معركة حلب وتطوراتها المتسارعة تتصدر الصحف الأجنبية والبريطانية تحديداً التي رأت في تراجع الجماعات المسلحة وتقدم الجيش السوري فشلاً جديداً للغرب في سوريا داعية إلى إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي الروسي.

 رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن حلب اليوم في خضم ما يمكن أن تكون أكثر المعارك حسماً في الحرب الأهلية السورية مشيرة إلى أنه "في حال سقوط المتمردين الذين يسيطرون على المناطق الشرقية أمام النظام فإن المعارضة ضد الرئيس الأسد ستخسر آخر معاقلها الاستراتيجية فيما المعادلة الدبلوماسية في الشرق الأوسط ستميل بشكل كامل لصالح روسيا وحلفائها بما في ذلك إيران".

 ولفتت الصحيفة إلى الوضع الإنساني المتدهور معتبرة أنه "بالنسبة للسكان البالغ عددهم 300 ألف من الموجودين (تحت الحصار) فإن الواقع الحالي ليس مرتبطاً بتطور جيوسياسي بقدر ما هو كارثة إنسانية ذات أبعاد لا توصف".

وخلصت الصحيفة إلى أن السياسات الغربية فشلت في سوريا لأسباب ليس أقلها أنها عقدت آمالاً على أن تصبح روسيا أكثر تعاوناً لا أن يكون هدفها الانتصار العسكري الشامل لحليفها الأسد مضيفة أن "مصير سكان حلب على المحك، كذلك هي مصداقية الاستراتيجيات الغربية التي انصب تركيزها على داعش فقط ولم تفعل شيئاً يذكر لإيجاد وسيلة للتفاوض على وضع حد للحرب، الكارثة الأسوأ على مستوى حقوق الإنسان في عصرنا الراهن".  بالنسبة لصحيفة "فايننشال تايمز" فإن المعركة في حلب بلغت مرحلة حاسمة. وكتبت الصحيفة تحت عنوان "مخاطر كبيرة تنتظرنا في حلب" أن "المدينة التي كانت إحدى أكبر المدن السورية ودمر معظمها اليوم، تشهد بعضاً من أشرس المعارك في الحرب السورية. لكن هذا الفصل الأخير يشي بأنه سيكون الأكثر قتامة بينها".

 وقالت الصحيفة "إن المتمردين الذين يسيطرون على القسم الشرقي من المدينة لا يزالون تحت الحصار منذ نهاية تموز حيث قطعت القوات النظامية مدعومة من إيران وحزب الله بقطع الشريان الرئيسي الذي يربط المدينة بتركيا".

 الصحيفة البريطانية لفتت إلى أن سقوط شرق حلب سيحرم القوات "المتمردة المعتدلة" من آخر المدن الرئيسية التي تسيطر عليها ويحتمل أن يطلق المرحلة النهائية من "الثورة" التي بدأت عام 2011 ثم تحولت إلى تمرد بحسب الصحيفة .

 ورأت "فايننشال تايمز" أنه صحيح أن المعارضة تخسر الأرض. لكن لا شيء يضمن بأن القوات الحكومية حتى مع الدعم الجوي الروسي يمكنها السيطرة على الأرض التي انسحب منها المتمردون" مضيفة بأنه "من الوهم أن ينهي طرف واحد الحرب لصالحه. كما أن من الوهم القول إن الغرب يمكنه أن يدير ظهره للأزمة السورية. فالمشكلة انتقلت الى اعتاب أوروبا من خلال تدفق اللاجئين والهجمات الإرهابية المستلهمة أو الموجهة من قبل داعش". 

 وخلصت الصحيفة إلى الحاجة الملحة لتجديد كل من الولايات المتحدة وروسيا اتفاق وقف إطلاق النار، للاعتبارات الانسانية والسياسية معاً، مشيرة إلى أن لا بديل آخر من ذلك.

  • فريق ماسة
  • 2016-08-05
  • 11675
  • من الأرشيف

حلب.. فشل غربي آخر يلوح في سوريا

معركة حلب وتطوراتها المتسارعة تتصدر الصحف الأجنبية والبريطانية تحديداً التي رأت في تراجع الجماعات المسلحة وتقدم الجيش السوري فشلاً جديداً للغرب في سوريا داعية إلى إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي الروسي.  رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن حلب اليوم في خضم ما يمكن أن تكون أكثر المعارك حسماً في الحرب الأهلية السورية مشيرة إلى أنه "في حال سقوط المتمردين الذين يسيطرون على المناطق الشرقية أمام النظام فإن المعارضة ضد الرئيس الأسد ستخسر آخر معاقلها الاستراتيجية فيما المعادلة الدبلوماسية في الشرق الأوسط ستميل بشكل كامل لصالح روسيا وحلفائها بما في ذلك إيران".  ولفتت الصحيفة إلى الوضع الإنساني المتدهور معتبرة أنه "بالنسبة للسكان البالغ عددهم 300 ألف من الموجودين (تحت الحصار) فإن الواقع الحالي ليس مرتبطاً بتطور جيوسياسي بقدر ما هو كارثة إنسانية ذات أبعاد لا توصف". وخلصت الصحيفة إلى أن السياسات الغربية فشلت في سوريا لأسباب ليس أقلها أنها عقدت آمالاً على أن تصبح روسيا أكثر تعاوناً لا أن يكون هدفها الانتصار العسكري الشامل لحليفها الأسد مضيفة أن "مصير سكان حلب على المحك، كذلك هي مصداقية الاستراتيجيات الغربية التي انصب تركيزها على داعش فقط ولم تفعل شيئاً يذكر لإيجاد وسيلة للتفاوض على وضع حد للحرب، الكارثة الأسوأ على مستوى حقوق الإنسان في عصرنا الراهن".  بالنسبة لصحيفة "فايننشال تايمز" فإن المعركة في حلب بلغت مرحلة حاسمة. وكتبت الصحيفة تحت عنوان "مخاطر كبيرة تنتظرنا في حلب" أن "المدينة التي كانت إحدى أكبر المدن السورية ودمر معظمها اليوم، تشهد بعضاً من أشرس المعارك في الحرب السورية. لكن هذا الفصل الأخير يشي بأنه سيكون الأكثر قتامة بينها".  وقالت الصحيفة "إن المتمردين الذين يسيطرون على القسم الشرقي من المدينة لا يزالون تحت الحصار منذ نهاية تموز حيث قطعت القوات النظامية مدعومة من إيران وحزب الله بقطع الشريان الرئيسي الذي يربط المدينة بتركيا".  الصحيفة البريطانية لفتت إلى أن سقوط شرق حلب سيحرم القوات "المتمردة المعتدلة" من آخر المدن الرئيسية التي تسيطر عليها ويحتمل أن يطلق المرحلة النهائية من "الثورة" التي بدأت عام 2011 ثم تحولت إلى تمرد بحسب الصحيفة .  ورأت "فايننشال تايمز" أنه صحيح أن المعارضة تخسر الأرض. لكن لا شيء يضمن بأن القوات الحكومية حتى مع الدعم الجوي الروسي يمكنها السيطرة على الأرض التي انسحب منها المتمردون" مضيفة بأنه "من الوهم أن ينهي طرف واحد الحرب لصالحه. كما أن من الوهم القول إن الغرب يمكنه أن يدير ظهره للأزمة السورية. فالمشكلة انتقلت الى اعتاب أوروبا من خلال تدفق اللاجئين والهجمات الإرهابية المستلهمة أو الموجهة من قبل داعش".   وخلصت الصحيفة إلى الحاجة الملحة لتجديد كل من الولايات المتحدة وروسيا اتفاق وقف إطلاق النار، للاعتبارات الانسانية والسياسية معاً، مشيرة إلى أن لا بديل آخر من ذلك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة