دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اللحوم الحمراء وخاصة لحم الضأن (الخروف) تكاد تكون معدومة عند الباعة وذلك بسبب ارتفاع أسعارها والتي تبدو غير منطقية وغير مألوفة في الوقت الراهن وخاصة في محافظة القنيطرة التي ما زالت تعد من أرخص المحافظات بالنسبة لأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء بسبب توافرها بأعداد جيدة على أرض المحافظة.
وعلى ذمة أحد المواطنين أن أحد الباعة ومن صعوبة تأمين لحم الخروف خلال الفترة الحالية اعتمد على لحم العجل لكي لا يغلق محله ورغم إدراكه أن ذلك مخالف للأنظمة والقوانين ولكن يريد أن يعيل أسرته مؤكداً أنه وقبل عملية البيع يقول للزبون إن اللحمة ليست لحمة خروف وإنما لحم عجل، أما مسوغ ذلك البائع فمرده إلى أن سعر كيلو لحم الخروف القائم وقبل الذبح نحو 1700 ليرة وذلك لإقبال الكثير من المواطنين على استقبال عيد الأضحى وتحضير الأضاحي، في حين يذهب البعض بعيداً باعتقادهم عندما يؤكدون أن هناك عملية تهريب ممنهجة لقطعان الماشية والتي تتركز تربيتها بالقطاع الجنوبي من المحافظة الخاضع لسيطرة المسلحين وعمليات التهريب إلى الدول المجاورة كالأردن ومنها لدول الخليج، عدا عن قرار الجهات المعنية بتصدير الفائض من قطعان الماشية.
وبجميع الأحوال فإن أسعار اللحوم الحمراء وخلال الأعياد ترتفع من دون مسوغات ما دامت أنها وافرة ومن الإنتاج المحلي ولكن أن يصل سعر الخروف القائم وزن 50 كغ إلى 85 ألف ليرة ويمكن أكثر من هذا الرقم وقد يصل إلى 100 ألف ليرة حسب الطلب والزبون، وهنا صلب الموضوع حيث نجد أسعار الواقع غير الأسعار الرسمية المعلنة، ويقول أحد أبناء محافظة دمشق إن سعر الكيلو الواحد من اللحوم الحمراء في أحياء العاصمة تجاوزت 5000 ليرة سورية، أي ما يعادل 40 بالمئة من راتب العامل الموسمي و25 بالمئة من راتب عمال الفئات الثالثة والرابعة والخامسة, ولذلك نجد إحجاماً من المستهلك عن التوجه إلى اللحوم الحمراء واستبدالها باللحوم البيضاء (الفروج) والتي بدورها أيضاً شهدت أسعارها ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الحالي بحيث قفز كل جزء من أجزاء الفروج بنحو 250 – 300 ليرة ويمكن للمتابع مراجعة النشرة الصادرة عن مديريات التجارة الداخلية الخاصة بأسعار الفروج والواقع الحالي للأسعار. وأمام هذا الواقع فإنه كان يفترض من الجهات المعنية توفير الأضاحي وبكميات جيدة وتحديد مراكز لعمليات البيع والذبح وبحيث لا نترك المواطن تحت أهواء التجار واستغلال مناسبة عيد الأضحى المبارك لتحقيق أرباح خيالية يمكن أن تنعكس على أصحاب الدخل المقطوع، وهنا يأتي دور صالات التدخل الإيجابي في القطاع العام ونقصد الخزن تحديدا التي يقع على عاتقها توفير اللحوم الحمراء والبيضاء وبكميات جيدة لصالاتها وخاصة أيام الأعياد والمناسبات لتغطية النقص الذي يمكن أن يحصل بسبب إقبال المواطنين على شراء الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ولكن للأسف نقولها بحسرة ومرارة إن الخزن ما زالت مقصرة تجاه محافظة القنيطرة ورغم مرور نحو ثلاثة أشهر على افتتاح صالتين لها في خان أرنبة إلا أنه وحتى تاريخه لم توفر البرادات والجمادات لحفظ اللحوم وغياب تلك المادة عن صالاتها ساهم وبشكل كبير في ارتفاع اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، علما أن محافظة القنيطرة قد وجهت كتابا إلى مؤسسة الخزن لتوفير البرادات والجمادات وتوفير مادة اللحوم لأبناء المحافظة بأسعار مناسبة ومنافسة للسوق المحلية.
المهندس علي زيتون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالقنيطرة أكد تكثيف دوريات الرقابة التموينية على الأسواق وعلى مدار الساعة لضبط الأسعار وخاصة خلال هذه الفترة وقدوم عيد الأضحى، منوهاً بوجود نشرة صادرة عن المكتب التنفيذي بالنسبة لأسعار اللحوم والمحددة بـ3000 ل.س للكيلو غرام لحم الخروف الضأن ونسبة 20 بالمئة دهن والغنم والعجل 2700 ليرة، أما البقر فسعر الكيلو الواحد 2500 ليرة والمديرية على استعداد لتلقي أي شكوى من المواطنين حول مخالفات الباعة سواء حول أسعار اللحوم أو أي مادة أخرى.
المصدر :
الوطن / خالد خالد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة