كثفت القوات السورية في الآونة الأخيرة عملياتها العسكرية في حلب، وذلك بعد أن أعلنت دمشق حداً لوقف الأعمال القتالية لمدة أسبوع واحد، والذي تم خلاله انتهاكات عديده من قبل المجموعات المسلحة التي لم تتوقف عن الأعمال العدائية التي وُصفت بالغير معقولة .

بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في سورية، زادت حدة الفوضى، وشعرت أمريكا أنها في ورطة, ولم تستطع الاعتراف أنها وضعت نفسها في دوامة يصعب الخروج منها في سورية والعراق، والسماح للأكراد والقوات السورية متابعة المعركة بعيداً عن أي تدخل خارجي، ففي كل مرة تدخل تجعل الوضع أشد سوءاً, لتتدخل أطراف أُخرى بمحاولة تحسين الحالة والحد من إراقة الدماء.

خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي يوم الأحد، والذي تم استدعاؤه بناء على طلب الولايات المتحدة وروسيا، تم خلاله اشتباكات حادة وتبادل التهم من الجانبين, وكل جانب يُحاول إلقاء اللوم على الآخر بعد فشل الاتفاقيات المُبرمة وتأزم الوضع السوري.

حيث انهار اتفاق وقف اطلاق النار الأسبوع الماضي في أعقاب الغارة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في دير الزور, والتي راح ضحيتها أكثر من 62 جندياً سورياً وعشرات الجرحى، إضافة إلى خسائر مادية بالعتاد، حيث رأى الجانب الروسي أن هذا الهجوم كان حادثاً يهدف إلى تأجيج الصراع في البلاد عمداً.

من الواضح أن أمريكا تعرف بالضبط ماذا تفعل عندما تقصدت ضرب القوات السورية، كما أن الحديث عن وجود معارضة معتدلة في سورية ما هو إلا اختراعات أمريكية للتمويه عن وجودها المؤذي في الداخل السوري، فهناك عدد قليل جداً من القادة يدعون أنهم معتدلون, لكنهم في الحقيقة "يجلسون في فنادق خمس نجوم في اسطنبول وأنقرة" كما قال أحد المسؤولين الأمريكيين في مقابلة له على إحدى القنوات الأمريكية.

حيث أشارت روسيا مؤخراً إلى تسجيل أكثر من 300 انتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار من قبل أولئك الذين تصفهم أمريكا بالمعتدلين، والذين يتلقون الدعم العسكري عن طريقها، كما أكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بوقوع هجوم كيميائي من قبل المجموعات المسلحة "المعتدلة" كغاز السارين وغيره، في حين اتهمت أمريكا القوات السورية باستخدام السلاح الكيميائي في عدد من المناطق, ودعت مجلس الأمن إلى فتح تحقيق في هذه القضية، ونُشاهد رفض الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إلى أي تصريح أو دفاع عن النفس من الجانب السوري، كما حدث خلال الاجتماع حين بدأ المندوب السوري كلمته غادر الجلسة كل من الوفد الفرنسي والأمريكي.

فلا تُعتبر هذه التصرفات هي طرق لبذل مساع دبلوماسية على الإطلاق، فأمريكا لا ترغب حتى أن تستمع مجرد استماع إلى المندوب السوري.

"النباح هو أسوأ من اللدغة"، كما قال بعض الخبراء الأميركيين، ومن غير المرجح أن تتغير المواقف والتصرفات الأمريكية حتى بعد الانتخابات.

لكن الآمال في أي تطورات إيجابية مرتبطة بنتائج الانتخابات الرئاسية, في حال استطاع المرشح "ترامب" أن يستحوذ على الرئاسة فمن الممكن أن يتغير الوضع بناءً على تصريحاته الأخيرة حول الوضع السوري حين قال: "أنا لست مهتم في التورط بهذا الصراع الدائر في سورية، وأضاف أنه سيسحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية, ويُحاول الضغط على الأتراك والأطراف الأخرى المتورطة في إشعال فتيل الحرب بما في ذلك دول الناتو و"اسرائيل"، على حد قوله، فبهذه التوقعات نرى أن ترامب قد يكون أقصر الطرق التي تجعلنا نرى نهاية الحرب السورية، على عكس وجود "كلينتون" بناءً على مواقفها يبدو أنها ستتابع النهج الذي اتبعه سابقها، وستستمر بالضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك دعم المجموعات المسلحة في عدد من المناطق المُشتعلة.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-09-27
  • 12915
  • من الأرشيف

هل سيكون "ترامب" السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في سورية؟

 كثفت القوات السورية في الآونة الأخيرة عملياتها العسكرية في حلب، وذلك بعد أن أعلنت دمشق حداً لوقف الأعمال القتالية لمدة أسبوع واحد، والذي تم خلاله انتهاكات عديده من قبل المجموعات المسلحة التي لم تتوقف عن الأعمال العدائية التي وُصفت بالغير معقولة . بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في سورية، زادت حدة الفوضى، وشعرت أمريكا أنها في ورطة, ولم تستطع الاعتراف أنها وضعت نفسها في دوامة يصعب الخروج منها في سورية والعراق، والسماح للأكراد والقوات السورية متابعة المعركة بعيداً عن أي تدخل خارجي، ففي كل مرة تدخل تجعل الوضع أشد سوءاً, لتتدخل أطراف أُخرى بمحاولة تحسين الحالة والحد من إراقة الدماء. خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي يوم الأحد، والذي تم استدعاؤه بناء على طلب الولايات المتحدة وروسيا، تم خلاله اشتباكات حادة وتبادل التهم من الجانبين, وكل جانب يُحاول إلقاء اللوم على الآخر بعد فشل الاتفاقيات المُبرمة وتأزم الوضع السوري. حيث انهار اتفاق وقف اطلاق النار الأسبوع الماضي في أعقاب الغارة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في دير الزور, والتي راح ضحيتها أكثر من 62 جندياً سورياً وعشرات الجرحى، إضافة إلى خسائر مادية بالعتاد، حيث رأى الجانب الروسي أن هذا الهجوم كان حادثاً يهدف إلى تأجيج الصراع في البلاد عمداً. من الواضح أن أمريكا تعرف بالضبط ماذا تفعل عندما تقصدت ضرب القوات السورية، كما أن الحديث عن وجود معارضة معتدلة في سورية ما هو إلا اختراعات أمريكية للتمويه عن وجودها المؤذي في الداخل السوري، فهناك عدد قليل جداً من القادة يدعون أنهم معتدلون, لكنهم في الحقيقة "يجلسون في فنادق خمس نجوم في اسطنبول وأنقرة" كما قال أحد المسؤولين الأمريكيين في مقابلة له على إحدى القنوات الأمريكية. حيث أشارت روسيا مؤخراً إلى تسجيل أكثر من 300 انتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار من قبل أولئك الذين تصفهم أمريكا بالمعتدلين، والذين يتلقون الدعم العسكري عن طريقها، كما أكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بوقوع هجوم كيميائي من قبل المجموعات المسلحة "المعتدلة" كغاز السارين وغيره، في حين اتهمت أمريكا القوات السورية باستخدام السلاح الكيميائي في عدد من المناطق, ودعت مجلس الأمن إلى فتح تحقيق في هذه القضية، ونُشاهد رفض الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إلى أي تصريح أو دفاع عن النفس من الجانب السوري، كما حدث خلال الاجتماع حين بدأ المندوب السوري كلمته غادر الجلسة كل من الوفد الفرنسي والأمريكي. فلا تُعتبر هذه التصرفات هي طرق لبذل مساع دبلوماسية على الإطلاق، فأمريكا لا ترغب حتى أن تستمع مجرد استماع إلى المندوب السوري. "النباح هو أسوأ من اللدغة"، كما قال بعض الخبراء الأميركيين، ومن غير المرجح أن تتغير المواقف والتصرفات الأمريكية حتى بعد الانتخابات. لكن الآمال في أي تطورات إيجابية مرتبطة بنتائج الانتخابات الرئاسية, في حال استطاع المرشح "ترامب" أن يستحوذ على الرئاسة فمن الممكن أن يتغير الوضع بناءً على تصريحاته الأخيرة حول الوضع السوري حين قال: "أنا لست مهتم في التورط بهذا الصراع الدائر في سورية، وأضاف أنه سيسحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية, ويُحاول الضغط على الأتراك والأطراف الأخرى المتورطة في إشعال فتيل الحرب بما في ذلك دول الناتو و"اسرائيل"، على حد قوله، فبهذه التوقعات نرى أن ترامب قد يكون أقصر الطرق التي تجعلنا نرى نهاية الحرب السورية، على عكس وجود "كلينتون" بناءً على مواقفها يبدو أنها ستتابع النهج الذي اتبعه سابقها، وستستمر بالضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك دعم المجموعات المسلحة في عدد من المناطق المُشتعلة.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة