لوحة ٌ مزيفة , شعارات وهمية , حرية , عدالة , ديمقراطية , حقوق إنسان , تغيير , وعدٌ بالخلاص .....

 

بالقوة لا بالمبادئ, بالعنف لا بالرحمة, بالغطرسة لا بالقيم, بالنفاق لا بالصدق, بالدماء لا بالحوار.. جرائم ٌ بالجملة غصت بها صفحات التاريخ وصبغتها بدماء الأبرياء.

 

يدّعون الحرية والديمقراطية و رعاية السلام.. و( بدون الولايات المتحدة الأمريكية – يقول الرئيس نيكسون -  لن يكون هناك سلام ٌ أو حرية ٌ في العالم أجمع سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل – علينا حمل عبء العالم لأننا شعب ٌ عريق, نحن موجودون لنصنع التاريخ ).

 

لكم أن تسألوا أفريقيا السوداء ، وأمريكا الجنوبية، و أفغانستان , وفلسطين , والعراق , وليبيا , واليمن , و سوريا وعشرات الملايين الذين جُزت رؤوسهم .. قتل ٌ و وحشية ٌ , فوابل ٌ من أطنان القنابل على الأبرياء في اليابان, لم تهز جفن ٌ في عين الرئيس الأمريكي ترومان ليقول بعدها :"العالم الآن في متناول أيدينا".. و طالب بتفجير السدود المائية ونسف محطات توليد الطاقة الكهربائية في فيتنام الشمالية , وسط إعتراض هنري كيسنجر إذ قال:" قد يهلك أكثر من 200 ألف شخص!"  فرد الرئيس نيكسون : "كلا! ُأفضل استخدام القنبلة الذرية مرة ً أخرى إذا ً ".. فيما رأى الرئيس روزفلت أن الحروب التي دخلتها الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما ً قائمة على الخوف , وأكد أن إدارته :"لا نخاف إلاّ من الخوف نفسه".

 

ماض ٍ و حاضر و مستقبل !! .. هو التاريخ الأسود بعينه لدولة ٍ تدعى نشر الديمقراطية التي تفتقدها, ومحاربة الإرهاب الذي زرعته ورعته وصدّرته إلى العالم بأكمله ؟؟ ومع ذلك فقد فازت ببعض من قدموا لها القرابين والولاء والطاعة إما خوفا ً أو فاتورة ً مستعجلة الدفع , أو تماهيا ً و تماكبا ً في الشرّ والجريمة.

 

فهل يعقل في دولة "الديمقراطية" أن يتتالى أو يتعاقب حزبين سياسيين فقط كل أربع سنوات, بينما لا تتغير سياسة الدولة لا داخليا ً ولا خارجيا ً ؟! هو "النظام الأمريكي" المستمر في خط بياني واحد، عبر لعبة تغيير وجوه الرؤساء فقط للضحك على الناس في الداخل والعالم في الخارج...في وقت تخوض حروبها وتسفك الدماء تحت شعارات الديمقراطية, المساواة, العدالة, الحرية.. والتي حوّلتها إلى كلمات بدون معنى ً.

 

لطالما سعت حكوماتها المتعاقبة لإظهار بلاد العم سام في مظهر الدولة الاستثناء التي تتفوق على بقية دول وشعوب العالم الأخرى بقيمها وحضارتها وأفكارها ومثلها , وأنها ارتقت إلى وضع الدولة العظمى بعدما ساهمت في دحر النازية الألمانية والديكتاتورية اليابانية , و إذ تخدع الناس بإقناعهم بمهمتها الطبيعية في العالم , فالولايات المتحدة الأمريكية : "هي الرجولة الضرورية في العالم" - بحسب مادلين أولبرايت -.

 

إن حرصها على الفوز الدائم وشغفها لحكم العالم و السيطرة عليه , من خلال مخاوفها وكبريائها وغطرستها و عنجهيتها دفعتها للإتكاء على تاريخها الأسود في خوض معاركها في ظل حكام ٍ لا يترددون بالقيام بأي شيء, وارتكبت سلسلة ً من الجرائم المسكوت عنها حول العالم , وخصوصا ً في منطقتنا, بدءا ًمن الرئيس وودرو ويلسون 1913 و ليس إنتهاءا ً بالرئيس الحالي باراك أوباما2016 ..

 

وفي خلاصة بحثية تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية.. حاولت قلب نظام الحكم في 127 دولة , و حاولت إغتيال 54 زعيما ًوطنيا ً في العالم , و أشعلت الحروب الأهلية في 85 دولة , و بحسب وزارة الدفاع ( البنتاغون ) فقد شاركت في 17 عملية في الشرق الأوسط خلال أعوام 1980 – 1985 , و أنها مسؤولة عن قتل  200ألف عراقي و إبادة 10 ملايين صومالي على يد مشاة البحرية الأمريكية.

 

الآن و بعد أكثر من خمس سنوات للحرب على سوريا , وبعد أن نجحت في إستدراج أكثر من ستون دولة للتحالف معها بحجة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيمي "داعش" وجبهة النصرة في سوريا والعراق , في الوقت الذي بات واضحا ً أنها تقود الحرب الإرهابية على سوريا والمنطقة العربية لتنفيذ نظريتها الإستعمارية للإستيلاء على ثرواتها , وتدفع يوميا ً بسيناريوهات ومؤامرات تقسيم سوريا, فيما تتابع وضع لمساتها على طريق تقسيم العراق بشكل فعلي. 

 

لن ينسى العالم ليلة 30 أغسطس/ آب 2013 الطويلة , والتي انتظر فيها العالم الرئيس أوباما ليخرج بتوقيت بلاده و يٌعلن نزوله عن شجرة التدخل العسكري المباشر في سوريا , وأن سوريا تعهدت بالتخلي عن سلاحها الكيميائي, و بدأ خطابه بإمتداح نفسه وحكومته و شعبه وأمته وخاطب الأمريكيين قائلا ً :

 

" you are exceptional" , "أنتم استثنائيون" !.

 

و لنا أن نسأله بأي معنى ً قصدتها ؟ و ما الذي كنت ترمي إليه ؟, فلست وحدك من يعرف تاريخكم و حضارتكم و أفعالكم ومدى استثنائيتكم ..فهل حقا ً أنتم استثنائيون  و تستحقون هذا اللقب ؟ وهل كنتم استثنائيون عندما:

 

- قتلتم و دمرتم حضارات المايا و الإنكا و الهنود الحمر و أبدتم شعوبهم .

 

- قتلتم مئات الاّلاف في ناغازاكي و هيروشيما بالقنبلة الذرية .

 

- كنتم وراء الحركة الصهيونية و دعمتم كيانها الغاصب الذي قتل وهجّر مئات الاّلاف من العرب والفلسطينيين وغيرهم .

 

- وحولتم أفغانستان بعد تدميرها مقرا ً لأدوات إرهابكم ( القاعدة ).

 

- ودخلتم العراق محتلين غزاة فحطمتم الدولة العراقية وقتلتم شعبها وسرقتم نفطها و اّثارها لمحو تاريخها .

 

- و ما فعلتموه في سورية من قتل وخراب عبر أدواتكم الإرهابية لن يكون اّخر مطافكم.

 

- اعتمدتم على قوى التطرف والهمجية ومال النفط الخليجي لسوق الموت والخراب عبر"ربيع ٍ عربي ٍ" خسيس أدخلتم عبره المنطقة في دوامة الحروب والدماء.

 

- أنهكتم كاهل شعبكم واقتصاده الذي تحول إلى اقتصاد هزيل يعجز عن سداد ديونه.

 

إنه بكل بساطة طبعكم وحقيقتكم ..

 

نعم كنتم مثالاً للتفوق والتميّز فأصبح في عرفكم "العم سام"... super uncle Sam

 

و غدت بلادكم ... super land , و من مصانع بطولاتكم خرج ...super man و .. Batman .

 

وعليه يحق أن تسمى حضارتكم ب... the super civilization .

 

ونلت جائزة نوبل للسلام فغدوت ... The super peace man .وتراجعت عن ضرب سورية وانتحارك السياسي فيها فبت ... the hero man . و أنقذت سمعة بلادك من هزيمة ٍ محققة ٍ فلقبوك ... the force man . وقمت بلعب دور البطولة في فيلم قصة حياتك فرآك العالم... the super star man . وجئت تحدثنا عما هو أبعد من التميز فاستحقيت لقب ... the special man .

 

فإن كان هذا هو قصدك بالحديث عن أنكم استثنائيون .. فمعك كل الحق ..

 

وكل من يصدقك بالتأكيد هو ... the stupid man .

 

وأخيرا ً .. هي بالتأكيد صورة منافقة و كاذبة , ولا يمكننا إعتبارها صاحبة قيم ٍ وممارسات عظيمة , لا بل تمثل أبشع قيم الحضارة الغربية التي قامت على نهب الشعوب واسترقاقها واستعبادها , عبر ويلات ٍ أذاقتها لكل البشرية في الماضي والحاضر .. والمستقبل.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-10-01
  • 11433
  • من الأرشيف

من وودرو ويلسون إلى ما بعد باراك أوباما ...." الاستثنائيون "

 لوحة ٌ مزيفة , شعارات وهمية , حرية , عدالة , ديمقراطية , حقوق إنسان , تغيير , وعدٌ بالخلاص .....   بالقوة لا بالمبادئ, بالعنف لا بالرحمة, بالغطرسة لا بالقيم, بالنفاق لا بالصدق, بالدماء لا بالحوار.. جرائم ٌ بالجملة غصت بها صفحات التاريخ وصبغتها بدماء الأبرياء.   يدّعون الحرية والديمقراطية و رعاية السلام.. و( بدون الولايات المتحدة الأمريكية – يقول الرئيس نيكسون -  لن يكون هناك سلام ٌ أو حرية ٌ في العالم أجمع سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل – علينا حمل عبء العالم لأننا شعب ٌ عريق, نحن موجودون لنصنع التاريخ ).   لكم أن تسألوا أفريقيا السوداء ، وأمريكا الجنوبية، و أفغانستان , وفلسطين , والعراق , وليبيا , واليمن , و سوريا وعشرات الملايين الذين جُزت رؤوسهم .. قتل ٌ و وحشية ٌ , فوابل ٌ من أطنان القنابل على الأبرياء في اليابان, لم تهز جفن ٌ في عين الرئيس الأمريكي ترومان ليقول بعدها :"العالم الآن في متناول أيدينا".. و طالب بتفجير السدود المائية ونسف محطات توليد الطاقة الكهربائية في فيتنام الشمالية , وسط إعتراض هنري كيسنجر إذ قال:" قد يهلك أكثر من 200 ألف شخص!"  فرد الرئيس نيكسون : "كلا! ُأفضل استخدام القنبلة الذرية مرة ً أخرى إذا ً ".. فيما رأى الرئيس روزفلت أن الحروب التي دخلتها الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما ً قائمة على الخوف , وأكد أن إدارته :"لا نخاف إلاّ من الخوف نفسه".   ماض ٍ و حاضر و مستقبل !! .. هو التاريخ الأسود بعينه لدولة ٍ تدعى نشر الديمقراطية التي تفتقدها, ومحاربة الإرهاب الذي زرعته ورعته وصدّرته إلى العالم بأكمله ؟؟ ومع ذلك فقد فازت ببعض من قدموا لها القرابين والولاء والطاعة إما خوفا ً أو فاتورة ً مستعجلة الدفع , أو تماهيا ً و تماكبا ً في الشرّ والجريمة.   فهل يعقل في دولة "الديمقراطية" أن يتتالى أو يتعاقب حزبين سياسيين فقط كل أربع سنوات, بينما لا تتغير سياسة الدولة لا داخليا ً ولا خارجيا ً ؟! هو "النظام الأمريكي" المستمر في خط بياني واحد، عبر لعبة تغيير وجوه الرؤساء فقط للضحك على الناس في الداخل والعالم في الخارج...في وقت تخوض حروبها وتسفك الدماء تحت شعارات الديمقراطية, المساواة, العدالة, الحرية.. والتي حوّلتها إلى كلمات بدون معنى ً.   لطالما سعت حكوماتها المتعاقبة لإظهار بلاد العم سام في مظهر الدولة الاستثناء التي تتفوق على بقية دول وشعوب العالم الأخرى بقيمها وحضارتها وأفكارها ومثلها , وأنها ارتقت إلى وضع الدولة العظمى بعدما ساهمت في دحر النازية الألمانية والديكتاتورية اليابانية , و إذ تخدع الناس بإقناعهم بمهمتها الطبيعية في العالم , فالولايات المتحدة الأمريكية : "هي الرجولة الضرورية في العالم" - بحسب مادلين أولبرايت -.   إن حرصها على الفوز الدائم وشغفها لحكم العالم و السيطرة عليه , من خلال مخاوفها وكبريائها وغطرستها و عنجهيتها دفعتها للإتكاء على تاريخها الأسود في خوض معاركها في ظل حكام ٍ لا يترددون بالقيام بأي شيء, وارتكبت سلسلة ً من الجرائم المسكوت عنها حول العالم , وخصوصا ً في منطقتنا, بدءا ًمن الرئيس وودرو ويلسون 1913 و ليس إنتهاءا ً بالرئيس الحالي باراك أوباما2016 ..   وفي خلاصة بحثية تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية.. حاولت قلب نظام الحكم في 127 دولة , و حاولت إغتيال 54 زعيما ًوطنيا ً في العالم , و أشعلت الحروب الأهلية في 85 دولة , و بحسب وزارة الدفاع ( البنتاغون ) فقد شاركت في 17 عملية في الشرق الأوسط خلال أعوام 1980 – 1985 , و أنها مسؤولة عن قتل  200ألف عراقي و إبادة 10 ملايين صومالي على يد مشاة البحرية الأمريكية.   الآن و بعد أكثر من خمس سنوات للحرب على سوريا , وبعد أن نجحت في إستدراج أكثر من ستون دولة للتحالف معها بحجة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيمي "داعش" وجبهة النصرة في سوريا والعراق , في الوقت الذي بات واضحا ً أنها تقود الحرب الإرهابية على سوريا والمنطقة العربية لتنفيذ نظريتها الإستعمارية للإستيلاء على ثرواتها , وتدفع يوميا ً بسيناريوهات ومؤامرات تقسيم سوريا, فيما تتابع وضع لمساتها على طريق تقسيم العراق بشكل فعلي.    لن ينسى العالم ليلة 30 أغسطس/ آب 2013 الطويلة , والتي انتظر فيها العالم الرئيس أوباما ليخرج بتوقيت بلاده و يٌعلن نزوله عن شجرة التدخل العسكري المباشر في سوريا , وأن سوريا تعهدت بالتخلي عن سلاحها الكيميائي, و بدأ خطابه بإمتداح نفسه وحكومته و شعبه وأمته وخاطب الأمريكيين قائلا ً :   " you are exceptional" , "أنتم استثنائيون" !.   و لنا أن نسأله بأي معنى ً قصدتها ؟ و ما الذي كنت ترمي إليه ؟, فلست وحدك من يعرف تاريخكم و حضارتكم و أفعالكم ومدى استثنائيتكم ..فهل حقا ً أنتم استثنائيون  و تستحقون هذا اللقب ؟ وهل كنتم استثنائيون عندما:   - قتلتم و دمرتم حضارات المايا و الإنكا و الهنود الحمر و أبدتم شعوبهم .   - قتلتم مئات الاّلاف في ناغازاكي و هيروشيما بالقنبلة الذرية .   - كنتم وراء الحركة الصهيونية و دعمتم كيانها الغاصب الذي قتل وهجّر مئات الاّلاف من العرب والفلسطينيين وغيرهم .   - وحولتم أفغانستان بعد تدميرها مقرا ً لأدوات إرهابكم ( القاعدة ).   - ودخلتم العراق محتلين غزاة فحطمتم الدولة العراقية وقتلتم شعبها وسرقتم نفطها و اّثارها لمحو تاريخها .   - و ما فعلتموه في سورية من قتل وخراب عبر أدواتكم الإرهابية لن يكون اّخر مطافكم.   - اعتمدتم على قوى التطرف والهمجية ومال النفط الخليجي لسوق الموت والخراب عبر"ربيع ٍ عربي ٍ" خسيس أدخلتم عبره المنطقة في دوامة الحروب والدماء.   - أنهكتم كاهل شعبكم واقتصاده الذي تحول إلى اقتصاد هزيل يعجز عن سداد ديونه.   إنه بكل بساطة طبعكم وحقيقتكم ..   نعم كنتم مثالاً للتفوق والتميّز فأصبح في عرفكم "العم سام"... super uncle Sam   و غدت بلادكم ... super land , و من مصانع بطولاتكم خرج ...super man و .. Batman .   وعليه يحق أن تسمى حضارتكم ب... the super civilization .   ونلت جائزة نوبل للسلام فغدوت ... The super peace man .وتراجعت عن ضرب سورية وانتحارك السياسي فيها فبت ... the hero man . و أنقذت سمعة بلادك من هزيمة ٍ محققة ٍ فلقبوك ... the force man . وقمت بلعب دور البطولة في فيلم قصة حياتك فرآك العالم... the super star man . وجئت تحدثنا عما هو أبعد من التميز فاستحقيت لقب ... the special man .   فإن كان هذا هو قصدك بالحديث عن أنكم استثنائيون .. فمعك كل الحق ..   وكل من يصدقك بالتأكيد هو ... the stupid man .   وأخيرا ً .. هي بالتأكيد صورة منافقة و كاذبة , ولا يمكننا إعتبارها صاحبة قيم ٍ وممارسات عظيمة , لا بل تمثل أبشع قيم الحضارة الغربية التي قامت على نهب الشعوب واسترقاقها واستعبادها , عبر ويلات ٍ أذاقتها لكل البشرية في الماضي والحاضر .. والمستقبل.  

المصدر : ميشيل كلاغاصي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة