنطقة فإن واشنطن ستستمر بفقدان الموارد التي ترسلها, والتي سيتم استهدافها من الجانب الروسي.

وفي المقابل فإن روسيا جادة في تلبية الاتفاقيات المُبرمة لوضع نهاية لهذه الحرب، على عكس المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة وحلفائها, الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء تلبية أي مطلب ضمن اتفاقيات وقف الأعمال القتالية في سورية

 

 

وتعليقاُ على إمكانية شن عدوان أمريكي مباشر على دمشق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا"، أن هذا العدوان سيؤدي إلى تحولات جذرية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وإذا أطلقت واشنطن عملية عسكرية ضد الجيش السوري فإن ذلك سيولد نتائج رهيبة ليس فقط على أراضي سورية وإنما المنطقة بشكل عام، وأضافت أنه في حال إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد فإن ذلك سيخلق فراغاً خطيراً في السلطة, قد يشغله على الفور مسؤول إرهابي يكون حليفاً لواشنطن

 

 

وفي العودة إلى عام 1980 وبقراءة ما بين السطور الأمريكية، نرى احتمالية لإعادة سيناريو أفغانستان في سورية، حين قدمت الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان أسلحة حديثة, بما في ذلك صواريخ FIM_92 التي غيرت مجرى الحرب في المنطقة، فقد بدأت الولايات المتحدة بتزويد المسلحين في سورية بأسلحة مضادة للطيران وبتنسيق دقيق لأعمالهم على الأرض، وتبادل معلومات استخباراتية مع المعارضة السورية في الخارج، بما في ذلك الهجمات المباشرة ضد دمشق، لكن الولايات المتحدة غير قادرة على وضع تهديداتها موضع التنفيذ حتى الآن، وبعض التسريبات تُظهر أن واشنطن لا تزال تدرس إيجابيات وسلبيات هذه الأعمال وغير متأكدة أنها ستكون ناجحة بسبب العائق الروسي في المنطقة

 

  • فريق ماسة
  • 2016-10-02
  • 10674
  • من الأرشيف

مسعى أمريكي لإعادة "سيناريو أفغانستان" في سورية

بعد إحياء البيت الأبيض النقاش حول توفير أسلحة مضادة للطيران للمجموعات المتمردة في سورية، أشارت عدة تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية حول حجم الخسائر التي ستتعرض لها روسيا في سورية مستقبلاً، مُلمّحاً إلى اتباع واشنطن "سيناريو أفغانستان" مُجدداً. فقد جددت إدارة أوباما النقاش حول توفير مزيد من القوة النارية للمسلحين في سورية, بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أميركيين، حيث تجدد النقاش بشأن ما يُشار إليه في الإدارة الأمريكية عن الخطة "ب" والسماح لوكالة الاستخبارات المركزية وشركائها في المنطقة بتقديم أنظمة أسلحة متطورة تُتيح للمجوعات المسلحة ضرب مواقع المدفعية التابعة للقوات السورية والروسية من مسافات طويلة. وبالإضافة إلى تسليح المتمردين، فإن إدارة أوباما تدرس إعطاء الضوء الأخضر لحلفائها في الشرق الأوسط, بما في ذلك المملكة العربية السعودية وتركيا لتوفير أنظمة أسلحة أكثر قوة وتطوراً للمسلحين، حيث قال مسؤولون أن سرعة وقوة الهجوم الروسي والسوري في حلب كثّفت الضغط على البيت الأبيض وصانعي السياسات القسرية لتسريع مداولاتهم والنظر في تلك الخيارات التي كانوا قد وضعوها في السابق مترددين حتى الآن في تطبيقها أو شن حملة عسكرية شاملة ضد الرئيس السوري بشار الأسد     في حزيران 2016 وقع 51 دبلوماسياً أمريكياً مذكرة داخلية تُفيد بتنفيذ ضربات جوية مباشرة ضد الحكومة السورية، وقد نُشرت مسودة الوثيقة من قبل صحيفة نيويورك تايمز في 16 يونيو، جاء فيها: "نحن نعتقد أن تحقيق هدفنا سيكون صعب المنال إن لم نستخدم القوة العسكرية الفائقة كخيار لفرض وقف الأعمال القتالية, وإجبار النظام السوري على الالتزام بالأحكام المُبرمة والتفاوض على حل سياسي يظهر بمظهر حسن نيّة من قبلنا". وأِشارت صحيفة وول ستريت جورنال أن آخر اتفاقية لوقف إطلاق النار في سورية قد انهارت بعد اتهام واشنطن لروسيا ودمشق بالهجوم ضد القافلة الانسانية للأمم المتحدة، ومع ذلك فإن وسائل الإعلام ذكرت عدم وجود أي دليل قًدّم لإثبات تورط القوات العسكرية الروسية أو الجيش السوري في هذه الحادثة، وعلاوة على ذلك فإن الهجوم الذي أجرته القوات الجوية الأمريكية ضد الجيش السوري في دير الزور بقي بعيداً عن التحليلات ووسائل الإعلام, ووُصف فيما بعد ببساطة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية بأنه "حادث     وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح يرافقه القلق بأن روسيا ستستمر بتفقد القوافل التي ستُرسل إلى المناطق المحاصرة والموارد, بما في ذلك تلك الطائرات, وهذا ما عتبرته واشنطن عقبة أمام توريد المجموعات المتطرفة بالأسلحة المتطورة، وفي الوقت نفسه فإن تلك المجموعات ستستغل كل ثغرة خلال العمليات العسكرية لتوسيع نطاق عملياتها، والتي ستشمل بلا شك الهجمات المباشرة ضد القوات الروسية الموجودة في سورية، كما أكد المتحدث أنه وبوجود روسيا في المنطقة فإن واشنطن ستستمر بفقدان الموارد التي ترسلها, والتي سيتم استهدافها من الجانب الروسي. وفي المقابل فإن روسيا جادة في تلبية الاتفاقيات المُبرمة لوضع نهاية لهذه الحرب، على عكس المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة وحلفائها, الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء تلبية أي مطلب ضمن اتفاقيات وقف الأعمال القتالية في سورية     وتعليقاُ على إمكانية شن عدوان أمريكي مباشر على دمشق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا"، أن هذا العدوان سيؤدي إلى تحولات جذرية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وإذا أطلقت واشنطن عملية عسكرية ضد الجيش السوري فإن ذلك سيولد نتائج رهيبة ليس فقط على أراضي سورية وإنما المنطقة بشكل عام، وأضافت أنه في حال إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد فإن ذلك سيخلق فراغاً خطيراً في السلطة, قد يشغله على الفور مسؤول إرهابي يكون حليفاً لواشنطن     وفي العودة إلى عام 1980 وبقراءة ما بين السطور الأمريكية، نرى احتمالية لإعادة سيناريو أفغانستان في سورية، حين قدمت الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان أسلحة حديثة, بما في ذلك صواريخ FIM_92 التي غيرت مجرى الحرب في المنطقة، فقد بدأت الولايات المتحدة بتزويد المسلحين في سورية بأسلحة مضادة للطيران وبتنسيق دقيق لأعمالهم على الأرض، وتبادل معلومات استخباراتية مع المعارضة السورية في الخارج، بما في ذلك الهجمات المباشرة ضد دمشق، لكن الولايات المتحدة غير قادرة على وضع تهديداتها موضع التنفيذ حتى الآن، وبعض التسريبات تُظهر أن واشنطن لا تزال تدرس إيجابيات وسلبيات هذه الأعمال وغير متأكدة أنها ستكون ناجحة بسبب العائق الروسي في المنطقة  

المصدر : آسيا نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة