دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو أن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر السياسي … هكذا يمكننا إيجاز حالة قوات درع الفرات التي تشكلت بدعم وتدخل تركي مباشر وبمساندة العديد من الفصائل السورية المسلحة الموالية لها .
درع الفرات التي تشكلت بغطاء معلن هو قتال تنظيم داعش وقوات سورية الديمقراطية الكردية وغطاء مستتر وهو توسيع النفوذ التركي الذي ربما قد يطال ضم العديد من البلدات السورية المحاذية للحدود التركية وتشكيل رأس حربة تركية تقطع الطريق أمام الأكراد للحصول على مساحة جغرافية متصلة تسمح لهم بقيام كيان كردي مستقل يهدد وحدة وسلامة الأراضي التركية
الفصائل السورية تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عن المعارضة في مدينة حلب وتركها لمصيرها تواجه القوات السورية والطائرات الروسية ونيران القوات الحليفة للحكومة السورية بينما تدعي في شمال حلب أنها تقف مع المعارضة السورية في وجه داعش .
ربما أدركت العديد من هذه الفصائل أنها لن تكون سوى وقود في المحرقة الدولية لذلك تحاول النأي بنفسها لتوفير ما أمكن من الخسائر البشرية والمادية التي قد تتعرض لها.
فتوى حركة أحرار الشام بجواز القتال مع قوات درع الفرات لم تأت بالثمار المطلوبة فقد لاقتها فتوى معاكسة من النصرة تمنع هذه التحالف وهو ما انعكس ميدانيا على أرض الواقع حيث أعلن لواء المهام الخاصة” التابع لـ “فرقة الحمزة ـ الجيش الحر” عن تعليق عمله في غرفة عمليات “درع الفرات” التي تقودها تركيا شمال حلب، بسبب وجود قوة تابعة للجيش الأمريكي في منطقة “حور كلس”، ليكون بذلك الفصيل الثالث الذي ينسحب من “العملية” بعد “لواء صقور الجبل” و “أحرار الشرقية” خلال أسبوع.
الوجود الأمريكي يلقى رفضا صارخا وهو ما عبرت عنه فصائل الجيش الحر في هتافاتها ضد القوات الأمريكية التي دخلت مدينة الراعي على الحدود التركية حيث وصلت التهديدات إلى الذبح مما دفع العناصر الأمريكية إلى المغادرة .
اليوم قوات درع الفرات أمام امتحان صعب يطال وجودها بعد أن بدأت الفصائل المتحالفة معه تتراخى وتنسحب وهو ما أعطى المجال لقوات اعش بإعادة التقدم باتجاه جرابلس والسيطرة على العديد من القرى التي فقدتها .
معادلة جديدة ترتسم بالأفق وتيار من العداء للولايات المتحدة بدأ يتسع وقد يطال في شذراته التحالف مع القوات التركية التي أصابها الوهن حيث أنها لم تستطع تحقيق تقدم جديد على الأرض وانسحاب الفصائل السورية من قوات درع الفرات قد يكون المسمار الأخير في نعش هذا التحالف .
المصدر :
الماسة السورية/ الحدث نيوز
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة